المشهد اليمني:
2025-03-12@20:59:10 GMT

خواطر في الذكرى السابعة لاستشهاد الشدادي

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

خواطر في الذكرى السابعة لاستشهاد الشدادي

ما إن يمر بك اسم "الفريق الركن عبدالرب الشدادي" إلا ينتقل ذهنك مباشرة الى الأيام الأولى لانطلاق مشروع مقاومة الانقلاب الحوثي ، وفيها يتواجد الشدادي مع ثلة من الرفاق المؤمنين بأهمية الحفاظ على الشرف العسكري وضرورة الانحياز إلى صف الوطن وايقاف تغول المليشيات الحوثية الانقلابية التي تخيلت في لحظة زهو كاذب وانتفاشة خادعة أن لاشئ يحول بينها وبين تحقيق حلمها باستعادة مشروع الإمامة المقيت ، ولم يكن في حسبانها أن حفيد "القردعي" سيسلك نهجه ، وأن وطناً كاليمن المجبول ابنائه على الحرية لا ولن يستكين في وجه الإمامة الجديدة ، فانتفض "الشدادي" ورفاقه من شرفاء الجيش وأحرار المقاومة الشعبية ليعلنوا الانطلاقة العظيمة لصد هذا الانقلاب وتحطيم أحلامه .

كان للبلد جيشاً بكل سلاحه ورجاله وعتاده - أو كنا كذلك نعتقد - لكنا استفقنا على حقيقة مُرّة مختصرها ذاك الجيش كمؤسسة لا يمت للوطن بصلة ، وفي لحظة المواجهة مع الانقلاب الحوثي تلاشى وتحول غالبه انقلابياً في خيانة واضحة للجمهورية ، لكن الشرفاء الذين يدركون المعنى الحقيقي للشرف العسكري أبو أن يسيروا مع الركب ويسبحون مع التيار ، وذهبوا في مخاطرة عجيبة ومهمة تكاد تكون انتحارية لبناء جيش جديد لا يوالي شخصاً ولا أسرة بل وطناً كبيراً عظيماً تحلو لأجله التضحيات ، وهنا كان "الشدادي" الفارس الأول والرقم الاصعب فحمل على عاتقه هذه المهمة في وقتٍ كانت كل الظروف والأحداث تسير بالاتجاه المعاكس لهذا الهدف السامي ، ومع تقدم الأيام بدأت ملامح ظهور الجيش الوطني تبدو واضحةً جلية وبدأت جهود "الشدادي" ورفاقه تؤتي أكلها ، وتشكلت المناطق العسكرية والألوية والكتائب بعقيدة عسكرية جديدة وهمة وطنية فريدة .

لم يكن هذا الحدث هو بداية التاريخ العسكري للشدادي بل هو حلقة في سلسلة طويلة من الاحداث التي تظهر جلياً اعتزاز الرجل بشرفه العسكري والحرص على عدم تلويثه ، ولعلي هنا اسوق ما يؤكد هذا المنحى فخلال خدمته العسكرية في معسكر خالد بتعز في حقبة الثمانينات قرر عدم التماهي مع عصابات التهريب التي تنشط هناك ، ورفض أوامر عسكرية كانت تتصادم مع المصلحة الوطنية وتخدم هوامير التهريب فأحالوه إلى المحاكمة وسجنوه وحكموا عليه بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى! ثم خُفف الحكم الى الفصل من القوات المسلحة ليستوعبه لاحقاً "القائد على محسن" ضمن قوام الفرقة الأولى مدرع .

وبحسب ما يذكر زملائه فمع انطلاق ثورة الشباب 2011م استدعت وزارة الدفاع وقتها الشدادي وكلفته بنقل كتيبتين من اللواء 72حرس جمهوري إلى العاصمة صنعاء في إطار مساعيها لمواجهة الثوار الشباب وفض اعتصامهم ، لكنه اختار عصيان هذه الأوامر وانحاز للثوار وفضل عدم تلويث شرفه العسكري وزد على ذلك أن قرر المشاركة في حمايتهم من المعتدين والانحياز لمطالبهم في التغيير السلمي .

اختار "الشدادي" الوقوف في صف الوطن في كل المحطات التي كان جزء منها ، وظل وفياً لهذا الاختيار الصعب في أحلك الظروف ، وحين اطلت الإمامة الجديدة بوجهها البائس حمل بندقيته لحربها ، وله معها ثأر قديم فوالده قاسم أحمد عبدربه الشدادي وعددا من إخوته استشهدوا وهو في الخامسة من عمره في حرب الملكيين على الجمهورية الوليدة في الستينات ، وفي صرواح التي سبقه إليها القائد السبتمبري "علي عبدالمغني" رابط في الصفوف الأولى مع جنوده كعادة القادة العظام الذين الذين يديرون المعارك من وسط غبارها ، وارتقى شهيداً مجيداً لم يتلوث شرفه العسكري يوماً ولم يسمع أو يطيع إلا لداعي الوطن دون سواه .

لم يكن الشدادي فرداً ينتهي دوره ودروسه برحيله ، بل مثل مدرسة وطنية في العسكرية اليمنية التي تحترم شرفها وقسمها العسكري ، وتنحاز للشعب وتضحي من أجله، وهذه القيم والبصمات أصبحت متداولة ومسكونة في أذهان اليمنيين الذين يعرفونه ويقدرونه ، وسيظل تاريخه نبراساً يهتدي به كل الشرفاء في طريق الحرية ومقاومة الإمامة ومخلفاتها وهاهي الأحداث تؤكد أن من صنعهم الشدادي بيده سيسقِطون هذا المشروع ويرمون به إلى مزبلة التاريخ ذليلاً مهاناً كما فعل الثوار الاوائل من قبل .

دمتم سالمين .

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

التكتل الوطني للأحزاب يشدد على رفع الجاهزية لمواجهة كل احتمالات لتصعيد الحوثيين

شدد المجلس الأعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، على رفع مستوى الجاهزية لمواجهة كل الاحتمالات، ومنع العدو من تحقيق أي مكاسب تمهيدًا لهزيمته

 

جاء ذلك خلال اجتماعه الدوري أمس الاثنين برئاسة رئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس التكتل، لمناقشة آخر المستجدات على الساحة السياسية، وبحث سبل تعزيز العمل المشترك لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي.

 

ورحب المجلس في اجتماعه بالعقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على ميليشيا الحوثي الإرهابية وقياداتها، معتبراً أنها خطوة في الاتجاه الصحيح نحو محاصرة مصادر تمويل الإرهاب ودعم الجهود الرامية لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية.

 

وأكد المجلس على ضرورة أن تستثمر الحكومة الشرعية هذه العقوبات دبلوماسياً واقتصادياً وسياسياً، بما يسهم في زيادة الضغط الدولي على الميليشيا ووقف انتهاكاتها بحق اليمنيين.

 

كما شدد المجلس على أهمية تكثيف الجهود الداخلية لتعزيز وحدة الصف الوطني، والعمل على تفعيل كافة الأدوات السياسية والدبلوماسية للاستفادة من هذه العقوبات في تسريع إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، محذراً من أي تهاون في استثمار الموقف الدولي المتنامي ضد الحوثيين.

 

واستعرض الاجتماع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، مؤكداً على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة الأوضاع المعيشية للمواطنين، وتعزيز الجهود الرامية إلى إدارة أفضل للموارد الوطنية وبفعالية أفضل لمواجهة التحديات الراهنة.

 

وفي ختام الاجتماع، جدد المجلس الأعلى للتكتل الوطني موقفه الثابت في دعم الشرعية بقيادة مجلس القيادة الرئاسي ورئيسه الدكتور رشاد محمد العليمي، والتأكيد على أهمية وحدة القوى السياسية والوطنية في مواجهة المشروع الحوثي الإرهابي، والعمل على تحقيق تطلعات الشعب اليمني في استعادة دولته وبناء مستقبل آمن ومستقر.


مقالات مشابهة

  • دراسة: الأطفال الذين يناولون السمك بانتظام يصبحون أكثر اجتماعية
  • الذكرى السنوية الخامسة لإعلان فيروس كورونا كوباء عالمي
  • تصاعد الصراع على الأحقية في الإمامة.. الحوثيون يضيقون الخناق على تيار المؤيدي
  • بالصورة... الإفراج عن 5 أسرى لبنانيين
  • التكتل الوطني للأحزاب يشدد على رفع الجاهزية لمواجهة كل احتمالات لتصعيد الحوثيين
  • اليابان تحيى الذكرى الـ14 لزلزال 2011 وأزمة فوكوشيما النووية
  • حماس: ملتزمون بوقف النار والعدو الصهيوني يواصل الانقلاب على الاتفاق
  • حماس: الاحتلال يواصل الانقلاب على اتفاق غزة ويرفض بدء مرحلته الثانية
  • حماس: إسرائيل "تواصل الانقلاب" على اتفاق غزة
  • صنعاء تحيي الذكرى الـ18 لرحيل العلامة مجد الدين المؤيدي