بعد عملية طوفان الأقصى.. لماذا فشلت القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة؟
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
فشلت القبة الحديدية في صد صواريخ المقاومة الفلسطينية القادمة من قطاع غزة حتى وصلت إلى داخل إسرائيل، واستطاع أفراد المقاومة التسلل إلى المستوطنات الإسرائيلية واستطاعوا احتجاز رهائن منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى».
فشل القبة الحديدية أمام طوفان الأقصىلم تفلح القبة الحديدية في التصدي لصواريخ حركة «حماس» الفلسطينية التي أطلقتها اليوم السبت من قطاع غزة، ردًا على ما وصفته بـ «عربدة الاحتلال في المسجد الأقصى وسحل النساء في باحاته».
وأطلقت ما يزيد على 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال الضربة الأولى على إسرائيل، مع دعوة إلى التحرك وإشعال الأرض تحت أقدام الاحتلال الإسرائيلي.
سيارات مدمرة في مدينة #عسقلان الإسرائيلية بعد سقوط صواريخ قادمة من قطاع #غزة #إسرائيل #الحدث pic.twitter.com/zHlDt4CQmD
— ا لـحـدث (@AlHadath) October 7, 2023
سبب فشل القبة الحديديةبيّنت مصادر إعلامية، أن سبب فشل القبة الحديدية في التصدي للصواريخ هو تكتيك القصف الكثيف من قبل المقاومة، في فترة قصيرة، مما يتسبب بإرباك النظام، أو تعرضها لهجوم إلكتروني تسبب في خلل نظامها.
وكان واجه نظام القبة الحديدية منذ دخوله الخدمة من قبل جيش الاحتلال في عام 2011، انتقادات واسعة من قبل محللين عسكريين وأمنيين إسرائيليين بسبب التكلفة العالية له في التصدي لمقذوفات صاروخية وعدم قدرته على التعامل مع تكتيك إطلاق مكثف للصواريخ في فترة متقاربة.
وأشاروا إلى أن فشل القبة الحديدية يتسبب في الأثر السلبي على نفوس قوات الاحتلال، حيث أصبحت تركن إلى «البعد الدفاعي» أكثر من توجيه وتنفيذ عمليات عسكرية، وفقًا لما ذكره المركز الفلسطيني للإعلام.
#غزة ـ #الحدث تبث جانبًا لآثار القصف الصاروخي من قبل #حماس خلال الساعات الماضية pic.twitter.com/lBk2VohR6n
— ا لـحـدث (@AlHadath) October 7, 2023
ما هي القبة الحديدية؟تعد القبة الحديدية هي نظام دفاع جوي بالصواريخ ذات قواعد متحركة، بهدف اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية، وبلغت تكلفتها 210 مليون دولار وبدأ استخدامها في منتصف عام 2011 م.
ووجهت الانتقادات للقبة الحديدية بسبب تكلفتها الباهظة، حيث تقدر تكلفة الصاروخ المعترض الواحد ما بين 35 ألف و 50 ألف دولار وحتى 62 ألف دولار، وفقاً لمصدر فرنسي.
وتعمل القبة الحديدية من خلال تتبع المقذوفات قصيرة المدى القادمة بواسطة رادار، ثم تحليل البيانات حول منطقة السقوط المحتملة، وقد تم تجهيز كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و3 قاذفات كل واحدة تحمل عشرين صاروخاً.
مشاهد جديدة من شوارع #غزة بعد الاستيلاء على "جيب "عسكري إسرائيلي#فلسطين#إسرائيل#الحدث pic.twitter.com/9hPetDp7zs
— ا لـحـدث (@AlHadath) October 7, 2023
عملية طوفان الأقصىوأعلنت صباح اليوم السبت، حركة «حماس» عن بدء عملية طوفان الأقصى، بإطلاق ما يزيد على 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال الضربة الأولى على إسرائيل.
استطاعت أفراد المقاومة التسلل إلى 4 مستوطنات بغلاف غزة واحتجزوا رهائن، كما سيطروا على عدة مناطق في الداخل الإسرائيلي، ودوت صافرات الإنذار في القدس بعد إطلاق الصواريخ من غزة.
وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن مقتل مستوطنة وإصابة 15 آخرين جراء الهجمات الصاروخية من غزة، وطلب من أهالي المناطق المحيطة بقطاع غزة البقاء في منازلهم.
اقرأ أيضاًاستشهاد صحفي فلسطيني برصاص جيش الاحتلال أثناء تغطية طوفان الأقصى
فلسطين تنتفض.. حماس تحاصر الاحتلال بـ طوفان الأقصى وإسرائيل ترد بـ «السيوف الحديدية»
عملية طوفان الأقصى.. صواريخ المقاومة الفلسطينية تدك حصون الاحتلال الإسرائيلي (فيديو)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: اقتحام الأقصى اقتحام المسجد الأقصى الأقصى الاقصى القبة القبة الحديدة القبة الحديدية القدس المسجد الأقصى المسجد الاقصى باحات المسجد الأقصى صواريخ القبة الحديدية طوفان طوفان الأقصى طوفان الاقصى طوفان الاقصي عملية طوفان الأقصى عملیة طوفان الأقصى القبة الحدیدیة فی فی التصدی من قبل
إقرأ أيضاً:
التغريبة الغزاوية.. تجويع وتهجير وإبادة لم تلامس نخوة العرب
مع بداية فرض الجيش الإسرائيلي لعملية نزوح قسري على سكان رفح، تتضح معالم وأهداف إقحام جيش الاحتلال للواءين عسكريين من الفرقة 36 مدرع في المنطقة وتكليف 4 فرق عسكرية وإدخالها للقطاع، حسب ما أعلن عنه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي يكون قد وضع قيد التنفيذ عملية برية شاملة في غزة؛ الهدف منها حشر وتكديس سكانها في الجنوب بمحاذاة الحدود المصرية.
لقد ظهر الآن جليا أنّ نتنياهو الذي أصرّ على إنهاء الهدنة مع حماس واستئناف عدوانه على القطاع في 18 آذار/ مارس الماضي، استخدم ورقة المفاوضات وفي ذهنه خرقها بعد أسابيع قليلة من أجل كسب الوقت الضروري لإسكات الشارع الإسرائيلي ولجم انقسامه، وتبدّى أنّ إيهامه لعائلات الأسرى بأن المفاوضات ستتم عبر مراحل، لم يكن سوى ليتسنى له إطلاق سراح أكبر عدد من الأسرى، بما يُضعف قوة الحشد لدى تلك العائلات في الشارع بعد أن يتبقى عدد قليل جدا منهم في قبضة المقاومة وأغلبهم أموات وقلّة قليلة من الأحياء لن تجد من يدافع عن استعادتهم.
فعل نتنياهو ذلك حتى يبث الخوف وسط أغلبية الإسرائيليين ويشعرهم بضرورة تقديم أولوية الأمن القومي التي تهمّ الجميع؛ على ملف الأسرى الذي يعني عشرات من العائلات الإسرائيلية فقط، بما يعني أن نتنياهو استخدم "المرحلة الأولى" من المفاوضات فترة للمماطلة حتى يتمكن من كسب الغطاء السياسي بعد أن يكون قد تمكن من تصفية ملف الأسرى، لاستكمال خطة الجنرالات التي كان قد بدأها قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وحصل لاستئنافها على ضوء أخضر من ترامب، الذي عكَس هو الآخر أولوياته المعلنة بما يتوافق ورغبة نتنياهو فأخّر الاستجابة لمطالبات عائلات الأسرى له باستعادتهم جميعا، وبهذا يكون قد نفض يديه منها إلى الأبد وقدّم عليها المقاربة العسكرية لحلّ مأزق السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
ما يقوم به نتنياهو الآن في غزة حرفيا هو محاولة فصل الحاضنة الشعبية عن المقاومة، عبر إخلاء قسري للقطاع من السكان المدنيين باستخدام القصف المكثف، في سبيل حشرهم في منطقة قريبة من الحدود المصرية وفرض حصار كامل على المنطقة، ثم استخدام المساعدات الإنسانية في نطاق جغرافي ضيق يحوي مخيما ضخما للاجئين
ما يقوم به نتنياهو الآن في غزة حرفيا هو محاولة فصل الحاضنة الشعبية عن المقاومة، عبر إخلاء قسري للقطاع من السكان المدنيين باستخدام القصف المكثف، في سبيل حشرهم في منطقة قريبة من الحدود المصرية وفرض حصار كامل على المنطقة، ثم استخدام المساعدات الإنسانية في نطاق جغرافي ضيق يحوي مخيما ضخما للاجئين بما يتيح تثبيتهم في منطقة آمنة ومستقرة بعيدا عن مناطق الحرب في غزة، والتي سيتم قطع المساعدات عنها حتى يتم الضغط على من تبقى من المدنيين داخلها من أجل مغادرتها أو الموت، في إطار هجرة تبدو طوعية، وقطع الغذاء عن عناصر المقاومة من أجل إضعافها.
وعلى هذا الأساس فإنّ الهدف الأول من إخلاء غزة هو عزل المقاومة عن السكان وتجويع عناصرها بالتوازي مع العمل العسكري البحت، وتنفيذ المرحلة الأولى من عملية التهجير والتي تتمثل في حشد أكبر قدر من سكان القطاع قرب الحدود مع مصر، تمهيدا للمرحلة الثانية المتمثلة في العبور الكبير باتجاه الأراضي المصرية ومغادرة غزة بشكل نهائي، لتبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة من حياة سكان القطاع في شبه جزيرة سيناء، المعزولة جغرافيا وعمليا عن مصر، بعد أن قام الجيش المصري بإخلائها تقريبا من سكانها وحظرها على المصريين.
وفي الواقع، خطة الجنرالات هذه سبقتها خطة السيسي أو بالأحرى فكرته التي اقترحها في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أياما قليلة جدا بعد اندلاع أحداث طوفان الأقصى، حينها خاطب الإسرائيليين بقوله: "إذا كانت هناك فكرة للتهجير، فلِمَ لا يُنقل الفلسطينيون إلى النقب"، ودون أدنى قدر من الحياء زاد في اقتراحه أنّ مدة مكوث الفلسطينيين في النقب سيحدّدها مدى قدرة جيش الاحتلال على القضاء على المقاومة المسلحة في غزة.
واليوم يصل نتنياهو إلى ما كانت المقاومة ولا تزال تعتبره خطا أحمر، إنه يضغط عليها عبر ارتكاب أفظع إبادة في القرن الواحد والعشرين تستهدف سكان غزة الذين يتعرضون للتجويع والتعطيش، ويضع شرطا تحت النيران لوقف الحرب يفرض تسليم أسلحتها مقابل السماح لقادتها بمغادرة غزة.
بعد مرور 18 عشر شهرا على حرب الإبادة واستباحة أرواح الفلسطينيين ومساكنهم وأراضيهم لا يزال العرب على موقفهم من العلاقة مع الكيان الصهيوني، التطبيع لم يتوقف يوما والدول المطبعة لم تلوح بإلغاء اتفاقياته بل لم تسحب سفراءها من تل أبيب فضلا عن أن تطرد سفراء إسرائيل لديها، موقف مخزٍ يظهر إلى أيّ مدى بلغ الخذلان الرسمي العربي للقضية الفلسطينية
إقليميا، تمكنت إسرائيل، أو هكذا يبدو ظاهريا وإلى اللحظة على الأقل، من إضعاف محور المقاومة وتحييد رأسه إيران ولو مؤقتا، ريثما تفصل في مسألة توجيه ضربة قوية أو هجوم خاطف في حدود الحرب الجزئية ذات النتائج المؤثرة التي تؤدي إلى إحداث شلل في قدرتها على الردّ؛ بما يحقق إحداث خلل في ميزان الردع لصالحها، بالتوازي مع إصدار ترامب إملاءاته لإيران بمناقشة برنامجها النووي على أسس جديدة تلزمها بالتوقف عن السعي لامتلاك أسلحة نووية، بعد أن هدد علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى، باللجوء إلى السلاح النووي في حال تعرضت إيران إلى هجوم.
وعلى صعيد المقاومة المساندة لغزة، لم يبق لحزب الله ما يقدمه بعد أن سقط نظام الأسد الحليف، وتوسع جيش الاحتلال شرقا في الجولان ليصل إلى سفح جبل الشيخ في الجانب السوري، قاطعا بذلك الطريق على المقاومة اللبنانية التي أصبح من الصعب عليها أن ترسل مسيّراتها انطلاقا من هذه المنطقة الجبلية، التي كانت تتيح لها التخفي وتمنع رادارات جيش الاحتلال المنتصبة أعلى الجبل من أن تكتشفها، كما أنّ المنطقة الخارجة عن المجال الراداري كانت تضمن مرور الدعم العسكري الإيراني إلى حزب الله.
عمليا لم يتبق من إسناد عسكري للمقاومة الفلسطينية سوى ما يبذله الحوثيون في اليمن من ضغط على التجارة الدولية للكيان الصهيوني لدفعه إلى السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى القطاع، إلى جانب إحداث حالة طوارئ في الجبهة الداخلية الإسرائيلية عبر إطلاق صواريخ الهدف منها إبقاء حالة قائمة من توازن التهديد، على الرغم من أنه يتم إسقاطها بالإضافة إلى أنها السبب المباشر في ما يتلقاه اليمن من ضربات جوية أمريكية تستهدف مواقع حيوية للحوثيين.
وبعد مرور 18 عشر شهرا على حرب الإبادة واستباحة أرواح الفلسطينيين ومساكنهم وأراضيهم لا يزال العرب على موقفهم من العلاقة مع الكيان الصهيوني، التطبيع لم يتوقف يوما والدول المطبعة لم تلوح بإلغاء اتفاقياته بل لم تسحب سفراءها من تل أبيب فضلا عن أن تطرد سفراء إسرائيل لديها، موقف مخزٍ يظهر إلى أيّ مدى بلغ الخذلان الرسمي العربي للقضية الفلسطينية، بعد أن صار همهم الأكبر أن يقضي جيش الاحتلال على المقاومة وعلى الحركات الإسلامية التي تهدد عروشهم وكراسيهم، حسب ما يمليه عليهم تفكيرهم السقيم.