«المنشأة» قلعة صناعة العسل الأسود في المنيا.. تاريخ طويل تتوارثه الأجيال
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
يعد مركز ملوي، جنوبي محافظة المنيا، قلعة إنتاج العسل الأسود في مصر، إذ يتم إنتاج العسل الأسود بخبرة ومهارة عالية، ويتم تسويقه في الأسواق المحلية في منتصف شهر أكتوبر من كل عام، كمنتج طبيعي صحي وذو جودة عالية.
وتمر صناعة العسل الأسود بعدة مراحل، إذ يتم إنتاجه بواسطة طباخين مهرة ومهرة في هذا المجال، ويعود تاريخ هؤلاء الطباخين إلى الأجداد الذين ورثوا هذه المهنة، ويتم تحويل قصب السكر إلى عسل أسود من خلال حوالي 120 عصارة تقريبًا، وتوزع منتجاتها في جميع أنحاء مصر.
وقال موسي علي، صاحب معصرة عسل أسود، إن قرية المنشأة واحدة من أشهر القرى التي تنتج العسل الأسود في مركز ملوي، وتضم 7 عصارات قديمة يعود عمرها لما لا يقل عن 50 عامًا، وعملية الإنتاج تبدأ في منتصف شهر أكتوبر من كل عام، وتستمر حتى حلول فصل الصيف، مع بداية عمليات حصاد قصب السكر، حيث يُعتبر مركز ملوي الأكثر شهرة في زراعة القصب في محافظة المنيا، ويتم حصاده بعد مرور حوالي 8 أشهر من زراعته، بعد ذلك، تتم عملية العصر لإنتاج العسل الأسود.
تخزين القصب في مساحات واسعة أمام العصارةوأوضح ماهر عدلي، طباخ بمعصرة عسل أسود بقرية قلندول في ملوي، أنه قبل عملية العصر يتم تخزين قصب السكر في مساحات واسعة أمام العصارة، وتستخدم اللوادر لرفعه من الأرض إلى فوهة العصارة التي يبلغ ارتفاعها حوالي 5 أمتار، ثم يقوم الطباخون بتسوية العسل داخل حلل نحاسية كبيرة الحجم، حيث يتم غلي عصير القصب على درجة حرارة مرتفعة، ويتم استخدام مصاص القصب بعد عملية العصر لتسخين تلك الحلل النحاسية، حتى يتحول العصير إلى عسل يتميز بدرجة لزوجة معينة، بعد ذلك يترك العسل ليبرد قبل تعبئته في صفائح استعدادًا للبيع.
وقال ثروت طلعت، أحد الطباخين المشهورين للعسل الأسود في مركز ملوي، إن عملية طبخ العسل الأسود تتطلب خبرة ومهارة، حيث يمر إنتاج العسل بعدة مراحل داخل الحلل النحاسية الكبيرة التي تحتاج إلى خبراء، وتكون درجة الغليان مختلفة في كل حلة من الحلل الستة، وتكون أعلى درجة غليان في الحلة الأخيرة التي يصل فيها العسل إلى درجة لزوجته المطلوبة، والعسل الأسود الناتج يتميز بنكهة غنية ولون داكن، ويعتبر منتجًا طبيعيًا وصحيًا يتمتع بخصائص عديدة.
صناعة العسل الأسود مصدر دخل لأهالي القريةوأضاف أحمد محمود، عامل بعصارة قصب في قرية الروضة، أن صناعة العسل الأسود في مركز ملوي من مصادر الدخل الهامة لأهالي القرية، وتتعاون العديد من الأسر في عملية الإنتاج، حيث يساهم الرجال في حصاد وجمع قصب السكر والعصر، بينما تقوم النساء بعمليات التعبئة والتغليف والتسويق، ويُعتبر العسل الأسود منتجًا محليًا ذو جودة عالية وطعم رائع، مما يجعله محط اهتمام الكثيرين، كما يستخدم العسل الأسود في مختلف الوصفات الغذائية والمشروبات، كما يُعرف بفوائده الصحية والغذائية، مثل تعزيز المناعة وتحسين صحة الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى ذلك تعتبر صناعة العسل الأسود مصدرًا هامًا لتوفير فرص العمل وتحسين الظروف الاقتصادية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المنيا ملوي صناعة العسل الأسود القصب مرکز ملوی قصب السکر
إقرأ أيضاً:
جودة العسل وتربية النحل مهدّدان في الجزائر.. هذه هي الأسباب!
يعاني مربو النحل في الجزائر من تحديات عديدة أثرت على استدامة إنتاج العسل ووفرته. ومع ندرة النباتات الرعوية و التغيرات المناخية المستمرة ، أصبح النحل يجد صعوبة في جمع الرحيق الطبيعي. ما انعكس سلبا على جودة العسل المنتج، خصوصا مع تزايد تغذية النحل بالسكر بدلا من المصادر الطبيعية و فتح الباب أمام الغش في المنتج.
وحسبما استسقته “النهار أونلاين”، من خبراء في الميدان فقد شدد الخبراء والنحالون على ضرورة تحسين البيئة المحيطة بالنحل ليس فقط كمسؤولية فردية. بل كأولوية جماعية تتطلب تضافر الجهود لدعم هذه الشعبة الحيوية التي تتأثر بشكل مباشر بالتغيرات المناخية والبيئية.
وفي إطار تسليط الضوء على جودة العسل ومواجهة التحديات التي تحيط بهذه الشعبة الحيوية، زارت “النهار أونلاين” أحد المخابر المتخصصة في تحليل جودة العسل. للوقوف على الدور الذي تلعبه هذه المؤسسات في كشف العسل المغشوش وضمان صحة المستهلك.
” تغير المناخ… التحدي الأكبر لإنتاج العسل”تعد التغيرات المناخية من أبرز التحديات التي يواجهها مربو النحل، حيث يؤثر ارتفاع درجات الحرارة بشكل مفرط أو انخفاضها على قدرة النحل في جمع الرحيق من النباتات المزهرة.
بالإضافة كذلك فإن التغيرات المناخية قد تتسبب في تغييرات في توقيت تفتح الأزهار. ما يؤدي إلى تقليص فرص النحل في جمع الرحيق، ويؤثر بدوره على نوعية العسل. كما يمكن أن تؤدي هذه التغيرات إلى تأخير في تكاثر النحل وتقليل قدرة الخلايا على إنتاج العسل.
من جهته شدد رئيس الغرفة الفلاحية لولاية الجزائر إبراهيم جريبية في تصريح لــ ” النهار أون لاين “. على أن التغيرات المناخية قد تسببت في نقص كبير في إنتاج العسل في السنوات الأخيرة، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسب الغش في العسل.
بينما أوضح مربي النحل، أمين ولد سعيد، لـ ” النهار أون لاين ” أن النحالين يواجهون تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية. التي أثرت بشكل ملحوظ على صناعة العسل في السنوات الأخيرة. مشيرا إلى أن هذه التحديات بدأت تظهر بشكل جلي في السنوات الأربع أو الخمس الماضية.
” تغذية النحل بالسكر… بين الضرورة والخطر “مع الظروف المناخية القاسية، يلجأ بعض مربو النحل إلى تغذية النحل بمحلول السكر لتعويض نقص الرحيق الطبيعي، خاصة في فترات الشتاء.
وقال مربي النحل، الطاهر شكالة لـ ” النهار أون لاين” في فصل الشتاء، تصبح تغذية النحل بالسكر أمرا ضروريا للحفاظ على حياته. لكن ذلك لا يمكن أن يعوض تماما نقص الرحيق الطبيعي الذي يحتاجه النحل.
ويرى محدثنا أنه رغم أن هذه التغذية قد تكون ضرورية لضمان بقاء النحل على قيد الحياة في فترات السبات الشتوي. إلا أن الإفراط في استخدامها يمكن أن يؤدي إلى ضعف مناعة النحل وتدهور جودة العسل.
” عسل مغشوش.. عندما يخدع السكر الحواس “أكدت مديرة المخبر المختص بجودة الأغذية، إيمان رزقي، لـ ” النهار أون لاين ” أن العسل الطبيعي يمثل عنصرا أساسيا في النظام الغذائي. خاصة في فصل الشتاء، لما له من فوائد صحية وعلاجية.
كما تحدثت محدثتنا عن المخاطر الصحية للعسل المغشوش. مؤكدة أن الكثير من العسل الذي يباع في الأسواق أو عبر الإنترنت يحتوي على نسب عالية من السكر المضاف. مما يشكل خطرا كبيرا على صحة المستهلكين، خاصة مرضى السكري.
وفي هذا السياق، أضاف الدكتور ضياء الدين بواب، طبيب الغدد وأمراض السكري. أن العسل الطبيعي يتميز بمكونات غذائية متوازنة، على عكس العسل المغشوش الذي يسبب ارتفاعا سريعا في مستوى السكر في الدم. مؤكدا أن العسل المغشوش لا يهدد الصحة فقط، بل يسيء إلى سمعة المنتج الطبيعي في الأسواق.
“سلالة النحل المحلي.. درعٌ في مواجهة التحولات البيئية”للتغلب على هذه التحديات، اعتمد العديد من النحالين على سلالة النحل المحلي التي تتمتع بقدرة فائقة على التكيف مع الظروف البيئية الصعبة. مثل تغيرات درجات الحرارة وتداخل الفصول، هذه السلالة تساعد في تعزيز قدرة النحل. على التكيف مع مختلف الظروف المناخية، ما يساهم في استدامة إنتاج العسل بشكل أفضل.
وقد أكد مربي النحل أمين ولد سعيد، أن النحالين قد اتخذوا مجموعة من الإجراءات لمواجهة هذه التغيرات والحد من تأثيراتها على الإنتاج. موضحا أن هذه الإجراءات حققت نتائج إيجابية.
كما أشار إلى أن أولى هذه الخطوات هي اختيار السلالة المناسبة من النحل. حيث يعتمد النحالون على السلالة المحلية، التي أثبتت قدرتها على التكيف مع الظروف المناخية الصعبة مثل الاحتباس الحراري وتداخل الفصول، مما يساهم في استمرار نشاط النحل بشكل سليم. مضيفا أن هذه السلالة تتمتع بقدرة كبيرة على مقاومة التغيرات في درجات الحرارة وفترات تداخل الفصول.
” الأشجار المزهرة… الحليف الطبيعي للنحل “تعد الأشجار المزهرة، مثل أشجار الخروب والمشمش واللوز، من أبرز المصادر الطبيعية التي يعتمد عليها النحل في جمع الرحيق. فهذه الأشجار توفر له غذاء مستمرا للنحل طوال فترات السنة. مما يساهم في بقاء النحل نشطا خلال فصل الشتاء الذي يشهد قلة في الموارد.
وفي هذا السياق، أكد عبد الرحمان برقوق، نحال ومدير تعاونية أغبال لتربية النحل بولاية عين الدفلى، لـ ” النهار أون لاين”. أن أشجار اللوز، التي تعدّ مصدرا غنيا بحبوب اللقاح والرحيق، تمثل نقطة انطلاق مهمة لنشاط النحل. موضحا أن أشجار اللوز تبدأ في الإزهار من منتصف شهر جانفي إلى أواخر شهر فيفري. ليتنقل النحل بعدها إلى أشجار البرتقال، مما يضمن استمرار تغذيته وحمايته من قسوة فصل الشتاء.
” ترحيل النحل ..الخيار الأمثل من أجل البقاء “في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، يتبنى النحالون استراتيجيات متنوعة لضمان استمرارية وجود النحل. ومن بين هذه الاستراتيجيات، يرى مربي النحل، أمين ولد سعيد، أن ترحيل النحل إلى مناطق رعوية غنية بالنباتات المتنوعة يشكل حلا فعالا. إذ تتيح هذه المناطق للنحل الرعي على أشجار مثل الخروب والمشمش واللوز التي تزهر في فترات مختلفة من السنة. مما يوفر له غذاء مستمرا طوال العام ويعزز قدراته الإنتاجية.
وبدوره، أكد مدير تعاونية أغبال لتربية النحل بولاية عين الدفلى عبد الرحمان برقوق، على أهمية نقل النحل إلى مناطق غنية بالأزهار. خصوصا أشجار التي تزهر في الشتاء والربيع. مؤكدا أن هذا الترحيل يضمن تغذية مستمرة للنحل خلال الأوقات الأكثر صعوبة. غير أنه أشار إلى أن قلة المناطق الرعوية المناسبة وزيادة أعداد النحالين يشكلان تحدياكبيرا، ما يصعب العثور على هذه المناطق المأمولة.
من جهة أخرى، لفت برقوق إلى أن ظاهرة “سرقة النحل” قد ازدادت في بعض المناطق، حيث يفرض أصحاب الأراضي الزراعية على النحالين دفع رسوم مالية مقابل السماح للنحل بالمرعى في أراضيهم، مما يضاعف الأعباء التي تواجه النحالين خلال فصل الشتاء.
” العسل الجزائري .. ذهب عسلي ينتظر الفرص “في سياق آخر، تحدث، رئيس جمعية المصدرين الجزائريين ناصر علي باي، لـ ” النهار أون لاين “. عن الإمكانيات الكبيرة للعسل الجزائري في الأسواق الدولية، مشددا على أن الأنواع المحلية، مثل عسل السدر. تعد من بين الأجود عالميا، مشيرا إلى أن الجزائر تواجه تحديات في تحقيق معايير التصدير الأوروبية. مشيرا إلى أن أن غياب الرقابة في الماضي سمح بدخول عسل مغشوش للسوق المحلية. لكن إنشاء مخابر جديدة ساهم في تحسين الوضع.
وأضاف محدثنا “لتعزيز التصدير، يجب تنظيم لقاءات مهنية وإنشاء مخابر حديثة لضمان جودة المنتج”.
من جانبه، أكد محمد بوثلجة، رئيس جمعية النحالين، لـ ” النهار أون لاين ” أن المستهلك المحلي يبحث عادة عن الأسعار المنخفضة. مما يعرضه لخطر شراء منتجات مغشوشة.
وأضاف بوثلجة: “عسل السدر الجزائري يتميز بجودته العالية، لكنه للأسف يعاني من نقص في الترويج والاعتماد للتصدير”.
في سياق ضمان استدامة النحل وتحقيق جودة العسل، يشدد الخبراء على أهمية الزراعة النحلية وإنشاء حدائق للأزهار للحد من تأثيرات التغيرات المناخية السلبية، كما يتطلب الأمر تقليص استخدام المبيدات الحشرية لضمان بيئة صحية للنحل.
وفي هذا السياق أكد، رئيس الغرفة الفلاحية لولاية الجزائر، إبراهيم جريبية، أن تربية النحل تعد من الشعب الفلاحية المهمة، ولكن التحديات المناخية المتزايدة تضع ضغوطا على النحالين، مشددا على ضرورة إقامة مزارع للورود لضمان توفير إمدادات غذائية مستقرة للنحل.
من جانبه، أوضح النحال ومدير تعاونية أغبال لتربية النحل بولاية عين الدفلى، عبد الرحمن برقوق، أن من بين الإجراءات الأساسية التي يجب اتباعها هي ترك كمية كافية من العسل في خلايا التربية بعد جني المحصول لضمان بقاء النحل في حالة صحية جيدة خلال الشتاء.
وأكد محدثنا على ضرورة معالجة النحل من الطفيليات مثل طفيل الذروة باستخدام المواد الطبيعية، مع تجنب الأدوية الكيميائية، وذلك بدءا من شهر سبتمبر، مشددا على أهمية إزالة الإطارات الزائدة لتخفيف العبء عن النحل.
أما مربي النحل، أمين ولد سعيد، فقد شدد على ضرورة العناية بصحة الخلايا ومعالجة الأمراض التي قد تصيب النحل لتعزيز مناعته وتحقيق إنتاجية عالية من العسل، مؤكدا على أهمية تغذية النحل بشكل مدروس خلال فترات السبات الشتوي، حيث لا ينتج النحل العسل، لضمان استمرار صحة الخلايا وضمان العسل في الموسم القادم.