على ابواب الشتاء.. هل سيبقى لبنان الاخضر؟
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
لم يعد خافيا على أحد بأنّ الثروة الحرجية في لبنان أصبحت مهددة تماما، إن لم نقل انّ عملية إبادة كارثية تحصل على مستوى المناطق اللبنانية، وتهدد "لبنان الاخضر" بالاختفاء من على خارطة المساحات الحرجية، وخصوصا إذا استمر الوضع على ما هو عليه من اعتداءات متكررة وحرائق وتمدد عمراني عشوائي ينذر بما هو أسوأ.
وعلى ابواب الشتاء، الكارثة مستمرة، حيث يعطي البعض لانفسهم الصلاحية والشرعية الكاملة لقطع اشجار عمرها مئات السنين، تحت قاعدة "بدنا نتدفى.
التغير المناخي
وما يزيد الطين بلة انّ هذه الازمة تتزامن مع خطورة عالمية في ظل التغير المناخي والتدهور البيولوجي، مع ما يرافق ذلك من تهديد مباشر لمصدر الاوكسجين للمواطنين وخطر انجراف التربة وتخزين المياه في الابار الجوفية، ومشكلة الاحتباس الحراري والقضاء على التنوع البيئي.
نعم، ربما كل هذا وأكثر، ولا مبالغة بالقول انّ البساط الاخضر اصبح مهددا تماما، ولبنان يخسر مساحاته بشكل مرعب. وهو ما يتفق عليه الخبير البيئي ورئيس حزب البيئة العالمي الدكتور ضومط كامل الذي يؤكد انّه لا مبالغة بالوصف، فهذا هو الواقع الذي قد يتحول بعد سنوات الى كارثة اكبر ما لم يتم الاستنفار اليوم قبل الغد لايجاد الحلول العملانية وخصوصا مع اقتراب موسم الشتاء والتحطيب.
الارض تجدد نفسها
يقول كامل في حديث لـ"لبنان 24" إنّ "طبيعة ارض لبنان تعود وتجدد نفسها، وهذا ما يميزها، و"لكن كم لهذه الميزة ان تقاوم في ظل كل العوامل المؤذية للارض والتربة واولها التمدد العمراني، اضف اليها الحرائق وقطع الاشجار. واسوأ ما في الاخيرة انّ البعض لم يعد يكتفي بقطع الاغصان بل باتوا يستعينون بمعدات متطورة وأدوات لقطعها من جذورها".
وإذ يتحدث كامل عن نماذج ايجابية لعدد من المناطق التي لا تزال تحافظ على طبيعتها الخضراء مثل فتوح كسروان على سبيل المثال، فانّه يأمل "أن يشكل هذا رغبة لدى اخرين بالحفاظ على مناطقهم"، فالخسارة ملموسة كما يؤكد. ويتابع: "قديما كنا نتحدث عن 63% من المساحات الخضراء التي تغطي لبنان، وبعد الحرب وسنوات التطور العمراني بدأنا نخسر هذه المساحات بشكل طبيعي كل سنة، ولكن هذه الارقام بدأت تتضاعف كثيرا، حتى بتنا نحدد مساحات حرجية ما بين 15 الى 17 %، فماذا تتوقعون بعد عدد قليل من السنوات؟ هل سيتم القضاء على لبنان الاخضر؟".
هواء نظيف
وهنا يشير كامل الى انّ الثروة الحرجية هي العامل الاول في المحافظة على الهواء نظيفا، كون الاشجار تمتص الغبار والاوساخ، ويتابع: "فإذا جمعنا مشكلة قطع الاشجار الى جانب المكبات العشوائية للنفايات فاننا امام كارثة حقيقية. فعلى سبيل المثال تم استحداث مكب جديد للنفايات في منطقة الجديدة في المتن دون دراسة الاثر البيئي لهذا المكب، وللاسف فانّ التيارات الهوائية لم تعد تدخل الى المناطق المجاورة بسبب المكب، وكلها عوامل متراكمة تؤدي الى اثار سلبية خطيرة على مستوى صحة الانسان".
التمدد العمراني
وعن الاسباب المباشرة لتقلص المساحات الخضراء، يقول كامل: "بالدرجة الاولى يأتي التمدد العمراني، وللاسف ما يحصل اليوم، فانّ المشاريع تنفذ بشكل فوضوي دون دراسة الاثر البيئي السلبي. وتأتي الحرائق لتشكل النسبة الثانية في تدني المساحات الحرجية، وبعدها قطع الاشجار، واليوم للاسف لا استطيع ان أنكر انّ اشجار اللزاب والصنوبر في لبنان اصبحت مهددة بالانقراض على مدى المستقبل القريب".
ولا يتوقف الامر عند مسألة التحطيب من اجل استخدام الحطب للتدفئة، بل قطع الاشجار وبيع الحطب باسعار كبيرة والاستفادة بسبب غلاء المازوت والشتاء الصعب الذي ينتظرنا هذا العام بحسب توقعات الخبراء. من هنا، يشير كامل الى انّه قدّم كتابا الى وزير الزراعة عباس الحاج حسن يتضمن استراتيجية وخطة وطنية متكاملة على مستوى الحفاظ على الثروة الحرجية، وخصوصا لناحية قطع الاشجار.
ويقول كامل: "تطرقت في الكتاب الى الخطر الداهم الذي ينتظر اللبنانيين، ومجموعة من الخطط والحلول العملانية لتفادي الكارثة المستقبلية، وعلى رأسها التوعية والتثقيف اضافة الى تطبيق القانون والتشدد في تطبيق القوانين والعقوبات، وكذلك اعطاء البلديات الصلاحية الكاملة لمتابعة هذه القضية كي لا تصبح الظاهرة امرا واقعا وتشريعا غير مكتوب، يعطي للناس تبريرا لقطع الاشجار".
وعي شعبوي
وتشمل الخطة بحسب كامل ايضا تنظيف الاشجار وتشحيلها بطريقة يمكن الاستفادة من حطبها، اضافة الى تنظيف مجاري الانهار والمياه الجوفية، والاهم من كل هذا "هناك جهل كبير في هذا الاطار، والشعب بحاجة الى توعية كبيرة وهذا ما يتطلب استراتيجيات يجب العمل عليها وليس مجرد تنظير". ويختم كامل بالقول إنّ كل شجرة اليوم موجودة على ارض لبنان، تشكل سببا لوجود شخص يتنفس ولا يزال على قيد الحياة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قطع الاشجار
إقرأ أيضاً:
أيام قليلة وينتهي الشتاء| متى يبدأ فصل الربيع 2025 رسميا؟
مع اقتراب نهاية فصل الشتاء، تشهد مصر موجة حارة غير معتادة، مما دفع الكثيرين للتساؤل عن موعد نهاية الشتاء وبداية فصل الربيع.
الموعد الرسمي لإنتهاء فصل الشتاءوتشهد مصر هذا الأسبوع موجة حارة غير مسبوقة، حيث تجاوزت درجات الحرارة لأول مرة خلال فصل الشتاء 2025 حاجز الـ 30 درجة مئوية، وهذه الموجة الساخنة جعلت العديد من المواطنين يتساءلون، عن انتهاء فصل الشتاء وبداية الصيف.
وفقا للحسابات الفلكية، بدأ فصل الشتاء 2025 يوم السبت 21 ديسمبر، ويستمر لمدة 88 يوما و23 ساعة، لينتهي رسميا يوم الخميس 20 مارس الجاري، بذلك، يبدأ فصل الربيع يوم الجمعة 21 مارس 2025.
متى يدخل فصل الربيع 2025؟ويبدأ فصل الربيع في مصر يوم 21 مارس 2025، حيث يبدأ الطقس في التحسن تدريجيا مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة طول النهار.
يستمر فصل الربيع لمدة 92 يوما و17 ساعة و35 دقيقة، ليجلب معه أجواء أكثر اعتدالا وسماء صافية، مثالية للأنشطة الخارجية.
وتتميز بداية فصل الربيع بظاهرة الاعتدال الربيعي، حيث تتعامد أشعة الشمس تماما على خط الاستواء، مما يؤدي إلى تساوي طول الليل والنهار في جميع أنحاء العالم، حيث يكون كل منهما 12 ساعة تقريبا، ويحدث الاعتدال الربيعي عندما تتحرك الشمس باتجاه الشمال بعد الانقلاب الشتوي، وتشرق الشمس من نقطة الشرق تماما وتغرب في نقطة الغرب تماما، وهو حدث فلكي مميز.
والجدير بالذكر، أن التوقيت الشتوي 2024-2025 كان قد بدأ يوم الخميس الأخير من أكتوبر 2024، ويستمر العمل به حتى الخميس الأخير من أبريل 2025، حيث سيتم تحويل الساعة إلى التوقيت الصيفي وفقا للقانون المنظم للعمل بنظامي الصيف والشتاء.
ووفقا للقانون رقم 24 لسنة 2023، الذي صدق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، يبدأ العمل بـ التوقيت الصيفي 2025 في الجمعة الأخيرة من أبريل، والموافق 25 أبريل 2025، وعند حلول منتصف الليل، يتم تقديم الساعة 60 دقيقة، بحيث تصبح الساعة الواحدة صباحا بدلا من الثانية عشرة منتصف الليل.
ويستمر التوقيت الصيفي في مصر لمدة ستة أشهر، أي حتى الخميس الأخير من أكتوبر 2025، ليعود بعد ذلك العمل بالتوقيت الشتوي، ويطبق هذا النظام بهدف تنظيم الوقت واستغلال ضوء النهار بشكل أفضل، في خطوة تسهم في تحقيق ترشيد استهلاك الطاقة وفق الخطة التي تبنتها الحكومة.
وسبق، ووافق مجلس الوزراء في اجتماعه رقم 231، الذي انعقد يوم 1 مارس 2023، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، على مشروع قانون إعادة العمل بنظام التوقيت الصيفي، بعد توقفه لمدة خمس سنوات منذ إلغائه عام 2018.