لم تطمئن قلوب أبناء عين الحلوة بعد، ولم تتوقف مخاوفهم من تجدّد الاشتباكات بين حركة «فتح» و»تجمع الشباب المسلم»، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في (14 أيلول 2023) وعدم حصول خروقات كبيرة له، والمضيّ قدماً في تطبيق بعض بنوده على أرض الواقع.
وكتب ابراهيم بيرم في" النهار":للمرة الأولى منذ أعوام خلت يخرج الناطق بلسان مجموعة "عصبة الأنصار" أبو شريف عقل من احتجاب طويل نسبياً ليظهر أمام الإعلام كاشفاً عن أن جماعة "الشباب المسلم" ليست في وارد تسليم المتهمين الثمانية بمقتل القيادي الأمني في حركة فتح اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقيه الأربعة.



في انتظار أن يقول كلا الطرفان أي السلطة اللبنانية والفصيل الفلسطيني الأعرق والأقوى كلمتيهما الفصل حيال "التمرّد" الذي تعلنه هاتان المجموعتان على مقتضيات التسوية ومندرجاتها وحيال الوفاء بتعهدات يُفترض أن تكون أعطتها سابقاً لإعادة الأمور الى سابق عهدها قبل 31 تموز، فإن معنيين مباشرة بملف عين الحلوة يعتبرون أن حركة "فتح" ومعها بطبيعة الحال الجهات اللبنانية الرسمية الشريكة لم تكونا أصلاً على ثقة يوم قبلتا الانخراط بالتسوية الأخيرة بأن هاتين المجموعتين ستفيان بوعودهما وستسلمان المتهمين للقضاء والأمن اللبنانيين ليكتمل عقد التسوية تماماً ويقال إن الملف طُوي.

وثمة أيضاً من يزعم أن هذين الجانبين لم يحصلا أصلاً على أي تعهد جدي لا من هاتين المجموعتين ولا من أي جهة فلسطينية تطوعت لتؤدي دور الوسيط أو الناقل للرسائل بين فتح من جهة والمجموعتين المتشددتين من جهة أخرى.

وانطلاقاً من هذه الفرضية يمكن القول إن حركة فتح قبلت بتأجيل مطلب التسليم الذي اعتبرته مدخلاً ومعبراً إجبارياً لأي تسوية على أمل أن يكون تنفيذه تعويضاً ولو معنوياً عن الخسائر التي مُنيت بها بداية، وارتضت تالياً الانتقال الى مربع التهدئة وإطفاء التوتر وإخراج المخيم من قبضة الاحتقان والعنف، ليقينها الضمني بصعوبة بل باستحالة حصولها على مطلب التسليم.

فهي من دون شك تعلم تماماً أن هذه المجموعات أثبتت بالبرهان أنها منذ انطلاقاتها الأولى في أواسط التسعينيات إلى اليوم ليست من النوع الذي يذعن أو يفي بوعود يطلقها ويسلم مطلوبين من عناصره، إذ إن الأمر بالنسبة إليها مسألة وجودية.

ولذا ثمة من يرى أنه أمام ذلك لم يعد أمام حركة فتح إلا واحد من حلّين أحلاهما مرّ:
الأول العودة الى نهج الضغط العسكري والأمني مصحوباً بتوتير الأوضاع ودفع الأمور الى موجة عنف جديدة، وهذا خيار دونه صعوبات وحسابات مركبة عسيرة.

الثاني إبقاء المسألة في إطار ربط النزاع والتعايش مع الخصوم على غرار تجارب سابقة لم يمر عليها الزمن فتبدو فتح في هذه الحال في وضع المظلوم والمعتدى عليه لكنه الحريص على المحافظة على الاستقرار في عاصمة الشتات الفلسطيني في لبنان.

وكتب محمد دهشة في" نداء الوطن": في معادلتي المخيم المُطمئنة والمُقلقة، يجري مسؤول فلسطيني تقييماً بينهما، ويروي لـ»نداء الوطن»، أنّ الاتفاق أوقف الرصاص والمزيد من الخسائر البشرية والمادية، ونجحت هيئة العمل المشترك الفلسطيني في لبنان وبدعم سياسي وأمني لبناني بتثبيته، ثم بتعزيز القوة الأمنية المشتركة ونشرها في منطقتي الرأس الأحمر والطيرة ومفرق بستان القدس، ثم بإخلاء مدارس «الأونروا» والتموضع عند مداخلها بانتظار تسلمها.ولكن بنوده لم تستكمل حتى اليوم، وأبرزها انتشار القوة المشتركة في حي حطين، ثمّة خلاف كبير حول هذه النقطة لجهة الانسحاب والتموضع، ثم سحب المظاهر المسلحة وفتح الطرقات وإزالة والدشم والمتاريس ورفع الشوادر، أحياء وشوارع المخيم ما زالت مقطّعة الأوصال، ثمّة ربط واضح بين كل ذلك وحسم كيفية التعامل مع المشتبه بهم في جريمة اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي التي أشعلت فتيل الاشتباكات.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

بيت في البياع ومصيدة في أربيل .. بغداد تنتزع قاتل الشهيد الصدر وأخته من قلب الاقليم

28 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: في قلب مدينة أربيل، وبين جدران المكاتب الحكومية، كشفت الستائر عن أحد أعظم الأسرار في تاريخ العراق الحديث. تم القبض على سعدون صبري، المعروف بـ”عميد نزار”، المسؤول السابق الذي كان يشغل منصب مدير الشعبة الخامسة في مديرية الاستخبارات العسكرية، والمتورط في قتل آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر وشقيقته العلوية بنت الهدى. هذه اللحظة تمثل نهاية رحلة طويلة من الهروب والملاحقة.

مراقبة دامت أربع سنوات

وقال مصدر ان الحكاية بدأت قبل أربع سنوات، عندما بدأت فرق الأمن الخاصة لعصائب أهل الحق بمراقبة تحركات القاتل الذي  تنقل بين عدة دول مجاورة، منها مصر وسوريا، وصولاً إلى تركيا. في كل مرة كان يظن أنه بعيد عن متناول العدالة، لكنه لم يدرك أن أعين المراقبة لم تغفل عنه لحظة.

استدراج إلى أربيل

في خطوة ذكية، تم استدراجه عبر عرض شراء منزله في منطقة البياع في بغداد، و وافق على لقاء المشترين الذي جندتهم لفرقة الامن الخاص، في أربيل لتسليم المبلغ. وعند وصوله إلى عاصمة الإقليم، كانت المصيدة بانتظاره.

حركات أمنية دقيقة

أفاد المصدر أن الأجهزة الأمنية بدأت بتنسيق جهودها بمجرد رصد دخول عميد نزار إلى كردستان. كان الهدف تجديد مستمسكاته الرسمية قادماً من محل إقامته بين الإمارات والأردن.

مطالبات وتسليم متأخر

على الرغم من متابعة الأجهزة الأمنية، كانت هناك مماطلة من سلطات الإقليم في تسليم المجرم. وبعد تحريات وتحقيقات أولية، طلبت السلطات الكردية إجراء تحقيقات على أراضيها قبل تسليمه إلى القوات الأمنية العراقية.

التدخل الحكومي

تم إبلاغ رئيس الوزراء العراقي بأن المجرم موجود في الإقليم، وهو قاتل الشهيد محمد الصدر، و يعرف مكان دفن الشهيدة بنت الهدى، وهو قاتل عم السوداني أيضاً، وق وافق رئيس الوزراء على بذل الجهود لتسليمه، ولكن مماطلة سلطات الإقليم استمرت لأشهر.

تهديد وتفاوض

تواصلت الاتصالات مع الوزير الكردي بنكين ريكاني، وتم تحذيره من أن عدم تسليم المجرم سيؤدي إلى توتر العلاقات مع الإقليم، وتم اسماع ريكاني، التهديد باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ إذا لم يتم تسليم القاتل.

التسليم النهائي

بعد مفاوضات طويلة، وافق مسرور بارزاني على تسليم المجرم إلى بغداد، حيث يخضع الآن لجلسات التحقيق، و يتم التعامل معه بحذر وعناية، بالنظر إلى عمره البالغ 77 عاماً، ولضمان انتزاع اعترافات كاملة منه.

اعترافات مدوية

اعترف عميد نزار بقتل 20,000 شيعي، بما في ذلك التحقيق مع الشهيد محمد الصدر وقتله، وقتل نحو ثمانين من آل الحكيم.

وذكر المجرم سعدون صبري أثناء التحقيق، أنه في مكان تنفيذ حكم الإعدام، تم دفن العلوية بنت الهدى، وما زالت الأجهزة المختصة تتحرى مكان الدفن، من خلال مراجعة خرائط العمرانية لمدينة بغداد في فترة النظام الصدامي.

هذه الاعترافات تفتح فصولاً جديدة من الألم والغضب لدى أسر الضحايا والمجتمع العراقي.

والقبض على عميد نزار يمثل انتصاراً للعدالة في مواجهة سنوات من الظلم والقمع. هو تذكير بأن الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وأن يد العدالة ستطال المجرمين مهما طال الزمن.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات المخيم الترفيهي لرواد طلائع البعث في طرطوس
  • حماس: مستعدون للتعامل بإيجابية مع أي مقترح لوقف إطلاق النار
  • هنية يتلقى اتصالا من رئيس المخابرات المصرية بشأن الهدنة في غزة
  • منذ بدء العدوان.. أمريكا أرسلت للعدو الصهيوني 14 ألف قنبلة شديدة التدمير
  • العراق: تناقضات إحصائيات الإعدام.. وإعدام قانون العفو العامّ!
  • نجم الزمالك السابق يطالب مجلس الإدارة برفض خوض مباراة سيراميكا
  • بيت في البياع ومصيدة في أربيل .. بغداد تنتزع قاتل الشهيد الصدر وأخته من قلب الاقليم
  • شركة ميتا تواجه دعوى قضائية بتفضيلها منح الوظائف للأجانب
  • حركة حماس: الأداة الأسياسية لنتناهو هي الحرب.. ولا يريدها محدودة
  • توتر قد يهدّد طريق حزب الله في صيدا.. ما علاقة مخيم عين الحلوة؟