صدى البلد:
2025-02-01@22:09:51 GMT

شاهد عيان من سيناء يحكي قصة عبور أكتوبر 73 للأجيال

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

روى الجندي نصار عيد سالم،من سيناء ،  قصة عبور حرب أكتوبر 73.. كان نداء الله أكبر  الساعة 12 ظهراً السادس أكتوبر ، من شاطئ القناة أمام عين غصين ..حيث تحركنا فى مجموعات متفرقة تحت ظلال الاشجار الكثيفة وجلسنا ننتظر الأوامر للعبور وفى الساعة 2.05 طائراتنا تتجه شرق القناة فى مجموعة كثيفة والدخان يملاء المكان .

 ركبت أحد القوارب وكنت أحمل معدات إشارة، حيث وصلت للضفة الشرقية ووضعت قدماى لأول مرة منذ سبعة سنوات ، وكان برفقتى الزميل  مصطفى النزهى حامل الار بي جية والقائد محمد الوردانى .

ثم تحركنا فوق رمال سيناء وقبيل المغرب كانت دبابات العدو قد اشتبكت مع المجموعات الأولى من أفراد المشاه ، ومجموعة المقاتل  محمد عبد العاطى صائد الدبابات الذى دمر الدبابات الثلاثة فوق تلال الطالية فى ملحمة بطولية وقمنا باحتلال الطالية تماماً .
 

وحفرت حفرة برميلية بجوار أحد الشهداء ويدعى رمضان من المشاة ولم أعرف أنه استشهد إلا بعد حفر حفرتى ومر الليل دون نوم وبزغت شمس الصباح  وبدأ العدو يشن هجماته المركزة بقصف متوالى من دباباته ومدفعيته ولكن كان ردنا أقوى ،فقد كنت مكلفاً بنقل أوامر النيران من مدفعيتنا المتمركزة فى الغرب بضرب العدو فى الشرق.،  وكانت صواريخ عبد العاطى  ومحمد فهمى تحرق كل دبابة تتحرك فى اتجاة مواقعنا فكانت خسائرهم كبيرة .

وجاء يوم 8 أكتوبر ساخناً باشتباكات مع العدو عن طريق مدفعيتنا التى لم تكن قد عبرت بعد وفى حوالى الساعة 3 عصراً تحركنا فى جهة الشرق فى عملية هجوم واسعة بجميع الاسلحة وكان القتال ضارياً فى ذلك اليوم، وقد سقط االشهيد عفيفى محمود عفيفى ،والشهيد عبد الوهاب الهجان   واصابه العريف  السيد رجب عبد الحميد بفقد السمع .

وبعد أن حل الليل وصلنا  أنا وزميلى مصطفى  الى تبه كثيب النخيل ،على الطريق الاوسط ..حيث فقد المقدم  عادل يسرى ساقة ولم يعلن اصابته الا بعد أن تمكن الرجال من احتلال التبة تماماً حيث نقل  الى عربة الاسعاف التى نقلته الى الاسماعيلية للعلاج .

وكان يوم 9 أكتوبر يوم غير عادى، دبابات العدو تأتى من كل اتجاه فى عملية انتحارية رغم تصدى صواريخ فهد صواريخ عبد العاطى ورفاقة ومدفعيتنا فى الغرب ..و كنت اقوم بادارة النيران بجوار القائد الوردانى فى مركز الملاحظة حيث كنت حكمدار الاشارة بالكتيبة 362 مدفعية  .
 

مدفع ماكينة:

وفى حوالى الساعة 11 قبل الظهر وقعت احدى قذائف العدو على مدفع ماكينة يبعد عنى مسافة 5 أمتار فقط فإنهارت حفرتى تماماً ولم يبقى من جسمى ظاهراً فوق الارض إلا يدى اليمنى ورأسى فقط ووجهى المغبر بالرمال  ، و بدأت أزيح الرمال من على صدرى لكى استطيع التنفس وقد استشهد طاقم المدفع وبعد أن هدأ الضرب تم اخراجى بمساعدة زملائى .

وقد وزع القائد الوردانى بغطاء جركن صغير قطرات من المياه على كل المراكز وأعطانى غطائين وذلك لكونى متعباً تماماً وظللت منبطحاً على الارض حيث لا توجد لى حفرة ، 

وفى تمام الساعة 1 ظهراً أمرنى القائد بالتحرك خلف التبه لمقابلة عربة المياه وفور نزولى خلف التبه فوجئت بمواصلة الاشتباك من جديد بالدبابات والطيران فأحتميت بدبابة مغطاة بشبكة تمويه،  بينما القصف الجوى مستمر  ،وقد زحفت على وجهى ولم استطيع العودة لمركز الملاحظة بعد أن أقتحمت احدى الدبابات الاسرائيلية مركز الملاحظة ،وخلفت  خسائر فى الارواح  نتيجة الاقتحام .

واستقر بى المطاف الى منطقة نخيل المرة ،  وجلست تحت ظلال النخيل،وبقيت حتى المساء ولم افلح فى العودة للمركز ،ورجعت  لمكان النخيل.

وقد اعطونى بعض الغذاء واربعة بطاطين بعد أن تأكد مبيتى هذه الليلة فى هذا المكان  وخرجت من النخيل استطلع المكان وذلك يوم 10 أكتوبر وكانت فرحتى أننى وجدت موقع الكتيبة بجوار النخيل مباشرة وصاح زملائى تعالى كلم القائد على التليفون  وهدأ القائد من روعى، وبقيت فى الموقع حتى صباح يوم 11 أكتوبر..حيث تبين ان الدبابة الاسرائيلية قد اقتحمت موقع الملاحظة، واستشهد الزميل صبحى فانوس والذى كان يحاورنى فى حفرة اخرى .
 

وفى صباح يوم 12 أكتوبر شن العدو هجوماً ضارياً على الموقع ، ولم تكن هناك خسائر ،وتلقينا  الاوامر بالتحرك مساء يوم 13 أكتوبر جهة الدفرسوار ثم التحرك الى تبه الطاسة ، كان المساء صعباً قاسياً كل شيء يتحرك فى جهة الشرق قذائف تسقط هنا وهناك بينما تواصل العربات والدبابات والمدافع مسيرتها .

وفى يوم 14 أكتوبر أطلق علية يوم تطوير الهجوم ،و كنت أستقل عربة رئيس العمليات والقذائف تنهار هنا وهناك ،وقد استشهد فى ذلك اليوم الزميل عبد الرازق حسن عثمان ، ولقد سلمت علية فى ذلك اليوم بالاحضان حيث كان صديقاً حميماً  .

وفى يوم 15 أكتوبر رجعنا فى الصباح الى موقعنا القديم حيث ظللت أؤدى واجبى القتالى من خلال الموقع طوال ايام 15 ، 16 ، 17 ، 18 أكتوبر وكنت حكمدار الاشارة ومسئول عن أعطال الخط التليفونى،لوجود قصف مستمر لهذه الخطوط، بينما شاهدت طائرات العدو تتهاوى وتتساقط واحدة تلو الاخرى وسط صيحات الجنود الله أكبر.

 

رئيس العمليات:

وفى 19 أكتوبر كان العدو قد تسلل غرب القناة وبدأ يقذف المواقع شرق القناة من الثغرة وهو أمر محير أربك رئيس العمليات الرائد  عبد الله عبد العظيم مما جعل رئيس العمليات يصدر أمراً بالتحرك فى اتجاة القنطرة بعد أن أصبحت الكتيبة فى مرمى نيران العدو من شرق وغرب وتحركت السيارات فى يوم 21 أكتوبر وذلك فى فزع شديد .

ورغم أن العدو انتابه شيء من الغموض لتحركنا فهرول بدباباتة بعيداً وكان يظن ان قواتنا تريد الاتفاف عليه وتعثر فى محاولة الثغرة، وعادت قواتنا لاحتلال مواقعها من جديد ولسوء حظى أن السيارة التى أركبها لم تعد، وضلت الطريق ومضت فى طريقها الى القنطرة.

وفى هذه الرحلة فقدت زمزمية المياه وكان معى بالسيارة الزملاء / يسرى غانم  ، واحمد عبد الرحيم  ، وابراهيم عجور  ، ومحمد البرلسى  ، واحمد الشريف  ، وحمدى نصار   وكان لزاماً علينا التحرك لغرب القناة وذلك للعودة مرة أخرى فالطريق الذى جئنا منه لا يمكننا العودة منه وفشلنا فى العبور للغرب من معبر القنطرة.

وفى صباح يوم 22 أكتوبر مكثنا طوال اليوم فى مبنى التلغراف والتليفون ،وقد كان صدور قرار مجلس الامن يوم 21 أكتوبر بوقف إطلاق النار وشعرنا بالهدوء والامان .

وفى تمام الساعة 6.52 مساءاً كنا نقف فى طابور طويل عند المعبر جنوب القنطرة عند عزبة الصفيح وكانت الاعيرة النارية تطلق من الجانبين فى زهو وإنبهار إنها لحظات رائعة شهدتها مدينة القنطرة شرق كما شهدتها الجبهة 

وفى تمام الساعة 12.30 ليلاً عبرت قناة السويس الى الضفة الغربية، حتى وصلت الى ابو خليفة وكان شقيقى على عيد هناك حيث كان بوحدة المطافى ،  وكم كانت فرحتى حين التقيت به.

وفى صباح اليوم نفسه وصلنا للاسماعيلية يوم 23 أكتوبر ومكثنا ليلة 24 أكتوبر فى القصاصين بعد أن ذهبنا للتل الكبير وقد قابلت نصار على الاحمر فى التل الكبير وأتصلت عن طريق محطة السكة الحديد بالمحجر وأبلغت الاهل أننى بخير والحمد لله.

وفى يوم 24 نوفمبر نزلت أول مرة منذ حرب أكتوبر ولم أكن أعرف قيمة المقاتل المصرى ..حيث كنت أسير فى فخر وعزة ، ووصلت الى أبو حماد ،ومشيت فى الطريق الى المنزل وكان  عناق حار مع الاهل بعد النصر الذى حققنا فى سيناء . 


 

يخدم 3 آلاف مواطن.. محافظ شمال سيناء يفتتح مخبز السبيل بالعريش

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سيناء أكتوبر عبور حرب مجموعات رئیس العملیات بعد أن فى یوم

إقرأ أيضاً:

«عاوزين نفرح».. عريس يحكي تفاصيل الاحتفال بزفافه بين ركام الحرب في غزة (خاص)

بين ركام البيوت، والأجواء الحزينة، وبمشاعر مختلطة، أمسك شاب فلسطيني يدعى محمد أبو مسلم، يد عروسه، سائرا بها في أحد شوارع مخيم المغازي وسط قطاع غزة، مرتديا «بدلة» سوداء كاملة، أما العروس فالأبيض هو لون فستانها، والأهل والأحباب ينتظرونهم على مرمى النظر، ولسان حالهم يقول: «سنفرح مهما كانت الظروف».

في شهر نوفمبر 2024، كان صوت النيران لا يهدأ في قطاع غزة، وفي نفس الوقت، كان قلب «محمد» ينبض بالحب، فتقدم لخطبة فتاة بالمخيم، ووافق أهلها وتمت الخطبة، متجاهلين أصوات القنابل ورائحة البارود التي لا تفوقها سوى عطر دماء شهداء الحرب.

«ابن عمي شهيد.. وأولاد عمها شهداء أيضًا.. ماذا ننتظر لنفرح؟»، بتلك الكلمات بدأ «محمد» البالغ 23 عامًا، حديثه لـ«الوطن»، مؤكدًا أن حفل الزفاف كان يوم 3 يناير 2025، بعد حوالي شهرين من الخطوبة، مشيرًا إلى أنه لم ينتظر حتى تنتهي الحرب، رغبة في كسر الحزن المستمر بفرحة تملأ قلوب أسرته.

العريس يحكي تفاصيل حفل الزفاف

يحكي «محمد» تفاصيل يوم زفافه الذي استمر 5 ساعات فقط، بداية من ذهاب العروس للكوافير، ووصولها إلى الشقة المقصوفة بنيران الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: «العرس كله كان بالنهار لأن ممنوع الخروج بالليل، واللي حضر أهلي وأهلها فقط، وروحت جبتها من عند الكوافير، بعد ما جهزت نفسي ولبست البدلة، وروحنا على شقتنا، اللي جزء منها كان مهدود بسبب القصف، وكل ده حصل قبل المغرب».

View this post on Instagram

A post shared by المصورة نورما ابوجياب غز ???? ة (@norma_abo_jayab)

انتشار فيديو الزفاف عبر السوشيال ميديا

الأيام الماضية شهدت انتشار مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يوثق لحظة احتفال عروسين، أطلق عليهما اسم «عرسان الحرب»، واحتفل بهم الجميع عبر منصات السوشيال ميديا، نظرا لإصرارهم الكبير على الفرحة، رغم الظروف التي تعيشها فلسطين.

مقالات مشابهة

  • «عاوزين نفرح».. عريس يحكي تفاصيل الاحتفال بزفافه بين ركام الحرب في غزة (خاص)
  • هل نحن في العراق؟ .. شهود عيان يصفون حالة الذعر لحظة تحطم طائرة في ولاية أمريكية ‎
  • استولت عليها المقاومة في 7 أكتوبر .. مركبات للاحتلال تستخدم لنقل الأسرى / شاهد
  • القسام تسلم أسيرين إسرائيليين بـدودج رام اغتنمتها في 7 أكتوبر (شاهد)
  • اعلام العدو ينشر إحصائية قتلى الجنود الصهاينة منذ السابع من أكتوبر 2023
  • شاهد | مشاهد تسليم الأسرى الصهاينة تعزيز لصورة النصر وتكريس لهزيمة العدو
  • شاهد | المقاومة الفلسطينية تنتزع حرية أسراها رغماً عن العدو الإسرائيلي
  • شاهد | الرمزية القيادية لبعض أسرى الضفة تثير ذعر أوساط العدو
  • كتيبة جنين توقع قوة إسرائيلية بكمين محكم داخل المخيم (شاهد)
  • جيش المشرق.. أنشأته فرنسا وكان بذرة لهيمنة العلويين على سوريا