آخر تحديث: 7 أكتوبر 2023 - 9:21 صبقلم:سمير داود حنوش في ساحة الاحتفالات وتحت أقواس النصر القريبة من المنطقة الخضراء التي تضم الآلاف من الخوذ التي جُمعت من الشهداء العراقيين الذين نزفت دماؤهم لتروي أرض هذا الوطن بحروبه المستعرة التي لم تنته، وعلى مساحة تلك الأرض شاهد العراقيون ولسنوات عديدة جيشهم بكافة صنوفه وتشكيلاته في استعراضات عسكرية بمناسبات كان أهمها عيد تأسيس الجيش العراقي.

وعلى هذه الأرض انقلب الميزان، واختل التوازن ليسجل ضياعاً جديداً لعنوان من عناوين الوطن حين تشابكت ألوان العُري وفضحت ملابس التعري أجساد الفاشينيستات والبلوكرات إلى جانب سياسيين، وفُرشت السجادة الحمراء وصدح صوت الفنانة شذى حسون لترتيل النشيد الوطني، لكن بدل أن تقول “هل أراك سالماً مُنعّماً وغانماً مُكرماً” نست أو تناست المطربة العراقية كلمات النشيدالوطني لتكون بديلها “ناعماً مُنعماً” وسط تمايل الأجساد وطرب الحاضرين. لا تستغربوا مما حدث في ساحة الاحتفالات، فأنتم في العراق بلد المتناقضات والغرائب.سلطة تفتح خزائنها لهدر الملايين أو المليارات من أجل حفلات المحتوى الهابط، في حين تستكثر على الفقير أن تُشبع جوعه، وتلك هي نكتة أخرى غير مضحكة في العراق.لم يبعد الزمن عن هذا الحدث سوى أيام قلائل كان العراق يعيش حِداداً على فاجعة الحمدانية التي راح ضحيتها أكثر من 120 جثة محترقة قضت نحبها حرقاً في قاعة للأعراس، لم يُعرف أو يُحاكم الفاعل، لا تسخروا، فقد جَعَلنا الزمن الرديء نعيش في عالمين متناقضين، فلا غرابة من مزدوجي الشخصية بعد أن حكمنا مزدوجو الجنسية. في ذكرى احتفال العراق بعيده الوطني وتحت أقواس النصر تمايلت الراقصات وصدحت أصوات العاريات وفنانات الذوق الهابط وكأنك في حفل لتوزيع جوائز الأوسكار، أو عالم لا يعيش أكثر من ثلث سكانه تحت خط الفقر؛ عالم مثالي في التعليم والتربية والسعادة، بلد لا يعشش فيه الفساد ويتكدس على أرضه اللصوص والسُرّاق، وطن لا يأكل البعض من أبنائه من فضلات القمامة.سقطت كلمات النشيد الوطني عندما تمايلت على ألحانه البلوكرات والفاشينيستات يتلذذن بكلماته المعطوبة وهي تتكرر على لسان المطربة، حتى لم نعد ندرك حقيقة الكلمات الحقيقية للنشيد الوطني العراقي أو نُفرّق بين “ناعماً منعماً” أو “سالماً منعماً” مع ضرورة التدقيق في معاني الكلمات ومقصدها الذي يوحي بمعنى آخر. هل كل ما يحدث في العراق هو صدفة أم بفعل فاعل؟ تمعّنوا في السيرة السلطوية واستنتجوا خواتيم الحكاية.في إحدى حكايات علي الوردي عالم الاجتماع العراقي التي يرويها يقول “إن أحد رجال الدين نُوّم ذات مرة تنويماً مغناطيسياً وأوحي إليه أثناء النوم أنه إذا سمع دق الساعة بعد استيقاظه فإنه يجب أن يُلقي عند ذاك خطبة رنانة في مدح الكفر والزندقة، فلما استيقظ هذا الرجل المتزمت جلس يتحدث كعادته ولكنه لم يكد يسمع دقات الساعة حتى انتفض واقفاً وأخذ يُلقي خطاباً حماسياً في مدح الكفر كما أوحي إليه أثناء النوم، وبعد الانتهاء من إلقاء كلمته، سأله أحد الحاضرين عن مصائب ما شوهد فيه من تناقض، أخذ الرجل المسكين يأتي بالحجج والبراهين القاطعة أنه لم يناقض نفسه وإن عمله كان الصواب ولم يقصد من ذلك الفعل سوى الخير واستشهد لأقواله كعادته بِنُتف من الحديث وما تيسّر من القرآن الكريم”.ستجدون التبرير جاهزا من سلطة الإسلام السياسي بوصف تلك الأحداث بالعفوية؛ لم يقصد منها غير الفرح والابتهاج بالعيد الوطني العراقي المشكوك في تاريخه، والمختلف على موعده، فهو في كل الأحوال مجرد نشيد وطني ضائع لبلد منهوب يستقر في قعر الضلال والانهيار والفوضى. لكن الغرابة في الموضوع أنه لا يزال هناك من يريد الحفر أكثر في ذلك القاع.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

مهرجان الإسكندرية السينمائي يحتفي بمشوار الناقد العراقي مهدي عباس

شهدت فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، برئاسة الناقد الأمير أباظة، اليوم، ندوة تكريمية لمشوار الناقد العراقي مهدي عباس، الذي عبّر عن امتنانه الشديد لهذا التكريم، وأدار الندوة الناقد أحمد سعد الدين.

كلمة الناقد مهدي عباس بعد تكريمه في مهرجان الإسكندرية

عبّر مهدي عباس عن شغفه الكبير بالسينما منذ الصغر، إذ قال: "أود أن أشكر مهرجان الإسكندرية على هذا التكريم الذي أعتبره الأهم في مسيرتي، عشقي للسينما بدأ منذ أن شاهدت فيلم رصيف نمرة 5، ومنذ ذلك الوقت أصبحت عاشقًا للفن، كنت أحتفظ بتذاكر العروض التي حضرتها، واعتبرت السينما جزءًا من حياتي".

تطرق الناقد العراقي إلى دوره في توثيق السينما العراقية، موضحًا: "بدأت بقراءة المجلات السينمائية المصرية، ولدي الآن مكتبة كبيرة تجمع بين السينما المصرية والعراقية، أنا الشخص الوحيد الذي قام بتوثيق السينما العراقية بشكل كامل، ولا أنسى أن أول مقالة كتبتها نُشرت في مصر، حيث خصصت لي مجلة صفحة كاملة، وبعدها أصبحت رئيس صفحة السينما في جريدة الجمهورية".

أشار "عباس" إلى أن هناك العديد من الأفلام التي أُنتجت في مصر ولكن لم تُعرض في دور السينما، قائلاً: "هناك العديد من المخرجين والفنانين الذين قدموا أفلامًا لم تجد طريقها للعرض، مثل فيلم الزمارة لعاطف الطيب، والناجون من النار للمخرج علي عبد الخالق".

مهدي عباس يكشف عن بداياته في السينما العراقية

وتحدث مهدي عباس خلال ندوته بفعاليات مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي عن بدايات السينما في العراق قائلاً: "أول فيلم روائي طويل في العراق تم إنتاجه عام 1968، كان هناك تعاون في إنتاج بعض الأفلام مع مصر، ولكن للأسف لم أتمكن من العثور على نسخ من بعضها".

وفي حديثه عن السينما في العالم العربي، أضاف: "مصر تمتلك صناعة سينمائية حقيقية بلا مجاملة، أما في العراق فقد كانت لدينا صناعة سينمائية قوية في السابق، لكنها كانت تعاني من قلة الإنتاج، ومع ذلك، هناك أشخاص لا يزالون غير مؤمنين بأهمية السينما في العراق، كذلك، المغرب لديه صناعة سينمائية جيدة وإنتاج مميز".

وأكد "عباس" أن العراق بها أفلام نخبوية كثيرة وهذا يجعل الجمهور يدخل العمل ويخرج منه سريعا، وقال: "أنا أحترم الأفلام التي تكسب النخبة، والجمهور العادي".

مقالات مشابهة

  • المرصد البيئي :الحكومة اهملت الرمز العراقي “طائر العقاب”
  • الرئيس العراقي يهنئ الرئيس تبون 
  • وزير العمل يبحث التعاون مع نظيره العراقي
  • أكثر من مليار دولار مبيعات البنك المركزي العراقي خلال أسبوع
  • موقع الماني:(5.978) نصيب الفرد العراقي من الناتج المحلي الاجمالي
  • رسمياً .. الإعلان عن تأسيس التيار الوطني الكوردي الفيلي في العراق
  • الاتحاد العراقي لكرة القدم يعلن استعداد المنتخب الوطني في مواجهة نظرائه في التصفيات الآسيوية
  • مهرجان الإسكندرية السينمائي يحتفي بمشوار الناقد العراقي مهدي عباس
  • مهرجان الإسكندرية يحتفي بمشوار الناقد العراقي مهدي عباس
  • التيار الوطني الحر: لادانة الاعتداءات الإسرائيلية التي تتجاوز كل الحدود