تركيا تقر بإسقاط طائرتها المسيرة في سوريا
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
أنقرة (زمان التركية) – اعترفت وزارة الخارجية التركية رسميًا بإسقاط طائرة تركية بدون طيار في سوريا، بعد أن نفت وزارة الدفاع التركية الحادث.
وأثارت تقارير إعلامية يوم الخميس نبأ إسقاط طائرة تركية مسلحة بدون طيار في سوريا، وفي حين نفت مصادر وزارة الدفاع التركي (MSB) المزاعم بأن الطائرة بدون طيار التي أسقطت في سوريا تابعة للقوات المسلحة التركية، جاء التأكيد الرسمي أولا من البنتاجون.
ويوم الجمعة، صدر بيان عن وزارة الخارجية التركية، أكد رسميًا إسقاط الطائرة التركية بدون طيار، لكنه أشار إلى أن الطائرة ضلت طريقها.
وجاء في البيان أن “الحادث المعني لم يؤثر على تنفيذ العملية الجارية (ضد حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب) وضرب الأهداف المحددة”.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الجنرال باتريك رايدر، أن تركيا تنفذ غارات جوية على مسافة كيلومتر واحد من الجنود الأمريكيين في الحسكة، وبعد ساعات قليلة، اقتربت طائرة تركية بدون طيار على بعد أقل من 300 متر من الجنود.
وأشار إلى أن الطائرة بدون طيار التركية اسقطت من قبل مقاتلة F16 بعد أن تم اعتبارها تهديدا، لكن رايدر قال: “ليس هناك ما يشير إلى أن تركيا استهدفت الجنود الأمريكيين عمدًا”.
يذكر أنه عقب تفجير انقرة الإرهابي، أعلنت تركيا استهداف البنية التحتية للقوات الكردية في شرق سوريا، وحذرت بشكل غير مباشر القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة.
Tags: إ سقاط مسيرة تركيةالغارات التركيةتركياالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الغارات التركية تركيا بدون طیار فی سوریا
إقرأ أيضاً:
حضور تركيا في سوريا وتغيير موازين القوى الإقليمية
ما إن سقط النظام السوري حتى أدركت إسرائيل أن فرصة ذهبية توفرت لها لإعادة تشكيل محيطها، خصوصا أن هذا السقوط عنى أيضا انهيارا لـ"محور الشر" ولنظرية "طوق النار" الإيراني.
ولكن ما لم تكن مستعدة له هو احتمالات أن تحل مكان هذا المحور قوة جديدة تملك مطامح وأهدافا لا تقل خطورة عما كان وربما أكبر. والأمر يتعلق بتركيا القوية الطامحة إلى إعادة تشكيل الشرق العربي بشكل يضمن لها فيه موقع ريادة حتى في مواجهة إسرائيل.
وسرعان ما بدأت التحليلات في إسرائيل تتطرق إلى ما بات ينظر إليه كخطر جديد يتمثل في كون تركيا أو نفوذها صار على خط الحدود.
وزاد في الطين بلة من وجهة نظر إسرائيل التقارب الجاري -وبقوة- بين تركيا وكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية خصوصا بعد اتفاق السعودية شراء 100 طائرة تركية حديثة من طراز قآن.
وتخشى إسرائيل أكثر من أي شيء تبلور محور "سني" يحل بديلا عن المحور الشيعي، ويقف في مواجهتها.
الاستثمار بسورياوكانت "معاريف" نشرت أن "سقوط نظام بشار الأسد في سوريا يوشك على تغيير خريطة موازين القوى في الشرق الأوسط – في ظل دخول متجدد لتركيا كقوة عظمى إقليمية، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل".
إعلانولاحظت الصحيفة أن تركيا استثمرت منذ عام 2011 في سوريا موارد عسكرية واقتصادية كبيرة ليس فقط لضرب المشروع الكردي وإنما أيضا ضمن تطلعات لاستعادة مكانة عثمانية.
ولاحظ الدكتور حاي إيتان ينروجيك، الخبير في الشؤون التركية في مركز موشي ديان في جامعة تل أبيب، أن الأتراك "بعد أن نجحوا، بخطوة سريعة في دحر إيران وروسيا من سوريا، يسعون لأن يملؤوا الفراغ الناشئ".
وفي نظره لا يقتصر السعي على الشمال السوري وإنما يتجه أيضا نحو الجنوب، ومن مراقبة المواقف التركية ترى إسرائيل مخططات أنقرة لإعادة شق خط الحديد الحجازي، إسطنبول دمشق، وشق طريق سريع بين تركيا وسوريا.
فضلا عن إقامة مطارات وموانئ تركية في سوريا. كما تخشى إسرائيل كذلك ضم أجزاء من سوريا مما يقلص المياه الاقتصادية القبرصية، ويمنع تمديد أنابيب الغاز التي تربط إسرائيل – قبرص – اليونان.
آلية عسكرية تركية بعد الانتهاء من مهمة مشتركة مع قوة أميركية في شمال سوريا في سبتمبر/أيلول 2019 (رويترز-أرشيف)وقبل نشر الأنباء عن تطورات العلاقة بين تركيا وكل من السعودية ودولة الإمارات كانت إسرائيل، كما يقول ينروجيك، تتخيل نشوء تحالفين مركزيين في المنطقة: التحالف الإسرائيلي، ويتشكل من قبرص واليونان وإلى جانبهما الأردن، ودولة الامارات وفي الخلفية العربية السعودية.
وفي المقابل تحالف تركيا، مع سوريا، لبنان وليبيا". وفي هذا السياق لا يمكن تجاهل التحسن الكبير في العلاقات التركية المصرية والتي تفتح الباب واسعا أمام تبلور قوة إقليمية مهمة في مواجهة إسرائيل.
تركيا والسعوديةوجاءت أنباء الاتفاق التركي السعودي على صفقة شراء 100 طائرة شبح تركية مشابهة لـ"إف35″ الأميركية والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات لتهز المفاهيم الإسرائيلية عن شدة التنافر بين الدولتين.
ورغم أن الصفقة في أحد معانيها تعني نية السعودية تقليص اعتمادها على أميركا، فإنها بمعانيها الأخرى توفر دعما قويا ليس فقط للاقتصاد التركي وإنما أيضا لمكانة تركيا الإقليمية.
إعلانومن الجائز أن هذه الصفقة تنبئ عن تحالف تركي سعودي لتوجيه مستقبل سوريا بما يعزز مكانتهما ويبعدهما عن دائرة الصدام. وليس مستبعدا أن يقود الأمر إلى توسيع هذا التحالف للتأثير أيضا في مستقبل كلٍّ من العراق ولبنان.
مقاتلة تركية خلال مشاركتها في مناورة عسكرية (وكالة الأناضول-أرشيف)ويحذر الخبير الإسرائيلي ينروجيك، من واقع "أن اللاعب التركي لاعب عدائي تمامًا تجاهنا. في الوقت الحالي، لا أعتقد أن لديهم القدرة على التأثير على عملية صنع القرار في المملكة العربية السعودية. ورغم ذلك يمكن القول إنه اتجاه غير سعيد لدولة إسرائيل، ففي نهاية المطاف نرى السعودية كلاعب أكثر اعتدالًا، فيما نرى تركيا تسير فعليًا في الاتجاه المعاكس".
ويرى أن "تركيا حاليا تتبنى سياسة خارجية عدوانية للغاية هنا فيما يتعلق بمبيعات الأسلحة. فهم يمتلكون صناعة عسكرية راقية توفر لهم مصدر دخل، وهم يعرفون كيفية تقديم خدمة هنا، تتم مقارنتها بمنتجات الولايات المتحدة أو مقدمي خدمات آخرين بينهم إسرائيل، على سبيل المثال، فتبدو أرخص بكثير".
"أردوغانستان"ومن جهة أخرى، يرى العميد احتياط عميت ياغور في مقالة نشرها أيضا في "معاريف" بعنوان "الخطر الذي لا يتحدثون عنه: أردوغان يقرب حدوده من إسرئيل"، أن على إسرائيل أن تعلم أن "أردوغانستان" تنشأ في سوريا بدعم تركي قطري وأن تركيا تنشئ نظاما جديدا في الشرق الأوسط.
وكتب أنه "بصمت نسبي في قنوات الأخبار في إسرائيل ينشأ هذه الأيام سياق إستراتيجي بالغ الأهمية – تركيا (وقطر) تسيطر على سوريا، وقد شرعت ببلورة النظام الإقليمي الجديد. معنى ذلك – أمام أنظارنا نموذج الإمبريالية العثمانية على نمط أردوغانستان -أي- منطقة حركة ونفوذ لمحور الإخوان المسلمين السني المتطرف".
وأضاف أن هذا المحور "يحل عمليا مكان محور المقاومة الشيعي الذي انهار بإخراج سوريا من المعادلة". وفي نظره "في النهاية، كل فراغ مصيره أن يملأ، وفعلا بدأ أردوغان بملئه بسلسلة خطوات سريعة. ووسيلته هي سوريا الجديدة".
خبير إسرائيلي يقول إن أردوغان يسارع لتعبئة كل فراغ ينشأ بسوريا الجديدة (الأناضول)وتطرق ياغور إلى سلسلة تصريحات أطلقها مسؤولون أتراك، بينهم أردوغان نفسه، تتحدث عن سوريا وكأنها ولاية في تركيا الكبرى وإلى اهتمام تركيا بالقضايا الداخلية السورية خصوصا المسألة الكردية.
إعلانوأشار على وجه الخصوص إلى تصريح وزير المواصلات التركي بشأن البدء بمفاوضات مع سوريا حول ترسيم الحدود البحرية "ما يسمح للبلدين بزيادة مناطقهما الاقتصادية البحرية للتفتيش عن مصادر الطاقة"، وكذلك حديثه عن التعاون في مجال توسيع البنى التحتية للموانئ على البحر المتوسط.
وربط هذه التصريحات بالاتفاق التركي الليبي عام 2019 لرسم الحدود البحرية بين البلدين عبر تجاهل اليونان وما تبعه من إرسال تركيا سفن تنقيب عن الغاز مصحوبة بسفن حربية. وأشار إلى أن تركيا حاولت أيضا الحصول على موطئ قدم بحري في لبنان لهذه الغاية.
هيمنة إقليميةومن الملاحظ أن صراعا سافرا أحيانا ومستترا أحيانا أخرى قائمٌ بين إسرائيل وتركيا على أرضية تنافس بينهما على هيمنة إقليمية. ويجد هذا الصراع أحد تجلياته في العلاقة الإسرائيلية اليونانية في مقابل العلاقات التركية العربية.
ويدور جزء من هذا الصراع أساسا حول البحر والتنقيب عن النفط والغاز فيه وأحيانا حول مشاريع مد خطوط غاز أو كهرباء في البحر. وطبعا توجد قبرص والموقف منها في قلب هذا الصراع.
وقد طوّرت إسرائيل من علاقاتها العسكرية والتعاون في مجالات الطاقة (الغاز) مع اليونان وقبرص اليونانية حيث باعت اليونان منظومات دفاع جوي وزادت من تدريباتها الجوية معها. وبالتعاون مع إسرائيل قررت اليونان إنشاء منظومة دفاع جوي ضد المسيّرات والصواريخ فضلا عن مشروع كامل لتحديث قواتها البرية.
نتنياهو (يمين) مع رئيسي وزراء اليونان ميتسوتاكيس (وسط) ورئيس قبرص أناستاسيادس بعد توقيع اتفاق الطاقة عام 2020 (رويترز)وزادت إسرائيل مؤخرا من مساعيها لتكثيف التعاون مع اليونان في مجال الطاقة ومنشآت الغاز على أمل أن تغدو مصدرا أساسيا للغاز إلى أوروبا عبر اليونان وقبرص.
وفي هذا السياق أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، أن "الطاقة الإسرائيلية باتت مصدر قوة سياسية. وقد وصلت لليونان لتعزيز العلاقات بين الدولتين في مجالات الطاقة عموما، والغاز خصوصا، الذي يعتبر ذخرا إستراتيجيا لدولة إسرائيل".
إعلانوأكد كوهين أن "هذه العلاقات تعزز مكانتنا كقوة طاقة عظمى إقليمية، ما يخدم الاقتصاد الإسرائيلي ويعزز الاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط".
مثير للاستفزازولكن ما يثير استفزاز تركيا من إسرائيل أكثر من أي شيء آخر على الصعيد اليوناني هو ما عبر عنه أيضا وزير الطاقة الإسرائيلي عندما قال: "إن اتفاق توسيع التعاون مع اليونان يمتلك أهمية إستراتيجية للدولتين. فقد اتفقنا على تسريع إنشاء الكابل الكهربائي التحت مائي الذي سيربط آسيا بأوروبا عن طريق دول الخليج، إسرائيل واليونان".
ورأى كوهين أن "مثل هذا التعاون سينوع مصادر الطاقة في أوروبا، وسيسهم في استقرار وازدهار الشرق الأوسط، وسيزيد أمن الطاقة عندنا، ويحول إسرائيل إلى جسر بين الشرق والغرب ويعزز مكانتنا كقوة عظمى إقليمية في مجال الطاقة".
لقطة تعود لعام 2014 لمنصة غاز إسرائيلية في مياه المتوسط (رويترز)فالدور الذي تتطلع له إسرائيل على هذا الصعيد ينظر إليه في تركيا على أنه سرقة للدور وللمكانة التركية. فتركيا هي الدولة الوحيدة القائمة على أرض كل من آسيا وأوروبا وهي الأقرب بريا إلى مصادر الطاقة العربية ويمكنها من دون جهد كبير أن تكون الجسر المتين والأوفر بين آسيا وأوروبا.
ولذلك فإن تركيا، وبعد تعاظم نفوذها في سوريا وإصلاح علاقاتها مع السعودية ودول الخليج العربية الأخرى، ترى أن هذا الدور من حقها الحصري وهي لن تتخلى عنه لإسرائيل.
وهنا ثمة أهمية للعودة مباشرة إلى الأنباء الأخرى حول الدور التركي في مواجهة إسرائيل في سوريا. فعدا عن الإدانة التركية لاعتداءات واحتلالات إسرائيل لمناطق ومواقع سورية ومطالبة الأمم المتحدة بالعمل على إخراج إسرائيل وإلزامها باحترام السيادة السورية، طلبت منها إشعارها بأي هجمات قد تخلق صداما مع قواتها.
ويذكّر هذا بالطلب الروسي من إسرائيل حين أنشأت روسيا قواعد عسكرية في سوريا عام 2015 وتدخلت قواتها لدعم النظام.
إعلانويشير هذا الطلب إلى أن تركيا تحل مكان روسيا كلاعب فائق الأهمية في الحلبة السورية وإلى رغبتها في نيل الاعتراف بذلك، كما يعكس التغييرات في توازن القوى الإقليمي.
تسهيلات تركيةعلى كل الأحوال فالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية تتابع التطورات في سوريا بقلق وهي لا تثق بإدارة الجولاني للحكم هناك وتعتقد أن تركيا بعلاقاتها الدولية سهّلت لهذه الإدارة تسلم مقاليد الحكم.
ويقول رجال المؤسسة العسكرية بإسرائيل إن تركيا دولة ذات تطلعات إقليمية، وإنها باتت "تعنينا جدا في هذه اللحظة". ويضيفون: "هذه دولة مع سكان يبلغ عددهم 84 مليون نسمة، الاقتصاد رقم 17 في العالم، مع قوة إنتاج ناجعة على نحو خاص".
كما يؤكدون أن لدى تركيا "قوة بحرية عسكرية كبيرة ومهمة، سلاح جوها مثل سلاحنا (إسرائيل) في العدد، وإن لم يكن مثله في النوعية، ولديهم أيضا قوة برية مهمة وقوية".