بعض الناس يطلقون لفظ العيد على بعض المناسبات والذكريات التي تعود عليهم بالسعادة والسرور، فهل إطلاق لفظ العيد على أيام المناسبات الطيبات والأفراح والمسرات جائز شرعًا؟.

قالت دار الإفتاء إن العيد في اللغة: مشتق من العَوْد، ويطلق عند العرب ويراد به الوقت الذي يعود فيه الفرح أو الحزن، والجمع: أعياد، وقال العلَّامة ابن الأنباري [ت: 328هـ] في "الزاهر في معاني كلمات الناس" (1/ 292، ط.

مؤسسة الرسالة): [العيد: ما يعتاد من الشوق والحزن] اهـ.

يتربحوا من العلم الشرعي.. أول تعليق من دار الإفتاء على أصحاب الاستشارات الدينية دار الإفتاء تحقق 13 مليون متابع عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك

وأضاف: قد اعتاد الناس منذ القرون السالفة أن يطلقوا على أيام المناسبات الطيبات والأفراح والمسرات أعيادًا؛ إذ يقصدون مِن ذلك ما يعود عليهم فيه مِن الذكرى الحسنة والبشر والسعادة والسرور، وقد أقرَّ الشرع ذلك منهم؛ كما في قصة سيدنا عيسى عليه السلام؛ حيث ضمَّن في دعائه لله تعالى أن يكون نزول المائدة عليهم عيدًا لهم يحتفلون به؛ قال تعالى: ﴿قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا﴾ [المائدة: 114]، إذ لَمَّا كان في نزولها تأييدٌ مِن الله تعالى له ومعجزةٌ ودلالةٌ على نبوته؛ استحق يومُ نزولها أن يتجدد السرور به في كل عام؛ قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (11/ 225، ط. مؤسسة الرسالة): [عن السدي: قوله: ﴿تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا﴾ يقول: نتخذ اليوم الذي نزلت فيه عيدًا نُعظِّمه نحن ومَن بَعدنا] اهـ.

وتابعت: إطلاق لفظ "العيد" على كل ما يعود على الناس مِن أيامٍ تحمل في طياتها ذكرى حسنةً أو سعادةً وسرورًا؛ هو من أصل الوضع اللغوي والعرفي لهذا اللفظ.

قال العلامة الحدَّاد في "الجوهرة النيرة" (1/ 93، ط. المطبعة الخيرية): [وسمي العيد عيدًا: لأنَّ لله تعالى فيه عوائد الإحسان إلى العباد. وقيل: لأنَّ السرور يعود بعوده] اهـ.

وقال العلَّامة شيخي زاده في "مجمع الأنهر" (1/ 172، ط. دار إحياء التراث العربي): [وسُمِّيَ يوم العيد بالعيد: لأن لله فيه عوائد الإحسان إلى عباده، أو لأنه يعود ويتكرر، أو لأنه يعود بالفرح والسرور] اهـ.

وقال القاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (3/ 289، ط. دار الوفاء): [وسُمِّيَ العيدُ عيدًا: لأنه يعود ويتكرر لأوقاته. وقيل: بل بعوده بالفرح والسرور على الناس. وقيل: تفاؤلًا لأنْ يعود على مَن أدركه] اهـ.

وقال العلَّامة الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (7/ 108، ط. الدار التونسية): [العيد: اسمٌ ليومٍ يعودُ كل سنة، ذِكرى لنعمةٍ أو حادثةٍ وقعت فيه؛ للشكر أو للاعتبار] اهـ.

ولما كانت أيام المسرات وأحداث الخير التي تعود ذكراها على الناس وطِيب شذاها لَمَّا أشبهت العيد في إدخال السرور والسعادة على النفوس: صح إطلاقه عليها مِن باب التشبيه؛ كما أطلق الشرع الشريف على الجمعة عيدًا لَمَّا أشبهت العيد في الاجتماع والعود والسرور.

قال العلَّامة الخرشي في "شرح مختصر خليل" (2/ 98، ط. دار الفكر): [وإن كان قد جاء أن يوم الجمعة عيد المؤمنين: فمن باب التشبيه؛ بدليل أنه عند الإطلاق لم يتبادر الذهن إلى الجمعة ألبتة؛ إذ لا يلزم اطراد وجه التسمية. وقيل: لعوده بالفرح والسرور على الناس. والعيد أيضًا: ما عاد مِن هَمٍّ أو غيره] اهـ.

وقال العلَّامة الصاوي في "حاشيته على الشرح الصغير" (1/ 523، ط. دار المعارف): [وما ورد مِن تسمية الجمعة عيدًا: فمن باب التشبيه؛ بدليل أنه عند الإطلاق لم يتبادر للذهن الجمعة ألبتة] اهـ.

وقال العلَّامة الماوردي الشافعي في "الحاوي" (2/ 487، ط. دار الكتب العلمية): [المختار للناس في هذا اليوم مِن الزينة، وحسن الهيئة، ولبس العمائم، واستعمال الطيب، وتنظيف الجسد، وأخذ الشعر، واستحسان الثياب، ولبس البياض: ما يختاره في يوم الجمعة وأفضل؛ لأنه يوم زينة؛ ولأنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في جمعة مِن الْـجُمَع: «إِنَّ هَذَا يَوْمٌ جَعَلَهُ اللهُ سُبْحَانَهُ عِيدًا لَكُمْ؛ فَاغْتَسِلُوا»، فلما أمر بذلك في الجمعة تشبيهًا بالعيد كان فعله في العيد أولى] اهـ.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء على الناس

إقرأ أيضاً:

تسليم قوائم الاسرى في اتفاق غزة غدًا والتبادل السبت

وبحسب وكالة (معا) الإخبارية، من المنتظر أن تقوم جركة المقاومة الإسلامية “حماس”، غدا الجمعة، بتسليم قائمة بأسماء المختطفين الذين سيتم إطلاق سراحهم بحلول الساعة الرابعة عصرا.

وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فمن المتوقع أن يتم تسليمهم إلى الصليب الأحمر خلال يوم السبت ومن هناك إلى جيش العدو الصهيوني.

وكجزء من صفقة التبادل، ستطلق سلطات العدو الصهيوني سراح حوالي 180 أسيرًا فلسطينيًا، بما في ذلك الذين تسميهم سلطات العدو “الملطخة أيديهم بالدماء”، وسيتم ابعاد بعضهم إلى دولة ثالثة.

وبحسب الخطة، سيتم إطلاق سراح 30 أسيرًا فلسطينيا مقابل كل أسيرة صهيونية وحوالي 50 لكل جندية.

وتستعد سلطات العدو الصهيوني لاستلام قائمتين من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” غدا الجمعة ، وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، من المفترض أن تقوم حماس بتسليم القائمتين ظهر الجمعة.

الأول: قائمة المختطفين الأربعة الذين سيتم إطلاق سراحهم يوم السبت، والتي تشير التقديرات إلى أنها تشمل ثلاث مجندات ومدني.

والثاني: قائمة بأحوال المختطفين الثلاثين المفترض إطلاق سراحهم، مع إلزام حماس بتحديد من من المختطفين حي ومن مات.وبناء على هذه المعلومات سيتم تحديد عدد الإسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم.

مقالات مشابهة

  • فضل صلاة الفجر يوم الجمعة
  • الأونروا : الفلسطينيون يعود لمنازلهم المدمرة منذ وقف إطلاق النار في غزة
  • تسليم قوائم الاسرى في اتفاق غزة غدًا والتبادل السبت
  • خلال أيام.. مبعوث ترامب يبدأ محادثات المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار في غزة
  • مبعوث ترامب يبدأ خلال أيام محادثات المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار
  • وزير الشؤون الإسلامية يوجه بتخصيص خطبة الجمعة القادمة للتحذير من مدعي تعبير الرؤى
  • محافظ شمال سيناء : إصلاحات بالجانب الفلسطيني لمعبر رفح وفتحه خلال أيام
  • في ثالث أيام وقف إطلاق النار..دخول 280 شاحنة مساعدات ووقود إلى قطاع غزة
  • عودة نجم بوليوود لمنزله بعد أيام من تعرضه لطعن متسلل
  • الفيروس القاتل يعود ليهدد إفريقيا..وفاة المصابين في غضون 8 أيام