هدى الطنيجي (أبوظبي)
تحرص المنشآت الطبية والمراكز الاجتماعية المختلفة في أبوظبي على تقديم الرعاية الصحية لفئة كبار المواطنين، عبر توسيع دائرة البرامج ومبادرات الرعاية الأولية لتقديم خدمات علاجية واستشارية تهدف إلى الارتقاء بجودة الحياة المستقبلية، وتعزيز رفاهية الفرد.
ومن ضمن تلك البرامج والمبادرات، إيجاد مراكز صحية متخصصة ونوادٍ تقدم مختلف  الأنشطة وخدمات رعاية منزلية وطويلة الأجل، فضلاً عن تنظيم ورش توعية، والاحتفاء باليوم العالمي للمسنين، وغيرها، فيما سعت دولة الإمارات نحو سن القوانين والتشريعات التي تضمن تقديم أفضل خدمات الرعاية لهذه الفئة المهمة من المجتمع، ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع، ورفع المستوى الصحي والمعيشي لهم.


وأكد الدكتور خالد أبو الدهب، الرئيس التنفيذي لبرجيل دارك للرعاية طويلة الأجل وإعادة التأهيل بمدينة برجيل الطبية في أبوظبي، أن الرعاية طويلة الأجل ذات المواصفات العالمية والتي تقدم بشكل خاص لفئة كبار المواطنين، أصبحت محور اهتمام الجهات المعنية بقطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات خلال العقد الماضي، مشيراً إلى أن 70% من الحالات التي تم استقبالها في الرعاية طويلة الأجل، من بينها مواطنون من الإناث والذكور.

وحدد الدكتور أبو الدهب، أهمية مرافق الرعاية الصحية طويلة الأجل في نقاط عدة، منها أولاً الرعاية الشاملة والتي تعتبر إحدى نقاط القوة الرئيسية لمرافق الرعاية طويلة الأجل، حيث يقوم الكادر الطبي والإداري بتقديم الدعم الطبي وخدمات الرعاية الاجتماعية والدعم النفسي والعملي الذي يلبي رفاهية فئة كبار السن واحتياجاتهم، ثانياً الرعاية المتخصصة، حيث يعاني العديد من المرضى والمقيمين في مرافق الرعاية الصحية طويلة الأجل من مشكلات صحية معقدة تتطلب برامج رعاية متخصصة، حيث يتم تجهيز هذه المرافق بموظفين مدربين وموارد لإدارة هذه الحالات الخاصة مثل مرضى الزهايمر ومرضى باركنسون والأمراض المزمنة الأخرى التي تتطلب اهتماماً على مدار الساعة. وأضاف: ثالثاً خدمات إعادة التأهيل لما بعد العمليات الجراحية أو الحوادث الصحية الكبيرة مثل السكتات الدماغية، فغالباً ما يحتاج المرضى إلى علاج بدني أو مهني أو علاج نطقي مكثف، ويكون لدى مرافق الرعاية طويلة الأجل معالجون يقدمون خدمات إعادة التأهيل هذه، ما يعزز التعافي بشكل أسرع وتحسين نوعية الحياة.
ورابعاً تقديم الدعم لأفراد أسرة ومرافقي المريض، حيث إن توفير الرعاية الصحية من أحد أفراد أسرة المريض يعد أمراً مهماً، ولكنه أيضاً يمثل تحدياً كبيراً لهم، ويشكل ضغطاً نفسياً على مرافقي هؤلاء المرضى، خاصة عندما تكون احتياجات الرعاية معقدة ومستمرة، ولذلك فإن مرافق المريض بقسم الرعاية طويلة الأجل، يحتاج من حين لآخر لبعض فترات الراحة مع الاطمئنان بأن ذويهم في أيدٍ أمينة. وأشار إلى أن المشاركة والفعاليات الاجتماعية التي يتم تنظيمها لكبار المواطنين في مراكز الرعاية طويلة الأجل، تعتبر من أهم الخدمات المقدمة، حيث يمكن أن تؤثر الوحدة والعزلة الاجتماعية بشكل كبير على صحتهم، وتوفر مرافق الرعاية طويلة الأجل فرصاً للمشاركة الاجتماعية والأنشطة المجتمعية والرفقة، مما يحسن الصحة العقلية والنفسية للمقيمين.
ولفت الدكتور أبو الدهب إلى أن مرافق الرعاية الصحية طويلة الأجل، توفر خدمات لا تقدر بثمن من خلال تلبية الاحتياجات الجسدية والنفسية والاجتماعية لكبار السن والأفراد المصابين بأمراض مزمنة، وهذه المرافق هي شهادة على التزامنا الجماعي بضمان نوعية الحياة لهذه الفئة التي تحتاج إلى رعاية واهتمام خاص.

منهجية متكاملة
قال عمر النقبي، المدير التنفيذي بالإنابة لمستشفى هيلث بوينت: «يقدم مستشفى هيلث بوينت رعاية مخصصة لكبار السن، على مستوى أكثر الأمراض شيوعاً عند التقدم بالسن مثل هشاشة العظام وغيرها. ويتمتع أطباء المستشفى بخبرة واسعة ومؤهلات رفيعة في رعاية المرضى الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً. ويوفر المستشفى فحوصاً صحية شاملة لضمان تمتع المرضى من كبار السن بالصحة والعافية. وتتبنى فرق الرعاية في المستشفى منهجية رعاية متكاملة ضمن برنامج شامل لصحة كبار المواطنين، إذ يقومون بإجراء تقييم عميق لحالة المريض الصحية للكشف عن أي مشاكل خفية وتقديم الرعاية المناسبة لها، ويعتمد الأطباء منهجية متعددة التخصصات تعزز من نشاط المريض، وتدعم قدرته الحركية». 
وذكر أنه في حين يسعى جميع أفراد كوادر الرعاية لدينا لتوفير أكثر الحلول كفاءة وخبرة في مجال الرعاية الصحية، يحرص استشاريو صحة كبار السن على التواصل مع مجموعة من المتخصصين ضمن عدد من الأمراض لتكوين فكرة واضحة عن أفضل الحلول والخيارات العلاجية المتاحة وفقاً لحالة كل مريض على حدة. ولا شك أننا في هيلث بوينت حريصون على تعزيز صحة وعافية جميع أفراد المجتمع، كباراً وصغاراً، ونسعى دائماً لتلبية شتى الاحتياجات الطبية العلاجية في دولة الإمارات والمنطقة.

أخبار ذات صلة «انتخابات الوطني» تدخل مرحلة الحسم الإمارات تطالب بإطار قانوني دولي لتنسيق وتنظيم العمل الإنساني

بركة الدار
قالت دعاء عبدالستار الطباع، ممرض قانوني في نادي بركة الدار الاجتماعي –الوثبة في مؤسسة التنمية الأسرية: «بدوري مقدم رعاية صحية لفئة كبار المواطنين في مؤسسة التنمية الأسرية، نحرص دائماً على تعزيز ورفع مستوى جودة الحياة الصحية لدى كبار المواطنين من خلال تمكين الوعي والثقافة الصحية لدى هذه الفئة المهمة من المجتمع، وإنشاء ملف صحي لكل عضو في النادي للمتابعة الدورية لحالاتهم الصحية من خلال الفحوص اليومية، وتقديم أفضل سبل الرعاية الصحية لهم».
وأضافت: «نحرص دائماً على ضمان سلامة كبار المواطنين في الأنشطة البدنية من خلال القيام بعمل الفحوص المختلفة لمعرفة التاريخ المرضي، خاصة قبل انضمامهم إلى أي نشاط رياضي، ولمتابعة وتقديم البرامج الغذائية الملائمة لوضعهم وحالتهم الصحية، مع الوجود الدائم للمريضة في الرحلات الخارجية بهدف مرافقتهم، ولضمان صحتهم وسلامتهم».
وذكرت أن المؤسسة تحرص على تنظيم وعقد العديد من الورش الصحية والمبادرات التي تستهدف فئة كبار المواطنين، والتي تسهم في رفع مستوى الوعي الصحي لديهم، وتعزيز الخدمات الصحية التي ترتقي بهم لتضمن استمراريتها وفقاً لاحتياجات المرحلة العمرية، وتقديم برامج رعاية متكاملة من خلال الممارسات الوقائية للمساعدة في دعم حياة أطول وأكثر صحة، وتطوير خطط الرعاية الخاصة بهم.

خدمات تشخيصية
قالت صفية المقطري، نائبة الرئيس التنفيذي للعمليات التشغيلية لدى M42: «باعتبارنا شركة الرعاية الصحية المتكاملة والقائمة على أحدث التقنيات، نحرص في M42 على توفير أحدث الحلول العلاجية والتشخيصية لتعزيز صحة وعافية أفراد المجتمع، كباراً وصغاراً، وترسيخ مكانة دولة الإمارات الرائدة في القطاع الصحي على مستوى العالم. ومن هذا المنطلق، نحرص على استقطاب أحدث الحلول والتقنيات العلاجية، وإبرام علاقات شراكة وثيقة مع جهات رائدة عالمياً في القطاع، ومواكبة كل جديد في الميدان الطبي لنكون دائماً رواداً في هذا المضمار، وقادرين على تلبية شتى الاحتياجات الصحية في مجتمع الدولة، وتعزيز صحة وعافية المجتمع».
وأضافت: «تقدم أصولنا كافة في قطاع الرعاية الصحية خدمات تشخيصية علاجية متكاملة لكبار السن، علاوة على خدمات الرعاية طويلة الأجل والرعاية المنزلية، ونضمن حصول كل مريض على الخدمة التي يحتاجها، في حين تحرص كوادر الرعاية ضمن مختلف الأصول على تقديم الرعاية العطوفة ودعم أسر المرضى وتمكينهم من التعامل مع حالة المريض. كما نسعى في M42 دائماً لتوفير أرقى مستويات الرعاية بفضل كوادر عمل متمرسة وأطباء وخبراء حاصلين على أعلى المؤهلات ضمن أصولنا». 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: كبار المواطنين الإمارات الرعاية الصحية المنشآت الصحية کبار المواطنین الرعایة الصحیة دولة الإمارات کبار السن من خلال

إقرأ أيضاً:

“الصحة” تُشارك في وضع سياسات تطوير أنظمة الرعاية الصحية للأورام بالقارة الأفريقية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شاركت وزارة الصحة والسكان، ويمثلها الدكتور هشام الغزالي رئيس اللجنة العلمية للمبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة، باجتماع المجلس الإفريقي لسرطان الثدي المُقام على هامش المؤتمر الدولي للصحة بإفريقيا، بدولة رواندا، والذي يهدف إلى تبادل الخبرات والتجارب حول تطوير أنظمة الرعاية الصحية لسرطان الثدي بالقارة الإفريقية، فضلًا عن مضاعفة الجهود لتقليل نسبة الإصابة بسرطان الثدي في أفريقيا من خلال تبني السياسات الصحية الفعالة وتطوير البنية التحتية الطبية والتكنولوجية.

وجاءت الجلسة بحضور الدكتور سابين نسانزيمانا وزير الصحة بدولة رواندا، والسيدة ثريا ملالي رئيسة المجلس الإفريقي لسرطان الثدي، وعددٍ من القيادات البارزة بدولة رواندا، وكذلك لفيف من الخبراء والأطباء المنوطين بملف الأورام السرطانية من مختلف دول العالم، حيث يأتي هذا الجمع العريق دليلًا على إلتزام الدولة المصرية وجميع الجهات المنوطة بتعزيز نظم الرعاية الصحية بجميع أنحاء القارة، وتفعيل المبادرات التي تعطي الأولوية لصحة المرأة.

وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الدولة المصرية شهدت ترحيبًا كبيرًا من المجلس الإفريقي لسرطان الثدي، لانضمامها للمجلس، بإعتبار أن مصر استطاعت أن تثبت جدارتها وتسجل نجاحها أمام العالم بمكافحة سرطان الثدي بإجراءات الكشف المبكر وتكثيف برامج التوعية، من خلال المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة، حيث تم شرح التجربة المصرية والاستشهاد بنتائج المبادرة وآليات التطبيق في التغلب على الصعوبات التي تواجهها الدول الإفريقية للقضاء على سرطان الثدي، وكذلك شرح تجربتها في التدريب وتأهيل الكوادر البشرية، تماشيًا مع الإرادة السياسية المصرية بدعم الدول الإفريقية.

واستكمل المتحدث الرسمي، أن هذه الجلسة لم تكن مجرد فرصة لتبادل أفضل الممارسات، بل أيضاً مصدرًا إلهام لصانعي السياسات والمانحين والشركاء للمضي قدماً في تقوية الجهود لخفض معدلات وفيات سرطان الثدي، حيث تم من خلال هذه الجلسة استعراض الأدوات اللازمة لتحويل هذه المناقشات إلى حلول عملية وفعالة، بهدف جعل رعاية سرطان الثدي أكثر وصولاً وفعالية في جميع أنحاء القارة.

ومن جانبه، أشار الدكتور هشام الغزالي رئيس اللجنة العلمية للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة، وممثل مصر بالمجلس الإفريقي، إلى أبرز المحاور بالجلسة، حيث تم عرض الإستراتيجية المصرية الوطنية لمكافحة سرطان الثدي، مشيرا الى ان إجمالي عدد السيدات المترددات على الفحص والتوعية وصل إلى 57.1 مليون سيدة منذ إطلاقها في يوليو 2019 وحتى نهاية فبراير 2025 واكتشاف إصابة 31 ألفًا و418 حالة بسرطان الثدي، وإجراء 416 ألفاً و667 أشعة ماموجرام، منذ إطلاق المبادرة، إلى جانب سحب 47 ألفًا و947 عينة أورام لتحليلها، عن طريق 23 معمل باثولوجى مؤهل و معتمد بالإضافة تقديم الخدمات التدريبية للفرق الطبية شملت (الأطباء والتمريض وفنيي الأشعة، وفنيين باثولوجي) والذين بلغ عددهم 30 ألف و5 متدربين.

وسلط "الغزالي" الضوء على نجاح "المبادرة الرئاسية لصحة المرأة" التي حققت نتائج تفوق مؤشرات الأداء العالمية، ونجحت في تحسين الرعاية الصحية، مع التوافق مع المبادرة العالمية لسرطان الثدي ورؤية مصر 2030.

وأكد أن المبادرة مثالاً يحتذى به حيث أثبتت فعالية دور الإرادة السياسية، والمشاركة المجتمعية، والتقييم الاقتصادي المستمر كعوامل رئيسية في تحقيق نتائج فعالة من حيث التكلفة، وقد أظهرت المبادرة نجاحاً في التغلب على كافة التحديات، ما يجعلها نموذجاً قابلاً للتطبيق في العديد من البلدان الأفريقية التي تشترك في نفس التحديات.

مقالات مشابهة

  • زايد العليا: رعاية شاملة لتمكين الأطفال «أصحاب الهمم»
  • خدمات متكاملة للنساء داخل المسجد الحرام.. تعرف عليها
  • الرعاية الصحية: التوسع في الشراكات مع القطاع الخاص لدعم الخدمات الطبية
  • في يوم الطفل الإماراتي.. الدولة تواصل جهودها لتوفير بيئة صحية متكاملة لأطفالها
  • الرعاية الصحية تطلق عيادات متنقلة ضمن حملة رمضان بصحة لكل العيلة
  • تضامن بورسعيد تُصدر أكثر من 4000 بطاقة خدمات متكاملة
  • تسليم 4158 بطاقة خدمات متكاملة لذوي الهمم في بورسعيد
  • “الصحة” تُشارك في وضع سياسات تطوير أنظمة الرعاية الصحية للأورام بالقارة الأفريقية
  • الرعاية الصحية: أكثر من 349 ألف عملية وجراحة ناجحة بمستشفيات الأقصر
  • كيف عاش الإماراتيون رمضان قديماً؟ كبار المواطنين يروون تفاصيل الشهر الفضيل