إسبانيا: القمة الأوروبية تخفق في التوصل إلى اتفاق في شأن الهجرة غير الشرعية
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
قال زعماء أوروبيون إن قادة التكتل الأوروبي أحرزوا في القمة الأوروبية المنعقدة في إسبانيا اليوم الجمعة خطوات إيجابية في مجال إصلاح نظام الهجرة لكن القمة اختتمت دون اعتماد إعلان نهائي في شأن الهجرة غير الشرعية لمعارضة بولندا وهنغاريا.
واتفق رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مدينة (غرناطة) الأندلسية على ضرورة مواصلة العمل داخل الاتحاد وبذل الجهود للتصدي لشبكات الاتجار بالبشر وتعميق التعاون مع دول المنشأ والعبور وبشكل خاص تونس.
وجاء ذلك عقب انتهاء أعمال الاجتماع غير الرسمي للمجلس الأوروبي بمشاركة رؤساء الدول والحكومات ال 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مدينة (غرناطة) الأندلسية ضمن إطار رئاسة إسبانيا الدورية للاتحاد التي تستمر حتى 31 ديسمبر المقبل.
وحالت معارضة بولندا وهنغاريا لنص إصلاح سياسية الهجرة في أوروبا الذي توصل إليه سفراء دول التكتل خلال اجتماعهم في العاصمة البلجيكية (بروكسل) يوم الأربعاء الماضي دون اعتماد إعلان نهائي في (غرناطة) في شأن الهجرة غير الشرعية على الرغم من المساعي الاسبانية والأوروبية.
ومن جانبه اعتبر رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان على هامش مشاركته في الاجتماع أن هنغاريا وبولندا تعرضتا لما وصفه ب «الاغتصاب القانوني» في إشارة إلى قرارات إصلاح نظام اللجوء الأوروبي التي اتخذت بأصوات الأغلبية المؤهلة وليس بالإجماع.
ومن جهته أعرب رئيس وزراء بولندا ماتيوز موارفيتسكي عن رفضه إملاءات برلين بخصوص قبول المهاجرين غير الشرعيين علما أن البلدين يعترضان بشكل رئيس على نظام توزيع طالبي اللجوء على بلدان التكتل الأوروبي والمساهمات المالية.
وطغت قضية الهجرة غير الشرعية التي طلبت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجا ميلوني إدراجها على جدول أعمال القمة على النقاط الرئيسية التي كان من المتوقع ان تتناولها القمة وهي توسعة الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030 إلى 35 دولة وكذلك الأجندة الاستراتيجية للسنوات الخمس المقبلة.
من جهة أخرى قال القادة الأوروبيون في المؤتمر الصحافي إن زعماء التكتل الأوروبي اتفقوا أيضا على مواصلة دعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا فيما تناولوا بعمق قضية توسيع الاتحاد الأوروبي مع التركيز على ثلاث نقاط هي تكيف السياسات الداخلية للاتحاد وكيفية اتخاذ القرارات واعتماد الموازنة.
وشددوا على أن الانضمام إلى النادي الأوروبي يعتمد على الاستحقاقات لافتين إلى انه لا يوجد طرق مختصرة أو آليات انضمام بل يجب على الدول المرشحة أن تستوفي جميع الشروط في الوقت الذي يجب فيه على الاتحاد الأوروبي أن يكون أيضا مستعدا للترحيب بالأعضاء الجدد.
وعلى صعيد الاستقلال الاستراتيجي المفتوح شدد الزعماء الأوروبيون على ضرورة تعزيز النسيج الاقتصادي الأوروبي وتعزيز الاستثمارات لاسيما في الطاقات المتجددة والنظيفة لتقليل الاعتماد على دول ثالثة مثل الصين وروسيا.
وأشادوا في هذا السياق بالتقدم المحرز في مجال تقليل الاعتماد على موارد الطاقة الروسية من الغاز والبترول لدرجة فاق فيها انتاج الكهرباء من طاقتي الشمس والرياح انتاجه من الغاز في الأشهر الماضية فيما شددوا في الوقت نفسه على ضرورة الانفتاح على دول أخرى والتواصل الفاعل مع الأطراف الثالثة في عالم متعدد الأقطاب.
ووصف الاسباني سانشيز والزعيمين فون دير لاين وميشيل القمة بالناجحة مشيدين بمخرجاتها فيما لفتوا إلى أنها تمهيد وإعداد للقمة المنتظرة في نهاية العام الجاري.
وتتمتع ثماني دول حاليا بوضع مرشح رسمي للعضوية في الاتحاد الأوروبي وهي أوكرانيا وتركيا ومولدوفا وألبانيا والبوسنة والهرسك والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية وصربيا في حين أن هناك دولتين مرشحتين محتملتين هما جورجيا وكوسوفو.
ويأتي الاجتماع بعد يوم من الاجتماع الثالث للمجموعة السياسية الأوروبية بمشاركة قادة 45 دولة بينهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي طالب القادة الأوروبيين بمزيد من المساعدات لأوكرانيا في زيارته الرسمية الأولى لإسبانيا.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: الهجرة غیر الشرعیة الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
ميلوني: التهديد الروسي "أكبر مما نتصور"
قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، الأحد، إن روسيا تشكل تهديداً أكبر لأمن الاتحاد الأوروبي من مجرد قضايا الدفاع، إذ يمكن لموسكو استخدام الهجرة غير المشروعة، وقضايا أخرى لزعزعة أمن التكتل.
واستضافت فنلندا زعماء إيطاليا والسويد واليونان، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي لمناقشة الأمن في منطقة الشمال والبحر المتوسط، بالإضافة لتحديات الهجرة في جنوب أوروبا.
وقالت ميلوني في مؤتمر صحافي عند سؤالها عن روسيا: "علينا أن نفهم أن التهديد أكبر بكثير مما نتصور".
وأضافت أن الخطر على أمن الاتحاد الأوروبي من روسيا، أو من أي كيان آخر لن يتوقف بمجرد انتهاء الصراع في أوكرانيا، ويجب على الاتحاد الأوروبي أن يكون مستعداً لذلك.
وأوضحت "الأمر يتعلق بديمقراطيتنا، ويتعلق بالتأثير في الرأي العام، ويتعلق بما يحدث في أفريقيا، ويتعلق بالمواد الخام، ويتعلق باستغلال الهجرة. نحتاج إلى أن ندرك الفكرة الأوسع للأمن".
وحثت ميلوني الاتحاد الأوروبي على بذل المزيد من الجهود لحماية حدوده، وعدم السماح لروسيا أو أي "منظمة إجرامية" بتوجيه تدفقات الهجرة غير المشروعة.
واتهمت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل فنلندا وإستونيا، روسيا بالسماح لمهاجرين غير شرعيين من الشرق الأوسط وأماكن أخرى بالدخول إلى دول التكتل عبر روسيا دون إجراء عمليات فحص وتفتيش مناسبة، مما يضر بأمن الاتحاد الأوروبي.
وتنفي موسكو تعمد دفع المهاجرين غير الشرعيين إلى الاتحاد الأوروبي.
وقالت ميلوني إن الاتحاد الأوروبي كان مخطئا في التعامل مع قضية الهجرة على مدى سنوات، إذ تناولها ببساطة من حيث تقاسم الأعباء فحسب.
وتابعت: "معالجة قضية الهجرة غير المشروعة كنقاش قائم على التضامن فقط كان خطأ... النتيجة هي أننا لم نتمكن من حماية حدودنا... نريد الدفاع عن حدودنا الخارجية، ولن نسمح لروسيا أو المنظمات الإجرامية بزعزعة أمننا".
وأضافت أن حلف شمال الأطلسي يظل "حجر زاوية" لأمن الاتحاد الأوروبي، لكن على التكتل أيضا التصدي لتحديات أوسع نطاقاً.
وأردفت قائلة: "الأمن يعني أيضا البنية التحتية الضرورية ويعني الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والمواد الخام وسلاسل الإمداد. ويعني سياسة خارجية وتعاون جديد وأكثر فعالية، ويعني (معالجة ملف)الهجرة".