قالت وزارة الدفاع السويدية، اليوم الجمعة، إنها قد تساهم بطائراتها الحربية من طراز "غريبن" في التحالف الغربي الذي يحاول إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا بسرعة، لكن فقط بعد السماح للسويد بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

 

كان العرض، المتضمن ضمن حزمة أسلحة بقيمة 200 مليون دولار وذخائر عيار 155 ملم وغيرها من الدعم الدفاعي لأوكرانيا، هو الخطوة الأخيرة في جهد دبلوماسي مستمر لإقناع تركيا بالتخلي عن اعتراضها على انضمام السويد إلى التحالف العسكري.

 

قالت وزارة الدفاع السويدية في بيان: "الدعم في شكل بطائراتها الحربية من طراز "غريبن" سيكون مشروطًا بانضمام السويد أولاً إلى الناتو".

 

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وافق مبدئياً على قبول السويد في يوليو، عشية القمة السنوية لحلف شمال الأطلسي في فيلنيوس، ليتوانيا. وقد تم الترحيب بهذه الخطوة في ذلك الوقت باعتبارها انتصارا دبلوماسيا من شأنه أن يظهر جبهة غربية موحدة ضد روسيا.

 

لكن منذ ذلك الحين، ماطل أردوغان، مستخدمًا حق النقض (الفيتو) الفعال ضد انضمام السويد كورقة مساومة. وفي الشهر الماضي، قال أردوغان إن تركيا ستوافق على انضمام السويد إلى الناتو بمجرد أن تمضي الولايات المتحدة قدماً في نقل طائرات مقاتلة من طراز F-16 إلى تركيا.

 

يأتي عرض السويد المشروط بتزويد بعض طائراتها الحربية من طراز "غريبن" أيضًا في الوقت الذي يتسابق فيه الناتو لتدريب الطيارين الأوكرانيين وأطقم الدعم على قيادة الطائرات المقاتلة الغربية - وهو ما يصفه المسؤولون والخبراء بأنه أحد أنظمة الأسلحة القليلة التي يمكن أن تغير مسار الحرب. 

 

كانت السويد قد رفضت في السابق الإفصاح عما إذا كانت ستتبرع بطائرات. لكن بيان وزارة الدفاع يوم الجمعة قال إنه سيراجع التدريب اللازم للطيارين الأوكرانيين وكذلك الدعم الذي قد تتلقاه ستوكهولم من تحالف الطائرات المقاتلة الغربية بينما تدرس ما إذا كانت ستعكس مسارها.

 

لأكثر من عام، منعت حكومة أردوغان عرض السويد، واتهمت الحكومة السويدية بإيواء الانفصاليين الأكراد الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السويد أوكرانيا و روسيا إرسال طائرات مقاتلة من طراز

إقرأ أيضاً:

من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية

 

في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية، هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.

أوروبا وأوكرانيا.. دعم غير محدود

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأوروبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كل أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة، ولا تكاد تخلو أي قمة أوروبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.

كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.

العرب وفلسطين.. عجز وتخاذل

في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة لأكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط، فالأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كل الشعارات القومية والإسلامية.

لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على إسرائيل كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.

المقاومة.. الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة

في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّد السيد القائد عبدالملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة، فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.

وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فإن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود، ولقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.

خاتمة

عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أوروبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب، وهذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتخاذ موقف يليق بحجم القضية.

إن ازدواجية المعايير لم تعد مجرد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكد السيد القائد عبدالملك الحوثي، فإن المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.

مقالات مشابهة

  • حلف الناتو يدعم أوكرانيا بـ 20 مليار يورو في أول 3 أشهر من 2025
  • تجاوزت 20 مليار يورو.. حجم مساعدات «الناتو» إلى أوكرانيا منذ بداية العام
  • هجمات روسية بطائرات مسيرة على أوكرانيا تخلف قتيلا وعدة جرحى بينهم طفل ورضيع
  • واشنطن تدرس توسيع مشاركة الحلفاء في المهام النووية للناتو
  • واشنطن مستعدة لدراسة توسيع عدد المشاركين في البعثات النووية للناتو
  • 12 مقاتلة سويدية وبريطانية تتدرب في بولندا على حماية قاعدة نقل أسلحة إلى أوكرانيا
  • لحظة اعتراض مقاتلة F-15 لطائرة صغيرة من طراز C182 .. فيديو
  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • وزير خارجية الاحتلال يُهاجم أرودغان على خلفية منع تركيا لـ "إسرئيل" من المُشاركة في مناورات للناتو
  • تصعيد غير مسبوق فى تركيا.. هل تتجه البلاد نحو مزيد من السلطوية؟