رغم أنني أؤمن بشكل تام بأن كلام وتصرفات وملبس الإنسان حرية شخصية محترمة لا يحق لغيره التدخل بها، لكنني أجد نفسي ملزماً باحترام حريات الآخرين حين تتجاوز الحرية الفردية حدود الذوق العام، فكما أن للفرد حرية مصانة دستورياً وقانونياً فللآخرين أيضاً هذا الحق، بالتالي يجب أن تقف حرياتنا عند حدود حرية المجتمع سواء اتفقنا مع هذا المجتمع أو اختلفنا، هكذا هي الحرية التي أؤمن بها.
ما حدث في يسمى مهرجان العراق الدولي شيء مخزي حقيقة، والخزي يبدأ من اسم المهرجان أساساً، فنحن كعراقيين لم نعرف هوية هذا المهرجان، على سبيل المثال لدينا مهرجان بابل الدولي ويتضمن مختلف الفعاليات الفنية من غناء ورقص واستعراضات وغيرها، مهرجان المربد الشعري ويتضمن مشاركة من شعراء عراقيين وغير عراقيين، مهرجان السينما، مهرجان المسرح، مهرجان الشعر الشعبي، مهرجان الربيع في نينوى، مهرجان بغداد الدولي للزهور، معرض بغداد الدولي للكتاب، وغيرها الكثير من المهرجانات والمعارض من مختلف الفعاليات والأنشطة، جميعها أنشطة رسمية بإشراف الجهات المختصة في الدولة وبرعايتها وهويتها واضحة وكذلك أهدافها، أما مهرجان العراق الدولي فهو مجهول الهوية والهدف، لذا اقترح أن يكون اسمه مهرجان شذى حسون الدولي، وحقيقة لا أعرف ما هي قيمة شذى حسون الفنية لكي تتولى إقامة مثل هكذا مهرجان.
لو أننا سألنا من سمحوا بإقامة هذا المهرجان وأصدروا الموافقات الخاصة عن قيمة شذى حسون الغنائية أو التمثيلية أو الأكاديمية أو الاجتماعية أو حتى الجماهيرية فما هو جوابهم؟
المهرجان حمل اسم العراق كبلد ودولة، وأقيم على أرض العراق، وفي منطقة مخصصة لصُناّع القرار بل أنها مغلقة لهم بالكامل ولا يحق للمواطن العراقي الوصول إليها إلا بإذن، بالتالي أنا كمواطن عراقي من حقي على الحكومة وعلى من سمح بإقامة هذا المهرجان أن أسأل، ما هي هوية وهدف مهرجان شذى حسون؟
وأكرر مجدداً بغض النظر عن الإسفاف الذي حدث في المهرجان -وأقصد هنا الفانشيستات والبلوكرات اللاتي لربما لديهن شهرة في السوشال ميديا-، بغض النظر عن كل مساوئ هذا المهرجان، أجد أن رد مستشار رئيس الوزراء العراقي جاء أكثر تدنياً وفجاجة من المهرجان نفسه، ويا ليته لم يرد أساساً فقد تبين أنه الراعي لهذا المهرجان والسعيد به والقابل بكل ما تخلله.
أيها المستشار تقول في ردك أو توضيحك كما أسميته أنت: "قدمت الفنانة شذى حسون طلباً تروم فيه إقامة مهرجان تكريمي للفنانين العراقيين والعرب، الرئاسة ووزارة الثقافة دعمت الفكرة"، ولا أدري هل في عرف الدولة العراقية أن كل من هبّ ودبّ يحق له تقديم طلب لإقامة مهرجان يحمل اسم الدولة ويختار كما يشاء هو تكريم أياً كان من دون رأي ولا مشورة للدولة ومؤسساتها، أهذا ما تقوله أيها "العارف"، إذاً هل من حقي أنا كصحفي أن أقيم غداً مهرجاناً في ساحة الاحتفالات وسط المنطقة الخضراء لتكريم صحفيين وصحفيات كيفما اتفق؟.
وتقول أيضاً: "الفنانة لم تحصل على أي دعم مالي، لأن الطلب مقدم من شركة خاصة"، بربك هل هذا مبرر ينطق به شخص يشغل منصب مستشاراً لرئيس الوزراء، فهل يحق لأي شركة دعم ورعاية مهرجان من دون رأي وإشراف من الدولة العراقية، هل تعني بذلك أنه يحق مثلاً لشركة مختصة بإنتاج الأفلام الجنسية أو الألعاب والأدوات الجنسية، أو شركة إسرائيلية، تنظيم مهرجان في العراق ما دامت الدولة لن تتكفل بنفقاته؟!.
وتحاول التبرير ايضاً بالقول: "نعم هناك أخطاء، فما حدث من وجود بلوكرات وفانيشستات أمر غير لائق، ولكن هل دورنا أن نفتش النساء في بوابة الحفل؟ أو ننشر وصايا للبس والأزياء؟ ولو فعلنا مثل هذا الأمر لشُتمنا أكثر وأكثر"، عجيب أمرك، فأنت هنا تقرّ بأنكم حتى لم تسألوا شذى حسون عن ضيوفها وتخصصاتهم وقيمتهم الفنية أو الثقافية أو الاجتماعية، فأي مهرجان متهافت هذا، ونعم دوركم السؤال عن الضيوف وتخصصاتهم وقيمتهم الفنية والثقافية والاجتماعية وأزيائهم وحتى كلماتهم لأننا سبق وأن مررنا بتجربة مهرجانات حكومة الكاظمي؟.
أما تبريرك بأن من هاجم المهرجان هو فنان يقيم في مصر، حقيقة هو أمر مخجل ويدل على أنك لم تتقصى ردود الأفعال المحلية، فأول من شن الحرب على هذا المهرجان هم شخصيات وزعامات سياسية واجتماعية ومواطنون بسطاء استفزهم مهرجان التعري هذا، لكن يبدو أن الخلافات الشخصية بينك وبين هذا الفنان "الافتراضي" المقيم في مصر وصلت إلى مرحلة حرجة جداً بحيث أنك تجيز لنفسك أن تستغل منصبك كمستشار لرئيس الوزراء لمهاجمة خصومك، حتى أنك هبطت بمستوى الخصومة إلى الشخصنة فتناولت التفاصيل الخاصة لحياته من تكاليف دراسة أبنائه في الجامعات ونفقات العائلة وهذا أمر شخصي جداً ولا يحق لك التشهير بالرجل بهذا الشكل، أمر معيب ومخجل حقيقة.
على كل حال أنا لا ألومك فمهرجانات المحتوى الهابط بدأت في الحكومة السابقة التي ترأسها "الشهيد الحي"، لكن ما يثير استغرابي هو استمرارها في هذه الحكومة وعلى ما يبدو أن هناك جهة تم تجنيدها لتنظيم هكذا مهرجانات لأهداف ربما ستتكشف مستقبلاً.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي هذا المهرجان شذى حسون
إقرأ أيضاً:
"بحر" أفضل فيلم تحريك بمهرجان VS-FILM
بدأ منذ قليل حفل ختام مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدا، في العين السخنة، بعزف النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية.
وذهبت جائزة أفضل فيلم تحريك Animation، لفيلم «بحر» - مصر - من إخراج: بلال أبو سمرة.
ضمت لجنة تحكيم المسابقة العربية في مهرجان VS-FILM, برئاسة د. وليد سيف، عضوية كل من: (الكاتب جمال زايدة، المخرج عمر الجاسر، الناقدة أمل ممدوح).
وشهد حفل الختام، حضور الفنان الكبير لطفي لبيب، والمخرج الكبير سعيد حامد، والمخرج أشرف فايق، والفنانة كلوديا حنا، ومدير التصوير محسن أحمد.
مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جداأهدي المهرجان خلال حفل الافتتاح تحية لروح الفنان الراحل حسن يوسف والفنان الراحل مصطفي فهمي وتم عرض فيلما تسجيليا عن مشوارهما الفني.
تضمن الحفل مجموعة من الفقرات منها بينها فقرة للفنان رامي الطنباري وفيديو مصور للفنانة إلهام شاهين رئيس شرف المهرجان والمتواجدة حاليا بأمريكا، إذ رحبت فيه بالضيوف من النجوم والفنانين وعرض في نهاية الحفل الفيلم اليمني صنع في حضر موت والفيلم التركي الجزيرة ومدة كل منهما 5 دقائق .
فعاليات مهرجان VS-FILM
كشف زياد باسمير نائب رئيس المهرجان أن عدد أفلام مسابقتي المهرجان وصل الي 79 فيلما من 45 دولة عربية وأجنبية وقال : في مسابقة الـ5 دقائق وصل عدد الأفلام الي نحو 53 فيلم منها 18 تحريك و8 تسجيلي و27 روائي فيما وصل عدد أفلام مسابقة الـ 10 دقائق الي 26 فيلما منها 5 تحريك و2 تسجيلي و19 روائي.
وأضاف : أن فيلم الافتتاح التسجيلي اليمني صنع في حضر موت من إخراج مجاهد عاسل وفؤاد بلعجم ومحمد باسمير ويسلط الضوء علي حرفة صناعة الحجول التقليدية في حضر موت ويتناول فيلم الافتتاح الثاني وهو التركي الجزيرة للمخرج محمود طاش قصة فتاة صغيرة تعيش في قرية جافة وتفكر عائلتها في مغادرتها إذا استمر العطش.
مهرجان VS-FILM
يشار إلى أن مهرجان VS-FILM تم افتتاحه يوم الأحد 3 نوفمبر الجاري وتضمن عددا من الندوات والماستر كلاس حول الأفلام القصيرة جدا.