عائشة غنيمي تكتب: إرادة شعب مصر رافضة لبيان البرلمان الأوروبي
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
ذكرى نصر أكتوبر الخالدة تحيا في وجدان أجيال مصر وتعيد لأذهان أعداء الوطن ذكرى الهزيمة وانتصار شعب مصر وجيشه العظيم على المكائد والمخططات التي دبرها العدو لاغتصاب أرضي الوطن و النيل من إرادة ابناء الوطن المُخلصين.
فالحروب التي خاضها أبطال مصر من هزيمة إلى النصر ثم الأمن والاستقرار ثم البناء والتعمير تجسد ملحمة وطنية مليئة بالكفاح والصبر والمثابرة لتشكل جذور وأصول أفكار وإرادة الشعب المصري الذي يضع أمن واستقرار الوطن أولوية حيث نشأ على تقدير قيمة أرض الوطن وأن التضحية في سبيل الحفاظ على سلامة واستقرار الوطن شرفاً على صدور أبنائه.
فالتاريخ المصري خلق من أجيال الوطن أبطالاً أحراراً لايمكن أن تضعف أوتهزم إرادتهم أمام التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي لمصر. فالوعي المصري ينتصر دائماً على الأجندات الخارجية التي هدفها خلق الفوضى وبث الفرقة وتمزيق اللحمة الوطنية بين الشعوب لكي تسود وتسلب إراده وأرض الوطن.
إذ تنتهج الأجندات الخارجية وعلى رأسهم أجندة الاتحاد الأوروبي نهج التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد تحت مظلة كاذبة باسم حقوق الإنسان، وفي خضم ذكرى انتصار حرب أكتوبر، صدر بيان من البرلمان الأوروبي يتدخل في الشأن الداخلي المصري فيما يخص حالة حقوق الإنسان والتدخل في شؤون الانتخابات الرئاسية مما يعد خرقاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول وفقاً لميثاق الأمم المتحدة.
حيث جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 36/103 المؤرخ في 9 ديسمبر 1981 ، أن الجمعية العامة؛ وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، أنه لا يحق لأية دولة أن تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، ولأي سبب كان، في الشئون الداخلية والخارجية لأية دولة أخرى؛ حيث أن المبدأ الأساسي للميثاق القائل بأن من واجب جميع الدول ألا تهدد باستعمال القوة أو تستعملها ضد سيادة الدول الأخرى أو استقلالها السياسي أو سلامتها الإقليمية.
وبالتالي أن التقيد التام بمبدأ عدم التدخل بجميع أنواعه في الشئون الداخلية والخارجية للدول هو أمر ذو أهمية بالغة من أجل الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وتحقيق أهداف ومبادئ الميثاق.
وتجدر الإشارة أن قرار البرلمان الأوروبي عن حالة حقوق الإنسان وانتقاده للانتخابات الرئاسية في مصر هو انتهاك لمبدأ عدم التدخل بجميع أنواعه في الشئون الداخلية والخارجية للدول، حيث يشكل انتهاك هذا المبدأ تقويضاً لحرية الشعب ولسيادة الدولة واستقلالها السياسي ولسلامتها الإقليمية، الأمر الذي يهدد تنمية الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويعرض أيضاً السلم والأمن الدوليين للخطر.
ويشمل مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية والخارجية للدول مجموعة من الحقوق والواجبات التي تجاوزها بيان البرلمان الأوروبي ، ومن بينها عدم التدخل في سيادة جميع الدول، واستقلالها السياسي، وسلامتها الإقليمية، ووحدتها الوطنية، وأمنها، فضلاً عن الهوية الوطنية، والتراث الثقافي لسكانها؛ حق الدولة السيادي غير القابل للتصرف في تقرير نظامها السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي بحرية، وفى تنمية علاقاتها الدولية وفى ممارسة سيادتها الدائمة على مواردها الطبيعية وفقاً لإرادة شعبها دون تدخل أو تداخل أو تخريب أو قسر أو تهديد من الخارج بأي شكل من الأشكال.
بالإضافة إلى واجب الدولة في الامتناع عن القيام، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بتعزيز أو تشجيع أو دعم أنشطة التمرد أو الانفصال داخل دول أخرى، بأي حجة كانت، أو اتخاذ أي تدابير تستهدف تمزيق وحدة دول أخرى أو تقويض أو تخريب نظامها السياسي؛ وواجب الدولة في الامتناع عن القيام بأي حملة تشهيرية أو قذف أو دعاية عدائية بغرض التدخل بأي شكل في الشئون الداخلية لدول أخرى؛ وواجب الدولة في الامتناع عن استغلال وتشويه قضايا حقوق الإنسان، كوسيلة للتدخل في الشئون الداخلية للدول، أو لممارسة الضغط على دول أخرى، أو خلق عدم الثقة والفوضى داخل الدول أو مجموعات الدول وفيما بينها.
وفي ضوء ما تقدم من تجاوزات لميثاق الأمم المتحدة والتي جاءت في قرار البرلمان الأوروبي ، فأن قرار البرلمان الأوروبي عن حالة حقوق الإنسان وانتقاد الانتخابات الرئاسية في مصر لم يعد تدخلاً في الشؤون الداخلية للبلاد فحسب، بل أيضاً يستند على أكاذيب ومعلومات مغلوطة وغير موضوعية، وذلك بغرض تمزيق وحدة الدولة المصرية ومحاولة تقويض نظامها السياسي؛ فضلاً عن استمرار الاتحاد الأوروبي بقيام حملة تشهيرية ودعاية عدائية بغرض التدخل بأي شكل في الشئون الداخلية للدولة المصرية؛ واستغلال وتشويه قضايا حقوق الإنسان، كوسيلة للتدخل في الشأن الداخلي المصري، و محاولة خلق عدم الثقة والفوضى داخل الدولة. إذ يسعى الاتحاد الأوروبي لتأجيج الرأي العام العالمي وبث الأكاذيب حول الشؤون الداخلية للبلاد، مما يثير حفيظة الشعب المصري لما يعد تدخلاً في إرادته المطلقة.
فالدولة المصرية حققت إنجازات منذ عام 2014 على الساحة الدولية والإقليمية ، مما مكنها من استعادة ريادتها كفاعل دولي في الخريطة السياسية واصبحت محركاً وقائداً مؤثراً في تحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية والبيئة والاجتماعية والثقافية خاصة في الدول النامية وفي دول القارة الافريقية. هذا إلى جانب الدبلوماسية المصرية متعددة الأطراف والدبلوماسية الوقائية والوساطة الدبلوماسية التي التف حولها دول الخليج العربي والشرق الأوسط. إذ باتت الدولة المصرية بوابة الغرب لمنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، فضلاً عن توطيد العلاقات الاستراتيجية مع الصين وروسيا أحد الأقطاب الفعالة في السياسة الدولية مما خلق توازن في العلاقات الدولية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً متغلباً على الهيمنة الأمريكية.
أخيراً وليس أخراً، أن تفرد وتنامي قوة الدولة المصرية سياسياً وعسكرياً على الساحة الدولية والاقليمية خلال 9 سنوات يشكل أحد التحديات والمخاوف أمام الغرب، كما أن صلابة إرادة الشعب المصري والتفافه حول قائده وأيقونه نصر الشعب المصري على الجماعة الإرهابية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، تشكل تحدياً أكبر أمام الغرب حيث أن لحمة الشعب المصري وصلابة إرادته يشكلان حائطاً صداً منيعاً أمام محاولات الغرب للتدخل في الشؤؤن الداخلية من أجل بث الفرقة والفوضى داخل الدولة المصرية. إذ تستمد الدولة المصرية قوتها وصلابتها من وحدة الشعب المصري التي كانت ولازالت نواة النصر والتحرير والاستقرار والإزدهار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البرلمان الأوروبی الدولة المصریة حقوق الإنسان الشعب المصری عدم التدخل التدخل فی دول أخرى
إقرأ أيضاً:
قفزة للواردات المصرية رغم قيود الاستيراد
أشارت بيانات جهاز الإحصاء الحكومي إلى ارتفاع قيمة الواردات السلعية المصرية خلال العام الماضي، بنحو 10.5 مليار دولار لتصل إلى 94.7 مليار دولار بنسبة نمو 12 في المائة بالمقارنة بالعام الأسبق، وذلك رغم القيود الاستيرادية المفروضة قبل آذار/ مارس الماضي، التي ما زال بعضها مطبقا على بعض السلع وأبرزها سيارات الركوب، إلى جانب برامج إحلال الواردات التي أعلنت عنها الحكومة.
ولم يعد مبررا أن ارتفاع الأسعار العالمية هو السبب في ارتفاع قيمة الواردات، بعد أن ظل هذا العامل له الأولوية في تبريرات الرسميين في السنوات الأخيرة، حيث انخفض مؤشر أسعار الغذاء الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة بنسبة 2 في المائة عن العام الماضي، كما انخفض المؤشر العام للأسعار الصادر عن البنك الدولي بنسبة 2.7 في المائة، لتشير الأسباب إلى زيادة الاستهلاك مع النمو السكاني، خاصة بالنسبة للمواد الغذائية التي تنخفض بها معدلات الاكتفاء المحلي.
ويتوقع بعض الخبراء أن تكون قيمة الواردات السلعية أكبر مما ورد في البيانات الرسمية التي تعتمد على بيانات الجمارك، بينما يلجأ كثير من المستوردين إلى تقليل قيمة وارداتهم في الفواتير من أجل دفع جمارك أقل عليها، ويعزز ذلك كبر رقم الواردات لمصر من قبل بعض الدول عما تذكره البيانات المصرية لها، ومن ذلك بلوغ قيمة الواردات المصرية من تركيا 3.3 مليار دولار حسب البيانات المصرية، بينما ذكرت البيانات التركية أن قيمة صادراتها لمصر في العام الماضي قد بلغت 4.2 مليار دولار، بزيادة 912 مليون دولار عن البيانات المصرية، الأمر الذى يضغط على الموارد الدولارية التي تعاني نقصا واضحا خلال السنوات الأخيرة.
لم يعد مبررا أن ارتفاع الأسعار العالمية هو السبب في ارتفاع قيمة الواردات، بعد أن ظل هذا العامل له الأولوية في تبريرات الرسميين في السنوات الأخيرة، حيث انخفض مؤشر أسعار الغذاء الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة بنسبة 2 في المائة عن العام الماضي، كما انخفض المؤشر العام للأسعار الصادر عن البنك الدولي بنسبة 2.7 في المائة، لتشير الأسباب إلى زيادة الاستهلاك مع النمو السكاني، خاصة بالنسبة للمواد الغذائية التي تنخفض بها معدلات الاكتفاء المحلي.
وتوزعت الواردات المصرية حسب الأرقام الرسمية حسب السلع ما بين : 10.5 مليار دولار للمشتقات البترولية، و5.2 مليار دولار للمواد الأولية من الحديد والصلب، و4.9 مليار دولار للغاز الطبيعي، و4.4 مليار دولار للقمح، و3.5 مليار دولار للأدوية والمحضرات الصيدلية، لتستحوذ السلع الخمسة على 30 في المائة من مجمل قيمة الواردات.
وجاءت اللدائن بأشكالها الأولية في المركز السادس بقيمة 3.4 مليار، تليها المواد الكيماوية 3.3 مليار، وسيارات الركوب 2.6 مليار، وكل من النحاس ومصنوعاته والذرة 2.3 مليار، لتستحوذ السلع العشر الأوائل بالقيمة، على نسبة 45 في المائة من إجمالي قيمة الواردات.
16 في المائة من الواردات من الصين
إلا أن البيانات التفصيلية تشير إلى تعدد أشكال استيراد السيارات ما بين: سيارات الركوب والمركبات الأخرى وقطع الغيار وأجزاء وسائل النقل، ليصل المجموع إلى 6.5 مليار دولار، ونفس الأمر للسلع الغذائية من زيوت طعام ولحوم وأسماك وغيرها، التي بلغ مجموعها 12.8 مليار دولار، والسلع الزراعية من قمح وذرة وفول وتفاح وعدس وأرز وغيرها، البالغ مجموعها 9 مليارات دولار.
وشهدت العديد من السلع انخفاضا في قيمة وارداتها بالمقارنة بالعام الأسبق، ومنها: الأدوية والمحضرات الصيدلية، والفول، وورق الصحف والطباعة، والخشب ومصنوعاته والأثاث، والتفاح الطازج، والشاي والزيوت المكررة، وأجهزة التلفون للأفراد، والأحذية والمواسير الحديدية، والرخام والجرانيت والفحم وخام البترول.
وكانت أبرز دول الواردات الصين بقيمة 15.5 مليار دولار، التي تمثل نسبة 16 في المائة من مجمل الواردات، والسعودية 7.9 مليار دولار، والولايات المتحدة 7.6 مليار، وروسيا 6 مليارات، وألمانيا 4.4 مليار دولار، لتستحوذ الدول الخمس على نسبة في المائة من إجمالي الواردات، وفي المركز السادس البرازيل تليها تركيا فالهند وإيطاليا، وإسرائيل بسبب واردات الغاز الطبيعي منها، لتستحوذ الدول العشر الأولى على نسبة 61 في المائة من مجمل الواردات.
وشملت قائمة العشر الثانية: الإمارات وأوكرانيا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا، وكوريا الجنوبية وهولندا وبلجيكا وسويسرا والكويت، ليصل نصيب الدول العشرين الأوائل 78 في المائة من مجمل الواردات، مع الأخذ في الاعتبار اقتصار البيانات المنشورة على 58 بلدا فقط، التي أغفلت دولا رئيسية بالواردات المصرية مثل إندونيسيا وماليزيا، مما يجعل نصيب الدول العشرين الأوائل أكثر من النسبة المذكورة.
وشمل التوزيع الجغرافي للواردات المصرية حسب قارات العالم، مجيء 45 في المائة من آسيا، و38.7 في المائة من أوروبا، و8.6 في المائة من دول أمريكا الشمالية، و5.3 في المائة من دول أمريكا الجنوبية، و2.2 في المائة من أفريقيا، وسبعة في الألف من دول الأوقيانوسية، وواحد في الألف من أمريكا الوسطى.
15 في المائة من الواردات من العرب
وإذا كانت الدول العربية الإحدى والعشرين الموزعة بين آسيا وأفريقيا، قد استحوذت على نسبة 15 في المائة من مجمل الواردات، أي أقل من نصيب الصين وحدها، فقد تركزت الواردات من العرب في عدد قليل من الدول هي: السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين، بينما تدنى نصيب العديد من الدول العربية، ليبلغ نصف مليون دولار من جزر القمر، وأقل من مليون دولار من فلسطين، وأقل من 5 ملايين من الصومال، و20 مليونا من موريتانيا، و23 مليونا من الجزائر، و35 مليون دولار من قطر، رغم استيراد مصر كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال من دول أخرى، و46 مليون دولار من المغرب، و50 مليونا من كل تونس وسوريا و56 مليونا من اليمن، و56 مليونا من ليبيا، رغم استيراد مصر كميات كبيرة من النفط الخام من دول أخرى.
وتسبب تدني الواردات المصرية من المغرب في قيام السلطات المغربية باحتجاز بضائع مصرية هناك لأسابيع؛ احتجاجا على ضعف شراء مصر للسيارات المغربية، حتى سافر وزير التجارة الخارجية للمغرب مؤخرا لحل المشكلة، حيث بلغت قيمة صادرات مصر للمغرب في العام الماضي 1.080 مليار دولار، مقابل 46 مليونا واردات مصرية من المغرب، أي إن الصادرات المغربية لمصر مثلت نسبة 4 في المائة من وارداتها من مصر.
وهو أمر تكرر بشكل أكثر حدة مع الجزائر التي بلغت صادراتها لمصر في العام الماضي، حسب البيانات المصرية، 23 مليون دولار مقابل واردات جزائرية من مصر بقيمة 996 مليون دولار، لتمثل الصادرات الجزائرية نسبة 2 في المائة من واردتها من مصر، رغم استيراد مصر للغاز الطبيعي المسال والنفط الخام من دول أخرى، اللذين تصدرهما الجزائر.
x.com/mamdouh_alwaly