الجارديان: احتمال انسحاب روسيا من "حظر التجارب النووية" يشعل الصراع مع واشنطن
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن سحب روسيا التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية سوف يؤجج الصراع بين موسكو وواشنطن والذي نشب بين الطرفين في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا التي بدأت في أواخر فبراير من العام الماضي.
وأوضح كاتب المقال جوليان بورجر أن مندوب روسيا لدى منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية ميخائيل أوليانوف كان قد أعلن أمس الجمعة في تدوينة على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي أن بلاده سوف تسحب التصديق على المعاهدة، مشيرا إلى أن الهدف من قرار بلاده في هذا الصدد هو أن تقف على قدم المساواة مع الولايات المتحدة التي لم تصادق على الاتفاقية حتى الآن، أن قرار موسكو في هذا الخصوص لا يعني نية روسيا في استئناف التجارب النووية.
ويسلط المقال الضوء في هذا الصدد على موقف الولايات المتحدة من تلك الخطوة من جانب روسيا حيث يشير إلى إدانة واشنطن للقرار الروسي والذي وصفته بأنه يعرض العالم لمخاطر جسيمة لا داعي لها، لافتا إلى أن الولايات المتحدة قامت بالتوقيع على الاتفاقية إلا أنها لم تصادق عليها.
ويضيف المقال أن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت بيانا أمس الجمعة تعبر فيه عن قلقها من إعلان مندوب روسيا لدى المعاهدة قرار بلاده بسحب التصديق على المعاهدة، موضحة أن مثل تلك الخطوة من جانب أية دولة تهدد الأمن والسلم العالميين بدون أي داعي.
وفي الوقت نفسه، عبر روبرت فلويد السكرتير التنفيذي للمنظمة عن قلقه من القرار الروسي، موضحا أنه مما يثير الخوف أن تنسحب أية دولة من الدول الأعضاء في المعاهدة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ألمح يوم الخميس الماضي أن بلاده سوف تنسحب من المعاهدة التي انضمت إليها عام 1996، إلا أنه أكد أنه لن يعلن في الوقت الحالي متي سوف تحتاج بلاده إلى اللجوء إلى التجارب النووية.
ويشير المقال في الختام إلى أن أية تجربة نووية من جانب روسيا في المستقبل سوف تكون الأولى من نوعها منذ عام 1990 حيث أجرى الاتحاد السوفيتي آنذاك آخر تجربة نووية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: انسحاب روسيا حظر التجارب النووية
إقرأ أيضاً:
هآرتس: إسرائيل لن تنتصر حتى لو احتلت الشرق الأوسط بأسره
مع اقتراب الاتفاق على هدنة ووقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، تزداد التساؤلات حول نتائج الحرب على المدى الطويل.
وفي سياق هذا التطور، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالًا صريحًا يحمل عنوانًا "إسرائيل لن تنتصر حتى وإن احتلت الشرق الأوسط بأكمله"، حيث تناول الكاتب في مقاله ما وصفه "بالهزيمة العميقة" التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي.
ويصف الكاتب الهزيمة التي تعرض لها الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، والذي أصبح يعرف بـ "السبت الأسود"، بأنها هزيمة لا يمكن محوها بأي انتصار عسكري، وحتى لو تمكنت إسرائيل من احتلال كافة الأراضي في الشرق الأوسط أو استسلم الجميع لها، فإنها لن تحقق النصر الحقيقي. يُؤكد المقال أن "إسرائيل تخسر أمام نفسها"، وأن الهزيمة ليست مجرد خسارة في المعركة، بل خسارة للهوية والمستقبل.
وتابع المقال قائلا أن جيش الإسرائيلي يواصل هدم المنازل وقتل المدنيين، وهي أفعال يُعتقد أن لها أسبابًا عسكرية، ولكنها تساهم في تعزيز الهزيمة بدلاً من أن تحقّق نصرًا، هذه التصرفات تُؤكد أن إسرائيل لا تستطيع استعادة سيادتها بالقوة، فالسيادة، مثل الثقة والهوية، تحتاج إلى بناء داخلي حقيقي، لا سيطرة ظاهرية على الأرض.
ويدعو المقال قادة إسرائيل إلى الإقرار بهزيمتهم والاعتراف بأن المجتمع الإسرائيلي يعاني من انقسام داخلي حاد حول هذه القضية. الكاتب يرى أن الخوف من الاعتراف بالهزيمة هو ما يقف في طريق المصالحة الحقيقية والتغيير الجذري في سياسات الدولة. ويُحذر الكاتب من أن الإنكار المستمر للوضع الراهن يمكن أن يتحول إلى آلية خطيرة تدفع المجتمع إلى مزيد من الانقسام والعنف.
ويركز المقال على أن السلام لا يأتي فقط من خلال وقف إطلاق النار، بل يحتاج إلى إعادة بناء الذات من الداخل. الكاتب يرفض فكرة أن الحرب فقط هي ما يمكن أن يحقق الأمن في المستقبل، مؤكدًا أن الانتصار العسكري لن يُعيد الأمن المستدام. لتحقيق ذلك، يجب أن يكون هناك تغيير حقيقي في فهم المجتمع الإسرائيلي لنفسه ولمنطقتنا.
ويستعين الكاتب بالتاريخ اليهودي كمصدر إلهام، مؤكدًا أن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على الاعتراف بالهزائم والتعلم منها. على مر العصور، استطاع الشعب اليهودي الصمود والبقاء بسبب هذه القدرة على الاعتراف بالهزيمة والمضي قدمًا في بناء المستقبل. ومن خلال هذا الاعتراف، يرى الكاتب أن إسرائيل قد تجد السبيل للولادة من جديد.
واختتم المقال بدعوة صريحة إلى القادة الإسرائيليين للاعتراف بالهزيمة. هذا الاعتراف يجب أن يكون مدخلًا لتغيير حقيقي في السياسات الإسرائيلية، حيث يُعتبر ذلك الطريق الوحيد للنجاة وإعادة البناء.