وسط سحر جبال بصيرا الشاهقة ووديانها المليئة بالتضاريس الحجرية في صورة فنية غير معتادة تعجز الكلمات عن وصفها، تطل قرية "السلع" بمنطقة عين البيضاء في محافظة الطفيلة جنوب الأردن الغني بالآثار والمعالم السياحية والطبيعة الجبلية الساحرة.
ركام بيوت قديمة تحكي تاريخ أكثر من 200 عام، وأحجار شاهدة على العصور القديمة، تعاقبت علیھا عدة حضارات امتدت إلى 1200 قبل المیلاد، فيما يتوسطها "قلعة السلع" والتي تقع في ربوة مرتفعة تتقابل مع عاصمة الأدوميين في بصيرا وفي مواجھة القصور التاریخیة في الجسس ورمسیس، وهى منطقة استراتیجیة تشرف من موقعھا على وادي عربة وكھوفا تاریخیة، سكنھا الأدومیون قبل مجيء الأنباط واشتغل أھلھا آنذاك في الزراعة وقت السلم وفي تصدير الأسلحة وقت الحرب.


قرية كان يعيش سكانها جنبا إلى جنب وهو ما تكشفه حطام البيوت القديمة الكائنة حتى اليوم على الحافة الصخرية المطلة على القلعة والوادي، في حين استمرت هذه البيون لأهالي الذين رحلوا إلى منطقة قريبة وهى منطقة عين البيضاء والتي أصبحت حاليا مركز حضاري حديث يتواكب مع العصر.
ومؤخرا، قامت جمعية السلع السیاحیة التعاونية وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار الأردنية بترميم أجزاء من القرية كمزار سياحي تابع للوزارة وإدارة الجمعية بهدف إنقاذ وتطوير وتأھیل القرية والحفاظ على الطابع التراثي لها كمركز للزوار سواء الأجانب أو الأردنيين أنفسهم.
وخلال جولة مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان بـ"قرية السلع"، تم رصد الركام من الأحجار للبيوت القديمة للقرية، بالإضافة إلى الاطلاع على تجربة الجمعية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار الأردنية لجعل القرية مزارا سياحيا محليا وعالميا، فيما احتفظ القرية بطبيعتها المطلة على الجبال ووادي عربة مع ترميم بعض البيوت القديمة كمنوذج سياحي.
وداخل البيوت التي تم ترميمها، كانت الأحجار القديمة والطابع القديم هو المسيطر على التحفة المعمارية للقرية، فيما حاولت الجمعية القائمة على الإدارة إدخال عنصر التحديث على بعض المكونات كاستخدام المكيفات والحمامات الحديثة مع الاحتفاظ ببناء البيت كما هو دون تغيير.
وإدارة الجمعية، التي تتخذ من أقدم مدرسة في الطفيلة والتي تقع داخل قرية السلع، مقرا لها تحدثت لـ"أ ش أ"، عن فكرتها وما قامت به من أجل الحفاظ على تراث قرية السلع، مؤكدين أنهم يسعون إلى دعم السياحة الأردنية واكتشاف الجديد من التراث الأردني والتاريخ القديم.
وقالوا إنهم على تعاون وتواصل مستمر مع وزارة السياحة والآثار الأردنية وتم الترميم بإشراف الوزارة، مشيرين إلى أنهم يريدون جذب السائح الأجنبي والأردني في أجواء تحتفظ بالتاريخ والتراث وأيضا تواكب العصر الحديث، لكن داخل البيوت التي تم ترميمها يخرج الزائر عن أشكال التكنولوجيا الحديثة كالإنترنت وغيره وهذا مقصود من أجل الاسترخاء والعودة إلى الطبيعة.
ولفتوا إلى أن كافة البيوت تطل على المناظر الجبلية الساحرة ووسط الجبال والوديان، فيما تم إنشاء قاعة مطعم مطلة على الوديان من أجل أن يشعر الزائر بأنه وسط الطبيعة، مشيرين إلى أن الهدف الرئيس من هذا التطوير هو أن تحكي الطفيلة عن نفسها تاريخيا وحضاريا.
"محمية ضانا..أعلى نقطة وأسفلها على الأرض"
على مساحة تتجاوز 300 كم2 من المناظر الخلابة والتضاريس الساحرة، تقع محمية ضانا التي تأسست عام 1989 كأكبر محمية طبيعية في الأردن والتي تبعد عن قرية السلع قرابة النصف ساعة في طريق سهل وممهد، فيما تمتد المحمية على سفوح عدد من الجبال من منطقة القادسية التي ترتفع أكثر من 1500 متر عن سطح البحر وتنخفض إلى سهول صحراء وادي عربة. 
وتحتوي المحمية على الأقاليم الحيوية الجغرافية الأربعة، إقليم البحر الأبيض المتوسط،،الإقليم الإيراني-الطوراني، إقليم الصحراء العربية، والإقليم السوداني مما جعلها أكثر المناطق تنوعا في الأردن من ناحية الأنظمة البيئية والأنماط النباتية مثل نمط العرعر ونمط البلوط دائم الخضرة ونمط نبت الكثبان الرملية ونمط النبت السوداني وغيرها العديد.
التنوع في الحياة البرية وبما فيها من أنواع نادرة من النباتات والحيوانات جعل محمية ضانا موطن للعديد من أنواع الطيور والثدييات المهددة عالميا، مثل النعار السوري، والعويسق، الثعلب الأفغاني، والماعز الجبلي.
3 عيون ماء من أعلى جبال المحمية، أكدت الفحوصات عذوبتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري، ومصدرها الحوض المائي الجوفي لمنطقة وادي عربة، فيما تشق المياه طريقها عبر الجبال الترابية نحو الأعلى، ومع وصولها إلى الارتفاع الذي تنتشر به الصخور تخرج من المناطق التي تتخللها شقوق صخرية.
ووسط هذه الأجواء الساحرة الطبيعة التي تحكي عن نفسها دون الحاجة إلى وصف أو كلمات، إلا أن الأخطار تهدد تلك البيئة الطبيعية بالمنطقة وأبرز هذه الأخطار هو الرعي الجائر، وقطع الأشجار، والصيد، وبشكل خاص صيد البدن وطائر الشنار، مما يستلزم التدخل الحكومي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التكنولوجيا

إقرأ أيضاً:

صداع فى البيوت المصرية بسبب امتحانات الصفين الأول والثاني الابتدائيين

أصبح الحديث عن امتحانات الصفين الأول والثاني الابتدائيين أكثر من الحديث عن امتحانات الثانوية العامة هذه الأيام لا سيما بعد انتشار طريقة التقييم الخاصة بهم عبر الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث يتم تقييم هؤلاء التلاميذ من خلال تقيمين الأول مبدئي والثاني نهائي بالنسبة للتقييم المبدئي يتم في الأيام 30 و31 من الشهر الجاري وأول يناير المقبل على أن يكون في اليوم الأول مادتان والثاني مادتان واليوم الثالث مادة واحدة ويقوم معلم الفصل بوضع التقييم المبدئي بناء على توجيهات موجه الصفوف الأولى وتكون النتيجة عبارة عن ( اجتاز / لم يجتز).

ويقترح عمل امتحان من عشر درجات ويعتبر ( من 5 إلى 10 ) اجتاز ويتم عمل كراسة للتقييم المبدئي والنهائي ويحتفظ بها المعلم خوفا من ضياعها مع التلاميذ أو الاحتفاظ بأوراق التقيمين المبدئي والنهائي، حيث تعامل معاملة أوراق امتحان الترم بينما يكون التقييم النهائي في الأيام 16، 18، 20، 21، 22 من شهر يناير المقبل على أن يتم امتحان التلميذ مادة كل يوم والتلميذ الذي لم يحضر التقييم لا يتم تصعيده والتقييم النهائي يتم عمله بعد امتحانات الفصل الدراسي الأول على أن يقوم المعلم بالتنبيه على التلاميذ بعدم التخلف عن حضور التقييم والذي لن يحضر سوف يعيد السنة ويكون المعلم مسئولا عن حضور التلاميذ للتقييم وسوف يتم عمل إقرار بالعلم يوقع عليه السادة معلمو الصفوف الأولى ويقترح التنبيه على التلاميذ بحضور امتحان وليس تقييما لجذب انتباه التلاميذ وعدم تخلفهم عن الحضور وسوف تقوم المدرسة بعمل جدول داخلي بذلك يعلن بالمدرسة ويتم إخطار أولياء الأمور به.

ليس هذا فقط، بل أكدت الوزارة أنه بالنسبة لنتيجة الصفين الأول والثاني الابتدائيين يجب على التلميذ أن يجتاز التقيمين المبدئي والنهائي ويحقق نسبة حضور ٦٠% من إجمالي أيام الفصل الدراسي الأول والثاني وفي حالة عدم اجتياز التقييم أو عدم تحقيق نسبة الحضور لا يتم تصعيده إلى الصف الأعلى إلا بعد اجتياز البرنامج العلاجي في فترة الإجازة الصيفة ولمدة ثلاثة شهور ويقوم بإعداد البرنامج معلم المدرسة وموجه المادة.

اللهجة التى يتم بها الحديث عن امتحانات هؤلاء التلميذ أرهبت ولى الأمر نفسه وجعلته يشعر بالخوف من الامتحانات وأصبح الحديث عنها خلال الأيام القليلة الماضية لا ينقطع لا سيما وأن كثيرا من أولياء الأمور كانوا يرغبون في عدم ذهاب أولادهم إلى المدارس خلال هذه الأيام نتيجة شدة برودة الطقس وانتشار نزلات البرد أو ما يطلق عليه متحور كورونا كما أن المعتاد أو المتعارف عليه أن امتحانات الصفوف الأولى خاصة الأول والثاني الابتدائي تكون أبسط بكثير مما يتم الحديث عنه الآن.

ومن جانبهم أكد بعض مديري الإدارات التعليمية أن الغرض الأساسي من ذلك عدم صعود التلميذ للصف الثالث الابتدائي إلا ويكون مستواه يؤهله لذلك ويجيد القراءة والكتابة وعن التقييمات النهائية أكد بعض المديرين أنها ستحدد خلال يومين إما أن تكون ورقية من قبل المدرسة أو تقييمات شفوية يقوم بها مدرس الفصل.

اقرأ أيضاًموعد امتحانات المرحلة الابتدائية الترم الأول 2025

جدول امتحانات الترم الأول 2024-2025 وموعد إجازة نصف العام

مقالات مشابهة

  • بنك السودان المركزي يحدد فئات العملة القديمة التي ما تزال سارية
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يحذر سكان 73 قرية لبنانية من العودة
  • تحذير من تأثير تأخر الأمطار على الزراعة في الأردن
  • في حال شعرت بالوحدة.. يمكنك استئجار صديق لتسلق الجبال في الصين
  • صداع فى البيوت المصرية بسبب امتحانات الصفين الأول والثاني الابتدائيين
  • لربات البيوت.. طريقة عمل الفاصوليا الخضراء
  • «النواب الأردني»: إعلان العقبة يؤكد الرؤية المصرية الأردنية بشأن الحفاظ على وحدة سوريا
  • “المباني القديمة” في قرية “لينة”.. ذاكرة تعكس حياة الأجيال السابقة
  • رئيس أشمون يتفقد منفذ "حياة كريمة" لبيع اللحوم بأسعار مخفضة
  • المكاري: لبنان ليس بعيدا من الثورة التكنولوجية العالمية