أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية في مقال افتتاحي أنه يجب منح الأولوية لمعالجة المشاكل الناجمة عن أزمة تغير المناخ بعد ارتفاع درجة حرارة الأرض على نحو غير مسبوق في الفترة السابقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفيضانات وحرائق الغابات والموجات شديدة الحرارة غير المسبوقة التي اجتاحت العالم مؤخرا تتطلب رد فعل سريع وحاسم من جانب القيادات السياسية في جميع دول العالم.


وأوضحت أن جميع دول العالم شهدت على مدار الثلاثة شهور السابقة ارتفاعا تاريخيا في درجات الحرارة، مشيرة إلى أن الموجات شديدة الحرارة والفيضانات وحرائق الغابات أصبحت أمورا معتادة ومتكررة في الفترة الأخيرة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه قد بدأ العد التنازلي لجولة جديدة من محادثات تغير المناخ المزمع عقدها في دبي نوفمبر المقبل، موضحة أن البابا فرانسيس بابا الفاتيكان أصدر منشورا بابويا يوم الأربعاء الماضي يحذر فيه من أن كوكب الأرض يتعرض للانهيار مناشدا الدول الغربية تغيير أسلوب حياتها غير المسؤول الذي يعرض الأرض للخطر.
ونوهت الصحيفة إلى أن ما يزيد على 80 دولة من دول العالم تطالب بإلحاح بإدراج موضوع التخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري على جدول أعمال قمة المناخ القادمة (كوب-28).
وأشار المقال في هذا السياق إلى أن أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش كان قد دعا لعقد اجتماع قمة لمناقشة أزمة تغير المناخ في نيويورك الشهر الماضي إلا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني تشي جين بينج لم يشاركا في هذه الاجتماعات على الرغم من أن كلا من الولايات المتحدة والصين تأتيان على رأس قائمة الدول المسؤولة عن انبعاثات الغاز في العالم.
وقالت الصحيفة في الختام إنه في ظل تلك الأوضاع فإنه ليس بمستغرب أن تعلن حكومات الدول الفقيرة عن مخاوفها من التهديدات الناجمة عن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة ولاسيما أن تلك الدول هي من أقل الدول إسهاما في تلك الأزمة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تغير المناخ درجة حرارة الارض تغیر المناخ إلى أن

إقرأ أيضاً:

2024.. أكثر سنوات أوروبا حرا على الإطلاق

باريس"أ.ف.ب": سجلت أوروبا سنة 2024 معدلات حرارة قياسية، لكنها حرارة شهدت أيضا أسوأ فيضانات منذ أكثر من عقد، ما يكشف الوجه المزدوج المتطرف لتغير المناخ.

وذكر مرصد كوبرنيكوس الأوروبي المتخصص في مراقبة المناخ في تقرير نشره الثلاثاء بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن ما يقرب من ثلث شبكة الأنهار في أوروبا غمرتها المياه العام الماضي الذي صُنف من أكثر عشر سنوات رطوبة في القارة منذ عام 1950.

وقالت سامانثا بورجيس من المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى (ECMWF)، الذي يشرف على خدمة كوبرنيكوس للمناخ، خلال مؤتمر صحافي إن هذه "الفيضانات الأكثر اتساعا" التي شهدتها أوروبا "منذ عام 2013".

وأثرت الفيضانات على نحو 413 ألف شخص، وأسفرت عن مقتل 335 منهم على الأقل، كما تسببت بأضرار قُدّرت بنحو 18 مليار يورو.

وقد وقعت هذه الكوارث خلال العام الأكثر حرارة على الإطلاق في العالم، وهي تظهر بوضوح أن ارتفاع معدلات الحرارة مع ما يرافقه من امتصاص كميات أكبر من المياه من الغلاف الجوي، يسمح بهطول أمطار غزيرة وفيضانات أكثر عنفا، وهو تهديد يثقل كاهل أوروبا بشكل خاص.

في سبتمبر، تسببت العاصفة بوريس في خمسة أيام فقط بهطول كميات من الأمطار توازي في العادة معدل المتساقطات في ثلاثة أشهر، ما أدى إلى فيضانات وأضرار هائلة في ثماني دول في وسط أوروبا وشرقها.

وبعد شهر، تسببت عواصف قوية أججتها رياح دافئة ورطبة من البحر الأبيض المتوسط، في هطول أمطار غزيرة على إسبانيا، ما أدى إلى فيضانات دمرت مقاطعة فالنسيا في شرق البلاد وأسفرت عن مقتل 232 شخصا.

في أوائل عام 2024، حدثت فيضانات كبرى في كل شهر في مختلف أنحاء القارة، وفق التقرير الذي لفت إلى ما شهدته المملكة المتحدة في يناير، وشمال إسبانيا في فبراير، وشمال فرنسا في مارس و مايو، وألمانيا وسويسرا في يونيو.

وكانت تدفقات الأنهار مرتفعة بشكل خاص، إذ سجل بعضها، مثل التيمز في المملكة المتحدة واللوار في فرنسا، أعلى مستوياتها منذ 33 عاما في الربيع والخريف.

ويعود ذلك إلى هطول أمطار غزيرة بشكل خاص في الجزء الغربي من أوروبا، في حين كانت المناطق الشرقية في المتوسط أكثر جفافا ودفئا.

وبحسب بورجيس، فإن هذا "التناقض المذهل" لا يرتبط بشكل مباشر بتغير المناخ، بل بأنظمة الضغط المتعارضة التي تؤثر على الغطاء السحابي ونقل الرطوبة.

لكنها أوضحت أن العواصف التي حدثت في 2024 "ربما كانت أكثر عنفا بسبب ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة"، مضيفة "مع احترار المناخ، نشهد تزايدا مطردا في الأحداث المتطرفة".

ويؤكد ذلك توقعات خبراء المناخ في اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، والتي تفيد بأن أوروبا ستكون واحدة من المناطق التي من المتوقع أن يرتفع فيها خطر الفيضانات أكثر من غيرها بسبب الاحترار المناخي.

منذ ثمانينات القرن العشرين، تشهد أوروبا ارتفاعا في درجات الحرارة بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي. وقد باتت "القارة الأكثر دفئا"، وأصبحت من "البؤر الساخنة" لتغير المناخ، على ما تؤكد فلورنس رابييه، مديرة المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى.

وشهد عام 2024 أعلى معدلات حرارة على سطح القارة على الإطلاق. وقد ساهم ذلك في ارتفاع درجة حرارة البحار والمحيطات المحيطة، والتي وصلت أيضا إلى مستويات قياسية في العام الماضي، وفي ذوبان الأنهار الجليدية الأوروبية بمعدل غير مسبوق.

وقال منسق العلوم بالاتحاد الأوروبي في مكتب الأمم المتحدة لتغير المناخ أندرو فيروني إن "التحرك العاجل ضروري، إذ من المتوقع أن تصل شدة المخاطر إلى مستويات حرجة أو كارثية بحلول منتصف هذا القرن أو نهايته"، مؤكدا أن كل عُشر درجة مئوية تتجنب أمورا خطيرة.

نصف المدن الأوروبية فقط لديها خطط للتكيف مع الأحداث المناخية المتطرفة، مثل الفيضانات والحرارة الشديدة. ويشير التقرير إلى أن "هذا يمثل تقدما مشجعا مقارنة بـ 26% في عام 2018".

لكن بعض الدول في جنوب شرق أوروبا وجنوب القوقاز تتخلف عن الركب. لذا، يتعين التحرك بشكل أسرع وأبعد، وبتكاتف الجميع، وفق ما أكدت سيليست ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

مقالات مشابهة

  • الأرصاد: ارتفاع تدريجي في الحرارة بقيم تصل إلى 4 درجات مئوية
  • الأرصاد تحذر: ارتفاع درجات الحرارة بداية من الغد 4 درجات
  • ارتفاع في درجات الحرارة.. طقس اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025
  • الفيضانات والعواصف تتسبب في معاناة أكثر من 400 ألف شخص بأوروبا عام 2024
  • 2024.. أكثر سنوات أوروبا حرا على الإطلاق
  • الجارديان تسلط الضوء على الآثار الكارثية لتغير المناخ في قارة أوروبا
  • ارتفاع درجات الحرارة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس الأيام المقبلة
  • الأرصاد: ارتفاع درجات الحرارة بداية من الخميس
  • الأرصاد تكشف ملامح طقس شم النسيم وتحدد موعد ارتفاع درجات الحرارة.. فيديو
  • دراسة تحذر من اختفاء الأنهار الجليدية الكبيرة في النمسا