بغداد اليوم- كربلاء 

عزا صحافيون كربلائيون، رغبة المسؤولين الحكوميين والسياسيين بالحديث عن إيجابياتهم وعدم تقبل النقد والرأي الآخر، إلى العجز عن التخلص من عقد التمسك المنصب وتراكمات الماضي، وفيما رفضوا الاتهامات التي كثيرا ما يوجهها المسؤول لعدم موافقتهم على مغرياته والتقرب منه على حساب إظهار الحقائق.

وقالت الصحافية المستقلة، منار قاسم، لـ "بغداد اليوم"، إن أغلب المسؤولين الحكوميين والسياسيين في البلاد، لديهم فوبيا مزمنة تجاه الصحافيين، ويرون إن النقد بهدف الإصلاح والتقويم هو استهداف شخصي لهم، وإن العقلية القديمة ما زالت تسطير، ولم يحصل التعايش مع الوضع الجديد في العراق، ونحن نتجه للأسوأ.

وأضافت قاسم، أن المسؤول عادة ما يريد من الصحافي نقل الإيجابيات فقط وبهذا يكون محببا ومرغوبا وقريبا منه دون الدخول لأي ملف شبهات أو فساد أو إخفاق وتقصير، وإن الحديث عن سلبية واحدة تضعك في خانة المبتزين أو المغرضين وأنك تريد الإساءة للمدينة ولديك أجندات أو مدفوع من جهة تستهدفه المسؤول حتى وإن كنت تكلمت عن عشر إيجابيات أخرى، كاشفة إن هناك عروضا ومغريات قدمت لنا وقتما رفضناها أصبحنا هدفا للتقسيط والتشهير وتشويه السمعة والاتهام.

من جانبه قال عضو نقابة الصحفيين العراقيين فرع كربلاء، ضياء مزهر، في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن المسؤول الحكومي أو السياسي الموجود حاليا في العراق، لم يستطع من التخلص من عقد التمسك بدكتاتورية المنصب وتراكمات الماضي في تقييد الحريات وتقبل الرأي الآخر، وعجز عن أن يتصالح مع نفسه ويتكيف مع الوضع الجديد ما بعد عام 2003 والتغيرات التي حصلت ومساحة الحرية التي منحها الدستور والقوانين الحديثة.

وأضاف مزهر، أن أغلب من يتصدرون للمسؤولية اليوم يريدون من الصحافيين والرأي العام الحديث عن الإيجابيات فقط دون السلبيات، ولا يتقبلون النقد وبعضهم لا يميز أصلا بين (النقد والانتقاد)، وهو يدعو إلى غياب بناء البلد لكون البناء يبدأ من النقد والتقويم، وعدم تقبل ذلك هو حالة سلبية تحول دون تصحيح مسارات عمل الدولة وتقويمها نحو الأفضل.

وأكد مزهر، إننا نشدد دائما على ضرورة التمسك بحرية الصحافة والعمل وفق معاييرها وما تمليه أخلاقها المهنية، وهذا عادة يجعلنا في صدام مع المسؤولين، وبالتالي لا بد من أن  ننتصر لرأي الصحافي وحريته ولا نقف من يسعى لتكميم الأفواه، واصف المسؤول بأنه يريد الذهاب باتجاه تطويق الرأي العام وكسبه لصالحه، لكننا نرفض ذلك، ولا يمكن أن نجامل أو نجانب على حساب مهنة الصحافة وحقوقها وحريتها التي جاءت تحت مظلة الدستور والقانون.

من جهته قال، رئيس اتحاد الإذاعيين والتلفزيونين العراقيين، فرع كربلاء، هادي الموسوي، في حديث ل "بغداد اليوم"، إن كثيرا من المسؤولين اليوم يحبون حالة التلميع والتمجيد ويريدون من الصحافي إظهار الصورة المشرقة الإيجابية عنهم وإخفاء الجانب الآخر، وقد عرضت علينا بعضا من مشاريع ومواقع العمل والمغريات لكننا رفضنا لكونها لا تلتقي مع متبنياتنا بحرية العمل والتاريخ الذي كتبناه لأنفسنا، مشددا نحن متمسكون بحريتنا وأن نعمل وفق ما تمليه أخلاقيات مهنتنا ووفق القانون، وننقل ما نراه وما هو موجود واقع، وهذا تسبب في ألا تكون لدينا علاقات جيدة مع المسؤول وخسرنا بعض العلاقات مع المؤسسات.

وأضاف الموسوي، أن أغلب المؤسسات الإعلامية اليوم تابعة لجهات حزبية وسياسية ودينية وهي غير مستقلة، وكل منها يعمل وفق سياسة وأيدولوجية وأهداف محددة، وتابع لمسؤول يحب أن يظهر بصورة إيجابية فقط وهي تنفذ له ما يريد، محملا بعض العاملين بمجال الصحافة المسؤولية لكونهم ذهبوا باتجاه التقرب من المسؤول وإظهار إيجابياته بهدف الحصول على مكاسب شخصية مادية أو معنوية وتكوين علاقات مع مختلف المؤسسات نتيجة المدح لهم وعدم النظر للجوانب السلبية في عملهم وأخذ المكافآت عن ذلك.

بدوره قال الأستاذ الجامعي المختص بالصحافة، مسلم عباس، في لـ"بغداد اليوم"، إن المسؤول الذي يعيش اليوم باق بذات العقلية التي كانت بأيام السلطة الدكتاتورية، وقتما كان فيها الحاكم يعتقد إنه المطلق ويهب ويمنع كيفما ولمن يشاء، وإن حب المسؤول في الحديث عن الإيجابيات فقط هي حالة موروثة، واصفا المسؤول الحكومي أو السياسي بأنه اليوم ما زال يعيش أجواء السلطة القديمة ويريد أن يمجد به الجميع ومن يعترض عليه يستحق العقاب.

وأشار عباس، إلى أن الدستور العراقي النافذ يعطي مساحة لحرية الرأي والتعبير وهناك قوانين تتعارض معه، عاريا عدم تعديل تلك القوانين إلى قبول أصحاب القرار بها، لكي تبقى الكتل السياسية راضية ومسيطرة وقادرة على تقييد حرية التعبير على مستوى الصحافيين أو المواطنين بشكل عام.

المصدر: بغداد اليوم 

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بغداد الیوم

إقرأ أيضاً:

ظاهرة انتشار المطاعم في العراق.. نشاط تجاري مشروع أم واجهات لغسيل الأموال؟ - عاجل

بغداد اليوم -  بغداد

شهد قطاع المطاعم في العراق نموًا غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، حيث تجاوز عددها 24 ألف مطعم في عموم البلاد، منها أكثر من 500 مطعم في العاصمة بغداد وحدها، وفقًا لإحصائيات وزارة التخطيط. 

وتُشكل هذه المطاعم نحو 65% من مجمل النشاط التجاري العراقي، مما يجعلها عنصرًا رئيسيًا في الاقتصاد المحلي.

لكن مع هذا التوسع السريع، تثار تساؤلات حول مصدر تمويل بعض هذه المطاعم، خاصة الفخمة منها، وسط مخاوف من استخدامها كواجهات لغسيل الأموال من قبل جهات وشخصيات سياسية، إضافة إلى وجود مخالفات قانونية تتعلق بتشغيل العمالة الأجنبية دون تصاريح رسمية.


نمو قطاع المطاعم: بين الازدهار والريبة

أصبح قطاع المطاعم في العراق واحدًا من أكثر المجالات التجارية نموًا، حيث تشهد المدن الكبرى، وخاصة بغداد، افتتاح مطاعم جديدة بشكل مستمر، تتنوع بين المطاعم الشعبية والمتوسطة والفخمة. 

ويرى مختصون أن هذا الانتعاش يعكس تحسن القدرة الشرائية لبعض الفئات وتغير العادات الاستهلاكية، إلا أنه يثير أيضًا مخاوف بشأن مصادر تمويل بعض هذه المشاريع.


مطاعم كواجهات لغسيل الأموال؟

أكد الخبير الاقتصادي أحمد التميمي في تصريح لـ"بغداد اليوم" أن بعض المطاعم، خاصة الفخمة منها، قد تكون مجرد واجهات لغسيل الأموال.

وقال التميمي إن كثرة المطاعم، خصوصًا في العاصمة بغداد، وظهور مطاعم فاخرة بتكاليف ضخمة، بعضها، قد يكون غطاءً لغسيل الأموال لبعض الشخصيات السياسية والجهات المتنفذة، وأوضح أن هذه الأنشطة التجارية أصبحت تُستخدم بشكل مشابه لعمليات شراء العقارات في المناطق الراقية من بغداد والمحافظات، حيث يتم استغلالها لإخفاء مصادر الأموال غير المشروعة وإضفاء الشرعية عليها.


العمالة الأجنبية والمخالفات القانونية

من بين القضايا المثيرة للجدل في هذا القطاع، قضية العمالة الأجنبية، حيث أكد التميمي عدم وجود إحصائيات دقيقة لعدد العاملين في المطاعم، خاصة من الجنسيات الأجنبية.

وأضاف أن بعض هؤلاء العمال دخلوا العراق بطرق غير قانونية ويعملون دون موافقات رسمية، ما يستدعي تكثيف حملات التفتيش داخل المطاعم، وأشار إلى أن هذه الظاهرة أدت إلى تفاقم مشكلة البطالة بين الشباب العراقي، حيث يُفضل بعض أصحاب المطاعم العمالة الأجنبية لأسباب تتعلق بالأجور أو الكفاءة، وهو ما يشكل تحديًا إضافيًا لسوق العمل المحلي.


تأثير الظاهرة على الاقتصاد العراقي

يحقق قطاع المطاعم عوائد اقتصادية ضخمة، حيث يُعد من أكثر المجالات التجارية حيوية في العراق، ومع ذلك، فإن انتشار مطاعم يُشتبه في كونها واجهات لغسيل الأموال قد يؤدي إلى منافسة غير عادلة، حيث يتمتع أصحاب هذه المطاعم بقدرة مالية غير محدودة مقارنة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على موارد قانونية.

كما أن الإقبال الكبير على افتتاح المطاعم الفاخرة أدى إلى ارتفاع أسعار العقارات التجارية، خاصة في المناطق الحيوية ببغداد والمدن الكبرى، ونتيجة لهذا الارتفاع، يجد المستثمرون الصغار صعوبة في دخول هذا السوق، مما يعزز سيطرة بعض الجهات النافذة على القطاع.

أما على المستوى القانوني، فهناك تحديات كبيرة تواجه الجهات الرقابية في تتبع مصادر تمويل المطاعم الفخمة، حيث تفتقر البلاد إلى آليات رقابة مالية صارمة قادرة على كشف الأموال المغسولة، وفي ظل غياب الشفافية، يصبح من السهل استخدام هذه المشاريع التجارية لتدوير الأموال المشبوهة.


الإجراءات المطلوبة لمكافحة غسيل الأموال

- تشديد الرقابة المالية يعد أحد أهم الحلول لضمان شرعية مصادر تمويل المشاريع التجارية، وخاصة المطاعم، حيث يجب فرض إجراءات صارمة تلزم أصحاب هذه المشاريع بالإفصاح عن مصادر أموالهم والتعاون مع الجهات الرقابية.

- مكافحة العمالة غير القانونية من الحلول الضرورية أيضًا، حيث ينبغي تكثيف حملات التفتيش لضبط العمالة غير الشرعية، مما يساهم في توفير فرص عمل أكبر للعراقيين وتقليل معدلات البطالة.

- تعزيز الشفافية في القطاع التجاري أمر لا بد منه، وذلك من خلال فرض قوانين تلزم أصحاب المشاريع بتقديم تقارير مالية دورية حول إيراداتهم ومصروفاتهم، مما يسهل على الجهات المختصة تتبع أي أنشطة مالية مشبوهة.

ويبقى قطاع المطاعم في العراق من أكثر المجالات التجارية انتعاشًا، لكنه في الوقت ذاته يواجه تحديات مرتبطة بغسيل الأموال وتشغيل العمالة غير القانونية، وبينما تسعى الحكومة إلى تنظيم هذا القطاع، تظل الحاجة إلى رقابة مشددة ضرورية لضمان شفافية السوق وحماية الاقتصاد العراقي من أي استغلال غير مشروع.


إعداد: قسم الشؤون الاقتصادية في "بغداد اليوم"

مقالات مشابهة

  • صحفيو الاحتلال يهددون تامر المسحال بعد التحريض عليه (شاهد)‏
  • رئيس نادي كربلاء يرد على تغريم العميد بسبب مدرب مقدوني: لم نره أصلاً
  • بيان أوروبي داعم لجهود الأونروا ضد التضييق الإسرائيلي
  • الفيفا يصدم نادي كربلاء بـ 100 ألف دولار (وثائق)
  • عضو في برلمان إيران يكشف عبر بغداد اليوم: بدأنا خطوات اساسية للتفاوض مع أمريكا-عاجل
  • عضو في برلمان إيران يكشف عبر بغداد اليوم: بدأنا خطوات اسياسية للتفاوض مع أمريكا-عاجل
  • حزب بارزاني حول القصف التركي: لا حل إلا بخروج حزب العمال من الإقليم - عاجل
  • دوري نجوم العراق.. الطلبة يتغلب على كربلاء ونفط البصرة يتخطى ديالى
  • ظاهرة انتشار المطاعم في العراق.. نشاط تجاري مشروع أم واجهات لغسيل الأموال؟ - عاجل
  • ميشيل: نستحق ان نكون في دوري الأبطال