ذكرى المولد النبوي مناسبة جامعة للمسلمين
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
أرسل الله نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى العالمين كافة، إلى جميع البشر، لم يخصه بقوم بعينهم، أو أمة بعينا، أو قبيلة معينة، بل أرسله إلى العالمين مبشرا ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.
ولذلك فإن ذكرى ميلاده تعد مناسبة عظيمة يجب الاحتفال والفرح بها من جميع المسلمين، هذه المناسبة التي ما إن تأتي حتى تتعالى الأصوات بين مؤيد لها وبين منكرا للاحتفال والفرح بقدومها، وبين محرم ومنكر لفعالياتها، نسمع أصوات نشاز، تنعق من هنا وهناك، تحرم وتجرم، وتنكر وتبطل مشروعية هذه الفعالية، بحجة واهية ومنها لم يحتفل الرسول بها، ولا الصحابة الأوائل والخلفاء والأمراء،… بينما هم يحتفلون بأعياد ميلادهم وبأعياد ميلاد أمرائهم وحكامهم، وبأعياد رأس السنة الميلادية، والأعياد الوطنية، وينفقون مئات الملايين ويقيمون الحفلات والرقص والغناء واللهو والمرح، والسهرات ويزينون الشوارع والبيوت والمؤسسات، ويعلقون اللافتات والصور في الشوارع، والمحال وغيرها، وهذا لم يكن في عهد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ولا عهد الصحابة والخلفاء والأمراء.
ذكرى المولد النبوي هي فرصة لتوحيد الأمة الإسلامية وجمع كلمتها، لأنها تخص نبيها ورسولها الذي لا خلاف عليه والكل مجمع أنه نبي الأمة جمعا…
فالاحتفال بمولده والفرح بهذه المناسبة ليس خاصا بدولة دون غيرها، وليس حكراً على حزب دون آخر أو طائفة دون طائفة، أو جماعة دون غيرها من الجماعات، بل هو من حق الجميع وعلى الجميع الاحتفال بها…
ومن يحتفل ويفرح يجب ألا يكون ذلك من باب المزايدة السياسية، ولا الدعاية الانتخابية، بل تعبيراً عن مدى الحب للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والارتباط به وبما جاء به، وكذلك أن الاحتفال والفرح بذكرى المولد النبوي الهدف منها إحياء سنته وغرس محبته وما جاء به في نفوس الأبناء والأجيال، ليظل راسخا في عقولهم وأذهانهم، ليعرفوا من هو نبيهم، ويتعرفون على سيرته ومناقبه وتعاليم الدين الذي جاء به، خاصة ونحن نعيش في عالم مفتوح، وأصبح العقل رهينة لما ينشر ويذاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي..
فما احوج الأمة الإسلامية لإحياء هذه المناسبة ومعها إحياء تعاليم الدين الإسلامي، ومنها المحبة والسلام وجمع الكلمة، وتوحيد الصف وحل الخلافات بتحكيم كتاب الله الذي جاء به نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد النبوي: الإيمان وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة وقت الأزمات
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ عبدالبارئ الثبيتي، المسلمين بتقوى الله تعالى تقوى من يرجو دار النعيم، حيث بيّن أن الحياة وتقلباتها وتحدياتها يجد الإنسان حاجته إلى الشعور بما يبدد القلق ويمنحه الطمأنينة ويبعد عنه الخوف والشك, مبينًا أن حسن الظن بالله يمضي بمسيرة حياة الإنسان بثقة اطمئنان وإذا أيقن الإنسان بأن الله يعده لمستقبل مشرق عاش بالأمل برحمة الله فتحركه قوة الإيمان إلى السعي والإبداع.
وقال الشيخ عبدالبارئ الثبيتي، إن من سنة الحياة الابتلاء الذي يأتي فجأة ليختبر الصبر ويزيد اليقين بحسن الظن بالله في تحول المحنة إلى منحة فالتوكل على الله غذاء حسن الظن بالله ومصدر للقوة المعنوية التي تحمي من اليأس في مواجهة الهموم وأن من توكل على الله بصدق تشرب قلبه الثقة بأن الله لن يخذله ويرى في الفتن طريقًا للنجاح وسلمًا للارتقاء وصقلاً للذات.
وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي، إلى أن في قصة مريم وهي في أشد لحظات الضيق حين لجأت وقت المخاض إلى جذع النخلة وكان حسن ظنها بالله راسخًا قال تعالى (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ).
وتابع الثبيتي: في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يتجلى حسن الظن بالله ففي الهجرة مع أبي بكر وقد حاصرهم الخطر قال أبوبكر للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لو أنَّ أحَدَهم نَظَر تحْتَ قدَمَيْه لَأبْصَرَنا»، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (ما ظنُّكَ يا أبا بَكرٍ باثْنَينِ اللهُ ثالثُهما).
وأوضح أن جل الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة أقسى الأزمات مبينًا أن الأمة مرت على مر العصور بأزمات خرجت منها أكثر قوة.
وبيّن أن حسن الظن بالله لا يعني التواكل والكسل وترك العمل بل هو محفز على الجد والاجتهاد, وأن من مقتضيات حسن الظن بالله بذل الجهد وخدمة دينه وأمته وبناء وطنه ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها) وقال جل من قائل (( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )).