التوقعات أن اتفاقا من نوع ما سوف يحدث في غضون الأشهر المقبلة بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل برعاية ودعم أميركي. الإدارة الأميركية تريد هذا الاتفاق قبيل الانتخابات الرئاسية العام المقبل حتى تحصد نتائجه، وغير واضح ما إذا كانت ستقدم المطلوب من اتفاق ضمانات أمنية أو برنامج نووي سلمي للسعودية، وهذا ما تطلبه الأخيرة.
ما يجب أن يكون واضحا للجميع، أن هذا الاتفاق المتوقع، على أهميته الاستراتيجية الكبيرة لإسرائيل والسعودية، إلا أنه لن يفتح أبواب الجنة أمام إسرائيل ويعطيها كرت عبور أخضر للعالمين العربي والإسلامي. الاتفاق مع السعودية مهم لثقلها الاقتصادي والسياسي ورمزيتها الدينية، ويتماهى مع أهمية السلام مع الأردن ومصر بالنسبة لإسرائيل، لكن لهذه الاتفاقات محددات يقف على رأسها كيفية تعامل إسرائيل مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. لن تستطيع أي دولة، لا سياسيا ولا أخلاقيا، أن تقف وتتقدم بالعلاقات مع إسرائيل إذا لم تتعامل إسرائيل مع الشعب الفلسطيني بما يستحقه كشعب يطالب بكرامته الوطنية التي باتت أيقونتها الأساسية قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. الاتفاقات الإبراهيمية الأخيرة على أهميتها بقيت أسيرة للتعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين، بل إن ذلك أدى في أحيان لبيانات إدانة واستنكار للتعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين. هذا ما يجب أن يعيه نتنياهو أو أي رئيس وزراء لإسرائيل؛ أن القبول الإقليمي لإسرائيل لا يعني ولن يعني القفز عن حقوق الشعب الفلسطيني المتمثلة بقيام دولته القابلة للحياة، ومحاولات إسرائيل القفز عن ذلك منافية للمنطق وحقائق الميدان.
تبدو السعودية مدركة لذلك، والدليل تعيينها سفيرا لدى السلطة الفلسطينية وقنصلا عاما في القدس، وهي إشارة واضحة على أن السعودية متمسكة بموقفها من الصراع المتمثل بالمبادرة العربية للسلام وحل الدولتين، حتى وإن كانت تسير نحو اتفاق سلام مع إسرائيل. الولايات المتحدة تدرك أهمية ذلك أيضا، وترفض تحجج نتنياهو بانهيار ائتلافه الحكومي إذا ما قدم تنازلات للفلسطينيين، بل وثمة أصوات ترغب وتطالب نتنياهو بتغيير الائتلاف وإنشاء واحد مع أحزاب المعارضة والوسط، فإن فعل، يكون في حل من ضغوطات المتطرفين من وزرائه، وسيدخل التاريخ من أوسع أبوابه كصانع سلام مع الفلسطينيين وموقع الاتفاق مع السعودية. الجائزة السياسية كبيرة لنتنياهو إذا ما ذهب بهكذا مسار، لكن تجربتنا ومعرفتنا بالرجل تجعلنا لا نضع آمالا كبيرة على شخصيته السياسية الانتهازية التي لا ترى ولا تريد أكثر من مصالحها الانتخابية القصيرة والضيقة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السعودية الفلسطينية فلسطين السعودية الاحتلال تطبيع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
زعمت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024، بأن "حركة حماس ترفض تقديم قائمة المحتجزين الأحياء والأموات الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى، وسيتم تبادلهم مع أسرى فلسطينيين، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار والافراج عن المحتجزين".
وأضافت الهيئة نقلاً عن مصادر، أن الحركة تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف المحادثات وعادت لتطالب بإنهاء الحرب.
إقرأ أيضاً: الإعلام العبري: مفاوضات غزة لم تنهار وتفاهمات بشأن فيلادلفيا ونتساريم
وفي وقت سابق، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلًا عن قيادي في حركة حماس، بأن اتفاق وقف إطلاق النار سيقضي بوقف الحرب تدريجيًا والانسحاب الإسرائيلي من غزة.
وأضاف القيادي بحركة حماس، أن اتفاق وقف إطلاق النار سينتهي بصفقة جادة لتبادل الأسرى والمحتجزين ووقف دائم للحرب، ومن الممكن أن يرى اتفاق وقف إطلاق النار النور قبل نهاية العام الجاري، إذا لم يعطله رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .
وأشار إلى أن هناك بعض النقاط العالقة في مفاوضات وقف إطلاق النار لكنها لا تعطل التوصل لاتفاق، مضيفًا أنه تم الاتفاق على معظم النقاط المتعلقة بقضايا وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وأكدت قناة كان العبرية نقلاً عن مصادر مطلعة على مفاوضات صفقة الأسرى، أن المفاوضات لم تنهار، وأن عودة الوفد الإسرائيلي كانت بهدف اتخاذ قرارات في إسرائيل بشأن كيفية المضي قدمًا في المفاوضات.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد، مساء أمس، عن عودة فريق المفاوضات الإسرائيلي الذي يضم مسؤولين رفيعي المستوى من الأجهزة الأمنية إلى تل أبيب، وذلك بعد أسبوع من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، المكثفة في قطر.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان صحفي، إن الوفد الذي يضم مسؤولين من جهاز الموساد والأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي، يعود لـ"إجراء مشاورات داخلية في إسرائيل بشأن استكمال المفاوضات لإعادة الأسرى" المحتجزين في قطاع غزة.
وأشار مكتب نتنياهو إلى "أسبوع مهم من المفاوضات" في قطر، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
المصدر : وكالة سوا