محمد بن راشد: راشد أسّس الأوطان وبنى الإنسان
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في ذكرى المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، أن شعبه سيبقى يذكره ويدعو له ويترحم عليه ما بقي أثره وعمله ومدينته التي تحبه.
وقال سموه عبر منصة «إكس»: «رحم الله والدي ووالد دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وأسكنه فسيح جناته.
وأضاف سموه: «33 عاماً مرت على رحيله.. أكملنا فيها مسيرته.. وأنفذنا فيها وصاياه.. وانطلقنا فيها نحو آفاق عالمية مستندين إلى أساساته». وأكد سموه: «سيبقى شعبه يذكره.. ويدعو له.. ويترحم عليه ما بقي أثره وعمله ومدينته التي تحبه.. رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.. آمين».
وأرفق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد التدوينة بصورة لسموه مع المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ودوّن عليها: «راشد.. لك يا أبي في قلبي حب بحجم الوطن رحمك الله».
وتصادف اليوم السبت، الذكرى ال 33 لوفاة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي انتقل إلى جوار ربه في السابع من أكتوبر عام 1990، الموافق 18 من ربيع الأول عام 1411ه، عن عمر ناهز 78 عاماً، قضاها، رحمه الله، في خدمة أمته ووطنه ومواطنيه، وبذل خلالها كل ما يملك من طاقة في سبيل تحقيق مسيرة الخير والنماء ورسم وهندس وخطط مسيرة التنمية الشاملة لإمارة دبي.
وتناقلت جميع إذاعات العالم خبر وفاة الشيخ راشد، رحمه الله، وأرسل رؤساء الدول من مختلف أنحاء العالم تعازيهم في هذا المصاب الأليم، وكان رد الفعل الأبرز وغير العادي هو ذلك الذي صدر على الجانب الآخر من الأطلنطي، حيث مقر الأمم المتحدة، فقد كان مجلس الأمن يناقش حينها طلباً حول فلسطين، فأوقف نقاشه فور تلقيه الخبر الجلل، وأعلن الحداد لمدة دقيقة حزناً على حاكم دبي، وتم تسجيل وقفة الحداد في كل من مجلس الأمن والجمعية العامة، وبعد ذلك قام كل ممثلي الكويت وبولندا والولايات المتحدة بالثناء على الفقيد.
رؤية وطموحات
أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي للإمارة، أن المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، سيبقى حاضراً في كل تفاصيل إمارة دبي وإنجازاتها.
وقال سموه عبر منصة «إكس»: «قبل 33 عاماً.. ودّعت دبي والإمارات الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، شريك زايد في بناء وطن الاتحاد، باني دبي ومهندس نهضتها، والد شعبها والقريب من أهلها، قدوتنا في العمل والإخلاص، صاحب الرؤية والطموحات التي لا تعرف المستحيل». وأضاف سموه: «راشد بن سعيد.. ستبقى حاضراً في كل تفاصيل دبي وإنجازاتها».
العظماء لا يرحلون
قال سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، إن آثار الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، باقية ومشاريعه قائمة ودروسه القيادية حاضرة وبلاده مزدهرة وتضحياته لشعبه راسخة في الذاكرة.
وكتب سموه عبر منصة «إكس»: «33 عاماً مرت على رحيل الباني والمهندس والمؤسس.. آثاره باقية، مشاريعه قائمة، دروسه القيادية حاضرة، بلاده مزدهرة، تضحياته لشعبه راسخة في الذاكرة. هكذا العظماء لا يرحلون». وختم سموه: «رحم الله راشد بن سعيد آل مكتوم وأسكنه فسيح جناته».
فكر وطموح
شدد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، على أن الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، كان نموذجاً في الحكمة والفكر والطموح واستشراف المستقبل، وسيبقى مدرسة للأجيال في حب العمل وحب الوطن وحب أهل الدار.
وقال سموه عبر منصة «إكس»: «رحم الله والد دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، 33 عاماً مرت على رحيله وما زال حاضراً بيننا في كل إنجازات دبي وقصص نجاحها».
وأضاف سموه: «مثّلَ رحمه الله نموذجاً في الحكمة والفكر والطموح واستشراف المستقبل.. كان يبني دبي ويُعدها لعقود قادمة بمشاريع رائدة وغير مسبوقة.. سيبقى راشد مدرسة للأجيال في حب العمل وحب الوطن وحب أهل الدار».
قيادة وريادة
أكد سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، أن أفكار الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، وطموحاته ورغبته في تحقيق الأفضل لدبي وأهلها لم يكن لها حدود.
وكتب سموه عبر منصة «إكس»: «في ذكرى رحيل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، نستذكر جميعاً سيرته العطرة والنموذج القيادي والريادي الذي قدمه للعالم.. تسلم مقاليد الحكم في 1958 وبقي حتى آخر أيام حياته يعمل بكل جد وإخلاص.. لم يكن هناك حدود لأفكار راشد وطموحاته ورغبته في تحقيق الأفضل لدبي وأهلها».
إرث عظيم
وقالت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي، عبر منصة «إكس»: «33 عاماً وبصماته لم تغادر حياتنا.. نراه في كل إنجاز وفي كل قصة نجاح، في اتحادنا وإصرارنا، وطموح أبنائنا من بعدنا». وتابعت سموها: «اللهم ارحم المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، واجعله في منزلة تليق بما أنجز وما ترك لنا من إرثٍ عظيم ركيزته الإنسان».
دور ريادي
يعد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، قائداً استثنائياً أسس نهضة دبي واستشرف مستقبلها، وقاد مسيرة التخطيط والبناء في الإمارة بنظرة ثاقبة، ووضع اللبنة الأولى في بناء نهضتها ورسم خريطة طريق تميزها.
وكانت حياته، طيب الله ثراه، حافلة بالخير والتقدم والإنجازات الكبرى، جعلته أيقونة التصقت بدولة الإمارات العربية المتحدة، وبإمارة دبي تاريخياً وجغرافياً، فقد تولى زمام حكم دبي في العام 1958 بعد وفاة والده المغفور له، الشيخ سعيد بن مكتوم، رحمه الله، والذي اشتهر بصفات عدة وخصال نبيلة، منها التقوى والورع والزهد والحكمة، والحرص على مصلحة الوطن والمواطنين، ووالدته هي الشيخة حصة بنت المر، رحمها الله، صاحبة الشخصية المثالية والتي عرفت بلقب «أم دبي» لما لها من مناقب وخصال نبيلة في المجتمع آنذاك.
صفات نبيلة
من هذه البيئة الصالحة اكتسب الشيخ راشد صفاته من والديه، رحمهما الله، ما كان له الأثر الكبير في تكوين شخصيته القيادية المميزة والفريدة، حيث بدأ في أول أيام حكمه بالتقرب من المواطنين والوقوف على مطالبهم، والعمل على توفير الحياة الكريمة لهم، وفي ذات الوقت وببُعد نظره للمستقبل، بدأ بالتخطيط والتنفيذ كي تكون دبي مدينة عالمية مرموقة للتجارة والسياحة، وبجهوده ومتابعته لكل كبيرة وصغيرة في ذلك الوقت، أصبحت دبي الآن من الوجهات الأولى العالمية في التجارة والسياحة، هذا إلى جانب بنية اقتصادية واجتماعية جعلت من دبي ملاذاً آمناً للمستثمرين من مختلف بقاع الأرض، ولمن أراد العيش الكريم وأن يحقق أهدافه وطموحاته، وهذا ما كان يخطط لها مهندسها الأول باني نهضة دبي الحديثة الشيخ راشد بن سعيد، رحمه الله.
بيت القيادة
انخرط الشيخ راشد في العمل السياسي منذ نعومة أظفاره، لكونه الولد الأول للشيخ سعيد، رحمه الله، إذ اعتاد أن يحضر مجلس أبيه، وكان يبدي اهتماماً بالغاً بما يدور في المجلس، ويصغي لكل الآراء والأفكار التي يطرحها الحضور، كما كان حريصاً على فهم دقائق حكم الدولة، ويقضي الساعات الطويلة يسأل أبويه عن أحداث اليوم.
وتلقى الشيخ راشد في طفولته أفضل فرص التعليم المتوفرة في ذلك الوقت، وتعلم مبادئ اللغة العربية والحساب والقرآن الكريم على يد «المطاوعة»، إلى أن التحق بالمدرسة الأحمدية في ديرة، التي أسسها الشيخ محمد بن أحمد بن دلموك تاجر اللؤلؤ المعروف، حيث درس فيها علوم الدين والعربية والحساب.
وإلى جانب تفوقه في الدراسة، أولى الشيخ راشد، الصيد، خاصة صيد الصقور، اهتماماً خاصاً منذ سن مبكرة كان هدافاً ماهراً بالبندقية، وإذا كان لوالدته دور كبير في تنشئته، فقد كان لهواية صيد الصقور دور كبير في مصاحبته لوالده الشيخ سعيد إذ شغفا بها معاً مما وطد علاقته بوالده.
ومنذ صغره تميز بتواضعه ونباهته ولين معشره ودماثة خلقه، فأحبه الجميع وعرف عنه كذلك أنه كان شاباً مثابراً فضولياً في البحث والمعرفة والاطلاع، وكان مسكوناً بحب رياضة الصيد بالصقور وركوب الهجن والخيل والرماية.
ولمّا بلغ الشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، من العمر 18 عاماً، دأب على حضور اجتماعات والده ومجالسه، ونهل من خبرته الطويلة، ومن سيرته العطرة بين حكام الساحل الخليجي، إذ اشتهر والده بعروبته الأصيلة، وحرصه على القضايا العربية العالقة، وكرهه للاستعمار وحلمه بالوحدة والأمن والاستقرار وخير المنطقة، فأحبه الجميع واحترموه، وكان يرافق والده في رحلات الصيد بالصقور، مما وطد العلاقة بينهما، وأغنى حواراتهما، وأدى إلى تعزيز الأثر الكبير، الذي تركه الشيخ سعيد في نفس ابنه الشاب. وكان الشيخ راشد بن سعيد عوناً لأبيه في شتى المجالات، وخصوصاً في الشؤون الاقتصادية، حيث أسهم في تحسين المعيشة، الأمر الذي أكسبه شعبية وحباً من المواطنين، وتولى، طيب الله ثراه، منصب ولي العهد في دبي من عام 1928.
وفي ال 10 من سبتمبر عام 1958 أسلم المغفور له، بإذن الله، الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم الروح إلى بارئها، وشاع الحزن في دبي، وقد تملك الحزن من قلب الشيخ راشد على رحيل والده، الذي ربطته به علاقة مميزة، وكان قريباً منه دوماً، وانتقل الحكم إلى الحاكم الجديد ولي العهد الشيخ راشد، طيب الله ثراه، في ال 4 من أكتوبر من العام ذاته، واستمر في نهجه، الذي اتبعه منذ تعيينه ولياً للعهد في الإصلاح والتطوير وتحسين ظروف الحياة.
وحرص الشيخ راشد، خلال فترة حكمه، على العمل وفق نهج دقيق ومنظم ومتفرد، لمتابعة الأعمال والمشاريع ضمن جدول يومي، حيث كان يقوم يومياً بجولتين في مدينة دبي يتابع فيهما بنفسه المشاريع وأدق التفاصيل لأي مشروع قيد التنفيذ خطوة بخطوة، ولقد وفرت له جولاته تلك فرصة الالتقاء بعامة الناس عن قرب.
أما في المساء، بعد عودته من جولاته اليومية، كان الشيخ راشد يمضي كثيراً من الوقت في أعماله الرسمية من خلال مجلسه الذي يتيح الفرصة للناس للالتقاء به، حيث يشاركهم قضاياهم ويصغي لمطالبهم. ولقد اهتم الشيخ راشد رحمه الله بهذا المجلس بالغ الاهتمام.
حكمة وبُعد نظر
لو تأملنا حياة ومسيرة المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد، لوجدنا فيها قصصًا فريدة وجريئة في ذات الوقت، تمثلت فيما اتخذ من قرارات وتوجهات منذ الخطوات الأولى لتوحيد المنطقة، ولعل أهم قرار اتخذه الشيخ راشد بن سعيد حين وضع يده بيد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليتفقا ويعملا سوياً إلى جانب الآباء المؤسسين، من أجل توحيد المنطقة وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي ال 10 من يوليو عام 1971 وجّه الشيخ راشد دعوة من أجل المضي قدماً على طريق الاتحاد، واستمر في الدفع نحو الاتحاد حتى أعلن عنه رسمياً في الثاني من ديسمبر من العام ذاته.
ومنذ أن تولى منصب نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء إلى جانب كونه حاكماً لدبي، أسهم الشيخ راشد بجهودٍ بنَّاءة وعظيمة في بناء النهضة الشاملة التي شهدتها الدولة منذ قيامها، نهضة يشهد لها القاصي والداني، كما قام، رحمه الله، بدور ريادي كبير على الصعد العربية والعالمية من خلال زياراته ولقاءاته العديدة في المؤتمرات الإقليمية والدولية بصفته الرسمية أو نيابة عن الشيخ زايد، رحمه الله، هذا إلى جانب مسؤولياته العظيمة بصفته حاكم دبي، حيث بدأ الشيخ راشد في أول أيام حكمه بالتخطيط والتنفيذ كي تصبح دبي مدينة عالمية للتجارة والسياحة، وأن تتبوّأ المدينة مكانة عالمية على خريطة العالم.
إنجازات لا تتوقف
استطاع المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، بفكره وصبره وحكمته وملامسته لمشاعر الناس وأحاسيسهم واحتياجاتهم وتفاعله مع طموحاتهم، أن يواجه التحديات والأزمات بكل ثقة وبعد نظر، حيث عمل على إقامة المشاريع الكبيرة التي كانت فاتحة خير للناس، خاصة في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، وخلال فترة الستينيات تم تنفيذ بعض المشاريع المهمة والحيوية في دبي، وما تلاها من مشاريع جبارة في السبعينيات والثمانينيات، ومن يتابع ما تحقق على أرض دبي خلال تلك الفترة من ازدهار وتنمية، يعلم دور الشيخ راشد بن سعيد فيها بفكره وقدراته وطموحه الذي لم يكن ليقف به عند حدود حاضره، وإنما امتد به إلى مسافات بعيدة من رؤية المستقبل الذي كان يحلم به للوطن والمواطنين.
مواقف وطنية
أسهم الشيخ راشد بعد توليه منصب نائب رئيس الدولة ورئاسة مجلس الوزراء، في التطوير العمراني والنهضة الشاملة، التي شهدتها الدولة في بداياتها من بناء المرافق العامة والبنى التحتية، وحرص على تقوية العلاقات مع دول الخليج والدول الأخرى، كما دعا إلى إنشاء مجلس يضم دول الخليج العربي، وحرص الشيخ راشد على مصالح الإمارات وقضايا أمته العربية والإسلامية إيماناً منه بعدالة قضاياها.
كان الشيخ راشد بن سعيد طوال حياته ومسيرته، سباقاً لفعل الخير، حيث كانت الأعمال الإنسانية حاضرة في فكره ونهجه، ويسجل التاريخ العديد من الأعمال الإنسانية، التي قام بها الشيخ راشد بن سعيد، كما رعى المغفور له، بإذن الله، العديد من المشاريع الخيرية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات دبي الإمارات الشیخ راشد بن سعید آل مکتوم بن محمد بن راشد آل مکتوم المغفور له الشیخ مجلس الوزراء الشیخ سعید نائب رئیس رئیس مجلس رحمه الله سمو الشیخ إلى جانب رحم الله فی دبی
إقرأ أيضاً:
محمد بن راشد يصدر مرسوم إنشاء «مركز دبي للمُرونة»
أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الإثنين، مرسوم إنشاء «مركز دبي للمُرونة»، تأكيداً للقدرة الاستباقية للإمارة على التكيّف السريع مع المواقف الطارئة.
ويهدف القرار إلى جعل دبي المدينة الأكثر مرونة في التعامل مع مختلف حالات المخاطر والطوارئ والأزمات والكوارث.