هي ليست قصة فتاة أجنبية جذّابة الملامح، حلوة جميلة يطير العقل من شدة جمالها، لمعانها كنجمة في ليلة صافية أو هي كشمس في نهار يوم مشمس، ساطعة مشرقة، إنما هي قصة عن ذلك المعبر ذلك الحاجز الذي فرضه قانون المحتل الصهيوني على المواطن الفلسطيني النبيل، ذلك الحاجز الواقع مكانيا بين غزة هاشم وبين المكان الذي يغتصبه الصهاينة من فلسطين، عنوة وتجبرا وغصبا، فزمن القوة هو الذي نعيشه اليوم.
تبدأ حكاية اليوم وهي مطابقة من حيث الواقع والحقيقة للكثير من قصص المعاناة التي يعيشها الأخ الفلسطيني والأخت الفلسطينية على أيدي سفاحي بني صهيون. قصة فاطمة تلك الأم النبيلة التي تعمل لتعيل عائلتها المكونة منها ومن زوجها محمد وطفلهما الذي كانت تعيش مع والده حلم قدومه إلى الدنيا، إلى هذه الحياة رغم مرارتها وقسوتها، هو في التوقع أول الأبناء، حلم الغد وحلم العيلة التي أثمره الزواج الطيب من الزوج المكافح محمد.
تبدأ فاطمة يومها منذ الصباح الباكر، تستيقظ وتدعو الله بالتوفيق والفلاح، تجهز لمحمد زوّادته ليبدأ كل منهما يومه؛ هو في أعمال البناء في قطاع غزة وهي في أحد المصانع المحاذية تماما لحاجز يدعى إيريز. تمشي فاطمة حالمة مبتمسة، وهي حامل، هو تعب مضنٍ والكل يهون لأجل الطفل المنتظر، تمشي وكلها تفاؤل رغم الصعوبة رغم المشقة، هذا هو الإنسان الفلسطيني نبيل دائما حتى في شدة الحياة وأعاصيرها، أصعبها جنون المحتل الصهيوني الذي يقف بني جلدته حراسا على إيريز وبواباته، وفي أرض فلسطين.
فعلا ظالمة هي الحياة وبشدة.. تصل فاطمة إلى بوابة المصنع بعد أن صعدت باص العمل مع زميلاتها حيث تعمل في صناعة الصابون، ترمقها منذ فترة مجنّدة صهيونية اسمها شانيت، نظرة تلك الشانيت ليست مريحة إلى فاطمة الأم الطيبة، لكن يجب عليها التحمل والصبر. فجأة تتحرك شانيت تتجه مسرعة إلى حيث تهمّ فاطمة بالدخول من بوابة المصنع بعد أن نزلت من باص العمل، تعتبر فلسطين المحتلة كلها بلدها هذه الشانيت، أسف وحسرة وحزن في عمق الوجدان. تصل الشانيت إلى فاطمة بسرعة كبيرة، تحتك بها لفظيا قبل أن تجيب فاطمة أو تحرك ساكنا للدفاع عن نفسها، تهم الشانيت بضربها ركلات وضربات شديدة الوقع على جسد الأم المنهكة أصلا من لطمات الحياة، دون سبب تستدعي الشانيت اثنين من أبناء جلدتها الصهيونية يرفعون السلاح في وجه من كان موجودا من رفيقات فاطمة، تستمر في تبيان مشاعر العداء لفاطمة..
تسقط فاطمة على الأرض من شدة الضربات، تشتم تسب الشانيت ومعها رفيقيها بعبارات نابية.. منذ متى أصلا احترم الصهاينة العرب والعروبة التي تهرول إليهم زحفا بمد الأيدي إلى السلام، تغادر الشانيت والرفيقان، تُحمل فاطمة على عجل من رفيقات العمل وسائق باص المصنع إلى حيث أقرب مستشفى، بسرعة وجدوا إحدى الممرضات، طلبوا استدعاء الأطباء فالحالة حرجة. يحضر الأطباء المناوبون، محاولين استدراك الموقف، إعادة الأمل إلى الأم فاطمة، تبذل كل الجهود المرافقة للإمكانات المتواضعة في قطاع غزة المحاصر، تلفظ فاطمة أنفاسها، ومعها ابنها، ذلك الأمل وذلك الجنين ذلك الذي كان منذ لحظات حلما قد يتحقق ويتم انتظاره بكل عبارات اللهفة..
تسيطر مشاعر الألم والأسى على كل الموجودين في المركز الصحي، تنهمر الدموع.. هل تعيد الدموع فاطمة؟ هل تعيد الدموع ذلك الجنين الذي كان في الأشهر الأخيرة من الحمل في بطن أمه فاطمة الشهيدة؟
يتم إخبار الزوج محمد، يحضر، ينهار مع انهيار حلم الأبوّة وحلم العائلة السعيدة، يدخل في دهشة وصفنة طويلة، يطبطب الأطباء على كتفه لكنه لا يحس بذلك، هناك وجع كبير هو محمد.
هذا مشهد واقعي بكل تأكيد عن المأساة اليومية التي يعيشها أخي وأختي الفلسطينيان، أين؟ في أرضهم في بلدهم فلسطين المحتلة، على يد صهيونية سادية مجرمة، تركض العروبة اليوم للمصافحة معها مع نفس اليد وأصابعها مع شانيت التي قتلت الأم فاطمة وابنها ذلك الجنين النبيل، قتلتهم قصدا.. من يحاسب الشانيت ورفقاءها؟ الإجابة: لا أحد، ربما أغلب الظن أن هذا الزمن المعاش حاليا هو زمن الشانيت بامتياز.. هو زمن عالم كثير الدجل شديد النفاق.. الكل فيك يا عالم اليوم يرتجف من الشانيت، إلا أنت يا فاطمة وأمثالك من نبلاء فلسطين، زمن اليوم ليس زمنك يا فاطمة، لا أنت ولا جنينك، هو زمن القوة زمن الفتونة والتشبيح بطبع سادي اخترعه للحياة الجديدة هرتزل وأحفاده الجدد.
رحمك الله وجنينك فاطمة ورحم أمثالك من شهداء فلسطين، لكم وللأقصى الشريف ولك يا فلسطين الأم الصابرة صبر أيوب؛ الله سبحانه، وكما قيل للكعبة رب يحميها، فالأكيد أن لفلسطين ولكل نبيل فيها دائما الله تعالى وسوف يحميها، بكل ما فيها.
دائما إلى زوال أنت شانيت وكل شلتك الصهاينة مثلك طبعا وسلوكا وإن طال الزمن، إن الله تعالى دائما مع الصبر والصابرين والأقصى الشريف وأبناء فلسطين هم أحسن الصابرين، وأكثر الواثقين بتحقق وعده سبحانه لا يخذل عباده أبدا وإن بعد حين. بعد الليل دائما يأتي ضوء النهار، بعد تلك العتمة شديدة السواد يأتي ذلك الضوء ليعطي بداية جديدة، هذا أكيد وما سوف يحدث يا شانيت المجرمة، كلنا ثقة.. واهمة أنت، اقرئي طبع الحياة بصورة صحيحة..
ناموا أيها العرب ما فاز إلا النيام النوّم، لذيذ هو النوم يا عروبة اليوم، وغدا، العربي الأصلي لا يحني الرأس إلا ساجدا لله وحده فقط، لا أمل أبدا بمد اليد إلى شانيت، خداعة هي أكثر من الثعلب الماكر.
وهْم أنت يا شانيت وإن ظننت نفسك حقيقة، المرآة التي تستخدمينها ربما محدبة غير مستوية وتعطيك رؤية ضبابية دائما، أنت سراب وفاطمة النبيلة وجنينها هما الحقيقية بكل معانيها، قرّي عينا يا فاطمة الشهيدة وجنينك هو الشهيد..
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الفلسطيني غزة إسرائيل فلسطين غزة اعتداءات معبر إيريز مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
روسيا تجلي جزءا من موظفي بعثتها الدبلوماسية في دمشق وتنفي وقف تصدير القمح لسوريا
أعلنت إدارة مركز العمليات والأزمات بوزارة الخارجية الروسية عبر حسابها على منصة “تلغرام”، عن سحب بعض موظفي بعثتها الخارجية في العاصمة السورية دمشق.
وذكرت إدارة مركز الأزمات، أنه في الـ15 من ديسمبر الجاري، أقلعت طائرة خاصة تابعة لسلاح الجو التابع لوزارة الدفاع الروسية، من قاعدة حميميم الجوية بسوريا، ناقلة على متنها جزءا من أفراد البعثات الخارجية الروسية في دمشق إلى مطار تشالوفسكي بموسكو.
وأشارت الوزارة في منشورها إلى أن موسكو قامت بالإضافة إلى ذلك، بإجلاء جزء من موظفي البعثات الدبلوماسية لكوريا الشمالية وأبخازيا وبيلاروس، لافتة إلى أن سفارة البلاد ما زالت تواصل عملها في دمشق.
وفي سياق آخر، خاطب رئيس الشيشان رمضان قديروف السوريين باللغتين العربية والإنجليزية بشأن معلومات خاطئة تم تداولها في الآونة الأخيرة.
وقال قديروف: “انتشرت في الآونة الأخيرة معلومات خاطئة في الفضاء الإعلامي الغربي مفادها أن روسيا أوقفت توريد القمح إلى الجمهورية العربية السورية. أريد أن أؤكد لكم أن الرئيس الروسي فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين وشعب بلدنا العظيم يعاملون دائما الشعب السوري باحترام وتعاطف. نحن مرتبطون بأكثر من 80 عاما من العلاقات المتبادلة في مختلف المجالات. تبادلنا الإنجازات الثقافية واستقبلنا طلابا من سوريا وتعاونا بشكل فعال في مجال التجارة، مما وفر ظروفا متبادلة المنفعة لكلا الجانبين”.
وأضاف قديروف: “نتابع الأحداث في سوريا باهتمام ونتمنى دائما الخير والرخاء لشعبنا الشقيق. نحن نعتبر أنه من واجبنا أن نكون قريبين منكم. وفي أول فرصة بدأنا بترميم المساجد. وعلى وجه الخصوص وبتمويل من مؤسسة أحمد حاج قديروف تشرفوا بترميم مسجد خالد بن الوليد في حمص ويستمر العمل في ترميم مسجد خلاب الكبير. على مدى عقود قدم الصندوق العام الإقليمي المساعدة إلى 3.4 مليون سوري، وهي المواد الغذائية والأدوية والملابس والأحذية واللوازم المدرسية وأغذية الأطفال ولحوم الأضاحي. وبشكل منفصل تم تقديم المساعدات الغذائية والسكنية إلى 9 آلاف سوري متضررين من الزلزال عام 2023.
وتابع قديروف: “أما المعلومات التي تتحدث عن تعليق مزعوم لإمدادات القمح من روسيا إلى سوريا فهي غير صحيحة. المعلومات حول احتجاز ناقلات البضائع التي تحمل الحبوب التجارية والتي لا علاقة لها بالعقد المبرم بين البلدين مشوهة. لكن! وحتى لو حدث ذلك لأسباب مستحيلة وغير معقولة فأنا كرئيس لجمهورية الشيشان على استعداد لتحمل المسؤولية وتوفير الكمية اللازمة من القمح لسوريا. وسيتم ذلك من خلال المؤسسة التي تحمل اسم والدي بطل روسيا أحمد خادجي قديروف”.
وحث قديروف السوريين على عدم الاستماع إلى شائعات الأعداء الذين يسعون إلى فصل سوريا عن شريكها الاستراتيجي وشعبها الشقيق، مؤكدا “وبإذن الله سنكون إلى جانبكم دائما ومستعدون لدعمكم في الأوقات الصعبة”.