ماذا وراء إهتمام حزب الله بموضوع النازحين السوريين؟
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
يحتلّ موضوع النازحين السوريين أولويّة كبيرة لدى مختلف الأفرقاء اللبنانيين، لأنّ وجودهم أصبح عبئاً على البلاد، ليس فقط إقتصاديّاً، وإنّما أمنيّاً، وخصوصاً بعد دخول فئات شبابيّة عبر الحدود، وضبط الجيش أعتدة عسكريّة وأجهزة إلكترونيّة متطوّرة داخل المخيّمات، وسط الخشية من إستعمالهم في أعمال تضرب السلم الأهليّ، في ظلّ عدم وجود قرار غربيّ بإعادتهم إلى ديارهم.
وكان دخول "حزب الله" بقوّة على خطّ إعادة النازحين إلى سوريا لافتا، لكنّه بحسب مراقبين يحمل دلالات أخرى تتعلّق بدعم الرئيس بشار الأسد. فقد دعا الأمين العام لـ"الحزب" السيّد حسن نصرالله الإدارة الأميركيّة إلى إلغاء قانون "قيصر" الذي يستهدف دمشق إقتصاديّاً، متّهماً واشنطن بتعزيز حركة النزوح بسبب تلك العقوبات، التي تُشدّد الخناق على الشعب السوريّ، وتدفعه إلى التوجّه نحو لبنان لإيجاد فرص العمل والإستفادة من الدعم الغربيّ المُقدّم للنازحين.
وأيضاً، هدّد نصرالله بفتح الحدود وإرسال النازحين إلى البلدان التي تُعارض عودتهم إلى سوريا، بحجة أنّ الغطاء الأمنيّ ليس مُؤمّناً لهم من قبل الرئيس الأسد. وهنا يرى مراقبون أنّ "حزب الله" يستعمل ورقة النزوح لمساعدة دمشق، حليفه الإستراتيجيّ الأبرز في المنطقة، للتخلّص من العقوبات.
وفي هذا الصدد، يقول المراقبون إنّ الوضع المعيشيّ في سوريا صعبٌ جدّاً، وهو يلعب دوراً أساسيّاً في هروب السوريين إلى لبنان، حيث أنّ البلد أصبح مدولراً، وأغلبيّة أرباب العمل باتوا يدفعون لموظفيهم بالعملة الأميركيّة. أمّا في سوريا، فالوضع الإقتصاديّ سيّء للغاية، وهناك خشية من أنّ تكون إحتجاجات السويداء مقدّمة لتظاهرات جديدة قد تمتدّ لمناطق ومدن أخرى، ويُعاد سيناريو الحرب السوريّة عام 2011، الذي بدأ بحركة إحتجاجيّة، تطوّرت إلى أعمال عسكريّة داميّة.
في المقابل، يُشير المراقبون إلى أنّ تهديد نصرالله البلدان الغربيّة بإرسال النازحين إليهم لا يُمكن أنّ يتمّ، وهو محاولة ضغط فقط لمساعدة حليفه الأسد، لأنّ العديد من أفرقاء الداخل سيُعارضون هذا الأمر، لما قد يُعرّض لبنان لعقوبات أوروبيّة هو بغنى عنها، إضافة إلى ضرب علاقات بيروت الدبلوماسيّة مع عواصم بلدان الإتّحاد الأوروبيّ، وبشكل خاصّ فرنسا التي تلعب دوراً أساسيّاً في حلّ الأزمة الرئاسيّة.
ويُضيف المراقبون أنّ "حزب الله" يهمّه ضبط الحدود اللبنانيّة – السوريّة، كيّ يتمكّن هو فقط من تمرير شحنات الأسلحة التي تأتيه إلى سوريا من إيران عبر السفن، كذلك، شاحنات الوقود، هكذا، يكون وحده يتحكّم بالحدود، مُبرّراً ذلك بتغطيّة البيان الوزاريّ لـ"المقاومة".
ولا يُخفى أنّ إستعمال النازحين للقيام بعملٍ عسكريّ داخل الأراضي اللبنانيّة لن يكون من مصلحة "حزب الله"، فأغلبيّة السوريين يتواجدون في مناطق البقاع، وهناك آخرون يتوزعون في الجنوب، حيث البيئة الحاضنة لـ"المقاومة"، التي ستتأثّر بشدّة، وهي بطبيعة الحال تشهد منافسة سوريّة لليدّ العاملة البقاعيّة، وزيادة في معدّلات الجريمة.
وأكثر من ذلك، شارك "حزب الله" إلى جانب الأسد في الحرب على الإرهاب والمعارضة السوريّة، وهناك حتماً العديد من الإرهابيين والنازحين داخل المخيّمات الذين تأثّروا بشدّة من مساندة "الحزب" للرئيس السوريّ، وإذا حصل أيّ تطوّر أمنيّ، لن يتوانوا عن ضرب أهداف تابعة لـ"المقاومة"، ولبيئتها، وخصوصاً وأنّ التفجيرات التي كانت تحصل في السابق، كانت تستهدف بشكل أساسيّ المناطق الحاضنة لـ"حزب الله"، مثل الضاحيّة الجنوبيّة والهرمل.
ولهذه الأسباب التي جرى ذكرها، يتّضح بشدّة أنّ أزمة النزوح لا تُفيد أبداً "حزب الله"، على الرغم من أنّ الأخير يُحاول الإستفادة منها وفق المراقبين لمساعدة بشار الأسد على تجاوز العقوبات الغربيّة، بهدف ضبط الوضع الإقتصاديّ في المناطق الخاضعة له، كيّ لا تخرج الأمور عن السيطرة، وتعمّ التظاهرات المدن، وتُطالب برحيله، بذريعة تردّي الأوضاع الماليّة والمعيشيّة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
نذر مواجهة بين تركيا واسرائيل في سوريا بعد قصف قواعد ترغب بها أنقرة
5 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: قالت أربعة مصادر إن تركيا تريد ثلاث قواعد جوية على الأقل في سوريا تنشر قواتها فيها كجزء من اتفاق دفاع مشترك مزمع قبل أن تقصف إسرائيل المواقع بضربات جوية هذا الأسبوع.
ويشير هذا القصف إلى احتمال نشوب صراع بين جيشين قويين في المنطقة بشأن سوريا التي تشكلت فيها حكومة جديدة بزعامة إسلاميين بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر كانون الأول.
وجاءت الضربات الإسرائيلية، ومن بينها قصف مكثف مساء الأربعاء، على المواقع الثلاثة التي تفقدتها تركيا، على الرغم من جهود أنقرة لطمأنة واشنطن بأن زيادة وجودها العسكري في سوريا لا يستهدف تهديد إسرائيل.
وأثار الإسلاميون الذين حلوا محل الأسد قلق إسرائيل التي تخشى من وجود إسلاميين على حدودها وتضغط على الولايات المتحدة للحد من النفوذ التركي المتزايد في البلاد.
وتستعد أنقرة، وهي داعم قديم لقوات المعارضة ضد الأسد، للعب دور رئيسي في سوريا بعد إعادة تشكيلها، بما في ذلك إبرام اتفاق دفاع مشترك محتمل قد يشهد إقامة قواعد تركية جديدة في وسط سوريا واستخدام المجال الجوي للبلاد.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن تركيا لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا، لكنه أوضح أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقع عسكرية تقوض قدرة الحكومة السورية الجديدة على ردع التهديدات من تنظيم داعش وغيره من مصادر التهديد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts