قال خبير المياه المصري عباس شراقي، إنه من حق المزارعين في السودان الذين تضرروا مباشرة طلب تعويضات من إثيوبيا مقابل الخسائر الاقتصادية التي لحقت بهم جراء التخزين الرابع لسد النهضة.

وصرح عباس شراقي في تصريح لـRT بأن هناك أضرارا بالغة لحقت بالمزارعين في السودان بسبب التخزين الرابع لـ"سد النهضة" من قبل إثيوبيا.

إقرأ المزيد "بعد فيديو جفاف النيل وتحذير مصر".. تعليق وصور تكشف عن القادم

وفي التفاصيل واستنادا إلى صور الأقمار الصناعية، أكد شراقي أنه يمكن ملاحظة استمرار تدفق مياه النيل الأزرق أعلى الممر الأوسط بنحو 250 مليون متر مكعب في اليوم.

وأضاف أن التخزين في سد الروصيرص بالسودان بدأ منذ انتهاء التخزين الرابع في 9 سبتمبر الماضي بنحو 24 مليار م3 عند منسوب 625 متر فوق سطح البحر، وإجمالى تخزين 41 مليار م3.

وأشار إلى أن الصور الفضائية يوم 6 أكتوبر 2023 بعد مرور 28 يوم على انتهاء التخزين الرابع، تظهر فتح بوابات سد الروصيرص لتتدفق المياه نحو سد مروى، الذي يقوم بتصريف المياه لتصل السد العالي مع منتصف الشهر الجاري.

وأردف بالقول "رغم هذا التخزين الكبير إلا أن عمل التوربينين مازال متوقفا للأسبوع الثالث على التوالي، مع استمرار غلق بوابتي التصريف.

وختم تصريحاته لـ RT بالتأكيد على أن المعاناة مستمرة لكثير من المزارعين على النيل الأزرق نتيجة حجز مياه الفيضان لهذا العام في "سد النهضة" والذي تزامن مع نقص معدل الأمطار في السودان.

وكان نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على منصة "X" (تويترسابقا)، قد تداولوا فيديو وصف بالكارثي لجفاف النيل الأزرق في السودان، مع توجيه رسالة لمصر "القادم أسوأ".

RT RT

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا سد النهضة سد النهضة أخبار مصر أخبار مصر اليوم الاقمار الصناعية الخرطوم القاهرة المياه سد النهضة نهر النيل التخزین الرابع فی السودان

إقرأ أيضاً:

مبادرة إيقاد مقابل بعثة جنيف: هل من خيط مشترك

 

مبادرة إيقاد مقابل بعثة جنيف: هل من خيط مشترك

فؤاد عثمان عبدالرحمن

 

في ظل الازمة المتفاقمة التي يواجهها السودان التي بلغت الحلقوم منذ اندلاع الحرب في 15 ابريل العام الماضي، يعاني بلدنا من وضع انساني كارثي غير مسبوق، يتحمل المدنيون فيه العبء الاكبر من الانتهاكات الجسيمة، وتواجه البلاد ازمة تشكل تحديا كبيرا للامن الاقليمي والدولي.

ذلك يثير تساؤلات فاحصة حول سعي المجتمع الاقليمي والدولي لمساندة السودان في تجاوز هذه المحنة، وحول كبح جماح الانتهاكات التي يمارسها الطرفان المتحاربان وحلفاؤهما المسلحون.

برزت عدة مبادرات هدفت لانهاء النزاع وحماية المدنيين، وفي مقدمة تلك المبادرات مبادرة ايقاد وتوصيات بعثة تقصي الحقائق والتي شكلت بواسطة مجلس حقوق الانسان بجنيف. مما يطرح تساؤلا جوهريا: هل هناك خيط مشترك يربط بين هاتين المبادرتين؟ وما دور السودانيين في تحديد مسار الحل؟.

المبادرة الاقليمية: إيقاد ورؤية الاستقرار

طرحت ايقاد مبادرة اسمتها (مقاربة مختلفة) في يوليو 2023، التي تهدف لانهاء الأعمال العدائية.

تضمن هذا الطرح حينها خيار نشر قوات الاحتياط الشرق افريقية (إيساف) التي اسست عام 2004، من خلال هذه الخيار، كانت ايقاد تأمل في توفير الحماية اللازمة للمدنيين وفتح ممرات انسانية امنة لتسهيل الوصول للمتضررين من الحرب.

إيساف تأسست العام 2004 بقرار من الاتحاد الافريقي عبر مجلس الأمن والسلم التابع له بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة شرق أفريقيا وفقا لما ذكر في تفويضها عند التأسيس، وتتألف من عناصر عسكرية وشرطية ومدنية، وتضم عشرة دول هي:

السودان، كينيا، اوغندا، رواندا، جيبوتي، اثيوبيا، سيشل، الصومال، جزر القمر، وبورندي. وتضم جنوب السودان بصفة مراقب.

وكان التدخل الابرز لها في دولتي الصومال 2011، وجنوب السودان 2014.

ونشر تلك القوات يتطلب الحصول على موافقة الحكومة المستضيفة، ويعتبر ذلك ضروريا لضمان دعم العملية وتحقيق الاهداف، وتستمد تفويضها من الاتحاد الافريقي أو بالتنسيق مع مؤسسات الامم المتحدة.

استندت خطوات الحل حينها عبر المبادرة على 6 محاور شملت:

1/ وقف دائم لاطلاق النار وتحويل الخرطوم لعاصمة منزوعة السلاح.

2/ إخراج قوات طرفي القتال لمراكز تجميع تبعد 50 كيلومترا عن الخرطوم.

3/ نشر قوات افريقية لحراسة المؤسسات الاستراتيجية في العاصمة.

4/ معالجة الاوضاع الانسانية السيئة الناجمة عن الحرب.

5/ إشراك قوات الشرطة والامن في عملية تامين المرافق العامة.

6/ البدء في عملية سياسية لتسوية الازمة بشكل نهائي.

قوبلت المبادرة برفض قاطع من الجيش عبر مساعد قائده العام ياسر العطا الذي اتهم كينيا الرئيسة حينها للجنة الرباعية بعدم الحياد وستقابل كقوات معتدية حال دخولها.

في حين رحبت القوى المدنية المشاركة باجتماع اديس ابابا بالمبادرة بوصفها فرصة لايجاد حل للازمة.

ذلك ابرز الانقسامات العميقة في الساحة السودانية.

في حين فسر البعض الأمر حينها على انه انعكاس لارادة اقليمية تتصدى لتحديات مشتركة.

بعثة جنيف: إستجابة حقوقية شاملة

أتت بعثة جنيف لتقصي الحقائق كما دبج عند تأسيسها كاستجابة للازمة الإنسانية والحقوقية الطاحنة والمتعاظمة وباهظة الكلفة بالسودان.

وجاء قرار تشكلها بواسطة مجلس حقوق الانسان بجنيف في أكتوبر 2023. وتمحورت مهامها حول التحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان وتوثيق الجرائم المرتكبة خلال النزاع.

حددت ولاية البعثة لفترة أولية مدتها عام، وقدمت تقريرها خلال اجتماع الدورة 57 سبتمبر 2024، وتضمن التقرير توصيات عديدة، وعدت الابرز دعوة البعثة لنشر قوات مستقلة لتوفير الحماية للمدنيين، مما فسره الحقوقيون بانه إنعكاس لالتزام المجتمع الدولي بمبدأ المساءلة.

هذه المبادرة لا تهدف فقط الي توثيق الانتهاكات بل تمثل دعوة للتعاون بين الاطراف الفاعلة ، بما في ذلك إيقاد والاتحاد الافريقي وفقا لماطلب منها _ أي اللجنة _ في بداية اعلان تشكيلها، وذلك بعقد حوارات تفاعلية معززة ، تشمل جملة أمور وجهات من ضمنها المؤسستين الاقليميتين.

وتسعى تلك التوصيات لتعزيز آلية حماية المدنيين، وتقديم الدعم للجهود الإنسانية.

إن الربط بين هذه التوصيات ومبادرة إيقاد يظهر إمكانية تحقيق نقطة تلاق بين الجهود الاقليمية والدولية، مما يتطلب حوارا شاملا ومفتوحا بين جميع الاطراف المعنية وهو ما ذكر سابقا بإجراء الحوارات التفاعلية المعززة.

إذا استطاعت الاطراف المعنية بما في ذلك القوى المدنية واطراف القتال الوصول لتوافق سياسي، فإن هذا قد يفتح الباب لتكامل بين خيارات إيقاد العسكرية وتوصيات بعثة جنيف. تلك الديناميات تشير إلى امكانية تشكيل قوة هجينة تجمع بين العناصر الاقليمية والدولية وهو ماقد يعزز فرص حماية المدنيين ويشكل خطوة نحو تحقيق الأمن المستدام، ولكن يبقى السؤال الجوهري، هل ستقبل حكومة الأمر الواقع ببورتسودان بذلك؟

قرائن الاحوال ومواقف الجيش المتعنتة تجاه أي بادرة تفاوض لاتقول ذلك مالم يتقدم عسكريا وفقا لمناصريه ومستشاريه ومحلليه، ولكن يظل الأمل معقودا، وهنا تكمن الارادة الحقيقية في إيدي السودانيين الذين يجب أن يكونوا هم القوة المحركة لايقاف الحرب واستدامة السلام، ومحاصرة داعمي استمرار الحرب واقناعهم بان الحلول المستدامة تتطلب إلتزاما حقيقيا من جميع الاطراف وينبغي أن تكون هناك ارادة حقيقية لتجاوز المصالح الضيقة والعمل من أجل المصلحة العامة.

ختاما تتطلب الازمة السودانية تنسيقا فعالا بين المبادرات الاقليمية والدولية ، ولكن يبقي الحل الاهم بايدي السودانيين لاغيرهم.

 

الوسومبعثة تقصي الحقائق حرب السودان مبادرة ايقاد

مقالات مشابهة

  • خبير مصري: نصف طائرات MQ9 الامريكية يعمل في اليمن
  • السودان: مناسيب النيل تتجاوز مستويات فيضان 1988 بولاية نهر النيل
  • حاكم اقليم النيل الأزرق يفتتح جناح الشهيد شكينيبة الطبي الخاص
  • عباس شراقي: ثبات مخزون سد النهضة عند 60 مليار م3
  • بعد الزلزال الرابع.. عباس شراقي: سد النهضة مهدد بالانهيار
  • زلزال قوي يضرب إثيوبيا: تكرار الظاهرة الزلزالية وتأثيرها على سد النهضة
  • ‏الجيش الإسرائيلي: اعتراض طائرة مسيرة دخلت المياه الاقتصادية الإسرائيلية في الشمال
  • خبير علاقات دولية: مخطط خبيث قديم يحاول نتنياهو تنفيذه
  • خبير دولي: نتنياهو يشعل جبهة لبنان لصرف الأنظار عن جرائم الإبادة في غزة
  • مبادرة إيقاد مقابل بعثة جنيف: هل من خيط مشترك