أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن هناك العديد من الأسباب التي دفعت بولندا، التي كانت أحد أهم الحلفاء الداعمين لأوكرانيا في حربها الطاحنة مع القوات الروسية، للتخلي عن أوكرانيا بل والتحول إلى خصم.
وأشار المقال، الذي شارك في كتابته كل من المحللين السياسيين كارولاينا ويجور وجارسلو كويز، إلى أن دول الجوار لأوكرانيا، ومنها بولندا، عانت الكثير بسبب الحرب هناك، وأصبحت أخبار العنف والعنف المضاد أحد تجارب الحياة اليومية لشعوب تلك الدول.

ويلفت المقال إلى أن الخوف ينتاب شعوب تلك الدول أن ينتشر الصراع خارج حدود أوكرانيا وهو ما تسبب في تعاطف الشعب البولندى مع اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا من بلادهم بسبب الحرب.
ويضيف المقال أن الشعب البولندي بعد مرور ما يزيد على 18 شهرا من الحرب الدامية في أوكرانيا التي تقع على الحدود الشرقية مع بولندا بدأ يعتاد سماع أخبار تلك الحرب، موضحا في الوقت نفسه أنه على الرغم من طول فترة الحرب وعدم قدرة أي من الطرفين على حسم الموقف لصالحه إلا أن المخاوف مازالت قائمة من امتداد التهديد الروسي ليشمل دول الجوار لأوكرانيا.
ويوضح المقال أن الواقع الجيوسياسي الحالي قد يدفع الحزب الحاكم في بولندا، والذي كان في بداية الحرب من أشد الداعمين للمساعدات الغربية لأوكرانيا، إلى التخلي عن موقفه هذا والتوقف عن تزويد أوكرانيا بالسلاح على ضوء الخلاف الذي بدأ يحتدم بين الطرفين بسبب واردات الحبوب الأوكرانية رخيصة الثمن لبولندا والتي ألقت بظلالها السلبية على المزارعين البولنديين وأدت إلى كساد السلع المحلية المنافسة.
ويشير المقال إلى أنه بات من العسير على الحزب الحاكم في بولندا أن يتمسك بموقفه السابق الداعم لأوكرانيا حيث أصبحت العلاقات بين الطرفين تشوبها روح المنافسة أكثر منها روح التعاون، موضحا أن الدور البولندي في المنطقة كعضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلنطي (النتو) دور واضح ومهم، إلا أن موازين القوى قد تتغير في حال انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي أو الناتو.
ويضيف المقال في هذا السياق أن العاصمة وارسو كانت قد شهدت يوم الأحد الماضي تظاهرة سلمية حاشدة شارك فيها ما يقرب من 800،000 من مؤيدي المعارضة يرفعون أعلام بولندا والاتحاد الأوروبي ومعربين عن قلقهم على مستقبل البلاد في ظل الظروف الحالية.
ويشير المقال في الختام إلى أن تلك المظاهرة تعد الأكبر على الإطلاق في تاريخ بولندا الحديث، موضحا أنها تأتي تأييدا لحزب المعارضة الذي يقوده رئيس الوزراء السابق دونالد توسك والذي يعتزم خوض الانتخابات القادمة ضد حزب القانون والعدالة الحاكم في الخامس عشر من الشهر الجاري.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بولندا القوات الروسية إلى أن

إقرأ أيضاً:

«ترامب» يتحدث عن انتخابات في أوكرانيا و«زيلينسكي» ينتقد التصريحات!

قال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ، “إن الولايات المتحدة تريد من أوكرانيا إجراء انتخابات، ربما بحلول نهاية العام، خاصة إذا تمكنت كييف من الاتفاق على هدنة مع موسكو خلال الأشهر المقبلة”.

وأضاف في مقابلة مع “رويترز”، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأوكرانية التي تم تعليقها في ظل الحرب مع روسيا “يجب أن تتم”.

وقال: “معظم الدول الديمقراطية تجري انتخابات في أوقات الحروب. أعتقد أن من المهم فعل ذلك. أرى ذلك في صالح الديمقراطية. هذا هو جمال الديمقراطية الراسخة. لديك أكثر من شخص مرشح محتمل”.

ويقول ترامب وكيلوغ إنهما يعملان على وضع خطة للتوسط من أجل إبرام اتفاق خلال الأشهر القليلة الأولى من ولاية الإدارة الأميركية الجديدة، بهدف إنهاء الحرب التي اندلعت بعد أن شنت روسيا غزوا شاملا على جارتها في فبراير 2022.

ولم يكشفا عن الكثير من التفاصيل بشأن استراتيجيتهما لإنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ولا موعد طرح هذه الخطة.

ولا يزال العمل جاريا على وضع خطة ترامب، ولم يتم اتخاذ أي قرارات سياسية، لكن مصدرين مطلعين ومسؤولا أميركيا سابقا مطلعا على مقترح الانتخابات قالوا إن كيلوغ ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض بحثوا في الأيام القليلة الماضية حمل أوكرانيا على الموافقة على الانتخابات في إطار هدنة مبدئية مع روسيا.

وقال المصدران المطلعان على مناقشات إدارة ترامب “إن مسؤولي الإدارة يبحثون أيضا سبل الدفع من أجل وقف مبدئي لإطلاق النار قبل محاولة التوسط في اتفاق أكثر استمرارية”.

وقالت المصادر إنه إذا جرت الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، فقد يكون الفائز مسؤولا عن التفاوض على اتفاق أطول أمدا مع موسكو. ورفضت المصادر نشر أسمائها.

بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، “إن المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحرب من دون مشاركة بلاده “خطيرة للغاية”.

وتحدث زيلينسكي السبت في مقابلة مع وكالة أنباء “أسوشيتد برس”، بعد تعليقات أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة، مفادها أن مسؤولين أميركيين وروساء “يتحدثون بالفعل” عن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وأضاف زيلينسكي: “قد تكون بينهم علاقاتهم الخاصة بهم، لكن الحديث عن أوكرانيا من دوننا خطر على الجميع”.

وأشار إلى أن “روسيا لا ترغب في إجراء محادثات لوقف إطلاق النار أو مناقشة أي نوع من التنازلات، التي يفسرها الكرملين باعتبارها هزيمة، بينما تعد لدى قواتها اليد العليا في ساحة المعركة”.

ومن جهة أخرى، قال زيلينسكي إن عدة اتصالات جرت بين الولايات المتحدة وأوكرانيا منذ تنصيب ترامب، معربا عن أمله في عقد اجتماع شخصي معه قريبا.

وأوضح أن “هذه الاتصالات تمت على مستوى كيث كيلوغ المبعوث الخاص لترامب، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، ومسؤولين آخرين. ووصف المحادثات بأنها “جيدة جدا”، وقال إنها تناولت “مواضيع عامة”.

وقال زيلينسكي إن زيارة مؤجلة لكيلوغ إلى أوكرانيا لم تتم إعادة جدولة موعدها بعد، لكنه يتوقع أن تتم قريبا.

وأضاف: “من المهم بالنسبة لنا أن يحدث ذلك خلال الأسابيع المقبلة، في أقرب وقت ممكن”.

كان من المفترض أن تنتهي ولاية زيلينسكي في عام 2024، لكن الأحكام العرفية التي فرضتها أوكرانيا في فبراير 2022 حالت دون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وقال مسؤولان أميركيان سابقان “إن واشنطن أثارت قضية الانتخابات مع كبار المسؤولين في مكتب زيلينسكي في عامي 2023 و2024 أثناء إدارة جو بايدن السابقة”.

وأضافا أن “مسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض أبلغوا نظراءهم الأوكرانيين بضرورة إجراء الانتخابات للحفاظ على القواعد الدولية والديمقراطية”.

وقال المسؤولان الأميركيان السابقان “إن مسؤولين في كييف رفضوا إجراء الانتخابات خلال محادثات مع واشنطن في الأشهر القليلة الماضية، وأخبروا مسؤولي إدارة بايدن بأن إجراء انتخابات في مثل هذه اللحظة المتقلبة في تاريخ أوكرانيا من شأنه أن يقسم القادة الأوكرانيين وقد يشجع حملات التأثير الروسية”.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال علنا إنه لا يعتقد أن زيلينسكي زعيم شرعي في ظل عدم وجود تفويض انتخابي جديد، وإن الرئيس الأوكراني لا يتمتع بالحق القانوني في التوقيع على وثائق ملزمة تتعلق باتفاق سلام محتمل.

آخر تحديث: 2 فبراير 2025 - 11:45

مقالات مشابهة

  • مبعوث ترامب يدعو يدعو أوكرانيا وروسيا لتقديم تنازلات لإنهاء الحرب
  • البابا فرنسيس يخاطب شباب أوكرانيا: تمسكوا بوطنكم وانبذوا الحرب وسامحوا
  • بعد وصفه المالكي بالخرف.. محافظ ذي قار المقال ينفي البصمة الصوتية
  • أوكرانيا وروسيا تتبادلان الاتهامات بالهجوم على مدرسة في كورسك
  • «ترامب» يتحدث عن انتخابات في أوكرانيا و«زيلينسكي» ينتقد التصريحات!
  • ضغوط أمريكية على أوكرانيا.. هل تنتهي الحرب؟
  • محادثات جادة بين ترامب وبوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب: أنا وبوتين يمكننا إنهاء الحرب في أوكرانيا
  • أوربان: واشنطن تسعى الآن من أجل السلام في أوكرانيا وبروكسل تسعى لاستمرار الحرب
  • خطط ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا