حكم إطلاق لفظ العيد على أيام المناسبات الطيبات والأفراح والمسرات
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
بعض الناس يطلقون لفظ العيد على بعض المناسبات والذكريات التي تعود عليهم بالسعادة والسرور، فهل إطلاق لفظ العيد على أيام المناسبات الطيبات والأفراح والمسرات جائز شرعًا؟.
قالت دار الإفتاء إن العيد في اللغة: مشتق من العَوْد، ويطلق عند العرب ويراد به الوقت الذي يعود فيه الفرح أو الحزن، والجمع: أعياد، وقال العلَّامة ابن الأنباري [ت: 328هـ] في "الزاهر في معاني كلمات الناس" (1/ 292، ط.
وأضاف: قد اعتاد الناس منذ القرون السالفة أن يطلقوا على أيام المناسبات الطيبات والأفراح والمسرات أعيادًا؛ إذ يقصدون مِن ذلك ما يعود عليهم فيه مِن الذكرى الحسنة والبشر والسعادة والسرور، وقد أقرَّ الشرع ذلك منهم؛ كما في قصة سيدنا عيسى عليه السلام؛ حيث ضمَّن في دعائه لله تعالى أن يكون نزول المائدة عليهم عيدًا لهم يحتفلون به؛ قال تعالى: ﴿قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا﴾ [المائدة: 114]، إذ لَمَّا كان في نزولها تأييدٌ مِن الله تعالى له ومعجزةٌ ودلالةٌ على نبوته؛ استحق يومُ نزولها أن يتجدد السرور به في كل عام؛ قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (11/ 225، ط. مؤسسة الرسالة): [عن السدي: قوله: ﴿تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا﴾ يقول: نتخذ اليوم الذي نزلت فيه عيدًا نُعظِّمه نحن ومَن بَعدنا] اهـ.
وتابعت: إطلاق لفظ "العيد" على كل ما يعود على الناس مِن أيامٍ تحمل في طياتها ذكرى حسنةً أو سعادةً وسرورًا؛ هو من أصل الوضع اللغوي والعرفي لهذا اللفظ.
قال العلامة الحدَّاد في "الجوهرة النيرة" (1/ 93، ط. المطبعة الخيرية): [وسمي العيد عيدًا: لأنَّ لله تعالى فيه عوائد الإحسان إلى العباد. وقيل: لأنَّ السرور يعود بعوده] اهـ.
وقال العلَّامة شيخي زاده في "مجمع الأنهر" (1/ 172، ط. دار إحياء التراث العربي): [وسُمِّيَ يوم العيد بالعيد: لأن لله فيه عوائد الإحسان إلى عباده، أو لأنه يعود ويتكرر، أو لأنه يعود بالفرح والسرور] اهـ.
وقال القاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (3/ 289، ط. دار الوفاء): [وسُمِّيَ العيدُ عيدًا: لأنه يعود ويتكرر لأوقاته. وقيل: بل بعوده بالفرح والسرور على الناس. وقيل: تفاؤلًا لأنْ يعود على مَن أدركه] اهـ.
وقال العلَّامة الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (7/ 108، ط. الدار التونسية): [العيد: اسمٌ ليومٍ يعودُ كل سنة، ذِكرى لنعمةٍ أو حادثةٍ وقعت فيه؛ للشكر أو للاعتبار] اهـ.
ولما كانت أيام المسرات وأحداث الخير التي تعود ذكراها على الناس وطِيب شذاها لَمَّا أشبهت العيد في إدخال السرور والسعادة على النفوس: صح إطلاقه عليها مِن باب التشبيه؛ كما أطلق الشرع الشريف على الجمعة عيدًا لَمَّا أشبهت العيد في الاجتماع والعود والسرور.
قال العلَّامة الخرشي في "شرح مختصر خليل" (2/ 98، ط. دار الفكر): [وإن كان قد جاء أن يوم الجمعة عيد المؤمنين: فمن باب التشبيه؛ بدليل أنه عند الإطلاق لم يتبادر الذهن إلى الجمعة ألبتة؛ إذ لا يلزم اطراد وجه التسمية. وقيل: لعوده بالفرح والسرور على الناس. والعيد أيضًا: ما عاد مِن هَمٍّ أو غيره] اهـ.
وقال العلَّامة الصاوي في "حاشيته على الشرح الصغير" (1/ 523، ط. دار المعارف): [وما ورد مِن تسمية الجمعة عيدًا: فمن باب التشبيه؛ بدليل أنه عند الإطلاق لم يتبادر للذهن الجمعة ألبتة] اهـ.
وقال العلَّامة الماوردي الشافعي في "الحاوي" (2/ 487، ط. دار الكتب العلمية): [المختار للناس في هذا اليوم مِن الزينة، وحسن الهيئة، ولبس العمائم، واستعمال الطيب، وتنظيف الجسد، وأخذ الشعر، واستحسان الثياب، ولبس البياض: ما يختاره في يوم الجمعة وأفضل؛ لأنه يوم زينة؛ ولأنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في جمعة مِن الْـجُمَع: «إِنَّ هَذَا يَوْمٌ جَعَلَهُ اللهُ سُبْحَانَهُ عِيدًا لَكُمْ؛ فَاغْتَسِلُوا»، فلما أمر بذلك في الجمعة تشبيهًا بالعيد كان فعله في العيد أولى] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء على الناس
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: نعمل مع ترامب لتغيير وجه الشرق الأوسط
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يأمل تحقيق ما وصفها بالإنجازات الكبيرة التي ستغير وجه الشرق الأوسط بأكمله، ورأى أن إسرائيل مقبلة على انتصارات "لم نحلم بها من قبل".
وأكد نتنياهو، في كلمة خلال مؤتمر بالقدس اليوم الأحد، أن حكومته تنسق بشكل كامل مع الولايات المتحدة، وكانت على علم برؤية الرئيس دونالد ترامب بشأن قطاع غزة قبل أن تنشر.
ووصف اجتماعاته مع ترامب في واشنطن بأنها "مهمة للغاية لأننا نعيد تشكيل الشرق الأوسط"، وقال "نحن على أعتاب تغيير تاريخي لضمان مستقبل دولة إسرائيل".
وكان ترامب قد أعلن خلال استقباله نتنياهو في البيت الأبيض في الرابع من فبراير/شباط الجاري، أن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة لإعادة بنائه ضمن رؤيته لإحلال السلام التي تشمل تهجير الفلسطينيين من القطاع وتوطينهم في مصر والأردن ومنعهم من العودة.
تنسيق مع ترامب
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في كلمته اليوم الأحد إن خطة ترامب "هي الوحيدة التي من الممكن أن تنجح"، وأضاف أن الرئيس الأميركي قدم "رؤية جريئة، فلماذا لا نعطي أهالي غزة الخيار؟".
وفيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قال نتنياهو "لدينا إستراتيجية مشتركة بشأن موعد وكيفية فتح أبواب الجحيم إذا لم يتم إطلاق سراح جميع مختطفينا".
إعلانوكان ترامب قد كرر تهديداته بـ"فتح أبواب الجحيم" في غزة إذا لم تفرج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن جميع الأسرى الإسرائيليين لديها.
بيد أن مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف صرح اليوم الأحد بأنه يعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار صامد، وأن المرحلة الثانية منه ستبدأ بالتأكيد لكنها ستكون أكثر تعقيدا لأنها تشمل إنهاء الحرب وعدم مشاركة حماس في الحكومة وخروجها من غزة، حسب قوله.
لبنان وسوريا وإيران
من ناحية أخرى، تحدث نتنياهو عن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وقال "قلنا للبنانيين إن عملكم الآن هو تفكيك حزب الله، وإن لم يقوموا بذلك سنفعل نحن".
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "لم نحصل على الزهور من دمشق بعد سقوط الأسد، لكن لا بأس في هذا".
وأضاف "لن نسمح بأن تستخدم أرض سوريا لمهاجمة إسرائيل".
في الوقت نفسه، أكد نتنياهو التزام إسرائيل بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وقال إن هذا مهم لأمن إسرائيل والولايات المتحدة والعالم.