الآلية الوطنية ورفض تجميع المبادرات
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
الآلية الوطنية ورفض تجميع المبادرات
زين العابدين صالح عبد الرحمن
قبل التقاء الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي لرئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، كانت هناك دعوة داخل السودان تهدف إلى توحيد المبادرات بهدف خلق رؤية واحدة تجمع عليها القوى السياسية والمدنية، وتتحول إلى مشروع سياسي يتم الاتفاق عليه ويطرح للشعب السوداني ليكون هو بمثابة المشروع الوطني الذي تلتف حوله الجماهير، وبالفعل قد تم الاتصال بالدكتور منتصر الطيب من أجل وحدة المبادرات، ووافق من حيث المبدأ على الفكرة.
عندما ذهبت وطلبت المجموعة لقاء رئيس مجلس السيادة، ذهب الدكتور منتصر إلى أديس أبابا بحجة حالة طارئة تتعلق بظرف اجتماعي، رغم أن قرائن الأحوال تقول إنه ذهب لكي يقنع بعض قيادات قحت المركزي المتواجدين في أديس أبابا أن محاولتهم بهدف إبعاد الجيش من المشهد السياسي، وأن قوى مدنية من التكنقراط هي التي سوف تستلم السلطة، ثم تتم الدعوة للقوى السياسية والمدنية بهدف الحوار حول كيفية إدارة الشأن السياسي، وأن حكومة الطوارئ هي التي سوف تتواصل مع أطراف الحرب للجلوس للتفاوض. وفي ذات اليوم الذي نشر فيه المقال الأول عن الآلية، كان قد اتصل بي مشكورا الدكتور الشفيع خضر وأكد أنه ذهب للقاهرة ولكنه ليس للاتصال بالمسؤولين المصريين هناك وليس عضواً في هذه الآلية، ومعرفته بها فقط باعتباره متابعاً للشأن السياسي في البلاد، وهذه المتابعة تجعله يعرف عن كل القوى التي لها فاعلية في الساحة السياسية. الغريب في الأمر أن العديد من العضوية الذين ساهموا في تكوين المجموعة ليس لهم أي علم بهذه الخطوة، وفوجئوا باللقاء مع رئيس مجلس السيادة من خلال التلفزيون فقط.
هناك البعض: الذين يعتقدون أن التقاء الآلية بالبرهان ربما يكون مخططاً من قبل الإسلاميين بهدف الوصول للسلطة. وكيف يكون ذلك؟ والذي يترأس فاعلية الآلية هو الدكتور منتصر الطيب ومعروف أنه عضو في الحزب الشيوعي، وأن عائشة موسى هي جزء من جماعة الجذرية، وأن عادل المفتى قيادي في حزب الأمة، وليس من بين هؤلاء إسلامي. مثل هذه الاعتقاد ونشره أو الإشارة إليه تعتبر محاولة لتغبيش الوعي، والابتعاد عن معرفة الأبعاد الحقيقية من الخطوة. خاصة هي أول مجموعة تمثل مبادرة من المبادرات العديدة التي تتبنها مجموعات مدنية.
كان الاعتقاد أن القوى السياسية جميعها والقوى المدنية بعد الحرب تستفيد من تجاربها السابقة، وتعتبر الحرب هي نهاية للسودان القديم بكل فشله واخفاقاته، وتبدأ النخب السودانية التخلص من كل أفكارها القديمة البائدة التي أوصلتهم للحرب، ويبدأ العقل الجديد يفكر بصورة مختلفة للواقع وتناقضاته، ويحاول أن يقدم أفكاراً جديدة تطرح على مائدة الحوار بهدف الوصول لمشروع سياسي بعيداً عن المصالح الحزبية والشخصية الضيقة، ويصبح الوطن في قمة الأجندة. لكن الملاحظ: الكل عينه على السلطة، ومادامت السلطة هي محور الرغبات؛ يصبح الصراع هو سيد الموقف، والذي يمتلك القوة ويرجح كفته في ميزان القوى الاجتماعية هو الذي سوف يسيطر على الموقف. يجب على النخب أن تعيد النظر في أفكارها وتصحح مسارها إذا كانت بالفعل تراهن على الديمقراطية. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
الوسومأديس أبابا الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي السودان زين العابدين صالح عبد الرحمن عائشة موسى عبد الفتاح البرهان مجلس السيادة مصر منتصر الطيبالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أديس أبابا الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي السودان عائشة موسى عبد الفتاح البرهان مجلس السيادة مصر الآلیة الوطنیة القوى السیاسیة مجلس السیادة هی التی
إقرأ أيضاً:
الإمام الطيب يحذر من اغترار الإنسان بعطاء الخالق: «الله يحاسب ويراقب»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تناول فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال حديثه اليوم بالحلقة الخامسة عشرة من برنامج «الإمام الطيب»، شرحًا مفصَّلًا لاسم الله "الكريم"، مؤكدًا أنه من الأسماء الحسنى التي نُصَّ عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وأجمع عليها المسلمون.
وبيّن فضيلته أن اسم "الكريم" ورد صريحًا في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، بالإضافة إلى الأحاديث النبوية كقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ اسْمُهُ كَرِيمٌ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا»، موضحًا أن "السَّفْساف" تعني الأمور الحقيرة الرديئة.
وأوضح شيخ الأزهر أن اسم «كريم» جاء على وزن "فَعِيل"، الذي قد يحمل معنى "المفعول" (مِثل "مَكْرُم") بدلًا من "فاعِل"، قائلًا: «الشرع وَرَدَ بهذا الاسم دون الاشتقاق القياسي (كارم)، فالأسماء الحسنى توقيفية تُؤخذ كما وردت، مضيفا أن المعنى الذي يليق بالله تعالى هو "المُكْرِم" الذي لا ينفك كرمه عن ذاته، بخلاف البشر الذين يتصفون بالكرم كـ"فعلٍ" مؤقت.
وتطرق فضيلته إلى شرح القاضي أبي بكر ابن العربي في كتابه "الأمد الأقصى"، الذي حصر ١٦ معنى لـ"الكريم"، بينها ما ينطبق على الله تعالى كـ"كثير الخير"، "سريع العطاء"، "المنزَّه عن النقائص"، و"الذي يعطي بلا انتظار مقابل". واستثنى معنى واحدًا لا يليق بالله، وهو "الذي يعطي وينتظر مِنَّةً على المُعطَى"، مؤكدًا أن الله تعالى يعطي دون انتظار شكر أو منّة.
وأكد الإمام الأكبر، أن كرم البشر محدودٌ بطبائع النفس وغواية الشيطان، حيث يتنازع الإنسان بين البخل والعطاء، بينما كرم الله مُطْلَقٌ ولا يشوبه نقص، كما لفت إلى أن كرم الله يجمع بين صفات الجلال (كصفة ذاتية) وصفات الأفعال (كعطاءٍ متجدد)، بينما كرم الإنسان مرتبط بحالاته وظروفه، محذرا المؤمنين من الغرور بكرم الله، رغم تأكيده أن اسم "الكريم" يبعث على التفاؤل، قائلًا: «لا يغرنَّكم هذا الكرم، فالله يحاسب ويراقب»، مشيرًا إلى التوازن بين رحمة الله وعدله.