الجزيرة:
2024-07-10@03:33:49 GMT

يون فوسه ونوبل للآداب.. حين يكون الصمت أهم مما يقال

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

مسيرة نجاح طويلة امتدت على مدار أربعين عاما منذ نشر روايته الأولى "Rødt, svart (أحمر، أسود)" في عام 1983، تمكن خلالها الكاتب النرويجي من الفوز بعشرات الجوائز والتكريمات الهامة، وترجمت أعماله لأكثر من أربعين لغة، وعرضت مسرحياته أكثر من 900 مرة حول العالم، لتصبح أكثر الأعمال عرضا على المسرح لكاتب على قيد الحياة.

وأخيرا كُللت مسيرة الكاتب النرويجي "يون فوسه (Jun Fosse)" بالفوز بجائزة نوبل للآداب 2023، والتي فاز بها "لمسرحياته المبتكرة ونثره الذي يمنح صوتا لما لا يمكن قوله".

 

الطفولة.. الكتابة كملاذ آمن

منذ عمر الثانية عشرة بدأ يون فوسه في كتابة القصائد والقصص، كانت الكتابة بالنسبة له في ذلك العمر وسيلة للهروب وملاذا آمنا، وجده في طفولته ولا يزال يلجأ له حتى الآن، قد يكون مخيفا أحيانا كما يصفه "حيث يصبح طريقا للولوج إلى المجهول من خلال عبور حدود العقل، وهو ما يمكن أن يكون أمرا مخيفا إن كنت تشعر بالهشاشة الشديدة".

"من بين أفضل ذكرياتي في طفولتي، عندما كنت أخرج على متن قارب مع والدي لصيد الأسماك في فترة ما بعد الظهر وفي الليل، خاصة خلال فصل الصيف وأوائل الخريف.. تجربة المكوث في القارب عندما يحل الظلام في هذا المشهد الطبيعي".

يون فوسه

يمتد مضيق هاردانجريف البحري لمسافة 179 كيلومترا من المحيط الأطلسي إلى المناطق الجبلية الداخلية في النرويج، وعلى ضفافه نشأ الكاتب النرويجي يون فوسه، في مزرعة صغيرة نائية على الساحل الغربي للنرويج، لتتسلل إلى أعماله مشاهد متكررة تحمل عظمة المناظر الطبيعية الساحلية بعناصرها المختلفة من أكواخ الصيد والقرى المنعزلة، والبحر بمياهه وخطوطها المتموجة، وقوارب الصيد.

 

في بداياته درس يوسه الأدب في جامعة بيرغن، وعمل صحفيا، كما عمل بالتدريس في أكاديمية الكتابة في هوردالاند، وكان أحد طلابه الكاتب النرويجي الشهير "كارل أوفه كناوسغارد". جاء ظهور "يون فوسه" الأدبي الأول من خلال نشر قصة قصيرة في إحدى الصحف الطلابية في عام 1981، وبعد عامين نشر روايته الأولى " Rødt, svart (أحمر، أسود)" في عام 1983. وسرعان ما توالت أعماله الروائية لتبلغ تسع روايات كتبها خلال فترة الثمانينيات، بالإضافة إلى كتبه الشعرية وكتب الأطفال والمقالات. استمر الحال هكذا حتى جلبت الصدفة وحدها واحدة من أبرز النقلات الفنية في مسيرته.

 

من الرواية والشعر نحو المسرح

كان اسم فوسه قد بدأ في الذيوع بوصفه كاتبا للرواية والشعر حين طُلب منه الكتابة للمسرح، الصدفة وحدها قادته نحو هذه التجربة التي حملت له مفاجأة فنية حقيقية. فعبر كتابة مسرحيته الأولى "Nokon kjem til å kome (شخص ما سوف يأتي)" في عام 1992، ساعده تغيير التقنية على التحرر واكتشاف عمق آخر لم يكن متاحا له خلال كتابة الرواية أو الشعر. هكذا خرجت مسرحيته الأولى للنور وتلاها عدد كبير من المسرحيات التي استمر في كتابتها على مدار نحو 15 عاما.

عُرضت مسرحياته في أبرز مسارح النرويج، لكن انطلاقته العالمية جاءت مع تقديم المخرج الفرنسي "كلود ريجي" لمسرحيته "شخص ما سوف يأتي" في فرنسا عام 1999، وتلا ذلك عرض مسرحية "الاسم" في العام التالي في برلين.

 

كتب فوسه أكثر من ثلاثين نصا مسرحيا، وقد عرضت في العديد من أنحاء العالم في أكثر من 900 عرض لتصبح مسرحياته الأكثر أداءً لكاتب على قيد الحياة. ومن بين أبرز مسرحياته: "Namnet (الاسم)"، "Vinter (الشتاء)"، "Ein sommars dag (يوم صيفي)". في مسرحياته يتخلى يون فوسه عن قواعد الدراما التقليدية، فهو عادة ما يقدم شخصيات لا تحمل أسماء أو خلفيات اجتماعية واضحة، وإنما يشار إليها بالرجل/المرأة/الرجل الثاني.. إلخ، وهو ما يفسر ربما جاذبية أعماله حول العالم.

 

السباعية.. العودة إلى الرواية من جديد

"أرى نفسي أقف وأنظر إلى الصورة ذات الخطين المتقاطعين في المنتصف، خط أرجواني، وخط بني، إنها لوحة أوسع من ارتفاعها، وأرى أنني رسمت الخطوط ببطء، الطلاء سميك، خطان عريضان طويلان، وقد تقطرا، حيث يتقاطع الخط البني والخط الأرجواني، تمتزج الألوان بشكل جميل وتقطر وأعتقد أن هذه ليست صورة، ولكن فجأة أصبحت الصورة كما يفترض أن تكون، لقد تم الأمر، ولم يعد هناك ما يمكن القيام به بشأنه، أعتقد أن الوقت قد حان لوضعه جانبا، لا أريد أن أقف هنا عند الحامل بعد الآن، لا أريد أن أنظر إليه بعد الآن".

افتتاحية رواية الاسم الآخر، يون فوسه

منذ نشر مسرحيته الأولى وعلى مدار خمسة عشر عاما استمر يون فوسه في الكتابة للمسرح باستثناء روايات قليلة مثل "صباح ومساء" و"أليس عند النار"، وبعد مرور هذه السنوات الطويلة من الكتابة الغزيرة للمسرح، قرر فوسه العودة إلى حيث ابتدأ، لكتابة الرواية والتوقف عن الكتابة للمسرح.

 

ترافق ذلك مع عدد من القرارات والتحولات الحاسمة في حياته، حيث اتخذ قرارا بالامتناع عن شرب الخمر بعد أن شارف على الموت بسبب التسمم الكحولي، وكذلك تحوله إلى الكنيسة الكاثوليكية، وإبطاء وتيرة حياته المتسارعة، وهكذا تفرغ لكتابة أطول وأهم أعماله الروائية "septology (السباعية)". ويتضمن العمل ثلاثة مجلدات تحمل عناوين: "الاسم الآخر 2019 (The Other Name: Septology I-II)، و"أنا آخر (2020 I Is Another: Septology III-V)"، و"اسم جديد" (2021 A New Name: Septology VI-VII).

 

حققت الرواية نجاحا كبيرا، وترجمت إلى أكثر من 20 لغة، كما رشح المجلد الثالث في القائمة القصيرة لجائزة البوكر الدولية للعام السابق 2022. وتدور الروايات الثلاث خلال سبعة أيام حول ما يشبه مونولوجا بين رجل وانعكاسه، والذي يظهر في صورة رجل آخر يحمل الاسم نفسه (آسل) وكلاهما رسام، تطرح الرواية تساؤلات حول مفهوم الذات والدين والهوية والفن وما الذي يجعلنا من نحن عليه عبر تقديم نسختين متقابلتين من الشخص نفسه، الرواية مكتوبة في ما يشبه جملة واحدة طويلة، دون أي علامات توقف لما يقارب الألف صفحة. فيما وصفه في أحد حواراته بأنه نوع من صوفية الحياة العادية أو "الواقعية الصوفية".

 

يبدأ كل جزء من الأجزاء الثلاثة بالافتتاحية نفسها، حيث يفكر آسل في كيفية إنهاء لوحته. عُرف أسلوب "فوسه" في روايته بالنثر البطيء، وهو التعبير الذي استخدمه في مقارنة الرواية بأعماله المسرحية التي اعتمدت على الكثافة والقصر. بينما أراد في الرواية أن يحقق نوعا من الإبطاء في حياته وكتابته على حد سواء، كي تتدفق اللغة ويتمكن من منح كل لحظة ما تستحقه من وقت. وهو ما تمكن من تحقيقه بالفعل عبر "Septology"، من خلال العبارات الطويلة المتدفقة، وقد كان عدد صفحات المجلدات الثلاثة يتجاوز الـ1500 صفحة عند الانتهاء من كتابتها، اضطر لحذف الكثير منها كي يصل بالرواية لشكلها النهائي.

 

الصمت والتكرار في أعمال يون فوسه

"كل شيء مرئي

كل شيء يمكن رؤيته

الأشياء التي يخفيها الناس بما يقولون

الأشياء ربما لا يعرفونها حتى عن أنفسهم

أرى كل ذلك".

مسرحية أنا الريح، يون فوسه

لا تتحدث شخصيات فوسه كثيرا، فهو كما قال في حواره لصحيفة لوموند لا يكتب عن الشخصيات بالمعنى التقليدي بقدر ما يكتب عن الإنسانية.

 

نشر يون فوسه مجموعته الشعرية الأولى في عام 1986، ومنذ ذلك الحين لعب الشعر دورا كبيرا في إحساسه بحدود اللغة، إذ يعمد يون فوسه في نثره لاستخدام خيارات بسيطة وغير معقدة للكلمات، وتعتمد لغته على الإيقاع المتكرر والذي يستخدم لدفع القصة، ليصبح القاسم المشترك في أعماله هو التكرار، وهو ما قد يمثل تحديا للقارئ، خاصة مع اعتماد فوسه على موضوعات أساسية مجردة مثل الولادة والموت والعزلة، ويقول عن ذلك: "لا تقرأ أعمالي بحثا عن الحبكات".

 

مكنته الكتابة للمسرح من استخدام فترات التوقف والصمت، والتي يعتبرها بنفس أهمية الكلمات. وهو ما وصفه بيتر فرانكن في خطاب منحه الدكتوراه الفخرية من أكاديمية ياناتشيك للفنون المسرحية: "تقوم شخصيات فوس بتمرير الكلمات لبعضها بعضا وتكرارها، ما يؤدي إلى تأرجحها على طول موجات من الفهم الإنساني والرغبة في الفهم. ومع كل تكرار، تظهر سياقات جديدة، وأعماق جديدة، وإدراكات جديدة. تظهر متعة الاكتشاف. وبينما نقرأ كل تلك الجمل الطويلة، التي غالبا ما تكون خالية من علامات الترقيم، نشعر في الواقع أن المسرحية أو الرواية تستولي على الوقت وتشوش إدراكنا للحاضر. يبدو إيمان فوس باللغة وقوتها الهشة غير نهائي. ففي نهاية المطاف، هو نفسه يقول بمبالغة متعمدة إن كتابته ليست عن شيء ما، بل هي في حد ذاتها شيء!".

 

بالإضافة للتكرار واستخدام الصمت والإيقاع، يعتبر تعدد طبقات الزمن سمة مميزة لأعماله سواء المسرحية أو الروائية، ففي أغلب مسرحياته، على الرغم من التزامه بوحدة المكان، كثيرا ما تتجلى طبقات الزمان المختلفة، والتي قد تمتد إلى أجيال.

 

هناك العديد من التشابهات بين أعمال فوسه المختلفة، وهو يشبه ذلك برسام جيد يرسم نفس الفكرة مرارا وتكرارا من زوايا مختلفة، ما ينتج علاقات مثيرة للاهتمام بين أعماله المختلفة، حيث كتب بعض مسرحياته استنادا إلى رواياته التي كتبها في الثمانينيات. وهو ما أفاد مخرجي مسرحياته أيضا الذين قدم بعضهم رؤى مسرحية تجمع بين أكثر من عمل من أعماله المسرحية في عرض واحد.

 

النينورسك.. الانحياز للغة طازجة

تعرف اللغة النرويجية شكلين رسميين للكتابة، أحدهما هو "بوكمول (Bokmål)"، والتي تعني لغة الكتاب، وقد تطور من اللغة الدنماركية بشكل أساسي، ويستخدمه حوالي 80-85% من النرويجيين، والشكل الثاني هو "نينورسك (Nynorsk)"، ويعني "النرويجية الجديدة"، ويعود للهجات النرويجية واللغة الاسكندنافية القديمة.

كتاب "Kafka: Toward a Minor Literature (كافكا: من أجل أدب أقلي)" للكاتبين جيل دولز وفيليكس جواتاري. (الصورة: الجزيرة)

وقد اختار فوسه الكتابة دائما بلغة النينورسك رغم اعتبارها لغة كتابة أقلية، وقد أشار إلى أن ذلك يمنحه ميزة، فهي لا تستخدم في الإعلانات التجارية أو الأعمال، وهو ما يجعلها على حد قوله تتمتع بنوع من النضارة لا تتمتع به البوكمول. وقد تأثر في ذلك بكتاب "Kafka: Toward a Minor Literature (كافكا: من أجل أدب أقلي)" للكاتبين جيل دولز وفيليكس جواتاري، حيث شعر أن الكتابة بالنينورسك تشبه حالة كافكا إلى حد كبير. كما يعد صوت وإيقاع نينورسك، بالإضافة إلى الوقفات المحددة بدقة، من أهم عوامل بناء الإيقاع في لغة فوسه، سواء على مستوى الشعر أو النثر.

 

ويرى فوسه أن الحظ حالفه بإتاحة جميع أعماله المسرحية والكثير من رواياته للترجمة بالإنجليزية وبغيرها من اللغات، لكونه يكتب بلغة نادرة يستخدمها في الكتابة ما يقارب نصف مليون شخص فقط، وإن كان كل من يتحدث النرويجية يفهمها.

 

فيتزيكارالدو.. الطريق إلى نوبل دار النشر المستقلة "فيتزيكارالدو إيديشنز (Fitzcarraldo Editions)". (الصورة: مواقع التواصل)

ومن المثير للتأمل أن يون فوسه هو المؤلف الخامس الذي يحصل على نوبل من بين المؤلفين الذين نشرت ترجماتهم عبر دار النشر المستقلة "فيتزيكارالدو إيديشنز (Fitzcarraldo Editions)"، حيث سبقه إلى نوبل أربعة كتاب، هم أولجا توكارتشوك وألفريد يلينيك وسفتيلانا أليكسفيتش وآني آرنو. ومن الجدير بالذكر أيضا أنها دار النشر نفسها التي صدر عنها كتاب الناشط المصري علاء عبد الفتاح "لم تهزموا بعد" بالإنجليزية.

 

في محاولة طريفة لتفسير هذا النجاح الساحق، يقول جاك تيستارد، ناشر الدار، أن ذوقه يتوافق مع ذوق "مجموعة من كبار السن البرجوازيين من الشعب السويدي". لكن بول كيجان، المحرر السابق في بنجوين كلاسيكس، يقول في معرض تفسيره لنجاح فيتزيكارالدو إن "تيستارد" يقرأ الروايات بعدد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، ويتمكن من استكشاف المؤلفين الذين يفتقدهم المحررون الآخرون في عالم النشر البريطاني، والذي يرى أنه لا يزال "أحادي اللغة ومنعزلا".

"لست أنا من يكتب. عندما أجلس للعمل، شيء ما بداخلي يبدأ بالكتابة، إنها مثل شخصية مختلفة تكتب بنفسها، مثل شيطاني المبدع. لقد تخلصت من العديد من الشياطين الأخرى، لكن شيطاني المبدع، شيطان الكتابة، لحسن الحظ لا يزال معي".

يون فوسه

———————————————————————————-

المصادر:

1- Discover the shortlist: Jon Fosse, ‘I felt I had something crucial to say

2-God, Art and Death in the Same (Very Long) Sentence

3-Finding the word to break the ice

4-Speech of dean Petr Francán on the occasion of the Honorary Doctorate bestoved on Jon Fosse by the Janáček Academy of Performing Arts, 15 October 2021, Brno

5-A Second, Silent Language: A Conversation with Jon Fosse

6-Jon Fosse: ‘The idea of writing another play doesn’t give me pleasure’

7-How a Tiny British Publisher Became the Home of Nobel Laureates

8-Jon Fosse’s Search for Peace

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الکاتب النرویجی یون فوسه أکثر من وهو ما فی عام

إقرأ أيضاً:

الحقيبة.. أول رواية تفاعلية مغربية على تطبيق تيك توك

أطلق الروائي المغربي عبد الواحد استيتو، رواية تفاعلية جديدة، على تطبيق "تيك توك" الصيني الشهير، حملت عنوان "الحقيبة"، في تجربة تعدّ الأولى من نوعها في البلاد، خاصة أنها تستهدف الشبان واليافعين.

الرواية نشرت على شكل مقاطع فيديو مرفقة بقراءة لمحتواها بصوت الكاتب، ما يتيح للقراء والمشاهدين، متابعة هذا العمل والتفاعل معه، بل والمساهمة في رسم بعض ملامح شخصياتها من خلال اقتراحات يضعونها في التعليقات.


رواية تفاعلية
"الحقيبة، هي رواية تفاعلية تنشر فصلا بعد فصل على منصة "تيك توك"، وتشاركون أنتم في صنع أحداثها وتحديد مصائر أبطالها، تحكي الرواية قصة سائق تاكسي يعيش في مدينة طنجة المغربية (شمال)، وتقع أمام عينيه جريمة قتل، قبل أن يكتشف أن الزبون الذي راح ضحية الجريمة قد نسي لديه حقيبة غامضة، يفتح يوسف الحقيبة، يجد ماذا؟ تابعوا الفصل الأول من الرواية، ونكتب جميعًا أول رواية تفاعليا في العالم على هذه المنصة".

هكذا بدأ استيتو أولى حلقات روايته في منصة "تيك توك"، ما جعل العديد من المشاهدين يتفاعلون مع هذا العمل الرائد.

وقال استيتو لوكالة "الأناضول" إن هذه الرواية عمل جديد من الأدب الرقمي عبر منصة "تيك توك" كوسيط للوصول إلى القارئ، وتعتمد "التفاعل" الذي سبق أن وظفه في أعمال سابقة، مثل رواية "على بعد ملمتر واحد فقط"، التي فازت بجائزة الإبداع العربي كأول رواية تفاعلية على منصة "فيسبوك".

وعن اختياره "تيك توك" لنشر عمله الأدبي، أشار استيتو إلى أن "الإحصائيات تبيّن أن هذه المنصة سحبت البساط من تحت غالبية مواقع التواصل الاجتماعي في ما يخصّ نسبة اليافعين والشباب الذين يستعملونها".

وأشار إلى أن روايته الجديدة تستهدف هذه الفئة خصوصا، وهي رواية بوليسية شبابية، مضيفا أن الدافع لذلك هو وسم "بوك توك" الخاص بالكتب على المنصة، والذي ساعد في بيع 20 مليون كتاب للعديد من المؤلفين في العام 2021.

وبحسب الروائي المغربي، فإن "قاعدة القرّاء الشباب بهذه المنصة كبيرة جدا على المستوى العالمي، ويجري العمل على توفير الأدب والرواية للمستخدمين الشباب، ودفعهم نحو حب القراءة، في وقت لا يتوقف فيه الحديث والشكوى من العزوف عن القراءة".

لكنه رأى أن "قاعدة القرّاء، مهما اتسعت، لا زالت بسيطة جدا مقارنة بباقي المناطق والدول".

الطريقة المعتمدة
اعتمد الروائي المغربي على ما أسماه "الرواية التفاعلية المرئية"، وهي رواية مسموعة مع عرض مشاهد مرئية تقريبية للأحداث، باعتبار أن "تيك توك" ليست منصة سمعية فقط، وتحتاج إلى الصورة لتعزيز ما يُنشر فيها.

أما على مستوى التفاعل، فيمكن للقرّاء التفاعل من خلال التعليقات، ومن خلال استطلاعات الرأي (التي ستنشر لاحقًا)، وأيضا من خلال خاصية "المباشر"، حيث يتم مناقشة الأحداث مباشرة مع القراء والمتابعين.

إحصائيا، تجاوز عدد متابعي صفحة الرواية بحلول الأحد 7 تموز/ يوليو 4100 قارئ، مع مشاهدات للفصول الستة المنشورة تراوحت بين 17 ألفا ونحو 55 ألفا، مع مجمل تسجيلات إعجاب بمقاطع الرواية المنشورة تجاوز الـ 6 آلاف.


وسبق للروائي استيتو (من مواليد 1977 بطنجة)، أن فاز بجائزة الإبداع العربي- فرع الأدب، من قِبل مؤسسة الفكر العربي سنة 2018، عن روايته "على بعد ملمتر واحد فقط"، كونها أول رواية عربية تفاعلية على منصة "فيسبوك"، وصدرت لاحقا بشكل ورقي.

بعدها أصدر روايتين بالطريقة نفسها هما "المتشرد" و"الديبة"، ثم "طينجو" التي جاءت على شكل رواية تطبيق تفاعلي ذكي، أما آخر عمل فكان "في حضرتهم" وهي رواية تفاعلية مشتركة مع الكاتبة السودانية "آن الصافي" على منصة "فيسبوك".

مقالات مشابهة

  • قراءة في «بوصلة السراب»
  • ضبط قائد توك توك لقيامه بحركات منافية للآداب مع سيدة
  • مايكروسوفت تضيف أدوات الكتابة المهمة إلى Windows Notepad بعد 40 عامًا
  • المومني يكتب: أحمد حسن الزعبي..بتستاهل..!
  • هل ينهي حزب العمال الصمت البريطاني حول مغربية الصحراء ؟
  • استحسان كبير للعرض الأول لمسرحية «صوت الصمت»
  • الحقيبة.. أول رواية تفاعلية مغربية على تطبيق تيك توك
  • انتخاب دكتور محمود محيي الدين زميلًا للأكاديمية العالمية للآداب والعلوم
  • من ذاكرة الكتابة.. المازني: هجرة النبي محمد كانت خطة محكمة التدبير
  • إياد نصار نادم على هذا الموقف: “أخطأت”