دائماً ما يسجل التاريخ لحظات انتصار أبطال القوات المسلحة، خاصةً فى يوم 6 أكتوبر المجيد الذي أصبح ولا يزال يوماً لا ينسى وهناك الكثير من الأبطال الذين لديهم الكثير من الأحداث التى يحتفظون بها في ذاكرتهم ووجدانهم ليرووها على مر العصور لتتوارثها الأجيال.

من هؤلاء البطل شاذلى حسن محمد من مواليد قرية القنادلة مركز إدفو محافظة أسوان، مواليد 1953 ذلك الرجل السبيعينى الذى أراد أن يوثق لحظات إنتصاره وأن يرويها كلما مر به الزمان ليكون شاهد عيان على إنتصارات إكتوبر المجيدة.

لذا تم توثيق ما قام به هذا البطل من خلال فيلم تسجيلي بعنوان "الفرقة 18" تدور أحداثه حول بعض ما دار في الحرب وقد دخل هذا الفيلم مسابقة التضامن الإجتماعى "بطل من بلدنا " وهو من إخراج زينب سعدى، مدير تصوير هيثم فهمى، تعليق صوتى إسماعيل خليفة، إعداد هيام إبراهيم فهمى، والذى روى فيه المهندس الزراعى شاذلى حسن محمد أحداث النصر المجيد، وكيف دفن رفاقه، وحال والدته التى احتسبته من الشهداء، ورحلة البحث عن أهل أصدقاؤه فى الفرقة 18 التى حالفهم الحظ ليكونوا من الشهداء، وأن يخبرهم بأنهم كانوا شهداء لهذا النصر العظيم.

موضحاً كل لحظة منذ وصوله للفرقة 18، وفترة التدريب فى ترعة الإسماعيلية لمدة 25يوم لكيفية عبور القناة، وكل التوقعات تؤكد إنه هناك خطة محكمة للعبور والنصر ليشير البطل المحارب شاذلى محمد حسن بإنه كان من ضمن القارب الثالث الذى عبر القناة يوم النصر، وكيف تسللوا خط بارليف ليصف صدمة العدو بالصمت وعدم إتخاذهم لأى رد فعل.

وأضاف البطل شاذلى حسن محمد بإنه كان من يحمل مدفعية تزن 166كيلو هو وثلاث من رفاقه، وأنهم لم يشعروا بها وسط هتافات الله واكبر التى علت أصوات الدبابات وضرب النار، وبالرغم من ثقل وزنها فى فترة التدريب.

وتابع البطل بأنه دفن رفاقه وحدد مكانهم وكتب ورقة صغيرة حتى يطمئن اهلهم كما وصوه فى حال إستشهاده، وهم الشهيد صلاح راشد ابن محافظة أسيوط، والشهيد الغيطانى ابن مدينة دمياط، والشهيد العجمى.

واختتم البطل شاذلى حسن محمد بأنه مازال يحمل النوتة التى كان يدون فيها وصايا أصدقاؤه وأنه بعد عودته من الجبهة بثلاث أشهر عاد ليجد والدته أحتسبته من الشهداء، وهو مازال يحتفظ بوصايا من رحلوا ولكن يحتفظ بهم فى وجدانه وتلك النوتة الصغيرة التى مسح من على سطورها بعض الكلمات والعناوين للشهداء فى رحلة بحث استمرت 40 عام ليصل لذويهم ويحكى لهم كيف أستشهدوا بكل عزة ونصر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قناة السويس أخبار قناة السويس ترعة الإسماعيلية نصر أكتوبر المجيد

إقرأ أيضاً:

خانه الجميع (1)

قضية قديمة مستمرة فى كل حقبة أدبية لابد أن ترى فيها مثقفاً مظلوماً منبوذاً، لعل أبرز من يعبر عن هذه الظاهرة الشاعر عبد الحميد الديب, والشاعر نجيب سرور, والكاتب السينمائى الجاد محمد حسن الذى أودعه أحد مراكز القوة فى الستينيات مستشفى الأمراض العقلية ليتزوج زوجته وصولا لبطل قصتنا اليوم الأديب محمد حافظ رجب الذى تلقى الطعنات من الجميع.

رحل الكاتب والقاص محمد حافظ رجب، عن عمر ناهز 86 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، بعد حياة مأساوية منذ ولادته فى 6 مايو عام 1935، حيث عمل بائعاً متجولاً بجوار سينما ستراند فى الإسكندرية، وعاملاً فى مصنع للحلويات.

أقام (رجب) بالقاهرة لفترة قصيرة، وعمل فى المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ثم عاد إلى الإسكندرية عام 1962، وأصدر مجموعاته القصصية «غرباء» عام 1968، و«الكرة ورأس الرجل، ومخلوقات براد الشاى المغلي، وحماصة وقهقهات الحمير الذكية، واشتعال رأس الميت، وطارق ليل الظلمات، ورقصات مرحة لبغال البلدية، وعشق كوب عصير الجوافة، ومقاطع من جولة ميم المملة».

وشارك «رجب» فى صباه فى تأسيس الرابطة الثقافية للأدباء الناشئين، وقد عرفته أرصفة الإسكندرية بائعاً للفول والسجائر وأوراق اليانصيب، وهو صبى صغير، ولم يحصل إلا على الشهادة الابتدائية، ونشرت قصصه الأولى فى جريدة «المساء» التى كان يشرف على ملحقها الأدبى الكاتب عبد الفتاح الجمل، ثم أسس مع آخرون رابطة لكتّاب الطليعة فى الإسكندرية عام 1956، حيث كتب الراحل لطفى الخولى أن مستقبل القصة ينبع من هذه الرابطة.

وكان «رجب» قد أطلق صيحته الشهيرة: «نحن جيل بلا أساتذة» التى أشعلت معركة أدبية فى الستينات، تصدى لها يحيى حقي، وظل حافظ رجب يكتب القصة القصيرة منتمياً إلى أدب اللامعقول، الذى يعتبر أحد رواده، وبعد أن تعرض لتجربة قاسية فى القاهرة، عاد إلى مسقط رأسه فى الإسكندرية، وانقطع عن الكتابة فترة من الوقت، واختفى تماماً من الحياة الثقافية، ثم عاد إلى الكتابة فى أوائل الثمانينات من القرن الماضى.

ولم نجد خيراً من أخيه الكاتب السيد حافظ، ليحدثنا عن عبقريته لذاك تركنا هذه المساحة ليغوص فى أعماق المأساة, مؤكدين أن كل كلمة يتحمل صاحبها مسئوليتها تماما, كما أن حق الرد مكفول لأى شخص عنده ما يخالف ذلك موثقاً بالدليل القاطع والبرهان الساطع.

يقول الكاتب السيد حافظ

«جاء من أقصى مدينة الاسكندرية رجل يسمى محمد حافظ رجب إلى القاهرة الساهرة وأحيانًا الكافرة كما قال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى فى ديوانه (مدينة بلا قلب) يحمل أحلامًا كبيرة ممتطياً جواد أفكاره الاشتراكية والعدالة الاجتماعية منبهرًا بالأدب الروسى والكاتب العالمى مكسيم جوركى و«دستوفيسكى»، وأن البسطاء والفقراء هم سر الأرض وملحها.. حين ترك الإسكندرية ترك الأسرة ترك أباه صاحب المطاعم فى شارع شكور (ثلاثة مطاعم متنوعة).. ترك أباه وحيدًا وهو الابن الأكبر الذى عاش له من أحد عشر طفلًا ولدتهم أمه فسموه تبركًا «الشحات».. فتزوج أبوه من سيدة فاضلة أخرى وأنجب منها تسعة أطفال عاش منهم أربعة (السيد كاتب معروف وله أكثر من 150 كتاباً مؤلفاً.. وأحمد وكيل وزارة التربية السابق وله كتابان .. والدكتور رمضان طبيب كتب ثلاثة وثلاثين كتابًا فى علوم الدين والطب.. والدكتور عادل باحث وكتب أكثر من 25 كتابًا فى الرياضة والسياسة .

قرر «رجب» أن يكون مثل طائر النورس لا يهدأ أبدًا واجه أباه وأعلن رفضه أن يكون معه فى التجارة والإشراف على المطاعم واشتكى والده من مصاريفه التى كان ينفقها فى شراء كتب الأدب، فهى تحتاج إلى ميزانية خاصة، فقرر الانفصال عن الأسرة والبحث عن وظيفة تمكنه من القراءة والكتابة لأنه كان يؤمن بمستقبل كبير وأنه سوف يصبح كاتبًا عالميًا

فماذا حدث هذا.ما يعرفه فى المقال القادم.

‏ [email protected]

مقالات مشابهة

  • "القصيبي" اول سباح سعودي يستعد للفوز ببطولة عالمية عبور المانش
  • في ذكرى 30 يونيو | مصطفى بكري يرصد أسرار أخطر عشرة أيام في تاريخ مصر (7).. الخيار الأخير
  • بمكبرات صوت.. مظاهرات بريطانية أمام البرلمان للعودة إلى الاتحاد الأوروبي
  • 7 شهداء وإصابة خطيرة خلال عدوان الاحتلال على مدينة جنين
  • غدا.. موعد حفل فرقة «سولورزم» بـ مسرح روم آرت
  • خانه الجميع (1)
  • غدًا.. فرقة "سولورزم" تحيي حفلا غنائيا على مسرح روم آرت
  • محمد الذايدي: ‏مسيرة تاليسكا مع النصر هاهاها أنا نصراوي .. فيديو
  • سينما زاوية تعرض «رسائل الشيخ دراز».. وناقد: فيلم تسجيلي بديع
  • صدور “عبور للقلب” لإيمان الرفاعي