اعتبر رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل النائب الدكتور حسين الحاج حسن أن "بعض المسؤولين اللبنانيين وللأسف ارتضوا أن تتعامل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مع لبنان بفوقية وبتجاوز حدوده السيادية. لدينا مسؤولون فرطوا بهذه الحدود السيادية منذ سنوات عندما وقعوا على اتفاقية مع المفوضية يشوبها عيوب دستورية وقانونية كثيرة، تجعلها بالحد الأدنى موضع متابعة ومساءلة".



وقال خلال حفل تأبيني أقامه "حزب الله" في حسينية بريتال: "نؤبن اليوم فقيدنا الجريح والمقاوم قاسم العزقي والد الشهيدين مصطفى ومحمد، والأمة ما تزال تتعرض للعدوان، وبالأمس قام الإرهابيون في سوريا بقصف حفل تخريج ضباط في حمص، استشهد مدنيون رجالا واطفالا ونساء كانوا يحضرون حفل تخرج أبنائهم الضباط الجدد، على يد إرهابيين أسسهم ومولهم وسلحهم ودربهم وحماهم، وما يزال يحميهم، النظام العالمي الغربي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية أمّ الإرهاب والظلم والقتل، وأم نهب الثروات والاعتداءات على الشعوب والدول".

أضاف: "المخطط لإسقاط سوريا ما زال قائما بالقتل والإرهاب وإثارة النعرات، بالاحتلال الأميركي المباشر وغير المباشر، بسرقة ونهب ثروات سوريا، بقانون قيصر الظالم والحاقد والباغي والقاتل. يريدون من سوريا أن تخرج من محور المقاومة لتلتحق بمحور التطبيع والصلح مع العدو، هذا هو الهدف والغاية، شنوا حربا على سوريا منذ العام 2011 عبر عصابات التكفير والإرهاب التي تدعي زورا إسلاميتها، والإسلام منها بريء". 

وتابع: "بعد فشل هذا المشروع وهزيمة داعش والنصرة، بقيت لهم مناطق محددة يحتلونها ويعيثون فيها فسادا، فأتى الإحتلال الأميركي لمناطق من سوريا بشكل مباشر، وأقام قواعد عسكرية خلافا لأي شرعية دولية، وفرضوا على سوريا بعد الإنتصار على الإرهاب قانونا ظالما، وسرقوا ثرواتها حتى أصبحت تعاني من أوضاع اقتصادية قاسية، لعلها تسقط في الموضع الذي يريدونه لها في السياسة وغير السياسة، ولكنها صمدت وستصمد ولن تسقط. وكلما رأوا أن سوريا ارتاحت عمدوا إلى مزيد من العدوان السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري عليها، وللأسف معظم العالم يتفرج ولا يدين هذا الإرهاب، لأن في العالم لا يسود معيار واحد، بل تتعدد المعايير، فلكل لون ولكل قومية ولكل دين معياره لدى الغرب. منعوا الحجاب قبل أيام في إحدى الدول الاوروبية تحت شعار المحافظة على ما يسمى بحرية الدولة العلمانية، فأين حرية المرأة التي تريد ارتداء الحجاب؟ لا مشكلة لديهم إن كان يريد أحدهم أن يتحول إلى كلب او هر أو خنزير هو حر، أما ارتداء الحجاب فممنوع. الغرب لا يريدنا أن نكون أحرارا يريدنا أن نبقى مستعمرين، الغرب لم يخرج من حقبة الإستعمار في يوم من الأيام إلا بالشكل، صنع لنا جماعات يرفعون شعار الإسلام ويفتعلون فتنة القتل والتكفير والإرهاب، أما كيف تعامل المرأة عند هؤلاء فلا يعنيهم الأمر، وقبل مدة خيروا دكتورة في إحدى الجامعات بين ترك الدراسة او خلع الحجاب، فالحجاب والستر ممنوع، بينما للشذوذ والشاذين حريتهم".

واعتبر أن "من ضمن المسائل المترتبة على الحرب على سوريا والحصار الاقتصادي عليها، وقانون قيصر، النزوح السوري إلى لبنان والى كل الدول المجاورة، ولبنان يئن من تداعيات النزوح وليس من الأشقاء النازحين، السوريون مظلومون لأن الأمريكي اعتدى على بلادهم واقتصادهم، واللبنانيون مظلومون أولا من الإدارة الأميركية التي أعلنت على لسان اثنين من مسؤوليها في الخارجية الشهر الفائت بأن عودة النازحين إلى سوريا ليست من الأولويات. من نصَّبكم على العالم؟ سلطكم على العالم الدولار والقوة والأساطيل والظلم والقتل، وليس الحق والعدل ولا القبول عند الشعوب".

ورأى أن "المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلى من الدولة اللبنانية التي طلبت الداتا منذ سنوات ولم يصلها شيء، وبالأمس تذرعوا بعوامل تقنية، بينما الحقيقة أن المفوضية لا تريد تزويد لبنان بالداتا، والقرار الأميركي والأوروبي بأن لا يكون لدى لبنان داتا عن النازحين المتواجدين على أرضه. إذا كان قلبكم "محروقا" على الأشقاء السوريين، لماذا لا تساعدوهم في سوريا؟ وهل تتعاطون مع الدول التي تستضيف النازحين كتعاطيكم مع لبنان؟ بعض المسؤولين اللبنانيين وللأسف ارتضوا أن تتعاملوا مع لبنان بفوقية وبتجاوز حدوده السيادية، لدينا مسؤولين فرطوا بهذه الحدود السيادية منذ سنوات عندما وقعوا على اتفاقية مع المفوضية يشوبها عيوب دستورية وقانونية كثيرة، تجعلها بالحد الأدنى موضع متابعة ومساءلة".

ودعا الحاج حسن إلى"موقف وطني جامع لمواجهة تداعيات النزوح السوري، فالنازحون بمعظمهم من المستضعفين والمظلومين بفعل السياسات الأميركية التي تستهدف لبنان وسوريا. كما ندعو اللبنانيين والسوريين الى عدم تضييع البوصلة، هذا هو المشروع الذي يدفعون لبنان باتجاهه حذاري الوقوع فيما يحصل من نزاعات، فالمشكلة هي مع أميركا وليست مع تداعياتها".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2

يناير 31, 2025آخر تحديث: يناير 31, 2025

محمد الربيعي

بروفسور ومستشار دولي، جامعة دبلن

تعتبر جامعة كامبردج، بتاريخها العريق الذي يمتد لاكثر من ثمانية قرون منذ تاسيسها عام 1209، منارة للعلم والمعرفة، وصرحا اكاديميا شامخا يلهم الاجيال المتعاقبة. تعد كمبردج رابع اقدم جامعة في العالم، وثاني اقدم جامعة في العالم الناطق باللغة الانجليزية، حاملة على عاتقها مسؤولية نشر العلم والمعرفة وخدمة الانسانية. لم تكن كمبردج مجرد مؤسسة تعليمية عابرة، بل كانت ولا تزال محركا رئيسيا للتطور الفكري والعلمي على مستوى العالم، وشاهدة على تحولات تاريخية هامة، ومخرجة لقادة ومفكرين وعلماء غيروا مجرى التاريخ، امثال اسحاق نيوتن، الذي وضع قوانين الحركة والجاذبية، وتشارلز داروين، الذي وضع نظرية التطور، والان تورينج، رائد علوم الحاسوب.

تتميز جامعة كمبردج بمكانة علمية رفيعة المستوى، حيث تصنف باستمرار ضمن افضل الجامعات في العالم في جميع التصنيفات العالمية المرموقة، مثل تصنيف شنغهاي. هذا التميز هو نتاج جهود مضنية وابحاث علمية رائدة في مختلف المجالات، من العلوم الطبيعية الدقيقة كالفيزياء والكيمياء والاحياء، مرورا بفروع الهندسة المختلفة كالهندسة المدنية والميكانيكية والكهربائية، وصولا الى العلوم الانسانية والاجتماعية التي تعنى بدراسة التاريخ والفلسفة والاقتصاد والعلوم السياسية. تضم الجامعة بين جنباتها العديد من المراكز والمعاهد البحثية المتطورة التي تساهم في دفع عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي، مثل معهد كافنديش الشهير للفيزياء. تعرف كمبردج باسهاماتها القيمة في جوائز نوبل، حيث حاز خريجوها على اكثر من 120 جائزة نوبل في مختلف المجالات، مما يعكس المستوى العالي للتعليم والبحث العلمي فيها. من بين الاسهامات الخالدة لجامعة كامبريدج، يبرز اكتشاف التركيب الحلزوني المزدوج للحامض النووي (DNA) على يد جيمس واتسون وفرانسيس كريك عام 1953. هذا الاكتشاف، الذي حاز على جائزة نوبل في الطب عام 1962، غيّر مسار علم الاحياء والطب، وأرسى الاساس لفهم أعمق للوراثة والأمراض، ويعد علامة فارقة في تاريخ العلم.

اضافة الى مكانتها العلمية المرموقة، تتميز جامعة كمبردج ببيئة تعليمية فريدة من نوعها، حيث تتكون من 31 كلية تتمتع باستقلال ذاتي، ولكل منها تاريخها وتقاليدها الخاصة، وهويتها المعمارية المميزة. هذه الكليات توفر بيئة تعليمية متنوعة وغنية، تجمع بين الطلاب من مختلف الخلفيات والثقافات من جميع انحاء العالم، مما يثري تجربة التعلم ويساهم في تكوين شخصية الطالب وتوسيع افاقه. توفر الجامعة ايضا مكتبات ضخمة ومتاحف عالمية المستوى، تعتبر كنوزا حقيقية للطلاب والباحثين، حيث تمكنهم من الوصول الى مصادر غنية للمعرفة والالهام. من بين هذه المكتبات، مكتبة جامعة كمبردج، وهي واحدة من اكبر المكتبات في العالم، وتحتوي على ملايين الكتب والمخطوطات النادرة، بالاضافة الى متاحف مثل متحف فيتزويليام، الذي يضم مجموعات فنية واثرية قيمة، ومتحف علم الاثار والانثروبولوجيا.

يعود تاريخ جامعة كمبردج العريق الى عام 1209، عندما تجمع مجموعة من العلماء في مدينة كمبردج. لم يكن تاسيس كمبردج وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لهجرة مجموعة من العلماء والاكاديميين من جامعة اكسفورد، بحثا عن بيئة اكاديمية جديدة. هذا الاصل المشترك بين كمبردج واكسفورد يفسر التشابه الكبير بينهما في العديد من الجوانب، مثل النظام التعليمي والهيكل التنظيمي، والتنافس الودي بينهما، الذي يعرف بـ “سباق القوارب” السنوي الشهير. على مر القرون، شهدت جامعة كمبردج تطورات وتحولات كبيرة، حيث ازدهرت فيها مختلف العلوم والفنون، واصبحت مركزا مرموقا للبحث العلمي والتفكير النقدي، ولعبت دورا محوريا في تشكيل تاريخ الفكر الاوروبي والعالمي.

كليات الجامعة هي وحدات اكاديمية وادارية مستقلة، تشرف على تعليم طلابها وتوفر لهم بيئة تعليمية فريدة من نوعها، تساهم في خلق مجتمع طلابي متنوع وغني، حيث يتفاعل الطلاب من خلفيات وثقافات مختلفة، مما يثري تجربتهم التعليمية ويساهم في تكوين شخصياتهم وهي ايضا مراكز اقامة للطلاب. هذا النظام الفريد للكليات يعتبر من اهم العوامل التي تميز جامعة كمبردج، ويساهم في الحفاظ على مستوى عال من التعليم والبحث العلمي.

تقدم جامعة كمبردج تعليما متميزا عالي الجودة يعتمد على اساليب تدريس متقدمة تجمع بين المحاضرات النظرية والندوات النقاشية وورش العمل العملية، مما يتيح للطلاب فرصة التعمق في دراسة مواضيعهم والتفاعل المباشر مع الاساتذة والخبراء في مختلف المجالات. يشجع نظام التدريس في كمبردج على التفكير النقدي والتحليل العميق، وينمي لدى الطلاب مهارات البحث والاستقصاء وحل المشكلات. هذا التنوع يثري تجربة التعلم بشكل كبير، حيث يتيح للطلاب فرصة التعرف على وجهات نظر مختلفة وتبادل الافكار والمعرفة، مما يساهم في توسيع افاقهم وتكوين صداقات وعلاقات مثمرة. كما توفر الكليات ايضا انشطة اجتماعية وثقافية متنوعة تساهم في خلق جو من التفاعل والتواصل بين الطلاب، مثل النوادي والجمعيات الطلابية والفعاليات الرياضية والفنية.

تخرج من جامعة كمبردج عبر تاريخها الطويل العديد من الشخصيات المؤثرة والبارزة في مختلف المجالات، الذين ساهموا في تغيير مجرى التاريخ وخدمة الانسانية، من بينهم رؤساء وزراء وملوك وفلاسفة وعلماء وادباء وفنانين.

باختصار، تعتبر جامعة كمبردج منارة للعلم والمعرفة، وتجمع بين التاريخ العريق والمكانة العلمية المرموقة والتميز في مجالات متعددة، مما يجعلها وجهة مرموقة للطلاب والباحثين من جميع انحاء العالم.

 

مقالات مشابهة

  • بهدف تحقيق نهضة مستدامة.. الحاج حسن يُطلق توزيع بطاقة المزارع في الجنوب
  • ‏المرصد السوري: مقتل 10 أشخاص بنيران مسلّحين في قرية يقطنها سكان من الطائفة العلوية في وسط سوريا
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية السادسة عشرة لمساعدة الشعب السوري التي يسيرها مركز الملك سلمان
  • توقيف مطلوب في بريتال ومُصادرة أسلحة وسيارة
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية السادسة عشرة لمساعدة الشعب السوري التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة
  • مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية السادسة عشرة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري الشقيق
  • لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
  • ترحيل 1835 أسرة لمحلية جنوب الجزيرة من المناقل
  • إدارة العمليات العسكرية في سوريا: اعتبار 8 ديسمبر يومًا وطنيًا من كل عام