المداهمات التي ينفذها الجيش لمخيمات النازحين السوريين في مناطق عديدة قد تتصاعدُ تباعاً باعتبار أنّ الخطر الوجوديّ الذي تفرضهُ تلك المخيمات بات كبيراً. المسألةُ هذه باتت أمراً واقعاً في ظلِّ إنكشاف "منظومة مسلحة" داخل أوساط السوريين، لكنّ الخطر يكمنُ في مكانٍ آخر وهو "إستنزاف" الجيش من خلال تلك التجمعات المشبوهة.


إنطلاقاً من هذا الأمر، قال قائد الجيش جوزاف عون كلمتهُ قبل يومين حينما وصف النزوح السوري إلى لبنان بـ"أخطر التحديات" بالنسبة للجيش. حقاً، يُعتبر هذا الكلامُ دليلاً قاطعاً على أزمة وجودية تُهدّد المؤسسة العسكرية، وبالتالي إن لم يتم تداركها فوراً فعندها سيتعرض لبنان للخطر الموسّع.
إزاء ذلك، تجد مصادر سياسية متقاطعة أن ملف النازحين ومخيماتهم بات "الثقل" الأكبر على لبنان واللبنانيين، وما يجري الآن بشأن تلك القضية يُعتبر بمثابة عنصر ضغطٍ يجب استخدامهُ على المجتمع الدولي لإيجاد حلول. إضافة إلى ذلك، بدأت تتحدث بعض الأطراف السياسية عن "تأخير" في معالجةِ مشكلة مخيمات النازحين وضبطها، فالأمورُ معقدة هناك نوعاً ما طالما أنَّ كيان تلك المخيمات يعدّ بمثابة "صندوق أسود". لهذا، فإنّ خطر إقحام الجيش في معارك ضد تلك المخيمات ليس بالأمر السهل، خصوصاً أنَّه ما من سلطةٍ أمنية واضحة هناك يمكن للمؤسسة العسكرية التعامل معها على غرارِ حركة "فتح" في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين . الكلامُ هنا لا يعني أنّ مخيمات النازحين تحتاجُ إلى لجانٍ أمنية أو لإستنساخ تجربة الأمن الداخلي كتلك الموجودة في مخيم عين الحلوة على سبيل المثال، لكنّ الأمر المهم يكمُن في ضبط تلك المخيمات داخلياً وتكثيف العمل الإستخباراتيّ ضمنها كي لا تُفجّر خطرها على الداخل اللبناني وتحديداً في المناطق الموجودة فيها.
"إمتداد للإرهاب"
المشكلة لم تعد تنحصر فقط ضمن المُخيمات، فالجيش بات منشغلاً بضبط تهريب النازحين عبر البحر أيضاً، كما أن المطلوب منه أيضاً ضبط الحدود منعاً لدخول السوريين إلى لبنان على شكل موجاتٍ جديدة. لكن، ووسط ذلك، هناك مشكلة خطيرة تتحدّدُ بـ"إمتداد الإرهاب" بين المخيمات. هنا، تحذر مصادر أمنيّة من هذا الأمر نظراً لإمكانية حصوله، وتشيرُ إلى أنّ هناك مخاوف من إنتقال سوريين خطيرين بين المخيمات لتجنيدِ عناصر مسلحة داخلها تأخذُ أوامرها من جهاتٍ خارجية موجودة في سوريا من دون أن يكون هناك أي معرفة مُسبقة بين الأطراف.
كذلك، تُحذر المصادر من أنَّ بعض الداخلين إلى لبنان من سوريا، قد يكونون من المطلوبين الخطيرين ويمكن أن يكونوا بمثابة "صندوق رسائل" لتنظيمات إرهابية تسعى للتغلغل داخل لبنان من بوابة النازحين.
أمام هذه الأمور وغيرها، بات مطلوباً "تطويق" كل ما يرتبطُ بالنازحين بسرعةٍ قصوى، فالأمرُ لم يُعد محتملاً على الصعيد الأمني. لهذا السبب، بات من المهم جداً أن يعتبر ملف النازحين بمثابة تهديدٍ كبير للأمن القوميّ يستدعي حالة طوارئٍ تساهم في لجم كل التوترات التي قد تحصلُ فجأة داخلياً وعلى أكثر من صعيد.. والسؤال هنا: هل سيتحمل لبنان في ظلّ وضعه الأمني أي خضة جديدة؟ وهل بإمكانهِ إستيعابُ "إمتداد الإرهاب" إليه في ظلّ "ثقل النازحين" والبؤر الأمنية الخطيرة؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إلى لبنان

إقرأ أيضاً:

تخبط إسرائيلي.. إلقاء منشورات جنوبي لبنان بدون موافقة الجيش

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد، أن إلقاء منشورات على منطقة الوزاني جنوبي لبنان لمطالبة السكان بإخلاء منازلهم كانت "مبادرة مستقلة من أحد الألوية، من دون موافقة الجيش الإسرائيلي".

وقال مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي: "نشر هذه الإعلانات في جنوب لبنان مبادرة مستقلة من جانب اللواء 769 الفضائي في القيادة الشمالية".

وأضاف أن القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي لم توافق على هذه المبادرة وكذلك القيادة السياسية، مؤكدا أن الجيش فتح تحقيقا في الحادث.

كما قالت صحيفة "معاريف" إن الجيش الإسرائيلي يقول إن القرار لم يحصل على موافقة القيادة، وإن "الأمر قيد التحقيق الآن من قبل القيادة الشمالية".

وتابعت أن "التحقيق الأولي في الحادث يشير إلى أن الإعلانات تم توزيعها باستخدام طائرة من دون طيار في المنطقة التي يعيش فيها مئات اللاجئين السوريين، على خلفية إطلاق النار على بلدات الجليل في الأيام الأخيرة".

وقالت إن قرار توزيع الملصقات والدعوة إلى إخلاء القرية بحلول الساعة 4:00 عصرا يبدو أنه "اتخذ من قبل قائد اللواء من تلقاء نفسه رغم الاشتباكات شبه اليومية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، ورغم إخلاء العديد من قرى الجنوب اللبناني من سكانها".

وكان منشورات منسوبة للجيش الإسرائيلي ألقيت على الوزاني، الأحد، تطالب سكان المنطقة بإخلاء منازلهم وعدم العودة إليها قبل نهاية الحرب.

ودعا الجيش، وفق المنشورات، سكان الوزاني إلى التوجه نحو شمال منطقة الخيام قبل الساعة الرابعة من عصر الأحد.

وتقول المنشورات إن حزب الله اللبناني يطلق الصواريخ من المنطقة التي دعا لإخلائها.

ويأتي هذا التطور بعد انتشار أخبار تفيد باتخاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرار توسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية مع حزب الله اللبناني.

وأوضحت مصادر مقربة من نتنياهو لـ"القناة 13" الإسرائيلية أنه لم يتم تحديد موعد لعملية عسكرية، مشيرة إلى أن هذا الأمر قد يحدث خلال أسابيع أو حتى أشهر.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • بري يشير إلى تكتيك يتبعه الجيش الإسرائيلي مع لبنان
  • خطوة حاسمة.. الجيش الإسرائيلي يستعد لفرض منطقة عازلة في جنوب لبنان!
  • محفوظ: التنازع في قضية المركزي يعد بمثابة معركة كسر عظم
  • ‏الجيش الإسرائيلي: رصد عدد من القذائف تعبر من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية وتم اعتراض بعضها
  • الجيش الإسرائيلي: جاهزون لاحتلال شريط أمني في لبنان
  • فوضى في الجيش الإسرائيلي: إلقاء منشورات جنوبي لبنان دون موافقة القيادة العليا
  • تخبط إسرائيلي.. إلقاء منشورات جنوبي لبنان بدون موافقة الجيش
  • صورة: الجيش الإسرائيلي يُطالب سكان مناطق في جنوب لبنان بالإخلاء
  • الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافاً في "عمق لبنان"
  • رعب المخيمات من المسافة صفر.. سرايا القدس تعرض مشاهد لمعاركها