"قرية السلع جنوب الأردن".. حياة حديثة بعيدا عن تأثير التكنولوجيا
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
وسط سحر جبال بصيرا الشاهقة ووديانها المليئة بالتضاريس الحجرية في صورة فنية غير معتادة تعجز الكلمات عن وصفها، تطل قرية "السلع" بمنطقة عين البيضاء في محافظة الطفيلة جنوب الأردن الغني بالآثار والمعالم السياحية والطبيعة الجبلية الساحرة.
ركام بيوت قديمة تحكي تاريخ أكثر من 200 عام، وأحجار شاهدة على العصور القديمة، تعاقبت علیھا عدة حضارات امتدت إلى 1200 قبل المیلاد، فيما يتوسطها "قلعة السلع" والتي تقع في ربوة مرتفعة تتقابل مع عاصمة الأدوميين في بصيرا وفي مواجھة القصور التاریخیة في الجسس ورمسیس، وهى منطقة استراتیجیة تشرف من موقعھا على وادي عربة وكھوفا تاریخیة، سكنھا الأدومیون قبل مجيء الأنباط واشتغل أھلھا آنذاك في الزراعة وقت السلم وفي تصدير الأسلحة وقت الحرب.
قرية كان يعيش سكانها جنبا إلى جنب وهو ما تكشفه حطام البيوت القديمة الكائنة حتى اليوم على الحافة الصخرية المطلة على القلعة والوادي، في حين استمرت هذه البيون لأهالي الذين رحلوا إلى منطقة قريبة وهى منطقة عين البيضاء والتي أصبحت حاليا مركز حضاري حديث يتواكب مع العصر.
ومؤخرا، قامت جمعية السلع السیاحیة التعاونية وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار الأردنية بترميم أجزاء من القرية كمزار سياحي تابع للوزارة وإدارة الجمعية بهدف إنقاذ وتطوير وتأھیل القرية والحفاظ على الطابع التراثي لها كمركز للزوار سواء الأجانب أو الأردنيين أنفسهم.
وخلال جولة مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان بـ"قرية السلع"، تم رصد الركام من الأحجار للبيوت القديمة للقرية، بالإضافة إلى الاطلاع على تجربة الجمعية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار الأردنية لجعل القرية مزارا سياحيا محليا وعالميا، فيما احتفظ القرية بطبيعتها المطلة على الجبال ووادي عربة مع ترميم بعض البيوت القديمة كمنوذج سياحي.
وداخل البيوت التي تم ترميمها، كانت الأحجار القديمة والطابع القديم هو المسيطر على التحفة المعمارية للقرية، فيما حاولت الجمعية القائمة على الإدارة إدخال عنصر التحديث على بعض المكونات كاستخدام المكيفات والحمامات الحديثة مع الاحتفاظ ببناء البيت كما هو دون تغيير.
وإدارة الجمعية، التي تتخذ من أقدم مدرسة في الطفيلة والتي تقع داخل قرية السلع، مقرا لها تحدثت لـ"أ ش أ"، عن فكرتها وما قامت به من أجل الحفاظ على تراث قرية السلع، مؤكدين أنهم يسعون إلى دعم السياحة الأردنية واكتشاف الجديد من التراث الأردني والتاريخ القديم.
وقالوا إنهم على تعاون وتواصل مستمر مع وزارة السياحة والآثار الأردنية وتم الترميم بإشراف الوزارة، مشيرين إلى أنهم يريدون جذب السائح الأجنبي والأردني في أجواء تحتفظ بالتاريخ والتراث وأيضا تواكب العصر الحديث، لكن داخل البيوت التي تم ترميمها يخرج الزائر عن أشكال التكنولوجيا الحديثة كالإنترنت وغيره وهذا مقصود من أجل الاسترخاء والعودة إلى الطبيعة.
ولفتوا إلى أن كافة البيوت تطل على المناظر الجبلية الساحرة ووسط الجبال والوديان، فيما تم إنشاء قاعة مطعم مطلة على الوديان من أجل أن يشعر الزائر بأنه وسط الطبيعة، مشيرين إلى أن الهدف الرئيس من هذا التطوير هو أن تحكي الطفيلة عن نفسها تاريخيا وحضاريا.
"محمية ضانا..أعلى نقطة وأسفلها على الأرض"
على مساحة تتجاوز 300 كم2 من المناظر الخلابة والتضاريس الساحرة، تقع محمية ضانا التي تأسست عام 1989 كأكبر محمية طبيعية في الأردن والتي تبعد عن قرية السلع قرابة النصف ساعة في طريق سهل وممهد، فيما تمتد المحمية على سفوح عدد من الجبال من منطقة القادسية التي ترتفع أكثر من 1500 متر عن سطح البحر وتنخفض إلى سهول صحراء وادي عربة.
وتحتوي المحمية على الأقاليم الحيوية الجغرافية الأربعة، إقليم البحر الأبيض المتوسط،،الإقليم الإيراني-الطوراني، إقليم الصحراء العربية، والإقليم السوداني مما جعلها أكثر المناطق تنوعا في الأردن من ناحية الأنظمة البيئية والأنماط النباتية مثل نمط العرعر ونمط البلوط دائم الخضرة ونمط نبت الكثبان الرملية ونمط النبت السوداني وغيرها العديد.
التنوع في الحياة البرية وبما فيها من أنواع نادرة من النباتات والحيوانات جعل محمية ضانا موطن للعديد من أنواع الطيور والثدييات المهددة عالميا، مثل النعار السوري، والعويسق، الثعلب الأفغاني، والماعز الجبلي.
3 عيون ماء من أعلى جبال المحمية، أكدت الفحوصات عذوبتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري، ومصدرها الحوض المائي الجوفي لمنطقة وادي عربة، فيما تشق المياه طريقها عبر الجبال الترابية نحو الأعلى، ومع وصولها إلى الارتفاع الذي تنتشر به الصخور تخرج من المناطق التي تتخللها شقوق صخرية.
ووسط هذه الأجواء الساحرة الطبيعة التي تحكي عن نفسها دون الحاجة إلى وصف أو كلمات، إلا أن الأخطار تهدد تلك البيئة الطبيعية بالمنطقة وأبرز هذه الأخطار هو الرعي الجائر، وقطع الأشجار، والصيد، وبشكل خاص صيد البدن وطائر الشنار، مما يستلزم التدخل الحكومي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التكنولوجيا
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم: الثانوية العامة كانت حربا نفسية ومادية في البيوت المصرية
قال محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن امتحانات الثانوية العامة ظلت طوال السنوات الماضية امتحانات تحديد مصير بالنسبة للطالب.
وأضاف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن فكرة الفرصة المصيرية الواحدة ضغطت الطلاب لسنوات عديدة بشكل قاس جدا.
وأشار إلى أن فكرة وضع عدد كبير من المواد لزيادة ضغط طالب الثانوية العامة كانت أيضا فكرة تحتاج لإعادة نظر لأن الثانوية العامة أصبحت حربا في البيوت.
وذكر وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أنه لذلك وضعت وزارة التربية والتعليم مقترح البكالوريا المصرية لإتاحة فرص متعددة للطالب لتحقيق حلمه، بعدد مواد أقل وبدون ضغط عصبي ومادي.
وأطلقت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أمس الثلاثاء، جلسات الحوار المجتمعي، حول مقترح نظام شهادة البكالوريا المصرية، مع الخبراء والمتخصصين فى مجال التعليم، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والسيد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني.
وشارك في افتتاح جلسات الحوار المجتمعي لمناقشة نظام البكالوريا المصرية لفيف من الوزراء السابقين ورؤساء الجامعات والخبراء في ملف التعليم قبل الجامعي، فضلا عن حضور ممثلين لمشيخة الأزهر والكنيسة.
وشدد وزير وزير التربية والتعليم على أن أسباب عرض مقترح نظام شهادة "البكالوريا المصرية" في الوقت الحالي، هو الحرص على معالجة التحديات والقصور في النظام القديم، مؤكدًا أن تغيير النظام أصبح ضرورة حتمية، حيث كانت هناك مشاكل متعددة في النظام القديم، تمثل عبئًا كبيرا على الطلاب، وذلك نتيجة عدد المواد الكثيرة التي يدرسها الطالب، وكذلك امتحان الفرصة الواحدة الذي يرسم للطالب مستقبله ومن الممكن أن يفرض عليه كلية أو مهنة لم يكن لديه الشغف في الالتحاق بها.
وأشار الوزير محمد عبد اللطيف إلى أن الهدف الاستراتيجي الأول من مقترح نظام شهادة البكالوريا المصرية هو فتح المجال أمام الطالب من خلال إتاحة فرص متعددة ليكون لديه عدة اختيارات ومسارات تعده للحياة والمهنة التي يرغب فيها في سوق العمل.
وأشار الوزير إلى أن مقترح شهادة البكالوريا المصرية بما يتضمنه من تفاصيل جاء عقب خطط تم وضعها ودراستها ومراجعتها من الخبراء وأعضاء المجلس القومى للبحوث التربوية، وأساتذة كليات التربية، فضلًا عن جلسات مكثفة تم عقدها لدراسة هذا الأمر مع المجلس الأعلى للجامعات.
تفاصيل نظام البكالوريا المصريةواستعرض الوزير محمد عبد اللطيف تفاصيل نظام البكالوريا المصرية المقترح والتي تتضمن تقسيم المرحلة الثانوية إلى مرحلة تمهيدية وهى الصف الأول الثانوي ومرحلة رئيسية وهى (الصف الثانى والثالث) معًا، والتى سيتم دراسة 7 مواد بها بين الصف الثانى الثانوى والصف الثالث الثانوى، وتتضمن أربع شعب وهى شعبة "الطب وعلوم الحياة" وشعبة "الهندسة وعلوم الحاسب"، وشعبة "الأعمال" وشعبة "العلوم الإنسانية"، مؤكدًا أنه سيتم دراسة أربع مواد رئيسية لجميع طلاب هذه الشعب وجميع المسارات وهى (اللغة العربية والتاريخ المصرى واللغة الأجنبية الأولى والتربية الدينية).
وتابع الوزير: "إذا كانت اتجاهات الطالب تميل نحو دراسة "العلوم الطبية" سيتم دراسة مادتين أساسيتين هما (الأحياء المستوى الرفيع، والكيمياء المستوى الرفيع) بجانب اختيار مادة من مادتي (الرياضة أو الفيزياء)، أما إذا كانت اتجاهات الطالب تميل لدراسة "الهندسة وعلوم الحاسب" سيتم دراسة مادتي (الرياضيات مستوى رفيع والفيزياء مستوى رفيع) بجانب اختيار مادة من مادتي (الكيمياء أو البرمجة)، أما إذا كانت اتجاهاته نحو دراسة "إدارة الأعمال" سيتم دراسة مادتين أساسيتين (اقتصاد مستوى رفيع، والرياضيات) بجانب اختيار مادة من مادتي (المحاسبة أو إدارة الأعمال)، وفي حالة إذا كانت اتجاهات الطالب تميل لدراسة "الآداب والفنون" سيتم دراسة مادتي (الجغرافيا مستوى رفيع والإحصاء)، بجانب اختيار مادة من مادتي (علم النفس أو اللغة الأجنبية الثانية)".
وأوضح الوزير محمد عبد اللطيف أن الامتحانات ستتاح بفرصتين في كل عام دراسي إحداهما في شهري مايو ويوليو لمواد الصف الثاني الثانوي والأخرى في شهري يونيو وأغسطس لمواد الصف الثالث الثانوي.
أما بالنسبة لرسوم الامتحان، فأشار الوزير إلى أن دخول الامتحان لأول مرة تكون بالمجان، أما المحاولات اللاحقة فتكون برسوم، مع إعفاء غير القادرين من أي رسوم للامتحانات.