المعلمون يجابهون القمع والقتل والتسريح في مناطق سيطرة جماعة الحوثي
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
خلافا لوضع المعلمين في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية؛ يعيش عشرات الآلاف من المعلمين في مناطق سيطرة جماعة الحوثي واقعا مأساويا بعد سبع سنوات من دون مرتبات وفصل الآلاف منهم من الخدمة بعد اضطرارهم للهروب من القمع أو اللجوء للعمل في مهن أخرى لتلبية متطلباتهم ومتطلبات عائلاتهم المعيشية.
ويتعرض المعلمون في هذه المناطق للقمع بسبب قيادتهم انتفاضة موظفي القطاع العام المطالبين بصرف رواتبهم المتوقفة، حيث اختطف العشرات منهم وبينهم قيادات في نادي المعلمين والمعلمات، وحُرم آخرون من الحوافز المالية المقرة من عائدات صندوق دعم التعليم، وحُوِلت تلك المبالغ إلى عناصر الحوثي الذين تم إحلالهم في المدارس بدلا من المعلمين المضربين عن العمل.
ورغم دخول إضراب المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين شهره الثالث، وتعطل العملية التعليمية في معظم المدارس العامة واقتصار اليوم الدراسي على ثلاث حصص فقط، فإن الحوثيين؛ ووفق ما قالته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»؛ يواصلون تجاهل مطالب المعلمين.
وأكدت المصادر أن الحوثيين يستخدمون مستحقاتهم ورقة سياسية في المفاوضات مع الجانب الحكومي وتحالف دعم الشرعية، حيث يطالبون بصرف رواتب الموظفين العموميين من إيرادات الحكومة اليمنية كمدخل لبدء مفاوضات السلام، وفي المقابل لجأوا إلى تخوين كل من يطالب برواتبه، واتهامه بالعمل لصالح الحكومة الشرعية وتحالف دعمها.
ويعمل مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة جماعة الحوثي دون رواتب. ووفقاً لتقرير نشرته منظمة «اليونيسيف» منذ عامين؛ فإن ثلث العاملين في العملية التعليمية في اليمن، والمقدر عددهم بـ171.6 ألف، لم يتقاضوا رواتبهم منذ 6 سنوات على الأقل.
دعوات لتدخل دولي
نقابة المعلمين اليمنيين وصفت الوضع الذي يعيشه المعلمون في مناطق سيطرة الحوثيين بـ«المأساوي والبئيس»، داعية المجتمع الدولي والمنظمات المهتمة بالتعليم وحقوق الإنسان إلى ممارسة الضغوط على الحوثيين لصرف رواتب المعلمين المنقطعة منذ سبعة أعوام «كحالة فريدة من نوعها على مستوى العالم»، بما تحمله من معاناة مريرة ومشقة بالغة الأثر على المعلم وأسرته.
وذكرت النقابة أن المعلم اليمني، وبسبب الحالة الراهنة والوضع الطارئ الذي يمر به جراء الأزمة التي تعيشها البلاد؛ يعيش خارج دائرة الاهتمام، وتُنتقص يوما بعد يوم حقوقه التي كفلها الدستور وأقرتها القوانين والمواثيق الدولية والمحلية، وطالبت الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بالتعليم؛ بالضغط على سلطة الحوثيين لصرف مرتبات المعلمين الموقوفة منذ سبع سنوات.
كما طالبت النقابة الحكومة الشرعية بإيلاء المعلمين اهتماما خاصا ومنحهم كامل مستحقاتهم المادية، وزيادة رواتبهم بما يضمن لهم حياة كريمة وآمنة تمكنهم من أداء رسالتهم المقدسة وبما يحقق أهداف التربية والتعليم والغايات النبيلة له، مجددة دعوتها لتحييد التعليم عن الصراع، وسرعة إطلاق سراح جميع المعلمين المختطفين، وعلى رأسهم سعد النزيل نقيب المعلمين في العاصمة صنعاء، المختطف في سجون ميليشيا الحوثي.
من جهتها قالت رابطة أمهات المختطفين إن معلمي اليمن ضحايا الاختطاف والتهميش والفقر والتعذيب الذي قد يصل في أحيانٍ كثيرة حد القتل، كما صدرت بحقهم أحكام بالإعدام، وذكَّرَت في بيان لها بالمناسبة أن كثيراً من المعلمين فقدوا وظائفهم بسبب الاختطاف الذي استمر لعدة سنوات.
وأضافت أن من تم الإفراج عنه ونزح إلى مناطق أخرى غير التي كان يسكن فيها؛ واجه أوضاعاً معيشية صعبة.
اختطافات وتعذيب
استعرضت رابطة أمهات المختطفين مأساة معلم القرآن خالد المرادع، الذي أمضى نحو عامين في سجون الحوثيين، واختطفه مسلحون يتبعون الأمن الوقائي التابع لجماعة الحوثي من وسط سوق البرح غرب مدينة تعز، جنوب غرب البلاد، في فبراير (شباط) 2017.
واقتيد المرادع إلى سجن محكمة مقبنة الابتدائي، ليجاور 40 معتقلاً آخرين، وعند منتصف الليل تم استدعاؤه والتحقيق معه لمدة ثلاثة أيام، وجرى تعذيبه بالضرب بالهراوات والإغراق بالماء، وبعد شهرين تم نقله إلى سجن مدينة الصالح سيئ السمعة في ضواحي مدينة تعز.
ونقلت الرابطة عن المرادع أنه وطوال شهر من فترة الاختطاف كان يسمع صراخ وعويل المعتقلين الذين يتعرضون للضرب قبل أن يتم نقله إلى مبنى كلية المجتمع في مدينة ذمار الذي حوله الحوثيون إلى معتقل، وظل هناك ثمانية أشهر تعرض خلالها لأنواع مختلفة من التعذيب.
أما المعلم أنور الصبري، والذي يعمل في قطاع التعليم الفني؛ فيروي تعرضه للاختطاف من قبل الحوثيين من الشارع العام أثناء استعداده لحفل زواج ابنته، واحتجازه ثمانية أشهر في سجن يطلقون عليه «بيت الدجاج» بحي الجحملية شرقي مدينة تعز.
ووضع الصبري في غرف لا توجد بها دورات مياه، لأن المبنى كان مصمما كمحلات لبيع الدجاج، وتعرض خلال فترة احتجازه للسب والشتم والتهديد بالتصفية بشكل يومي، إلا أن زميله صادق المفلحي كان أسوأ حظاً منه، حيث نُقل إلى سجن مدينة الصالح، ليتعرض فيه للتعذيب النفسي والجسدي الشديدين.
وكانت جلسات تعذيب المفلحي تبدأ في المساء وتنتهي عند الفجر وهو معصوب العينين ومكبل اليدين إلى الوراء، وتمثل التعذيب بضربه على رأسه وظهره بالهراوة، وصعقه بالكهرباء، وأودع في غرفة انفرادية قرابة عشرة أيام دون فراش أو غطاء أو دورة مياه.
وأصيب المفلحي بسبب تلك المعاملة بأمراض عدة، قبل أن يُطلق سراحه ضمن صفقة لتبادل الأسرى مع مقاتلي الحوثي.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: فی مناطق سیطرة المعلمین فی
إقرأ أيضاً:
أمازون تستحوذ على جيمس بوند بعد عقود من سيطرة عائلة بروكولي
شهدت سلسلة أفلام جيمس بوند تحولا كبيرا بعد إعلان المنتجين المخضرمين، باربرا بروكولي ومايكل جي ويلسون، عن تنحيهما عن إدارة القرارات الإبداعية، مما يمنح أمازون السيطرة الكاملة على مستقبل السلسلة. هذا التغيير، الذي أعلن يوم الخميس، أثار جدلا واسعا بين عشاق 007، وأثار تساؤلات حول مصير العميل البريطاني الشهير بعد أربع سنوات من آخر ظهور له في لا وقت للموت (2021).
انتقال السيطرة إلى أمازونوفقًا لتقرير بي بي سي، بدأت التكهنات حول مستقبل جيمس بوند بعد استحواذ أمازون على شركة "إم جي إم" MGM في عام 2022، وهي الشركة الأم التي تمتلك حقوق السلسلة. ظل المعجبون يتساءلون عما إذا كانت أمازون ستتمكن من الحفاظ على هوية السلسلة أو ستجري تغييرات جذرية لاستثمار العلامة التجارية بطرق جديدة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"لأول مرة".. محاولة صناعة فيلم مختلف ضاعت في زحام التفاصيلlist 2 of 2عودة كابتن أميركا.. سام ويلسون بطلا في "عالم جديد شجاع"end of listفي بيان رسمي، أكد مايكل جي ويلسون، البالغ من العمر 83 عامًا، أن قراره بالتنحي جاء بعد مسيرة دامت 60 عامًا في إنتاج أفلام بوند، مشيرًا إلى أنه يرغب في التركيز على مشاريع فنية وخيرية. أما باربرا بروكولي، البالغة من العمر 64 عامًا، فأوضحت أن عملها كان مكرسًا للحفاظ على الإرث الذي تركه والدها، المنتج ألبرت "كوبي" بروكولي، ولكنها تشعر أن الوقت قد حان للتركيز على مشاريع أخرى.
رغم أن بروكولي وويلسون أعلنا سابقا عن رغبتهما في الاحتفاظ بالسيطرة الإبداعية، إلا أن صحيفة وول ستريت جورنال أشارت إلى أن العلاقة بينهما وبين أمازون قد تدهورت بشكل كبير. وذكرت الصحيفة أن بروكولي وصفت أمازون سرا بأنها "حفنة من الحمقى"، مما يشير إلى وجود خلافات حول كيفية إدارة السلسلة في المستقبل.
إعلان ردود فعل المعجبينقوبل الإعلان بردود فعل متباينة من عشاق بوند. يقول ديفيد زاريتسكي، مبتكر قناة "ذا بوند إكسبيرينس" The Bond Experience على يوتيوب، إنه يشعر بالحزن على رحيل بروكولي وويلسون، لكنه في نفس الوقت متحمس لمعرفة ما ستفعله أمازون بالسلسلة. من جانبه، يرى الناقد السينمائي غريفين شيلر أن هذه التغييرات قد تكون "أسوأ شيء يحدث للسلسلة"، مشيرًا إلى أن جيمس بوند كان يتمتع بالفخامة والرقي، لكنه الآن معرض للاستغلال التجاري المفرط.
احتمالات التوسع في عالم بونديرى بعض الخبراء، وفق بي بي سي راديو 5 لايف، أن أمازون قد تسير على نهج ديزني في توسيع العلامات التجارية الكبرى، كما حدث مع حرب النجوم عبر منصتها ديزني+. يقول المؤرخ السينمائي لانسيلوت نارايان إن التجربة السابقة لديزني مع حرب النجوم أظهرت أنه من الممكن إنتاج محتوى جديد بسرعة، لكنه يحذر من أن الإفراط في الإنتاج قد يؤدي إلى فقدان الهوية الإبداعية للسلسلة
في هذا السياق، هناك تكهنات بأن أمازون قد تطلق مسلسلات أو أفلام فرعية تركز على شخصيات جانبية مثل موني بيني، جوز، أودجوب، بلوفيلد، أو غولدفيغر. المخرج ديريك بوند أشار إلى أن "هناك عالمًا غنيًا جدًا يمكن استكشافه"، مؤكدا أن شخصيات بوند تمتلك إمكانات كبيرة لتقديم قصص منفصلة، بحسب بي بي سي.
من سيكون بوند القادم؟واحدة من أكبر القضايا التي لا تزال غير محسومة هي هوية الممثل الجديد الذي سيتولى دور جيمس بوند بعد دانيال كريغ. لم يتم تحديد جدول زمني لإعلان الاسم الجديد أو حتى موعد إصدار الفيلم القادم. وفقًا لمكاتب المراهنات، يعد كل من جيمس نورتون، آرون تايلور جونسون، وثيو جيمس من أبرز المرشحين لخلافة كريغ.
من جانبه، طلب مؤسس أمازون، جيف بيزوس، من متابعيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي اقتراح أسماء للممثلين الذين يرونهم مناسبين للدور، مما يشير إلى أن القرار لم يُحسم بعد.
إعلان تأثير التأخير على مستقبل السلسلةحتى الآن، لم يتم الإعلان عن تفاصيل الفيلم السادس والعشرين من السلسلة، ما يثير القلق بشأن إمكانية كسر الرقم القياسي لأطول فترة بين إصدارين رسميين. في أغسطس الماضي، كتب الناقد السينمائي روبي كولين في صحيفة "التليغراف" أن "لا يوجد نص، ولا عنوان، ولا حتى مخرج" للفيلم القادم. بينما قالت جينيفر سالك، رئيسة "أمارون إم جي إم ستوديوز"، لصحيفة "الغارديان" إن هناك "العديد من الاتجاهات المختلفة التي يمكن اتباعها"، لكنها شددت على أهمية تقليل الفجوة الزمنية بين الأفلام.
تمثل سيطرة أمازون على السلسلة نقطة تحول تاريخية قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في هوية جيمس بوند. وبينما يرى البعض أن هذا قد يمنح السلسلة فرصة للتطور والوصول إلى جمهور جديد، يخشى آخرون من أن يتحول العميل 007 إلى مجرد علامة تجارية تجارية تُستغل لأغراض الربح السريع. يبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن أمازون من الحفاظ على سحر وإرث جيمس بوند، أم أن هذه التغييرات ستؤدي إلى فقدان أحد أهم رموز السينما البريطانية