بعد ظهور ”المطري” .. لماذا تخاف جماعة الحوثي من تزايد أتباع جعفر الصادق في اليمن ؟ (تحليل)
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
ظهر مؤخرا رجل الدين الشيعي "المطري" والذي ينتمي إلى منطقة بني مطر وسط أنباء عن مبايعة بعض رجال القبيلة في المنطقة له إماما بديلا عن عبد الملك الحوثي والذي لا تتوفر فيه شروط الإمامة الزيدية ولا يمتلك أي مؤهلات تعليمية او سياسية او اقتصادية تخوله في البقاء في منصبه وفقا للأمام الجديد .
وبالرغم من الأعداد القليلة الموالية للمطري والذي يطلق على نفسه إسم سماحة الشيخ المجاهد العلامة علي المطري لكن التخوفات الحوثية كبيرة فهناك استعدادات عسكرية تجريها المليشيا لحصار المطري وللوقوف على هذه الأزمة الأخيرة سنحاول في المشهد اليمني الإجابة على السؤال الرئيسي : لماذا يخاف الحوثيين من تزايد أتباع جعفر الصادق في اليمن ؟ وهو السؤال الذي يبحث الإجابة عليه أغلب اليمنيين .
لايمكن الإجابة على السؤال السابق إلا من خلال معرفة التوجهات الدينية التي يدعو لها المطري والمتمثلة في إنتظار الإمام الهادي " الاثنى عشر" ورفض ادعاءات أي شخص بانه أمام .. لذلك ظهر المطري وجماعته على السطح مؤخرا بعد دعوات المليشيا الحوثية لمبايعة عبد الملك الحوثي إماما خلال احتفالات المولد النبوي وهو ما يرفضه دعاة " الجعفرية " جملة وتفصيلا .
أولا : جعفر الصادق
من هو جعفر الصادق عليه السلام؟
هو الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي السجاد بن الإمام الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .
ويتم ترتيبه كالإمام السادس وكنيته أبو عبد الله ويلقب بالصادق، والفاضل، والطاهر، والصابر وله
سته الأولاد هم : الإمام موسى الكاظم ، وإسماعيل، عبد الله، وعلي، وإسحاق، ومحمد، وعباس المطري يدعي انه يرجع إلى سلالة علي .
ولد جعفر الصادق في 17 ربيع الأول 83 هـ في المدينة المنورة وقتل مسموما في 25 شوال 148 هـ ابان حكم المنصور العباسي .
ثانيا : الشيخ المطري
ظهور المطري مؤخر في مسقط رأسه ببني مطر وسط دعوات بإتباع سماحة الشيخ المجاهد العلامة علي قائد المطري وفقا لأتباعه وكما يطلقون عليه هذه التسميات وسط انباء انه درس وتعلم في كربلاء والنجف بالعراق وعاد مؤخرا إلى اليمن عبر طائرة اليمنية القادمة من الأردن بعد فتح مطار صنعاء .
ثالثا : اتهام الحوثيين بالفساد
بدأ رجال الدين " الجعفري" باتهام قيادات المليشيا الحوثية بالبذخ والفساد بعد سيطرتهم على السلطة والثروة في اليمن وخروج الحوثيين عن المبدأ الذي يدعوا اليه الإمام جعفر الصادق. وهي : " يا حمران انظر إلى من هو دونك ، ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة ، فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك ، وأحرى أن تستوجب الزيادة من ربك ، واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين ، واعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله ، والكف عن أذى المؤمنين واغتيابهم ،
ولا عيش أهنأ من حسن الخلق ، ولا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي ، ولا جهل أضر من العجب ..."
- الأنوار البهية : ص154 - لذلك ينظر اتباع المطري بان الحوثيين دعاة سلطة وان الدين كان وسيلة .
رابعا : رفض إمامة عبد الملك الحوثي
يرى اغلب رجال المطري وبعضهم من المقاتلين الحوثيين سابقا عدم مشروعيته لعدة أسباب منها صِغَر سنه وعدم إلمامه بالفقه المعاصر ، ويتبنى "سماحة المطري" المنهج ( الجعفري الشييعي) ويريد فرضه بكل الطرق على اليمنيين وعبر إنشاء حسينيات اللطم والبكاء ، وفقا لإعلان المعمم المطري خلال "المولد النبوي" فإن مولد النبي هو يوم ١٧ ربيع الأول وليس ١٢ ربيع كما يقول الحوثيين ، ولذلك قام بفتح ساحة في منطقة الأحدب ببني مطر وحشد اليها اتباعه وألقى كلمة مسجلة بثتها قناة الحُجّة العراقية ، وبعد الفعالية تم تمزيق شعارات وصور عبدالملك واخيه حسين في عدة مناطق ببني مطر وبعض مديريات إب وضواحي صنعاء .
خامسا : الصراع على السلطة
يعتزم المطري بالدخول في منافسة قوية لعيال بدرالدين حيث أعلن في كلمته التي ألقاها بمناسبة المولد أن "هدفه بناء دولة كريمة تحافظ على كرامة اليمنيين" ، وهو ما ستشهده اليمن خلال الأيام القادمة وخاصة في مناطق سيطرة الحوثيين والذي سيشهد صراع على مستوى العائلة بين آل الحوثي انفسهم عن الأولى بالخلافة وخاصة بعد اتهام الأسرة باغتيال الأخ الاصغر لعبد الملك الحوثي في العاصمة صنعاء بعد تصفيه ابراهيم الحوثي في عمارة في حدة والصراع الثاني على مستوى صعدة بين جماعة الرزامي والحوثثين والصراع الثالث بين جناح محمد علي الحوثي وعبد الملك الحوثي بعد محاولة الأخير قصقصة أجنحة الأول والغاء اللجان الثورية والصراع الأخير في ادعاء أئمة جدد كالمطري وغيره من الأسر السلالية .
وعلى الحوثيين الإدراك أن إكمال العملية السياسية القائمة على مخرجات الحوار الوطني الشامل والمبادرة الخليجية و اليتها التنفيذية والقرارات مجلس الأمن ذات الصلة هي الطريق لإخراج اليمن من أزمته بدلا من تدمير الدولة والاقتصاد الوطني وقتل اليمنيين في مشاريع وهمية فشلت خلال الألف العام الماضية .
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: عبد الملک الحوثی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
ناطق الحوثيين: الغارات الأمريكية الأخيرة عودة لعسكرة البحر الأحمر
أكدت جماعة الحوثيين، أن الغارات الأمريكية التي استهدفت صنعاء وصعدة مساء أمس السبت، عودة لعسكرة البحر الأحمر، في ظل نذر تصعيد جديد يستهدف جماعة الحوثي التي عاودت تهديداتها للملاحة الدولية وإعلانها حظر مرور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي.
وقال محمد عبدالسلام ناطق جماعة الحوثي المشمول بالعقوبات الأمريكية، في بيان على منصة إكس، إن "الغارات الأمريكية على اليمن عدوان سافر على دولة مستقلة وتشجيعا لكيان العدو الإسرائيلي لمواصلة حصاره الجائر على غزة".
وأضاف: "ما يدعيه الرئيس الأمريكي من خطر يتهدد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب غير صحيح وفيه تضليل للرأي العام الدولي، فالحظر البحري المعلن من قبل اليمن إسنادا لغزة يقتصر فقط على الملاحة الإسرائيلية حتى يتم إدخال المساعدات الإنسانية لأهالي غزة حسب اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو، وقد جاء الحظر اليمني بعد مهلة أربعة أيام للوسطاء".
وأوضح، أن الملاحة الدولية في البحر الأحمر ستبقى آمنة من جهة اليمن، وأن الغارات الأمريكية هي عودة لعسكرة البحر الأحمر معتبرا ذلك هو "التهديد الفعلي للملاحة الدولية في المنطقة".
ومساء أمس، شنت مقاتلات أمريكية بريطانية، غارات جديدة على مواقع للحوثيين في صنعاء وصعدة في أول هجوم ضد الحوثيين بعد تصنيفهم "منظمة إرهابية".
وكشفت وسائل إعلام أمريكية، أن الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات أمريكية مساء السبت، جاءت بتوجيهات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واستهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي، في صنعاء، في أول استهداف ميداني للحوثيين عقب تصنيفهم "منظمة إرهابية".
وذكرت نيويورك تايمز، إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ ضربات عسكرية ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون باليمن، وأنها جاءت بأوامر من ترامب، واستهدفت الرادارات والدفاعات الجوية وأنظمة الصواريخ والمسيرات
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن القصف الأمريكي في اليمن يهدف أيضا إلى إرسال إشارة تحذير لإيران، وأن استهداف ترسانة الحوثيين قد يستمر عدة أيام وقد يزداد نطاقه اعتمادا على ردهم.
وأشارت إلى أن الضربات في اليمن تهدف لفتح ممرات الشحن الدولية بالبحر الأحمر التي عطلها الحوثيون، حيث عاودا تهديداتهم للملاحة الدولية الأسبوع الماضي.
ولفتت إلى وجود رغبة أمريكية، بحملة أقوى تفقد الحوثيين السيطرة على أجزاء من البلاد.
وأعلنت جماعة الحوثي مساء أمس، مقتل وإصابة 18 شخصا، بغارات أمريكية بريطانية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحكومة الحوثيين (غير المعترف بها دوليا)، في بيان لها، إن 18 مدنيا قتلوا وأصيبوا "جراء غارات العدوان الأمريكي البريطاني مساء السبت على الأعيان المدنية في العاصمة صنعاء".
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، مساء السبت، إطلاق عملية واسعة ضد جماعة الحوثي في اليمن، في أول هجمات نوعية ضد الجماعة منذ بدء سريان تنفيذ تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية".
وذكرت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان لها، إنها بدأت في 15 مارس/آذار الجاري، سلسلة من العمليات تتألف من ضربات دقيقة ضد أهداف الحوثيين المدعومين من إيران في جميع أنحاء اليمن للدفاع عن المصالح الأميركية، وردع الأعداء، واستعادة حرية الملاحة.
وقال ترامب في بيان رسمي: "لن نتسامح مع هجمات الحوثيين على السفن الأمريكية، وسنستخدم القوة المميتة والساحقة حتى نحقق هدفنا".
وأضاف: "جنودنا ينفذون هجمات على قواعد الإرهابيين وقادتهم ودفاعاتهم حماية للشحن الأمريكي واستعادة حرية الملاحة".
وتابع: "إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، لقد انتهى وقتكم. يجب أن تتوقف هجماتكم ابتداءً من اليوم، وإلا سيمطر عليكم الجحيم كما لم تروا من قبل"، موجها رسالة لداعمي الجماعة قائلًا: "يجب على إيران وقف دعمها للحوثيين فورًا".