يقيم مركز الثقافة السينمائية التابع للمركز القومي للسينما الأربعاء المقبل عرضا لفيلم "معركة الوعي" للمخرج مختار علي، وذلك في تمام السابعة مساء.
يأتى عرض الفيلم ضمن إطار برنامج احتفالات المركز القومى للسينما بمناسبة مرور ٥٠ عاما على انتصارات أكتوبر المجيدة، ومن المقرر أن يعقب عرض العرض ندوة يتناول فيها المخرج مناقشة الأحداث بمشاركة المهندس سعيد قطايف أحد أبطال حرب أكتوبر، وهو مهندس مساحة ورسام خرائط العمليات بحرب أكتوبر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المركز الثقافي السينما القومي للسينما معركة الوعي انتصار اكتوبر

إقرأ أيضاً:

هل يُؤسر الوعي؟!

يُعرفُ عن الوعي بأنه الإدراك، وهو حالة ذهنية؛ مطلقة؛ تنبثق عن جملة من القناعات التي يصل إليها الفرد، فيتخذ منها مواقف، ويصدر من خلالها آراء، وممارسات على أرض الواقع، وبالتالي فمجمل هذه المواقف والآراء والممارسات «تُقَيَّمْ من قبل الآخرين» على أنها مستويات من الوعي لدى هذا الفرد أو ذاك، وإن اتسعت الدائرة فيشار في ذلك إلى المجموع، وهذا الأمر لا ينفي أن يسبق تَكوّن هذا الوعي وتشكله مجموعة من المغذيات، وهذه المغذيات هي مجموع ما تنتجه البيئة الحاضنة من أحداث ومواقف، وتصادمات وتفاهمات، ومحتوى الحاضنة نفسها هو الذي يحدد نوع هذا الوعي، فالدول التي تعيش صراعات عسكرية، أو صراعات ثقافية، أو صراعات دينية، أو صراعات اقتصادية، سوف ينعكس ذلك حتما على وعي الفرد، فيصب كل ذلك في خانة الوعي عند الفرد، ويضاف إلى ذلك مجموعة من التجارب الشخصية التي يمر بها، وهو في حاضنته الاجتماعية؛ القريبة منها أو البعيدة، ومن هنا يقاس مستوى الوعي بين الأفراد على اعتبار سنوات العمر التي قطعوها في حياتهم، وبالتالي فلا يمكن أن ينظر إلى وعي من هو في العقد الأول من العمر، مثل من هو في العقد الرابع أو الخامس، وهنا أفرق بين اكتساب المعرفة «التخصص» وبين مكتسبات الوعي المتعمق في قضايا الحياة، ومعنى هذا أن هناك من يكون في العقد الثاني أو الثالث، ويملك مستوى من المعرفة المتقدمة، بينما لا يملكها من هو في العقد الرابع أو الخامس، وهذا أمر مسلم به، ولا يحتمل جدالا سفسطائيا مملا، فهذه حقيقة، ومعنى هذا أن الوعي شيء، واكتساب المعرفة شيء آخر، نعم؛ قد يزيد اكتساب المعرفة من مستويات الوعي، وليس العكس.

هذه البسطة في المقدمة عن الوعي لا تذهب إلى الإجابة عن السؤال الذي يحمله العنوان (هل يُؤْسَر الوعي؟)، بقدر ما تقدم توصيفا بسيطا للفكرة العامة في هذه المناقشة، والإجابة عن هذا السؤال: نعم؛ يُؤْسَر الوعي، وهذا الأسر لا يتوقف عند تحييده عن اتساع دائرته التأثيرية؛ فقط، بل يصل الأمر إلى تعطيل الدور الذي يقوم به، وتأثيره على الواقع المحيط، ولأن المسألة مرتبطة بالفرد، فإن وسائل التحييد تظل كثيرة، وفي مقدمتها الدعاية الإعلامية «البروباجندا» التي تسعى إلى أسر الوعي لدى المتلقي، وتوجيهه نحو الرسالة التي يبعثها المرسل من خلال رسالته فقط، دون أن تترك لهذا المتلقي حرية القبول أو الرفض، كما هو في حال الإعلانات التجارية؛ كمثال بسيط؛ وهذا ما أثبتته نظرية «الرصاصة الإعلامية» السائدة في مطلع القرن العشرين المنصرم، وإن ظهرت نظريات فيما بعد، عطلت هذه النظرية، ومنها نظرية «التعرض الانتقائي» التي أعطت الفرد المتعرض للرسالة حرية الاختيار والانتقاء لهذه الرسالة أو تلك.

وأسر الوعي؛ يمارس على نطاق واسع، وتتسع دائرته في الحاضنة الاجتماعية، عندما يعمد المجتمع، سواء عبر الممارسات الأسرية، التي تحتكر الكثير من المعلومات عن أبنائها؛ بحجة أنهم صغار لا يفهمون، أو عبر مؤسسات ، يعمد أفرادها إلى عدم إعطاء الجمهور الصورة الكاملة لكثير من أنشطتها؛ بحجة أن ذلك ليس مهما، بقدر ما تهم النتائج المترتبة على تنفيذ البرامج والخطط، كل ذلك حتى لا تقابل تلك البرامج والخطط بشيء من النقد، أو التعديل، أو محاولة الإفصاح عن حقيقتها الموضوعية، والمادية، ومآلات نتائجها، حيث يجد الجميع أنفسهم أمام واقع غير جديد، ويحدث هذا حتى على مستوى المؤسسة نفسها؛ في كثير من الأحيان، سواء أكانت مؤسسة عمل، أو مؤسسة أسرية، وخطورة هذه المسألة أن ممارستها أصبحت ضمن المعتاد، وتتوارثها الأجيال، وكأن الأمر عادي بالمطلق.

مقالات مشابهة

  • تنسيقية الأحزاب تعقد ندوة «الفن والإبداع.. معركة بناء الوعي ودعم القضية الفلسطينية»
  • محمد صبحي: مصر أقوى دولة في المنطقة ومهمتنا أصبحت معركة الوعي.. فيديو
  • محمد صبحي: مصر أقوى دولة في المنطقة ومهمتنا أصبحت معركة الوعي (فيديو)
  • حنان مطاوع: الفن له دور مهم في معركة الوعي
  • هل يُؤسر الوعي؟!
  • وزير الثقافة: نشر الوعي بمثابة الدرع الوحيد لمجابهة الأفكار السلبية
  • روائع موسيقى «هانز زيمر» السينمائية في «جوهرة الصحراء»
  • معرض الكتاب يستقبل أطفال حدائق أكتوبر ضمن برنامج قصور الثقافة للمناطق الآمنة
  • معرض الكتاب يستقبل أطفال حدائق أكتوبر ضمن برنامج قصور الثقافة للمناطق الجديدة الآمنة
  • "الفن والإبداع.. معركة بناء الوعي ودعم القضية الفلسطينية" ندوة للتنسيقية.. غدًا