الجديد برس:

وصل الضابط الأمريكي رفيع المستوى، مايكل كوينج، مع وفده المرافق، قبل أيام، إلى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، في زيارة علنية ليست الأولى ولا العاشرة للمسئولين الأمريكيين الذين تعودوا على زيارة حضرموت خلال السنوات الأخيرة بشكل مكثف، تارةً بشكل علني وتارةً أخرى بشكل سري، فمنذ بداية الحرب على اليمن في العام 2015 وحتى اليوم شهدت محافظة حضرموت عشرات الزيارات للسفير الأمريكي ومسئولين آخرين، وهي أكثر محافظة زارها الأمريكيون خلال هذه السنوات، كما أن هناك تقارير صحفية متعددة أكدت تواجد قاعدة أمريكية في مطار الريان بمدينة المكلا أنشئت بعد اندلاع الحرب على اليمن بالتنسيق مع السعودية والإمارات.

وبحسب وسائل إعلام السلطة المحلية فإن المحافظ التقى بالوفد الأمريكي وناقشا “الوضع الأمني وجهود التنسيق لتعزيز الأمن وفرض النظام والقانون ومكافحة الارهاب”.

والملفت أن الزيارة تزامنت مع إعلان السلطة المحلية الموالية لدول التحالف عن عملية أمنية أسمتها “ميزان العدل” ولاحقت بحسب زعمها مطلوبين للعدالة، لكن كاميرا زوجة أحد المعتقلين وثقت مشاهد صادمة لاقتحام قوات عسكرية موالية للإمارات منزلهم بل غرفة نومهم في منطقة الديس بالمكلا وسط صراخ النساء والأطفال، وهذا المشهد لاقى سخطاً واسعاً في عموم اليمن، وأحدث هزة في وجدان اليمنيين من صعدة إلى المهرة، عدا الانتقالي الذي بارك الحملة وقال أنها جاءت لحفظ الأمن وإفشال مخططات تآمرية، إلا أن هذه التبريرات لم يكن لها مايدعمها على أرض الواقع فاليمنيون جميعاً يعرفون أبناء حضرموت بأنهم مجتمع محلي مسالم يرفض العنف ولا يحمل السلاح، وإذا افترضنا أنها حملة أمنية لحفظ الأمن، فمتى كان حفظ الأمن يقوم على انتهاك الحرمات وترويع النساء والأطفال؟! ولكن لاغرابة من تبريراتهم، فالذي برّر للقوات الأجنبية أن تستبيح بلاده بإمكانه أن يبررّ لكل شيئ.

بعد مرور يومين من حادثة “ميزان العدل” مكسور الشوكة، التقى السفير الأمريكي ستيفن فاجن بنائب رئيس المجلس الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي، فرج البحسني، الذي يتمتع بنفوذ كبير في صفوف القوات المتواجدة في ساحل حضرموت.

وكل ما سبق يؤكد بأن الحملة جاءت بتوجيهات من الأمريكان وتطبيق عملي من سلطات حضرموت والانتقالي لإظهار نفسهما كوكيل حصري لتنفيذ الأجندات والمخططات الأمريكية، التي تهدف لإذلال المواطنين كي يتقبلوا بالأمر الواقع، وتصفية الساحة لتمرير الأهداف بكل سلاسة، وصور الجنود الأمريكيين وهم يتجولون في إحدى مدارس الثانوية بمديرية سيئون بمحافظة حضرموت، نهاية أغسطس الماضي، لازالت قريبة من أذهان اليمنيين، لكي يدركوا أن حضرموت ساحلاً ووادي باتت مرتهنة للأمريكي سراً وعلانية.

في تقرير صحفي لصحيفة “اليوم الثامن” الموالية للانتقالي والإمارات، والتي نشرته يوم أمس، قالت الصحيفة أن واشنطن وجهت للرياض تحذيراً شديداً من مغبة تسليم المحافظات الشرقية بما فيها محافظة حضرموت لكيان الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) لمنع انتشار الإرهاب، وهذا يفسر أن الحملة الأمنية التي نفذت في ساحل حضرموت جاءت لقطع أيادي الإصلاح التي تسيطر على وادي حضرموت ومنعها من التوغل في الساحل، أو هكذا أراد الانتقالي أن يقول، فخلال السنوات الماضية تروّج الإمارات وأذرعها في اليمن بأنها الشرطي الوحيد القادر على إيقاف سقوط المحافظات الجنوبية بيد الإرهاب، وذلك في محاولة للحصول على الدعم الغربي والأمريكي وتمكينها في جنوب اليمن، وذلك لمواجهة النفوذ السعودي.

إن التواجد الأمريكي في حضرموت والمحافظات الجنوبية تواجد إشرافي لمنع حدوث صدامات بين الإمارات والسعودية ولمحاولة تقسيم النفوذ بين الوكلاء الإقليميين والمحليين، ولتنفيذ مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية في اليمن، كما أنها بدعمها للفصائل المحلية في المحافظات الجنوبية تسعى لتطويق صنعاء ومحاولة منعها من التمدد جنوباً، لأن ذلك يعني انتهاء الهيمنة الأمريكية على اليمن بشكل كلي ويفقدها مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية التي تسعى لتنفيذها.

*بقلم/ رضوان العمري

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

“مدري”.. الكلمة التي أربكت مواقع التواصل وتحولت إلى ترند.. ما قصتها!

مقالات مشابهة شاهد شجاعة امرأة يمنية وكيف تصرفت مع ابنها لحظة قصف الطائرات الامريكية بالقرب منها

‏5 أيام مضت

أول رد رسمي لصنعاء على فيديو ترامب حول استهداف اجتماع لقيادات عسكرية في الحديدة

‏7 أيام مضت

عاجل | الدول التي أعلنت الاثنين يوم عيد الفطر المبارك

‏أسبوعين مضت

من هو صاحب البقالة المواطن اليمني الذي أبهر العالم بصموده اثناء الغارات الامريكية وتحول إلى ترند عالمي

‏أسبوعين مضت

الدفاع المدني في العاصمة يوجه تحذير هام  لجميع المواطنين تحسبا لما سيحدث

‏3 أسابيع مضت

عاجل | الحوثي يحسم الجدل: لا تراجع عن إسناد غزة وسنواجه التصعيد  بالتصعيد وسنحظر السفن الأمريكية ولدينا خيارات تصعيدية موجعة

‏4 أسابيع مضت

تصدرت كلمة “مدري” منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث في اليمن خلال الأيام الأخيرة، ضمن حملة إعلامية واسعة نفذها ناشطون في مناطق حكومة صنعاء، وكما يبدو أنها حملة توعوية واسعة تهدف إلى رفع مستوى الوعي الأمني لدى المواطنين، والحد من تسرب المعلومات الحساسة عبر المكالمات والاتصالات.

ومهما يكن وبحسب مراقبون فإن الحملة بشأن “مدري” التي تعني لا أعلم أو لا أعرف، عكست إبداع اليمنيين في التعامل الأمني سواء على مستوى التوعية أو الأداء الأمني، ومن المذهل أن يستطيع الحوثي تقديم هذا الأداء على الصعيد الأمني، ومقارنة بما حققته الحملة من انتشار وصدى واسع واستجابة كبيرة يلاحظها الجميع يبدو الأمر مذهلاً بحق، حسب تعبير المراقبين.

الحملة، التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل، تحمل رسالة مباشرة للمجتمع في مناطق صنعاء تحثّه على عدم التحدث بأي تفاصيل تتعلق بالمواقع الحساسة أو التحركات العسكرية، خاصة في ظل استمرار الغارات الجوية التي تُنفذها الولايات المتحدة بشكل شبه يومي في مناطق مختلفة من اليمن.

وانتجت مواد ووسائط متعددة تعبر عن الحملة ومنها زامل لاقى رواجا كبيرا وتم استخدامه في الحالات.

زامل سلام من مدري لمدري ذي ما درا لا بد يدري

ويتبين من الحملة أن الهدف الرئيسي منها هو إفشال محاولات أجهزة الاستخبارات الامريكية وغيرها، التي تعتمد بشكل كبير على المعلومات المتداولة عشوائيًا بين المواطنين، سواء عبر الهاتف أو وسائل التواصل أو المجالس العامة، في تحديد أهداف لضربات جوية تستهدف مواقع استراتيجية وحيوية.

وقد لاقت الحملة تفاعلاً لافتاً من المواطنين والناشطين، الذين تداولوا الكلمة المفتاحية “مدري” على نطاق واسع، معتبرينها رسالة توعوية ذكية وسهلة الوصول، تذكر الجميع بضرورة التحفظ في الحديث حول أي معلومات قد تُستخدم من جهات معادية.

وبحسب مسؤل في صنعاء فإن الحملة تأتي هذه الحملة ضمن جهود أمنية وإعلامية مشتركة لمواجهة التحديات الراهنة وتعزيز ثقافة الحذر والمسؤولية في نقل وتداول المعلومات، لحماية الجبهة الداخلية ومنع استغلالها من قبل الأعداء، حد وصفه.

ذات صلة

الوسومالغارات الامريكية اليمن زامل مدري سلام من مدري ما هدف مدري مدري

السابق رجل يمني يبلغ 68 عاماً يبدو بعمر العشرين.. توقف نموه بسبب حقنة علاجية خاطئة.. شاهد!اترك تعليقاً إلغاء الرد

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

آخر الأخبار “مدري”.. الكلمة التي أربكت مواقع التواصل وتحولت إلى ترند.. ما قصتها! ‏15 دقيقة مضت رجل يمني يبلغ 68 عاماً يبدو بعمر العشرين.. توقف نموه بسبب حقنة علاجية خاطئة.. شاهد! ‏7 ساعات مضت احصل على مودم وباقة فورجي مجانًا وبطريقة بسيطة جدًا.. تعرف عليها ‏5 أيام مضت شاهد شجاعة امرأة يمنية وكيف تصرفت مع ابنها لحظة قصف الطائرات الامريكية بالقرب منها ‏5 أيام مضت أول رد رسمي لصنعاء على فيديو ترامب حول استهداف اجتماع لقيادات عسكرية في الحديدة ‏7 أيام مضت رابط البحث بالاسم عن رقم الجلوس الصف التاسع 2025 ‏أسبوع واحد مضت براءة للذمة.. الفلكي محمد عياش: من أفطروا يوم الأحد يجب عليهم القيام بهذا الأمر ‏أسبوع واحد مضت الاعلان رسميا عن موعد بدء التنسيق والقبول في جامعة صنعاء للعام 1447هـ.. الشروط والضوابط ‏أسبوع واحد مضت الفلكي محمد عياش يفجر مفاجأة مدوية بشأن من أعلنوا يوم الأحد أول أيام عيد الفطر 1446 ‏أسبوع واحد مضت عاجل | صنعاء تعلن اول ايام عيد الفطر المبارك ‏أسبوعين مضت السعودية تعلن رسميًا أول أيام عيد الفطر المبارك ‏أسبوعين مضت عاجل | الدول التي أعلنت الاثنين يوم عيد الفطر المبارك ‏أسبوعين مضت © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   لموقع الميدان اليمني

مقالات مشابهة

  • منظمة “انسان” تدين استهداف العدوان الأمريكي المنشآت الحيوية في اليمن
  • شاب تركي يثير الجدل بعد توثيقه “تحرك القمر” من مكانه بشكل سريع (فيديو)
  • جيش العدو:إطلاق صاروخ من اليمن على وسط الكيان المحتل
  • ترامب: المفاوضات مع إيران “تسير بشكل جيد”
  • مغادرة خامس مسؤول تنفيذي في وزارة العدل الإيطالية بسبب قضية “أسامة نجيم”
  • بعد السودان.. ما علاقة “الذهب” بالأطماع الإماراتية في اليمن ..!
  • أرقام الهروب الجماعي للأموال من “إسرائيل”.. طوفانٌ جارف لاقتصاد العدو
  • “مدري”.. الكلمة التي أربكت مواقع التواصل وتحولت إلى ترند.. ما قصتها!
  • “اشترِ الآن”.. تغريدة ترامب التي هزّت وول ستريت
  • نائبة: زيادة المحروقات مخالفة للقانون ومستهترة بالأبعاد الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المواطن