طارق الشناوى: أتمنى تقديم فيلم عالمى عن الانتصار العظيم.. والإسرائيليون يزيفون الحقائق

 

ماجدة خيرالله تطالب بدعم صناع الأفلام لإنتاج عمل فني يخلد بطولات الجندى المصرى  

 

عصام زكريا: الأفلام التى تناولت النصر كانت هزيلة

 

خيرية البشلاوى: نحن في حاجة إلى سلسلة من الأفلام عن أبطالنا فى الحرب  

الأمير أباظة: حرب أكتوبر أكبر كثيرًا مما تم تقديمه فى السينما المصرية

-------

 

خمسون عاما مرت على واحدة من أهم المعارك الحربية في التاريخ الحديث، وهي حرب أكتوبر المجيدة، والتي نجح من خلالها أبطالنا في عبور خط بارليف وتحرير سيناء في السادس من أكتوبر 1973، ولكن على الرغم من حجم البطولات وما تم تقديمه خلال الحرب، إلا أن السينما المصرية لم تتناول المعارك الحربية بالشكل الذي يليق بها.

ورغم أن السينما المصرية كانت هي الرائدة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، إلا أن تناول السينما المصرية للمعارك الحربية خلال حرب أكتوبر، لم تكن بالقدر الكافي، حيث تم إنتاج عدد من الأفلام بعد نصر أكتوبر، والتي كان من أبرزها «الرصاصة لا تزال في جيبي، بدور، العمر لحظة»، إلا أنها لم تتناول المعارك الحربية بالشكل المناسب، واكتفت ببعض المشاهد الوثائقة لحرب أكتوبر بجانب تناول بعض القصص الجانبية.

وتحدث عدد من أبرز نقاد الفن لـ«البوابة»، عن ما قدمته السينما المصرية عن حرب أكتوبر، وهل نجحت في تناول بطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر أم لا. 

ملحمة النصر

قال الناقد طارق الشناوي، إن تناول السينما المصرية لمحمة نصر أكتوبر كان أقل كثيرا مما تستحقه، ونحن أمام عدو قادر على تزييف الحقائق وقدم العديد من الأعمال السينمائية الناجحة عن حرب أكتوبر، وقدموا من خلالها وجهة نظرهم وعرضوها في العديد من دول العالم، وأخرها فيلم «جولدا» والذي شاهده في مهرجان برلين في فبراير الماضي، والفيلم يتحدث عن هزيمة إسرائيل في بداية الحرب، ولكنهم حققوا ما يريدونه في النهاية، وهذا غير حقيقي.

وأشار طارق الشناوي خلال حديثه لـ«البوابة»، إلى أننا في حاجة إلى فيلم عالمي يتناول بطولات الجيش المصري خلال حرب أكتوبر المجيدة، لأننا في حاجة إلى أن نتباهي ببطولات الجيش المصري أمام العالم كله، لأننا في مصر والوطن العربي نعرف جيدًا حجم الإنجاز الذي حققناه خلال حرب أكتوبر، ولكن الغرب لا يعرفون هذا، وذلك لأن الإسرائيليين يزيفون الحقائق، ونحن نحتاج إلى مشروع فني عالمي ونستعين من خلال بنجوم عالمين بجانب النجوم المصريين وأن يكون الفيلم باللغة الإنجليزية كي يشاهده العالم ويشاهد معارك الجيش المصري وبطولاته في حرب أكتوبر.

وتابع «الشناوي»، أن فيلم «الممر» يعطي بارقة أمل لأن نقدم أفلام عالمية عن معارك حرب أكتوبر، ولكنه تناول حرب الإستنزاف وليس حرب أكتوبر، وحتى الأن الجزء الثاني من «الممر» مازال مصيره مجهول، متمنيا أن يجد في «الممر 2» ما يشفي غليلنا ويكشف عن بطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر.

وقالت الناقدة ماجدة خيرالله، إن الأفلام المصرية التي تناولت نصر أكتوبر لم تكن عند المستوى المطلوب، وإذا تم مقارنتها بالأفلام العالمية التي تناولت الحرب العالمية الثانية فهي كانت تحتاج إلى الكثير وكانت أقل من المستوى، حيث كانت تلجأ الأفلام القديمة عن حرب أكتوبر إلى مشاهد وثائقية عن الحرب والمعارك وليس معارك تم تصويرها بشكل فعلي كي تنقل للمشاهدين ما حدث، كما أنه لم تتم الاستعانة بأدوات الحرب والأليات العسكرية والدبابات التي تم استخدامها في حرب أكتوبر 1973، على غرار الأفلام العالمية.

وأشارت ماجدة خيرالله، خلال حديثها لـ«البوابة»، إلى أن فكرة تقديم فيلم مصري يتناول المعارك الحربية خلال حرب أكتوبر وبطولات الجيش المصري يحتاج إلى تكاتف الجميع، وتقديم كل التسهيلات والدعم لصناع هذا الفيلم، سواء كانت الإليات العسكرية أو ملابس الجنود خلال حرب أكتوبر 1973، كي يخرج فيلم قادر على منافسة الأفلام العالمية، لأن مصر تحتاج إلى تقديم أفلام لائقة بنصر أكتوبر، وحتى فيلم «الممر» الذي تم إنتاجه مؤخرا لم يكن على مستوى المعارك الحربية بالشكل الذي يجب أن نظهر به لمنافسة الأفلام الأجنبية التي تناولت معارك الحرب العالمية الثانية، متمنية أن يشهد المستقبل تقديم أفلام حربية مصرية لائقة بنصر أكتوبر حتي تعرف الأجيال الجديدة بطولات الجيش المصري في أكتوبر 1973.

أفلام هزيلة

من جانبه قال الناقد عصام زكريا، إن الكثير يعرفون تفاصيل المعارك الحربية في الحرب العالمية الثانية من خلال السينما العالمية، أكثر مما يعرفون عن معارك حرب أكتوبر 1973، هذا بجانب القصص الجانبية المؤثرة بالحرب العالمية الثانية والتي خرجت منها أفلام سينمائية ناجحة، وإذا قررنا أن ننتج فيلما حربيا جيدا عن نصر أكتوبر سنجد العديد من القصص والبطولات بداية من عبور خط بارليف حتى الثغرة وما حدث بها.

وتابع عصام زكريا خلال حديثه لـ«البوابة»، أن إنتاج فيلم حربي جيد عن حرب أكتوبر يتطلب إلى العديد من العناصر من حيث الإنتاج الفني الضخم أو الإخراج والسيناريو الجيد المناسبين لنصر أكتوبر، وهذه الأفلام تحقق النجاح، ففيلم مثل «الممر»  حقق النجاح رغم أنه لم يتناول حرب أكتوبر نفسها التي تحتاج إلى العديد من الأفلام الناجحة، ولا يعقل أن الطرف المهزوم في حرب أكتوبر يقدم العديد من الأفلام عن حرب أكتوبر، ونحن لا نقدم أفلاما عن بطولاتنا في حرب أكتوبر.

وأشار «زكريا» إلى أننا في حاجة إلى تقديم أفلام مختلفة عن الأفلام الهزيلة التي تم تقديمها عن حرب أكتوبر بعد انتهاء الحرب خلال فترة السبعينيات، وهي كانت لا ترقى إلى مستوى الحرب، وهناك العديد من عوامل الضعف في هذه الأفلام مثل ظهور الفنان محمود ياسين في بعض الأفلام بشعر طويل لا يتماشي مع العسكرية المصرية، وغيرها من العوامل لنقل الواقع في حرب أكتوبر من بطولات وتضحيات، وبعد مرور 50 عامًا على نصر أكتوبر، أصبحنا في حاجة للكشف عن الحقائق وبطولات القوات المسلحة للأجيال الجديدة. 

أبطال حرب أكتوبر

وتقول الناقدة خيرية البشلاوي، إن السينما المصرية لم تتناول المعارك الحربية في حرب أكتوبر بالشكل المناسب، ولازالت السينما المصرية مدينة لحرب أكتوبر بالكثير، وربما نجد أن السينما التسجيلية قدمت بعض الأفلام الجيدة عن حرب أكتوبر ورصدت بطولات أبطالنا في حرب أكتوبر، ولكن الأفلام الروائية لم تتناول بطولاتنا بالشكل المناسب، ومازالت مقصرة وأيضا السينما التسجيلية مازالت مقصرة، ولقطات عبور خط باريف كانت شبه مكررة في الأفلام المصرية.

وأكدت خيرية البشلاوي خلال حديثها لـ«البوابة»، أننا في حاجة إلى أعمال وثائقية عن حرب أكتوبر، وعلى سبيل المثال، سنجد أن مسلسل الاختيار والذي تناول حرب الجيش المصري على الإرهاب حقق النجاح وخلق حالة من الوطنية، واستغل العمل الوثائقي مع العمل الروائي، وأحب الناس هذا المسلسل، متمنية أن تنتج إحدى الشركات الكبري في مصر عملا فنيا يضاهي نصر أكتوبر وعدم الاكتفاء بما تم تقديمه من أفلام لم تكن عند المستوى. 

وأضافت «البشلاوي»، أن الدول المشاركة في الحرب العالمية الثانية قدمت أفلاما ملحمية عن معارك الحرب العالمية الثانية، ولكن السينما المصرية ليس لديها الفيلم الذي يضاهي ما حدث في حرب أكتوبر 1973، ونحن في حاجة إلى سلسلة من الأفلام التي تتناول تضحيات الأبطال في حرب أكتوبر، حتي تعرف الأجيال الجديدة هذه البطولات التاريخية ودعم الحس الوطني للشباب.

وقائع هامة

من جهته قال الناقد الأمير أباظة، إن نصر أكتوبر بالرغم من أهميته وعظمته إلا أن السينما المصرية لم تتناوله بالشكل المناسب، والأفلام التي تم إنتاجها في عام 1974 كانت أفلام اجتماعية، وتم دعمها ببعض المشاهد الوثائقية عن حرب أكتوبر 1973.

وأشار الأمير أباظة خلال حديثه لـ«البوابة»، إلى أن هناك بعض الأفلام الوثائقية الجيدة التي تناولت حرب أكتوبر بعد الحرب، نظرا لأنها تناولت وقائع هامة ورصدت بطولات الجيش في حرب أكتوبر، ولكن حرب أكتوبر أكبر كثيرًا من كل ما تم تقديمه في السينما المصرية. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حرب أكتوبر نصر اكتوبر سينما الحرب العالمیة الثانیة خلال حرب أکتوبر حرب أکتوبر 1973 فی حرب أکتوبر عن حرب أکتوبر معارک الحرب التی تناولت فی حاجة إلى من الأفلام لـ البوابة نصر أکتوبر العدید من من خلال إلا أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

العالم يحبس أنفاسه.. غياب التوصل لاتفاق جديد قبل 18 أكتوبر يدفع الأزمة النووية الإيرانية إلى سيناريو الحرب الشاملة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في حين يزعم الرئيس الأمريكي أنه يريد التوصل إلى اتفاق مع طهران لمنعها من الحصول على القنبلة الذرية، فإنه في واقع الأمر يبذل كل ما في وسعه لتعزيز رؤيته العسكرية. حيث قال المقيم في البيت الأبيض، يوم الجمعة ٧ مارس: "نحن في اللحظات الأخيرة.. لكن لا يمكننا أن نسمح لهم بامتلاك أسلحة نووية"، ملوحاً بالتدخل العسكري!، لتعود قضية الطاقة النووية الإيرانية وتداعياتها المحتملة والمدمرة إلى صدارة المشهد.
وفى تقرير شامل كتبه الصحفى المتخصص فى الشأن الإيرانى أرمين عرفى بمجلة “لوبوان” الفرنسية، يقول إن الأزمة النووية الإيرانية اندلعت في أغسطس ٢٠٠٢، عندما كشف أعضاء منظمة مجاهدي خلق، وهي جماعة معارضة إيرانية في الخارج، عن وجود برنامج ذري سري في إيران. وفي حين تزعم الجمهورية الإسلامية أنها تقوم بتخصيب اليورانيوم في محطاتها النووية لأغراض سلمية بحتة، كما هو مسموح به بموجب معاهدة منع الانتشار النووي التي وقعت عليها، فإن القوى الدولية الكبرى بقيادة الدول الغربية تعتقد، على العكس من ذلك، أن الأنشطة الذرية الإيرانية لها أهداف عسكرية.

ويؤكد دبلوماسي متخصص في هذا الشأن أن "البرنامج النووي الإيراني كان دائما ذا طابع عسكري". 

ويضيف "لا يوجد تفسير آخر لتخصيب اليورانيوم بنسبة ٦٠٪، وذلك بعد أن اطمأن الغرب، لبعض الوقت، عقب التوصل إلى اتفاق في يوليو ٢٠١٥ (خطة العمل الشاملة المشتركة)، والذي أدى إلى تقليص الأنشطة النووية الإيرانية المثيرة للجدل إلى حد كبير في مقابل رفع العقوبات الدولية التي كانت تخنق الاقتصاد الإيراني.
الانسحاب الأمريكى
ومن المفارقات العجيبة أن دونالد ترامب هو الذي انسحب من جانب واحد من الاتفاق النووي في مايو ٢٠١٨، والذي احترمته طهران وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن الرئيس الأمريكي اعتبره "اتفاقاً سيئاً" لم يعالج المخاوف الأخرى لحلفائه الإسرائيليين، فى وجود برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني و"أنشطتها المزعزعة للاستقرار" في المنطقة.
في محاولة للضغط على إيران لإجبارها على قبول نص جديد بشروطها الخاصة، فرض الرئيس الأمريكي أكثر من ١٥٠٠ عقوبة اقتصادية ونفطية على طهران، لتولد بذلك سياسة "الضغط الأقصى".
ولكن هذه السياسة، وبعيداً عن إعادة القادة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات، أدت، على العكس من ذلك، إلى استئناف طهران لبرنامجها النووي المثير للجدل في عام ٢٠١٩، لدرجة أن الجمهورية الإسلامية لم تكن أبدا أقرب إلى الحصول على القنبلة الذرية مما هي عليه اليوم.
وفي تقرير سري صدر في فبراير الماضى، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة ٦٠٪ إلى مستويات "مقلقة للغاية"، إلى ٢٧٤.٨ كيلوجرام من ١٨٢.٣ كيلوجرام في نوفمبر، وهو ما يمثل زيادة بنسبة ٥١٪. وفي المجمل، تقدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب بنحو ٨٢٩٤.٤ كيلوجرام، وهو ما يزيد على الحد المسموح به بموجب اتفاق ٢٠١٥ بنحو ٤١ ضعفاً. وعند مستوى تخصيب ٢٠٪، يمكن استخدام اليورانيوم لإنتاج النظائر الطبية، وكذلك للدفع البحري ومفاعلات الأبحاث. ولكن عند نسبة ٩٠٪، يصل الوقود النووي إلى الحد الضروري لإنتاج القنبلة.
وبحسب نائب وزير الدفاع الأمريكي كولن كاهل، فإن إيران تحتاج حالياً إلى ١٢ يوماً لتجميع ما يكفي من المواد الانشطارية (اليورانيوم المخصب بنسبة ٩٠٪) لبناء رأس حربي ذري إذا قررت القيام بذلك، مقارنة بعام واحد في وقت الاتفاق النووي. ويحذر دبلوماسي آخر قائلاً: "الوضع خطير، وإيران لم تكن أبدا أقرب إلى امتلاك كل ما تحتاجه لبناء القنبلة مثل اليوم".
الضعف الإيرانى
ولكن تراجع حلفاء الجمهورية الإسلامية في السياق الإقليمي بعد السابع من أكتوبر قد يغير الوضع. لقد أدى الضعف المتتالي لحركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، تحت ضربات الجيش الإسرائيلي، إلى جانب الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، إلى إضعاف "محور المقاومة" الموالي لإيران في الشرق الأوسط إلى حد كبير وتقويض الردع الإيراني.
وقال الدبلوماسي الذى طلب عدم ذكر اسمه: "لقد خسر النظام عدة طبقات من دفاعاته في المنطقة واحدة تلو أخرى، فضلاً عن جزء كبير من صواريخه الباليستية خلال الهجمات المباشرة التي شنها العام الماضي ضد إسرائيل. والآن يلمح عدد من المسؤولين الإيرانيين من الصف الثاني علناً إلى حدوث تحول في العقيدة النووية نحو بناء قنبلة".
وحدة تحت الأرض
وبحسب أجهزة الاستخبارات الأمريكية، شكلت إيران العام الماضي وحدة سرية من العلماء تعمل على تطوير طريقة سريعة لتطوير سلاح نووي خلال أشهر إذا اتخذ القرار السياسي.
يزعم مصدر دبلوماسي إيراني تمت مقابلته شريطة عدم الكشف عن هويته أنه "في حين قد تكون هناك أصوات متباينة في إيران، فإن السلطات المختصة لا تسعى على الإطلاق إلى امتلاك أسلحة نووية، ذلك أن فتوى المرشد الأعلى تجعل مثل هذا السلاح حرامًا، وكلمته فقط هي المعتمدة في إيران". ويرى المصدر الدبلوماسي الإيراني أن "إيران لن تتفاوض تحت الضغط بل في جو من الندية وبهدف بناء". ويضيف "لقد كنا تحت الضغط الأقصى لسنوات، وليس من خلال محاولة ترهيب العالم أجمع يتخيل دونالد ترامب أنه سيتمكن من تحقيق أي شيء. لقد انتهت تلك الأيام". 
وفي الوقت الراهن، استبعد آية الله علي خامنئي إجراء أي مفاوضات مع الولايات المتحدة، منتقداً سياسة "الترهيب" التي تنتهجها واشنطن. وقال في كلمة ألقاها يوم السبت ٨ مارس أمام مسئولي البلاد بمناسبة شهر رمضان: "بالنسبة لهم، المفاوضات ليست لحل المشاكل، بل للهيمنة، وهم يريدون فرض إرادتهم على الجانب الآخر من خلال المفاوضات".
المفاوضات الأوروبية
ورغم تصميمه على إجبار الجمهورية الإسلامية على الاستسلام، إلا أن الرئيس الأمريكي لم يحدد قط الخطوط العريضة لاستراتيجيته أو تفاصيل المفاوضات التي يدعو إليها. ولكنه أعاد بالفعل سياسة "أقصى الضغوط" على إيران من خلال فرض عقوبات على  صادرات النفط الإيرانية  إلى الصين وكذلك  مبيعاتها من الكهرباء والغاز إلى العراق.
وإذا كانت إدارته لا تتفاوض مع إيران في الوقت الحالي، فإنها تترك هذه المهمة للقوى الأوروبية الرئيسية (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) التي ناقشت عدة مرات مع طهران منذ انتخابه في نوفمبر ٢٠٢٤.
ومع التفكير فى إعادة تفعيل آلية "سناب باك" على الإنترنت، تبرز إمكانية إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران قبل انتهاء صلاحية خطة العمل الشاملة المشتركة رسميًا في ١٨ أكتوبر ٢٠٢٥. ويقول مصدر أمريكى مقرب من الملف: "إن آلية سناب باك تشكل رافعة التفاوض الرئيسية لدينا حتى الصيف لنكون قادرين على تفعيلها في الوقت المحدد، فيما يؤكد دونالد ترامب أن الحرب مع إيران غير واردة في الوقت الحالي. لكن هذا لا يعني أن الموقف لن يتغير في المستقبل فهو يلوح بين وقتٍ وأخر بالتدخل العسكرى". في حين هددت طهران بالفعل بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا تم استخدام الآلية. 
ومن المؤكد أن غياب الاتفاق قبل الثامن عشر من أكتوبر من شأنه أن يدفع الأزمة النووية الإيرانية إلى مرحلة حرجة. إن هذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى حرب شاملة، حيث تشعر إسرائيل، التي تعتبر التهديد النووي الإيراني تهديداً وجودياً، بالحرية في ضرب المواقع النووية في إيران بدعم أمريكي. وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته "كنا دائما جادين عندما قلنا إن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية"، و"الحقيقة هي أن مسارات الدبلوماسية أصبحت أبعد من أي وقت مضى، ولم تعد إيران تملك دفاعات جوية لحماية أراضيها.. لقد تم تحذير طهران".. 
ويبدو أن الجميع يحبس أنفاسه وسط حالة الشد والجذب فى انتظار وصول الرسالة التى أعلن ترامب أنه  أرسلها إلى طهران.. وبينما ذكرت وكالة فرانس برس أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان رفض، الثلاثاء الماضى، إجراء أي مفاوضات مع واشنطن تحت التهديد، رداً على التحذير الذى أعلنه دونالد ترامب من أن الولايات المتحدة قد تهاجم "عسكريا" الجمهورية الإيرانية إذا رفضت التفاوض بشأن برنامجها النووي، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأربعاء الماضى، إن رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إيران "ستُسلم إلى طهران قريباً عن طريق دولة عربية" لم يسمها. وأوضح عراقجي: "لقد كُتبت الرسالة، لكنها لم تصل إلينا بعد، وهناك اتفاق على أن يسلمها ممثل إحدى الدول العربية إلى طهران في المستقبل القريب".. وهكذا، يظل الترقب وسط حالة من القلق والتوتر هو سيد الموقف على المستوى العالمى فى انتظار الإعلان عن فحوى رسالة ترامب التى لم تصل حتى إعداد هذا الموضوع للنشر.

مقالات مشابهة

  • تحقيق: هكذا فشل الجيش الإسرائيلي في حماية نير عوز بـ7 أكتوبر
  • العالم يحبس أنفاسه.. غياب التوصل لاتفاق جديد قبل 18 أكتوبر يدفع الأزمة النووية الإيرانية إلى سيناريو الحرب الشاملة
  • رحل في هدوء.. الفنان إحسان يترك مسيرة فنية حافلة في السينما المصرية
  • الصين تختبر سفن إنزال ضخمة تُذكّر بعمليات النورماندي في الحرب العالمية الثانية
  • الجيش الأوكراني يختنق.. وترامب يحذر للمرة الأولى من مجزرة مروعة لم نشهد مثلها منذ الحرب العالمية الثانية.. ماذا يحدث؟
  • عمرو سلامة يثير الجدل بسبب إسماعيل يس.. الأسوأ في تاريخ السينما المصرية
  • ترامب لبوتين: أنقذ أرواح الأوكرانيين لتجنب مجزرة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية
  • الجيش الإسرائيلي: هذا سبب عدم وصول أي قوات إلى "نير عوز" بهجوم 7 أكتوبر
  • وسط الخرطوم
  • الدولار يستقر بعد تأثير تصاعد الحرب التجارية العالمية