عربي21:
2025-03-10@09:39:41 GMT

التّحالف الدوليّ والمستقبل السياسيّ العراقيّ!

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

تعود علاقات العراق والتّحالف الدوليّ بقيادة الولايات المتّحدة إلى الخامس من أيلول/ سبتمبر 2014، حيث شُكّل التّحالف بعد ثلاثة أشهر من سيطرة "داعش" على ثلث العراق.

ويضمّ التّحالف قوّات من ثمانين دولة، نحو 2500 عسكريّ أمريكيّ و1000 من بقيّة الدول، ويتمركزن بقواعد عسكريّة متفرّقة.

وغالبيّة الحوارات العراقيّة مع التّحالف تكون مع واشنطن كونها القائد الأقوى للتّحالف، وهي لم ترحل من العراق رغم إعلان بغداد انتصارها على "داعش" في العام 2017.



وعاد الحديث هذه الأيّام حول علاقة العراق بالتّحالف، وذلك بعد إعلان رئيس حكومة بغداد محمد شياع السوداني يوم 12 أيلول/ سبتمبر 2023 أنّ "العراق ليس بحاجة إلى أيّ قوّات قتاليّة"، وأنّ "اللجنة العراقيّة الأمريكيّة المشتركة ستعقد اجتماعها منتصف شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، لتحديد شكل العلاقة مع التّحالف الدوليّ".

وبعد أقلّ من أسبوع على تصريحات السوداني، أكّد المتحدّث باسم الخارجيّة الأمريكيّة أنّ تواجد القوّات الأمريكيّة في العراق "ضمن دور غير قتاليّ، وبناءً على دعوة الحكومة العراقيّة"!

وتأتي التصريحات العراقيّة بعد أقلّ من عامين على توقيع الرئيس الأمريكيّ جو بايدن ورئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، اتّفاقا يُنهي رسميّا المهام القتاليّة للقوّات الأمريكيّة في العراق نهاية العام 2021!

بعيدا عن الدور السابق للتّحالف في العراق، ومساهمته في حسم المعارك في المناطق التي سيطر عليها "داعش" وخصوصا بالدعم الجوّيّ، لا ندري كيف سيكون شكل العلاقة المستقبليّة بين العراق والتّحالف (الأمريكيّ/ الدوليّ)، وهل ستكون قائمة على أُسس العلاقات الدوليّة، وعدم التدخّل في إدارة العراق من قبل واشنطن؟ وهل ستكون شراكة قويّة أم فاترة وهشّة؟
وبعيدا عن الدور السابق للتّحالف في العراق، ومساهمته في حسم المعارك في المناطق التي سيطر عليها "داعش" وخصوصا بالدعم الجوّيّ، لا ندري كيف سيكون شكل العلاقة المستقبليّة بين العراق والتّحالف (الأمريكيّ/ الدوليّ)، وهل ستكون قائمة على أُسس العلاقات الدوليّة، وعدم التدخّل في إدارة العراق من قبل واشنطن؟ وهل ستكون شراكة قويّة أم فاترة وهشّة؟

وتدّعي واشنطن أنّها تريد من بغداد إفساح المجال أمام القوّات المسلّحة العراقيّة لأخذ دورها وتقليص دور القوى غير الرسميّة في إدارة الملفّ السياسيّ، ولكن هل تمتلك بغداد القدرة على ضبط ملفّ القوّات غير الرسميّة أو المليشيات؟

أظنّ أنّ هذه المعضلة تتنامى يوما بعد يوم، وفي النتيجة ستصل أيّ حكومة (وطنيّة) تريد فرض القانون إلى مرحلة كسر العظم مع تلك القوّات التي تمتلك قدرات موازية لإمكانيات الجيش والشرطة وأجهزة الأمن الرسميّة!

وقد يكون السؤال السابق لأوانه: ماذا لو عاد الرئيس دونالد ترامب لإدارة البيت الأبيض، وبالذات بعد رفض المحكمة العليا الأمريكيّة منعه من الترشّح للانتخابات الرئاسيّة القادمة، فكيف سيكون حينها شكل علاقات بغداد مع واشنطن/ التّحالف؟ وهل ستقبل إدارة ترامب بالتعايش مع حالتي الدولة واللا دولة القائمة في العراق، كما تفعل إدارة الرئيس بايدن الآن؟

والأمر العراقيّ الأغرب يتمثّل بتجاهل الزوايا السياسيّة المظلمة داخل العراق وخارجه.

فداخليّا ربّما تَتمثّل بحالة السكون الغامض لزعيم التيّار الصدريّ، مقتدى الصدر، الذي فاز في الانتخابات الأخيرة ومع ذلك اعتزل السياسة وترك أتباعه في حيرة مهلكة، وحتّى الساعة هنالك قلق من عدم إجراء الانتخابات المحليّة في شهر كانون الأوّل/ ديسمبر القادم، واحتماليّة تأجيلها لفسح المجال للتيّار للعودة إلى الملعب السياسيّ.

والأهم أنّ وزير الصدر المقرّب من زعيم التيار نشر الاثنين الماضي صورة للصدر بموقع "إكس" (تويتر سابقا) وعلّق عليها: "توكلنا على الله"! فهل هي إشارة لعودة الصدر وتيّاره للانتخابات وللعمليّة السياسيّة، أم هنالك خطوة صدريّة جديدة في العراق؟

والأعظم من كلّ ذلك ملفّ إدارة العراق دون إملاءات خارجيّة، وهذه واحدة من المهلكات فضلا عن تهريب العملة الصعبة، والذي تراه واشنطن من الملفّات التي أجهضت عقوباتها على طهران.

والزاوية الأخرى تمثّلت بالتطوّرات السياسيّة والقضائيّة الكبيرة لحزب تقدم بزعامة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، حيث تم في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 التهديد بمقاضاة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، واتّهامه "بتغييب آلاف الأبرياء إبان حقبته"، بعد أن اتّهم العبادي غالبيّة المُغيّبين بالإرهاب!

ومن زاوية منسيّة هنالك عشرات الكيانات ومئات الشخصيّات المعارضة خارج العراق وداخله، وتتعمد غالبيّة الحكومات والقوى السياسيّة التغاضي عن وجودهم، وتستمرّ بغلق الأبواب أمام أيّ تفاهمات مع القوى غير المتورّطة بدماء العراقيّين!

بناء الدولة لا يكون بالقبضة الحديديّة، بل يُفترض إتمام ملفّات حسّاسة ومنها المعارضة الداخليّة والخارجيّة، وإنهاء الأطراف المالكة للقوّة لمسرحيّة اختطاف المركب السياسيّ وتجاهل مكوّنات عراقيّة معارضة رصينة!
شعبيّا، خرجت في بغداد وبعض المحافظات في الأوّل من تشرين الأول/ أكتوبر الحاليّ مظاهرات شبابيّة لمناسبة الذكرى الرابعة لثورة تشرين، وقد ندّد المتظاهرون بحكومة السوداني، وهذا مؤشّر على الرفض لما آلت إليه العمليّة السياسيّة.

إنّ الحكومة القائمة اليوم ذات ألون محدّدة، ولا تمثّل بدقّة كافّة أطياف الشعب. وهذه إشكاليّة تنبغي معالجتها بحكمة، وليس بالتّجاهل وفرض منطق القوّة على المخالفين والمعارضين.

إنّ بناء الدولة لا يكون بالقبضة الحديديّة، بل يُفترض إتمام ملفّات حسّاسة ومنها المعارضة الداخليّة والخارجيّة، وإنهاء الأطراف المالكة للقوّة لمسرحيّة اختطاف المركب السياسيّ وتجاهل مكوّنات عراقيّة معارضة رصينة!

وكذلك وجوب إغلاق مهزلة الاعتقالات العشوائيّة، وضرورة التصويت على قانون العفو العامّ، وإعادة محاكمة الذين أُخذت اعترافاتهم بالإكراه، ومعالجة التهجير الداخليّ والخارجيّ، وغيرها من القضايا الشائكة وشبه المُستعصية!
وبخلاف هذه الخطوات فكلّ كلام عن استقرار للعراق هو نَسْج من الخيال وبعيد عن الواقع والمنطق!

فمتى تُحسم هذه الملفّات؟ وكيف؟ ومَنْ سيجرؤ على تحريكها في العراق؟

twitter.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق السياسة العراق امريكا السياسة التحالف الدولي المفقودين مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ة فی العراق الأمریکی ة العراقی ة السیاسی ة ملف ات

إقرأ أيضاً:

عضو بالحزب الجمهوري الأمريكي: ماسك ليس لديه خبرة في إدارة الحكومة

قال مالك فرانسيس، عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخص استثنائي ومحب للسيطرة، وغالبًا ما يتخذ قراراته بناءً على رؤيته الشخصية، حتى لو تعارضت مع آراء وزرائه، موضحًا أن أي وزير في إدارة ترامب يجب أن ينفذ أوامره بالكامل، وإلا فإنه سيتعرض للإقالة، مشيرًا إلى أن إيلون ماسك يعد "صديقه المدلل"، وبالتالي يحصل على استثناءات ومعاملة خاصة مقارنة بالوزراء الرسميين.

وأكد فرانسيس، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج "مطروح للنقاش"، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن تدخل ماسك في تسريح الموظفين الفيدراليين دون دراية بكيفية عمل الحكومة يعد قرارًا خاطئًا، موضحًا أن هناك قوانين تحمي هؤلاء الموظفين، مثل قوانين الخدمة المدنية والنقابات العمالية، مما سيؤدي إلى رفع آلاف الشكاوى ضد الحكومة، ومن المحتمل أن يفوز الموظفون المفصولون في هذه القضايا ويعودوا إلى وظائفهم.

وفيما يتعلق بالخلاف بين ماركو روبيو وماسك، أشار فرانسيس إلى أن هناك عدة ملفات خلافية، وليس فقط موضوع تقليص العمالة، فخلال فترة وجود روبيو في مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، كان من أشد المؤيدين لزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا وفرض عقوبات إضافية على روسيا، وهو نهج قد يتعارض مع توجهات ترامب تجاه الملف الروسي الأوكراني.

وأضاف أن تدخل ماسك في القضايا الحكومية قد يؤثر سلبًا على أعماله التجارية الخاصة، إذ إن جزءًا كبيرًا من المجتمع الأمريكي ضد ترامب، وقد يؤدي هذا إلى مقاطعة منتجاته، مما قد يضر بشركاته مثل تسلا، وختم فرانسيس حديثه بالقول: "لو كنت مكان ماسك، لما تدخلت في هذه الأمور السياسية الحساسة".

مقالات مشابهة

  • الطاقة الكهربائية: صيفا قاسيا على الشعب العراقي بعد انقطاع الغاز” الإيراني المقدس”
  • مستشار حكومي:ربط الاقتصاد الدولي بالاقتصاد العراقي يساهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام
  • عضو بالحزب الجمهوري الأمريكي: ماسك ليس لديه خبرة في إدارة الحكومة
  • إعلام إسرائيلي: مفاوضات واشنطن وحماس كادت تؤدي للإفراج عن الأمريكي إيدان ألكسندر
  • جامعة السليمانية الأولى بكوردستان والثامنة على العراق في تصنيف (SciMago) الدولي
  • السفير الأمريكي في العراق: استيراد الغاز الطبيعي خارج منظومة العقوبات
  • إقليم الجنوب: جدل التقسيم في المشهد العراقي
  • كردستان في معركة التوازن السياسي.. راقص بين عتمة الخلافات ونور المصالح
  • الرئيس الأمريكي: واشنطن قد تفرض رسوما جمركية متبادلة اعتبارا من اليوم
  • واشنطن تتحدث عن انتهاء الإعفاء الأمريكي للعراق لاستيراد الغاز الإيراني