الإسعاف الوطني يستعرض هويته المؤسسية الجديدة
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
استعرض الإسعاف الوطني هويته المؤسسية الجديدة، بحضور اللواء الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي قائد عام شرطة عجمان، خلال فعالية استضافتها شرطة عجمان بنادي الشرطة للرياضة والرماية.
ويأتي ذلك في إطار سلسلة الزيارات التي ينظمها الإسعاف الوطني للتعريف بالهوية المؤسسية الجديدة بعد انضمامه لقيادة الحرس الوطني، وجمع هذا الحدث الشركاء الاستراتيجيين ضمن قطاع الطوارئ بالإمارة، لتأكيد التزام الإسعاف الوطني بتطوير الخدمات الطبية الطارئة وفق أفضل المعايير العالمية.
حضر الحدث المهندس محمد سالم حبوش، الرئيس التنفيذي للإسعاف الوطني، وعبدالله العوضي، مدير مركز عجمان التابع للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وحمد تريم الشامسي، مدير المكتب التمثيلي لوزارة الصحة ووقاية المجتمع في عجمان، والعميد عبدالله سيف المطروشي مدير عام العمليات الشرطية بشرطة عجمان، والعقيد خالد الشامسي نائب مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني بعجمان، وعدد من كبار الضباط في شرطة عجمان والمسؤولين في الإسعاف الوطني.
وقال المهندس محمد سالم حبوش، إن الهوية المؤسسية الجديدة ترمز إلى التزام الإسعاف الوطني بالتطوير المستمر والارتقاء بقطاع الإسعاف ضمن حقبة جديدة تحت قيادة الحرس الوطني، مشيراً إلى الحرص على مواصلة تعزيز الإمكانات والأصول والخدمات وفق أعلى المعايير العالمية وتطبيق أفضل الممارسات العالمية.
وتوجه حبوش بالشكر لقيادة شرطة عجمان على دورها الفاعل في إنجاح هذا الحدث وجمع مختلف الشركاء على رسالة خدمة مجتمع الإمارات على أكمل وجه.
وبدوره أكد اللواء الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي، أن إطلاق الهوية المؤسسية الجديدة للإسعاف الوطني تثبت التزامه بالحرص على تقديم خدمات عالية الجودة في حالات الطوارئ والأزمات والحفاظ على سلامة المجتمع وإنقاذ الأرواح، وفق أعلى معايير الجودة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإسعاف الوطني شرطة عجمان المؤسسیة الجدیدة الإسعاف الوطنی شرطة عجمان
إقرأ أيضاً:
المسعفون في غزة: صراع مجهول بين الحياة والموت (بورتريه)
بأيدي عارية، وبلا معدات، وبرفقة سيارات إسعاف شحيحة العدد شبه معطوبة بالكاد تستطيع العبور من الطرقات المدمرة التي تنبعث منها رائحة الموت ومن بين الركام، ومن أمام دبابات الاحتلال وجنوده المتوثبين لإطلاق النار دون سبب، والذين يتعمدون إغلاق الطريق بفوهات "الميركافا" وناقلات الجند التي تنبعث منها رائحة الموت والكراهية، يسابقون الزمن، فكل ثانية هي قصة تفصل بين الحياة أو الموت.
يخوضون معارك مع المستحيل لإنقاذ الأرواح بأدوات بدائية، يحفرون في المستحيل، لا توجد أية معدات ثقيلة تساعد في رفع الأنقاض أو الوصول إلى العالقين، يحفرون بأيديهم وأظافرهم لإنقاذ الأطفال والنساء، ومن هم تحت الركام والقصف الذي لا يهدأ.
مهنة خطرة وشاقة تختلط فيها مشاعر القلق والأمل بحيث تتماهي تماما في مخيلة من يقوم بها.
لم يُسمح بدخول أي من المعدات الثقيلة منذ بدء العدوان، رغم ذلك، لا تتوقف طواقم الدفاع المدني والإسعاف عن العمل، فقط 23 سيارة إسعاف من أصل 53 تعمل وذلك بعد توقف إمدادات الإغاثة إلى غزة، بما في ذلك الوقود في أوائل آذار/ مارس الماضي.
مشاعر متباينة، القلق من المصير المجهول، والأمل بالعثور على من هم تحت الركام أحياء، أمل يتجدد وينبعث من جديد، كلما ظهرت علامة تدل على وجود أحدهم لا يزال يتنفس وفيه بعضا من الحياة، و يركض الجميع باتجاه الصوت والأنفاس المتقطعة.
ويكون القلق مضاعفا، والأمل حلم يبدو بعيد المنال، حين يتعلق الأمر في رحلة البحث عن رفقاء وزملاء سيارة الإسعاف.
مهمة شاقة تحمل في ثناياها مخاطر كبيرة، ومنذ اللحظة الأولى للعمل في مجال الإسعاف، يعرف الجميع أن التحدي كبير، كل يوم يحمل معه الأسوأ، وليس ثمة ما هو أسوأ وأكثر ألما للروح والقلب في حرب الإبادة الوحشية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة من رؤية رفقاء المهنة من بين الشهداء والجرحى.
مشهد تكرر عشرات المرات مع رجال الإسعاف في قطاع غزة الذين ارتقى منهم عدة شهداء، و فقدوا زملاء كثر خلال شهور الحرب الطويلة.
أكثر من 35 مسعفا من الهلال الأحمر ارتقوا أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني بقطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي وأوروبي وصمت عربي وإسلامي مطبق، عدوانه المستمر على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، في حملة وصفت بالإبادة الجماعية، وأدت حتى الآن إلى أكثر من 164 ألفا بين شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
وكان الهجوم الوحشي والبربري الذي تعرضت له قافلة سيارات إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني وسيارة تابعة للأمم المتحدة وشاحنة إطفاء من الدفاع المدني في غزة لإطلاق نار قبل فجر يوم 23 آذار /مارس الماضي في منطقة تل السلطان، الأكثر بشاعة وشجبا على مستوى العالم، والذي أسقط السرد الإسرائيلي بشكل كامل، حيث زعم الاحتلال في البداية إن قواته فتحت النار على قافلة المركبات بعد أن اقتربت "بشكل مريب" في الظلام بدون مصابيح أمامية أو أضواء مضاءة، وأنه لم يتم تنسيق حركة المركبات أو الاتفاق عليها مسبقا مع الجيش.
ولم تدم هذه الكذبة التي هي جزء من سلسلة طويلة من الأكاذيب الإسرائيلية الخادعة والماكرة طويلا فيما أظهرت لقطات مصورة بهاتف محمول، كشفت عنها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية لاحقا، أن مركبات الإسعاف التي تعرضت لإطلاق نار في قطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي كانت تحمل علامات واضحة وأضواء إشارة الطوارئ الخاصة بهم، عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليهم.
ونشرت الصحيفة مقطعا مصورا وجد على هاتف محمول لمسعف عثر عليه مع 14 من عمال الإغاثة الآخرين في مقبرة جماعية في غزة، يُظهر 2 من المسعفين على الأقل يرتديان الزي الرسمي، ويخرجان من شاحنة إطفاء وسيارة إسعاف تحمل شعار الهلال الأحمر ويقتربان من سيارة إسعاف التي خرجت عن مسارها إلى أحد الجوانب، ثم سمعت أصوات إطلاق نار كثيف.
وزعم المسؤول في الجيش الإسرائيلي إن "الجنود دفنوا جثث العمال الخمسة عشر المقتولين في الرمال لحمايتها من الحيوانات البرية، مدعيا أن "المركبات تم نقلها ودفنها في اليوم التالي لفتح الطريق".
ولم يتم الكشف عن هذه المقابر إلا بعد أسبوع من الحادثة، وذلك لأن الوكالات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، لم تتمكن من تنظيم مرور آمن إلى المنطقة أو تحديد موقعها.
وعندما عثر فريق الإنقاذ على جثث الشهداء، عثر أيضا على الهاتف المحمول الخاص برجل الإسعاف الذي يحتوي على لقطات للحادث.
في مقطع الفيديو الذي نشرته "نيويورك تايمز" نطق المسعف الذي صور المقطع بالشهادة بصوت مرتجف دون توقف "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
وقال "سامحونا يا شباب. يا أمي سامحيني لأنني اخترت هذا الطريق، أن أساعد الناس".
وأضاف "يارب تقبلنا، نتوب إليك ونستغفرك. تقبلني شهيدا، الله أكبر". واتقى من ساعته.
لدى العثور عليهم، كان المسعفون لا يزالون يرتدون زيهم الرسمي، ويضعون القفازات، وسط مقبرة جماعية. بحسب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة جوناثان ويتال.
أخرجهم من تحت الركام زملاء لهم مما ضاعف من تعبهم الجسدي والنفسي وعرضهم لمواقف إنسانية قاسية جدا ومأساوية ستبقى عالقة في الذاكرة كأنها عذاب وأنين لا يتوقف.
هكذا يقول أحد المسعفين "لم أسمع صوت زميلي، سمعت صوت شهيق الموت".
وتكاد أن تكون لحظات فرح مشبعة بالأمل والترقب والطمأنينة حين يسمع المسعف رنين هاتف زميل كان معه، تدب فيه روح جديدة لأن رفيقا له ما زال على قيد الحياة. وقد اعتد سماع أصوات أشخاص يصرخون من الخوف.
كل لحظة انفجار أو رنين هاتف يطلب النجدة هو حالة من الانشطار الذاتي بين الأمل والخوف، ورغم كل ذلك فإن رؤية طفل صغير يخرج من الركام حيا وسليما ينسى المسعف تعبه ويرفع من شحنات اليقين والإيمان إلى أقصى درجاتها.