خبير إسترايتجي للجزيرة: طوفان الأقصى تطور نوعي في أداء المقاومة الفلسطينية
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
قال اللواء فايز الدويري الخبير العسكري والإسترايجي إن عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية صباح اليوم ضد الاحتلال الإسرائيلي تمثل "تطورا نوعيا" في أدائها قياسا إلى الحروب والعمليات السابقة ضد إسرئيل.
وأضاف في حديث للجزيرة -تعليقا على إطلاق كتائب عز الدين القسام عملية "طوفان الأقصى" على إسرائيل- أن أنواع الصواريخ وطريقة استخدامها من جانب المقاومة الفلسطينية "تشير إلى أن هناك تغيرا في فكر وإدارة المعركة على أرض الواقع".
وعبر الدوري عن اعتقاده بأن من يقودون العمل العسكري من جانب المقاومة الفلسطنية أصبحوا أكثر نضجا مقارنة بالحروب السابقة، حيث باتوا يوظفون الإمكانات بالاتجاه الصحيح، خاصة بعد نجاح الهجمات في شل الحركة بمطار بن غوريون الدولي.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن المقاومة الفلسطينية في غزة أطلقت أكثر من 1000 صاروخ منذ صباح اليوم من قطاع غزة، في حين قال قائد أركان كتائب القسام محمد الضيف في كلمة مسجلة إن المقاومة قصفت إسرائيل في الدقائق العشرين الأولى بنحو خمسة آلاف صاروخ.
وبِشأن السيناريوهات المحتملة- بعد إعلان إسرائيل حالة حرب من الدرجة الثامنة- قال الدويري إن الرد الإسرائيلي على هجمات المقاومة سيكون "قاسيا ومغالى فيه"، حسب وصفه.
وتوقع المتحدث نفسه "تصعيدا محموما" من جانب إسرائيل عبر استخدام كثيف للنيران برا وبحرا، كما توقع أن يستهدف الاحتلال القيادات التي لها دور في إدارة المعركة القتالية، بجانب استهداف مفرط للبنية التحتية في قطاع غزة.
وقال إن "بنك الاستهداف" من جانب إسرائيل قد يطال قيادات عسكرية وسياسية متقدمة في صفوف المقاومة الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة من جانب
إقرأ أيضاً:
اليمن.. عام من الصمود والتحولات الكبرى في معركة طوفان الأقصى
مع مرور عام على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، أظهر الشعب اليمني صمودًا استثنائيًا أعاد تشكيل موازين القوى في المنطقة تحت قيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- خاض اليمن معركة الجهاد المقدس بكل عزم وإصرار، مما كشف ضعف قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
قيادة السيد عبدالملك.. رؤية استثنائية وتحولات جوهرية
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يمثل نموذجًا نادرًا للقائد الإسلامي الذي يتحرك برؤية مستمدة من المنهج النبوي، واضعًا القيم الإيمانية والعدل فوق كل اعتبار، خطابه لم يكن مجرد شعارات بل جسّد رؤية عملية تعكس عمق الإيمان والبصيرة والحكمة في مواجهة تحديات الأمة.
في وقت شهدت فيه الأمة تراجعًا وخذلانًا من قياداتها، برز السيد القائد كصوت للحق، يدعو الأمة للتحرك الجهادي الفعّال، مؤكدًا أن الصمت والتخاذل أمام العدوان الصهيوأمريكي ليسا خيارًا، برهن بأفعاله قبل أقواله أن القيادة تعني العمل من أجل الأمة، وأن بالإمكان مواجهة الظلم مهما بلغت التحديات.
بقيادته الحكيمة، نجح اليمن في إدارة المعركة على جبهات متعددة: داخليًا من خلال تعزيز الصمود الشعبي، وإقليميًا عبر نصرة المقاومة الفلسطينية، ودوليًا بتوجيه رسالة واضحة أن الأمة لا تزال قادرة على الصمود والردع.
التعبئة العامة.. التكتيك الذي صنع الفرق
كانت التعبئة العامة التي أطلقها السيد القائد جزءًا أساسيًا من تكتيك شامل يهدف لتعزيز وحدة الشعب وتماسكه. المظاهرات التي غطت كافة المحافظات، المديريات، وحتى القرى، كانت وسيلة فعّالة لإظهار التلاحم بين القيادة والشعب.
هذه الحشود لم تكن فقط تعبيرًا عن الاحتجاج أو الدعم، بل كانت أداة استراتيجية لدعم الجبهة الداخلية، رفع الوعي الوطني والجهادي، وتعزيز الثقة في القيادة. كما تضمنت دورات التثقيف والتأهيل القتالي التي أكسبت الشعب خبرات ومهارات أساسية للدفاع عن الوطن.
هذا التكتيك لم يقتصر على حماية الداخل اليمني فقط، بل شكّل عامل ضغط كبيراً على الأعداء، إذ أعاد توجيه المعركة من ساحة المواجهة العسكرية إلى ساحات الوعي الشعبي والإعلامي.
التحولات الإقليمية والدولية.. اليمن كلاعب استراتيجي
دخول اليمن في معركة طوفان الأقصى أحدث تحولات كبرى في المشهدين الإقليمي والدولي، أهمها:
1. تعزيز محور المقاومة:
اليمن لعب دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية، مما أعاد صياغة تحالفات جديدة تخدم مصلحة الأمة الإسلامية، وعزّز من صمود المقاومة في وجه الاحتلال.
2. كسر هيمنة الاستكبار العالمي:
أظهر اليمن للعالم أن الشعوب التي تؤمن بقضيتها وتمتلك قيادة واعية قادرة على كسر الهيمنة الغربية وتحقيق الاستقلالية في القرار.
3. إعادة تعريف معادلة الصراع:
أكد اليمن أن القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع إقليمي، بل هي قضية إسلامية وإنسانية تتطلب تحركًا جهاديًا موحدًا.
4. إثبات إمكانية الصمود رغم قلة الموارد:
برهن اليمن أن الإرادة الإيمانية والجهادية قادرة على تعويض نقص الإمكانات المادية، مقدمًا نموذجًا يُحتذى به للشعوب المستضعفة.
قيمة اليمن في ميزان الامم:
اليمن اليوم ليس مجرد دولة تواجه عدوانًا خارجيًا، بل أصبح رمزًا عالميًا للصمود والعزة. النظرة الدولية تجاه اليمن تغيرت جذريًا، وأصبح يُنظر إليه كدولة حرة تقدم دروسًا للعالم في الشجاعة والكرامة.
1. في قضية فلسطين:
مواقف اليمن أضافت زخمًا كبيرًا للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن تحرير الأقصى لا يكون بالكلام فقط، بل بالعمل والجهاد.
2. في تاريخ الشعوب الحرة:
أصبح اليمن مصدر إلهام لكل الشعوب الساعية للحرية، معززًا مفهوم أن الكرامة تُنال بالصبر والنضال، لا بالتبعية والاستسلام.
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي لم يكن قائدًا تقليديًا؛ بل كان قائدًا استثنائيًا جمع بين الإيمان العميق والرؤية الاستراتيجية، مواقفه وقراراته جسّدت الصدق في القول والعمل، وأثبتت أن القيادة مسؤولية تستوجب العمل لخدمة الأمة.
اليمن بقيادته، قدم نموذجًا يُحتذى به في مقاومة الاستكبار والدفاع عن القيم الإسلامية والإنسانية. دعوته للجهاد والعمل الفعّال ليست مجرد شعارات، بل هي دعوة لاستعادة كرامة الأمة ومكانتها بين الأمم.
* محافظ محافظه تعز