تقنيات الري.. تغييب الموروث وتفعيل العشوائي
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
الثورة/ خاص
تعتبر الموارد المائية من أهم الموارد الطبيعية التي يقوم عليها رقي ورفاهية الإنسان نظرا لأهميتها لقولة تعال (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) الأنبياء. ولا توجد في اليمن أنهار أو بحيرات ومن أهم الموارد الطبيعية المتجددة في اليمن تتمثل في الأمطار. وأما المياه الجوفية فهي مياه محدودة تكونت عبر ملايين السنين.
وتعتبر اليمن ضمن نطاق الدول الجافة وشبه الجافة حيث تتلقى نسبة هطول مطري سنوي ما بين150 – 450 ملم/ سنة. كما أن نصيب الفرد من الماء يقدر بين150–200متر مكعب/ سنة وهو تحت خط الفقر المائي الذي يقدر بـ 1000 متر مكعب/ سنة.
رغم ذلك يتعرض هذا المورد إلى استنزاف جائر عن طريق الحفر العشوائي للآبار والسحب السنوي المفرط للمياه بما يقدر بـ 3100 مليون متر مكعب تستخدم 94 % منها في الزراعة ويهدر حوالي 1900مليون متر مكعب في الري السطحي (التقليدي) والتبخر والتخلل العميق والجريان السطحي. كما أنه يتم تغذية المياه الجوفية بحوالي 2100 مليون متر مكعب عن طريق دورة الأمطار السنوية وبعجز مائي يقدر بحوالي 100 مليون متر مكعب/ سنة. هذا مؤشر خطير تجاه هذا المورد مما يستدعي تضافر كل الجهود الرسمية والشعبية للوقف أمام هذا الخطر لمورد المياه.
من هنا كانت المسؤولية مسؤوليتنا جميعا حيث لابد من العمل أولاً بالأسباب والعودة إلى الله بدءاً من قوله عز وجل (وَأَلَّوِ ٱسْتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَٰهُم مَّآءً غَدَقًا) الجن، وقال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) نوح. وقال تعالى (وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) التوبة.
وثانيا نعود إلى إرث الآباء والأجداد الذين كونوا حضارات اعتمدت في الأساس على الزراعة في أراضٍ صحراوية وشيدوا المدرجات ووطنوا الوديان. بدءاً من حضارة سبأ من سد مارب والذي يعتبر أكبر سد في بلادنا وفي الجزيرة العربية وأقدم سد في تأريخ الحضارات الزراعية والذي يثبت قدرة الإنسان اليمني على صنع التأريخ، تلتها الحضارة الحميرية التي كتب عنها التاريخ وفي أرض يحصب ثمانون سدا تقذف الماء سائلا.
وتؤكد شواهد التاريخ أن الحضارة اليمنية كان عمادها الأساسي هو العمل الزراعي وتكمن عظمة ذلك الإنجاز في أن اليمنيين تميزوا عن غيرهم من الأمم التي بنت الحضارات الزراعية الأولى في تأريخ البشرية بأن شيدوا حضارتهم في أرض لا أنهار فيها وتعتمد كليا على الأمطار الموسمية في زراعتها وقد تفنن اليمنيون الأوائل في الإبداع والابتكار وأوجدوا حضاراتهم من العدم.
تعمل مؤسسة بنيان التنموية جاهدة لرفع وعي المزارعين لأحياء المعارف والتقاليد المتوارثة في مجال حصاد المياه وأهمية الاستفادة من مياه الأمطار بأقصى ما يمكن تزامنا مع ما من الله علينا من الأمطار النافعة، وعلى أساس علمي يمكن المجتمعات من الاعتماد على الذات وبتنمية مستدامه. هذا سوف يؤدي إلى الحد والتخفيف من استنزاف المياه الجوفية التي تجمعت عبر ملايين من السنين ويتم استنزافها خلال عقود، متناسين الأجيال القادمة، وماذا تركنا لهم وماذا عملنا في مواردهم وحصتهم من المياه.
كما نؤكد من إيمانها بأن للأجيال القادمة حقهم في الموارد المائية فإن المؤسسة تعمل جاهدة لرفع الوعي في مجال تبني أنظمة الري الحديث وتقنيات الزراعة الحديثة، والذي سوف يعمل على الحد من استنزاف المياه الجوفية بما يعادل 40 – 60 % لتبقي لأبنائنا والأجيال القادمة. هذا بجانب فوائد الري الحديث الكثيرة التي تعمل على رفع مستوى دخل المزارعين وتحسين معيشتهم.
إعداد الفريق العلمي للإرشاد المجتمعي
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“صور من التراث السوري” تبرز غنى الموروث الثقافي السوري في دار الأوبرا بدمشق
دمشق-سانا
احتضن مسرح دار الأوبرا بدمشق فعالية “صور من التراث السوري”، التي نظّمتها وزارة الثقافة على مدى يومين، احتفاءً بالتنوع الثقافي في سوريا، عبر عروض فنية غنائية وراقصة عبّرت عن غنى النسيج الاجتماعي السوري وتعدديته.
وشهدت الأمسية الختامية حضور وزير الثقافة الدكتور محمد ياسين صالح، ووزير الاتصالات والتقانة الدكتور عبد السلام هيكل، والقائم بالأعمال المؤقت في السفارة التركية بدمشق السفير برهان كور أوغلو، إلى جانب عدد من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية، في مشهد يعكس التقدير للدور الذي تضطلع به الثقافة في تعزيز التماسك الاجتماعي.
تميّز برنامج الفعالية بتقديم لوحات موسيقية وغنائية مثّلت مكونات الثقافة السورية، من الأنغام الفراتية والإيقاعات الشركسية، إلى الأغاني الكردية، والألحان السريانية، والموسيقا الأرمنية، في تناغم فني يبرز التعدد الثقافي السوري بوصفه رصيداً وطنياً مشتركاً.
وقدّم الفنانون آلان مراد، و هدية السبيني، و سليمان حرفوش، وميرنا شمعون، وإسكندر عبيد، مجموعة من الأعمال المستوحاة من الذاكرة الغنائية السورية، استطاعت أن تلامس وجدان الجمهور وروحه.
وشكّل العرض الراقص أحد أبرز ملامح الأمسية، حيث تميّز كل لون ثقافي بزيّه التراثي الخاص، مبرزاً التنوع الثقافي كأحد مميزات الهوية السورية.
كما حظي معرض الحرف اليدوية التراثية باهتمام واسع من الضيوف، لما تمثّله هذه الحرف من قيمة ثقافية واقتصادية مزدوجة، فهي من جهة تجسّد الذاكرة الشعبية ومهاراتها المتوارثة، ومن جهة أخرى تساهم في توفير مصادر دخل للكثير من الأسر، وتفتح آفاقاً جديدة للاقتصاد الإبداعي السوري.
وجاءت هذه الفعالية في إطار جهود وزارة الثقافة لتعزيز التنوع الثقافي وصون الهوية الوطنية الجامعة، عبر إبراز غنى الموروث الثقافي السوري بمختلف أشكاله.
تابعوا أخبار سانا على