قال زعماء أوروبيون إن قادة التكتل الأوروبي أحرزوا في القمة الأوروبية المنعقدة في إسبانيا اليوم الجمعة خطوات إيجابية في مجال إصلاح نظام الهجرة لكن القمة اختتمت دون اعتماد إعلان نهائي في شأن الهجرة غير الشرعية لمعارضة بولندا وهنغاريا.
واتفق رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مدينة (غرناطة) الأندلسية على ضرورة مواصلة العمل داخل الاتحاد وبذل الجهود للتصدي لشبكات الاتجار بالبشر وتعميق التعاون مع دول المنشأ والعبور وبشكل خاص تونس.


وجاء ذلك عقب انتهاء أعمال الاجتماع غير الرسمي للمجلس الأوروبي بمشاركة رؤساء الدول والحكومات ال 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مدينة (غرناطة) الأندلسية ضمن إطار رئاسة إسبانيا الدورية للاتحاد التي تستمر حتى 31 ديسمبر المقبل.
وحالت معارضة بولندا وهنغاريا لنص إصلاح سياسية الهجرة في أوروبا الذي توصل إليه سفراء دول التكتل خلال اجتماعهم في العاصمة البلجيكية (بروكسل) يوم الأربعاء الماضي دون اعتماد إعلان نهائي في (غرناطة) في شأن الهجرة غير الشرعية على الرغم من المساعي الاسبانية والأوروبية.
ومن جانبه اعتبر رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان على هامش مشاركته في الاجتماع أن هنغاريا وبولندا تعرضتا لما وصفه ب «الاغتصاب القانوني» في إشارة إلى قرارات إصلاح نظام اللجوء الأوروبي التي اتخذت بأصوات الأغلبية المؤهلة وليس بالإجماع.
ومن جهته أعرب رئيس وزراء بولندا ماتيوز موارفيتسكي عن رفضه إملاءات برلين بخصوص قبول المهاجرين غير الشرعيين علما أن البلدين يعترضان بشكل رئيس على نظام توزيع طالبي اللجوء على بلدان التكتل الأوروبي والمساهمات المالية.
وطغت قضية الهجرة غير الشرعية التي طلبت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجا ميلوني إدراجها على جدول أعمال القمة على النقاط الرئيسية التي كان من المتوقع ان تتناولها القمة وهي توسعة الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030 إلى 35 دولة وكذلك الأجندة الاستراتيجية للسنوات الخمس المقبلة.
من جهة أخرى قال القادة الأوروبيون في المؤتمر الصحافي إن زعماء التكتل الأوروبي اتفقوا أيضا على مواصلة دعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا فيما تناولوا بعمق قضية توسيع الاتحاد الأوروبي مع التركيز على ثلاث نقاط هي تكيف السياسات الداخلية للاتحاد وكيفية اتخاذ القرارات واعتماد الموازنة.
وشددوا على أن الانضمام إلى النادي الأوروبي يعتمد على الاستحقاقات لافتين إلى انه لا يوجد طرق مختصرة أو آليات انضمام بل يجب على الدول المرشحة أن تستوفي جميع الشروط في الوقت الذي يجب فيه على الاتحاد الأوروبي أن يكون أيضا مستعدا للترحيب بالأعضاء الجدد.
وعلى صعيد الاستقلال الاستراتيجي المفتوح شدد الزعماء الأوروبيون على ضرورة تعزيز النسيج الاقتصادي الأوروبي وتعزيز الاستثمارات لاسيما في الطاقات المتجددة والنظيفة لتقليل الاعتماد على دول ثالثة مثل الصين وروسيا.
وأشادوا في هذا السياق بالتقدم المحرز في مجال تقليل الاعتماد على موارد الطاقة الروسية من الغاز والبترول لدرجة فاق فيها انتاج الكهرباء من طاقتي الشمس والرياح انتاجه من الغاز في الأشهر الماضية فيما شددوا في الوقت نفسه على ضرورة الانفتاح على دول أخرى والتواصل الفاعل مع الأطراف الثالثة في عالم متعدد الأقطاب.
ووصف الاسباني سانشيز والزعيمين فون دير لاين وميشيل القمة بالناجحة مشيدين بمخرجاتها فيما لفتوا إلى أنها تمهيد وإعداد للقمة المنتظرة في نهاية العام الجاري.
وتتمتع ثماني دول حاليا بوضع مرشح رسمي للعضوية في الاتحاد الأوروبي وهي أوكرانيا وتركيا ومولدوفا وألبانيا والبوسنة والهرسك والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية وصربيا في حين أن هناك دولتين مرشحتين محتملتين هما جورجيا وكوسوفو.
ويأتي الاجتماع بعد يوم من الاجتماع الثالث للمجموعة السياسية الأوروبية بمشاركة قادة 45 دولة بينهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي طالب القادة الأوروبيين بمزيد من المساعدات لأوكرانيا في زيارته الرسمية الأولى لإسبانيا.

المصدر: الراي

كلمات دلالية: الهجرة غیر الشرعیة الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

المغرب مُصدِّر رئيسي للأسمدة نحو الاتحاد الأوروبي

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي 

عزز المغرب مكانته في شهر يوليوز الماضي، كثاني أكبر مورد للأسمدة إلى الاتحاد الأوروبي، خلف روسيا مباشرة، بحسب بيانات وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي، التي أكدت أن المملكة ضاعفت صادراتها من الأسمدة ثلاث مرات، لتصل إلى 111 مليون أورو، مما يؤكد الأهمية المتزايدة للمغرب في قطاع الأسمدة، وهو مجال تتفوق فيه البلاد بفضل احتياطياتها الهائلة من الفوسفات.

وتضاعف إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الأسمدة خلال نفس الفترة، ليصل إلى 643 مليون يورو، حيث لا تزال روسيا المورد الرئيسي للاتحاد الأوروبي، بحصة تبلغ 31% من إجمالي الواردات، وهي أعلى نسبة منذ مارس 2022، بالإضافة إلى تميز المغرب بقدرته على زيادة صادراته بسرعة، مما يدل على قدرته التنافسية في السوق الدولية.

وإلى جانب المغرب، تمكنت مصر أيضًا من زيادة صادراتها، حيث وصلت قيمتها إلى 85 مليون يورو، بزيادة 1.4 نقطة، تليها الجزائر وكندا بمبلغ 37 مليون و 27 مليون أورو على التوالي في قيمة تصدير الأسمدة، وهي الأرقام التي توضح الدينامية الإقليمية حيث تلعب دول شمال أفريقيا دورا مهما في إمدادات الأسمدة لأوروبا.

ويمتلك المغرب أكبر احتياطي من الفوسفاط في العالم، مما يمنحه ميزة استراتيجية لا يمكن إنكارها، حيث نجح المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، بفضل الاستثمارات الضخمة في تحديث بنيته التحتية واستراتيجية التوسع الدولي، في زيادة إنتاجه وتنويع أسواقه.

ويعد الفوسفات ضروريا لإنتاج الأسمدة، والتي بدورها تعتبر ضرورية للزراعة العالمية، ومن خلال زيادة صادراته، يساهم المغرب ليس فقط في نموه الاقتصادي، بل أيضا في الأمن الغذائي العالمي، حيث تُستخدم الأسمدة الفوسفاطية المغربية في العديد من البلدان لتحسين المحاصيل الزراعية، وهو أمر مهم بشكل خاص في سياق النمو السكاني وتغير المناخ.

ونفذ المكتب الشريف للفوسفاط استراتيجية طموحة لتعزيز حضوره في الأسواق الدولية، شملت إقامة شراكات مع شركات أجنبية، والاستثمار في مشاريع التنمية المستدامة، وفتح مصانع إنتاج جديدة، كالمصنع الجديد لإنتاج الأسمدة في إثيوبيا، بشراكة مع الحكومة الإثيوبية، الذي يهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على الأسمدة في شرق إفريقيا وتعزيز مكانة المغرب كمورد رئيسي في المنطقة.

وبالإضافة إلى ذلك، يضاعف المكتب الشريف للفوسفاط استثماراته في البحث والتطوير لتحسين كفاءة منتجاتها والحد من تأثيرها البيئي، حيث تعمل الشركة على تقنيات مبتكرة لإنتاج أسمدة صديقة للبيئة، باستخدام مصادر الطاقة المتجددة وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.

ويتمتع المغرب بوضع جيد لمواصلة لعب دور رائد في صناعة الفوسفاط على المستوى العالمي، وبفضل الاحتياطيات الوفيرة والبنية التحتية الحديثة واستراتيجية التوسع المحددة جيدًا، فإن البلاد مستعدة لتلبية الطلب المتزايد على الأسمدة في جميع أنحاء العالم، حيث يبرهن أداء المملكة مؤخرا باعتبارها ثاني أكبر مورد للأسمدة نحو الاتحاد الأوروبي على قدرتها على التكيف مع تطورات السوق واغتنام فرص النمو.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي: اجتماع استثنائي لمناقشة التصعيد الإسرائيلي في لبنان اليوم
  • السوداني يدعو الاتحاد الأوروبي إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان
  • تنفيذ 3 دورات بالغربية والبحيرة حول البدائل الإيجابية الآمنة للحد من الهجرة غير الشرعية
  • بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا ترحب بالاتفاق حول مصرف ليبيا المركزي
  • دول الاتحاد الأوروبي تدعو مواطنيها لمغادرة لبنان بعد اغتيال نصر الله
  • جدل واسع يصاحب لوحة إشهارية تحث الشباب على التمسك بالوطن وعدم الهجرة غير الشرعية
  • الاتحاد الأوروبي يرفض الإعدامات التي تجري في العراق
  • المغرب مُصدِّر رئيسي للأسمدة نحو الاتحاد الأوروبي
  • كوريا الجنوبية تجري "محادثات بناءة" بشأن تقاسم تكاليف الدفاع مع الولايات المتحدة
  • الاتحاد الاشتراكي المغربي: الشرعية الدولية غائبة في القضية الفلسطينية