أبرز خطط الاحتلال للسيطرة على المسجد الأقصى.. تتعزز في الأعياد اليهودية
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
مع قرب انتهاء فترة الأعياد اليهودية الحالية واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة والحرم الإبراهيمي بالخليل وغيرهما، تسلط "عربي21" الضوء على تفاصيل فترة الأعياد اليهودية التي يجري فيها تصعيد الانتهاكات الإسرائيلية ضد المقدسات في فلسطين المحتلة.
ارتفاع أعداد المقتحمين
وتلبية لدعوات "منظمات الهيكل" المزعوم والجماعات اليهودية المتطرفة، تصاعدت اقتحامات مجموعات المستوطنين والمتطرفين اليهود الكبيرة للمسجد الأقصى المبارك خلال الأيام الماضية التي تزامنت مع "عيد العرش" اليهودي، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة وحراسة القوات الخاصة التي اقتحمت المسجد، علما أن اقتحام الأقصى يتم في جميع أيام الأسبوع ما عدا الجمعة والسبت، وشهدت باحاته انتهاكات شاذة مست بحرمة المسجد الإسلامي الخالص.
وبحسب ما أكدته إدارة المسجد الأقصى لـ"عربي21"، فقد تضاعف أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى وبلغ عددهم أمس الخميس 1178، وقبله الأربعاء في 1459 متطرفا، والثلاثاء الماضي أكثر من 800، ويوم الاثنين وصل عددهم 1489 متطرفا.
وتنوعت انتهاكات المقتحمين وسلوكياتهم التي تمس حرمة المسجد الأقصى؛ وتمكن بعضهم من إدخال قرابين نباتية داخل الأقصى، إضافة لاستمرارهم في استفزاز مشاعر المسلمين والتضييق عليهم وإخراج بعضهم من المسجد، وإقامة المتطرفين لصلوات تلمودية والرقص والغناء داخل باحات المسجد وعلى أبوابه، وقيام قوات الاحتلال بالاعتداء على المرابطات المبعدات عن الأقصى واعتقال بعضهن، إضافة لمنع الشباب من دخول الأقصى وإعاقة دخول النساء وكبار السن.
وعن تفاصيل كافة الأعياد اليهودية التي يجري فيها تصعيد اقتحامات المسجد الأقصى، وأهم الانتهاكات للمقدسات الإسلامية، أوضح الباحث والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي وشؤون القدس، صالح لطفي، أن هناك " علاقة طردية تطورت منذ احتلال المسجد الأقصى عام 1967 والاقتحامات اليهودية له، وترافقت هذه الاقتحامات من حيث زخمها وتعاظمها وتطورها مع ثلاثة معالم شهدها المجتمع الإسرائيلي".
تحويل سوق القطانين لكنيس يهودي
وذكر في حديثه لـ"عربي21"، أن هذه المعالم تمثلت في "تغلغل الدين في المجتمع الإسرائيلي وانتقاله من العلمانية المحضة إلى قبول الدين في تصاريف الحياة وتقبل قيمه وأفكاره ومنها موضوع المسجد الأقصى، بزعمه أنه حق يهودي خالص ومنة إلهية اعتدى فيها المسلمون على هذا الحق الإلهي الممنوح لشعب الله المختار (حسب عقيدهم المحرفة)، وأيضا تغلغل التيار الديني الصهيوني في مفاصل الدولة وخاصة الأمني وسيطرته على بلدية القدس المحتلة وفرض أجنداته السياسية المنبثقة من البعد العقدي على عموم القدس والبلدة القديمة عبر سياسات التهويد للأرض؛ إما بمصادرتها أو فرض وقائع جديدة من مثل اقتحام البيوت وإخراج أهلها منها والاستيطان فيها وشمل ذلك البلدة القديمة؛ ابتداء من هدم حي المغاربة وإقامة الحي اليهودي وتعزيز اقتحام البيوت وتشريد أهلها منها وسلبها والاستيطان فيها سعيا لمحاصرة الأقصى".
ونوه الباحث إلى أنه "بعد 2005، أي مع انتهاء الانتفاضة الثانية وعودة الاحتلال إلى المسجد بشراسة أكثر، أقر ما يطلق عليه التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وبدأ بدوريات (اقتحامات الفترة الصباحية) صباحية تبدأ من الساعة السابعة صباحا وحتى ما قبيل صلاة الظهر، ومع عام 2015 بدأت بدورية أخرى ما بعد الظهر (اقتحامات الفترة المسائية)، وقبل أيام قليلة طلب إيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي) رسميا من بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال) جعل المسجد مفتوحا لليهود على مدار الـ24 ساعة على غرار المسجد الإبراهيمي في الخليل، ويبدو أن نتنياهو متجهٌ نحو إقرار هذه الخطوة إذا ما تحصل على موافقة أو غض طرف من السعودية راعية منظمة التعاون الإسلامي، وتحقيق صمت تركي لا يتجاوز التنديد والندب".
وأكد أن "هذه المسيرة (التهويد) تتعزز باستمرار عبر الأعياد اليهودية التي تشكل الرافعة العملية لزيادة وتيرة الاقتحامات من جهة ولفرض سياسات جديدة من جهة أخرى، وهذه تجلت بوضوح في هذه الاقتحامات التي بدأت مع منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي وتنتهي مع نهاية الأحد المقبل".
وأوضح أن انتهاكات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة تتنوع وتتصاعد خلال فترة الأعياد، حيث "أغلق سوق القطانين ومنع أصحاب المحال التجارية من فتح محالهم وتحول السوق لمنطقة صلوات يهودية، وصرحت قيادات دينية نافذة من "الصهيونية الدينية" و"القومية الدينية" بالعمل على جعل السوق، منطقة صلوات تلمودية؛ أي تحويله إلى كنيس، وإذا تحقق هذا الطرح عمليا، نكون قد خسرنا منطقة ثانية داخل البلدة القديمة بعد خسارتنا باب المغاربة، خاصة وأن سوق القطانين يسيطر على حيز منه جمعيات صهيونية-دينية، ما يشكل تكئة عملياتية للسيطرة عليه، حيث يدلف السوق مباشرة للمسجد الأقصى، وبذلك تكون أحد أهم روافد المسجد قد أغلقت أمام المصلين من جهة وتحولت إلى بؤرة استيطانية تزحف سريعا نحو المسجد، وهذا يتساوق وطرح بن غفير الرسمي لنتنياهو بفتح المسجد للمقتحمين اليهود على مدار الساعة".
الأعياد أداة للسيطرة والتهويد
ولفت لطفي، إلى أن "القوى "الصهيو-دينية" و"الحاريدالية" و"القومية اليهودية"، تعمل على تحقيق سيطرتها على المسجد الأقصى من خلال ثلاثة أدوات مباشرة مستعينة بالسلطات الاحتلالية وهي؛ الاقتحامات اليومية الممنهجة والمبرمجة عبر جمعيات تعلن رسميا عن مواعيد السفر من المستوطنات إلى المسجد لاقتحامه وتقلهم مجانا بل وتمنح بعضهم مكافآت على ذلك، وكلهم من اتباع تياري الصهيونية الدينية والقومية اليهودية، والأعياد التي تشكل عنصر جذب لليهود من مختلف أنحاء فلسطين التاريخية، ويتم نقلهم عبر حافلات مجانا إلى حائط البراق، وبعضهم يشارك في اقتحامات المسجد الأقصى، وأخيرا الدعوات الخاصة التي تصدر عن عناوين مهمة من حاخامات التيارين السابقين أو من جماعات شبابية تتبع حزب "الليكود" وجموع التيار المحافظ إلى جانب الاقتحامات الدورية المتعمدة للجنود والمنتمين للأجهزة الأمنية على اختلاف مسمياتها (منها المخابرات)؛ ضمن ما يعرف بالدعم العقدي والمعنوي للجنود وربطهم بالمسجد تحت زعم أنه حقهم لهم يجب تحريره آجلا أم عاجلا".
وتاليا أهم تلك الأعياد اليهودية لعام 2023 التي يتم فيها اقتحام المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي في الخليل، وقبر يوسف في نابلس:
"ليلة التاسع من آب/ أغسطس"
وهذه تأتي بتاريخ 26 حزيران/يونيو 2023، وهو يوم صيام يهودي، متعلق بـأحداث تدمير الهيكل المزعوم، وابتدعت التيارات الدينية فكرة اقتحام المسجد الأقصى بزعم أنه مكان الهيكل، حيث المطالبة ببناء الهيكل الثالث تبعا لتأسيس "إسرائيل" التي هي "البيت الثالث"، واستمرت الاقتحامات على مدار يومين أي 26 و27، ويمتاز بالاقتحامات المكثفة تحت حماية شرطية أمنية إسرائيلية كبيرة.
"رأس السنة العبرية"
يأتي في الفترة ما بين 15-17 أيلول/سبتمبر 2023، حيث نفذت فيه اليوم الأخير فيه والذي صادف يوم الأحد اقتحامات مكثفة للمسجد الأقصى المبارك.
"يوم وليلة الغفران"
يصادف تاريخ 24-25 أيلول/سبتمبر 2023، وتمت فيه اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى من التيار الديني الصهيوني والقومي فيما لا يدخله تيار الحريديم.
"عيد العرش"
يستمر 8 أيام، بدأ من يوم 29 أيلول/ سبتمبر ويستمر حتى اليوم 6 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبدأ المستوطنون والمتطرفون اليهود بتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بحماية أمنية، وامتدت هذه الفترة من الأحد الماضي حتى أمس الخميس، بكثافة عالية في الاقتحامات، خاصة من اليمين المشكل لمختلف التيارات المحافظة و"الدينية الصهيونية" و"القومية والحاريدالية" والحريدية، وفي هذه الأيام شدد الاحتلال الإجراءات القمعية على المرابطين والمصلين وسعى لتفريغ المسجد من المصلين.
وبلغ أعداد المقتحمين للمسجد خلال "عيد العرش" وصل إلى 5232 متطرفا، وهذا الرقم هو الأعلى منذ عام 1967 بفضل سياسات بن غفير وسموتريتش، ونوه لطفي إلى أنه "مع كل جهودهم المكثفة ودعاياتهم عبر منصات التواصل، إلا أن الأعداد التي شاركت في الاقتحامات، لم تكن مرضية للذين عملوا على تحضير وتهيئة الأجواء سواء من الأطراف الحكومية أو الأمنية والشرطية، وحتى من الحاخامات ومقاولي تجميع وتسفير اليهود من مستوطناتهم إلى المسجد الأقصى".
"سمحات توراه/ ابتهاج التوراة"
يحتفلون في هذا العيد، بـ"إكمال الدورة السنوية من قراءة فصول التوراة في الكنس"، ويأتي في القترة ما بين 7-8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ولا يوجد اقتحامات للمسجد يوم 7 الشهر لأنه يوافق يوم السبت.
"عيد التدشين/عيد الأنوار"
يستمر في الفترة ما بين 8-15 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو بحسب عقيدتهم التوراتية (المحرفة)، يأتي من أجل "إحياء ذكرى إعادة تدشين الهيكل الثاني أيام الحشمونيين"، وخلال تلك الفترة يتم تصعيد اقتحام المسجد الأقصى المبارك.
"عساراه بطيفيت"
وفي هذا العيد اليهودي الذي يبدأ يوم 30 تشرين الثاني/نوفمبر ويستمر حتى 3 كانون الأول/ديسمبر 2023، يكون فيه "صوم في ساعات النهار حدادا على بداية الحصار على "أورشاليم" (القدس) قبل خراب الهيكل"، وفق زعمهم، وتنفذ خلله الاقتحامات التهويدية للمسجد الأقصى المبارك.
الاحتلال الاستعماري
ومن خلال الاستعراض السابق للأعياد اليهودية، يتضح بحسب الباحث في شؤون القدس والمسجد الأقصى، أن "الاقتحامات مرتبطة عضويا بالأعياد، وذلك لمنحها نوعا من القداسة أمام العوام والحيلولة دون تدخل السلطات ومنها أي السلطات، مساحة للمناورة الدولية والإقليمية، وهو ما يتضح على المستوى الدولي والعربي المُطبع".
من جهة أخرى، قال لطفي إن "هذه الأعياد أضحت الحمار الذي يركبه المستوطنون وغلاة التيار "الصهي-ديني" لفرض وقائع على الأرض، سواء في محيط المسجد الأقصى وهو المهم راهنا، حيث تنشط جمعيات دينية وصهيونية لشراء أو الاستيلاء على الأراضي والبيوت في البلدة القديمة القدس المحتلة، لتحقيق مخطط يهدف إلى تجريف كافة الأماكن المحيطة بالمسجد وتحويلها إلى فضاءات تخدم الهيكل الذي يسعون لبنائه في المسجد؛ سواء بقرب الصخرة أو داخل مساحة المسجد، وتعتبر المساحة القائمة بين باب الأسباط ومصلى الرحمة، فضاء يُعمل عليه لتحقيق بدايات حقيقية لتطبيق التقسيم المكاني داخل المسجد وسوق القطانين كمدخل من مداخله".
وحذر لطفي في نهاية حديثه لـ"عربي21"، من أن "المسجد الأقصى في ظل هذه الحكومة، يتعرض لأقصى درجات الاحلال الاستعماري، وتنشط بقوة لفرض أجندات دينية مختلف عليها داخل المنظومة الدينية اليهودية، وهذه بدأت بتهيئة ملابس الكهنة والصخور المعدة للهيكل، وانتهت في هذه المرحلة بتحضير البقرات الحُمر المعدات للحرق لتطهير المسجد وإحلاله والإعلان عن بناء الهيكل (المزعوم)".
ولفت إلى أن "هناك وزراء شركاء في هذه الحكومة يعيشون هوس لحظة الخلاص باعتبار أن الخلاص قد بدأ بقيام إسرائيل" البيت الثالث" كما يراه العلمانيون والمحافظون، الزحف نحو السيطرة الكلية على المسجد الأقصى؛ سيطرة سيادية ووظيفية، هدف أساس للائتلاف الحكومي القائم باعتباره محافظا ومتدينا وحاريديا".
مسار الاقتحام
وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة داخل مدينة القدس المحتلة وخاصة في أزقة البلدة القديمة حلال فترة الأعياد، بالتزامن مع استمرار استفزاز المستوطنين لمشاعر المسلمين، إضافة لقيام قوات الاحتلال بنصب العديد من الحواجز العسكري، وإغلاق بعض الطرف والأزقة أمام المسلمين وفتحها أمام المستوطنين، وتواجد أعداد كبيرة على أبواب المسجد الأقصى المبارك.
وتبدأ عملية اقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين في القترة الصباحية في حدود السابعة صباحا من باب المغاربة، ومن ثم التجول في الساحات والوصول إلى المصلي المرواني، والمشي بجوار السور، والمرور من أمام باب الأسباط، ومن ثم باب حطة وباب المجلس والحديد وباب القطانين، وتنتهي بالخروج من باب السلسلة، وتمتد كل جولة لنحو ربع ساعة وربما يزيد، وتنتهي الفترة الصباحية الساعة الحادية عشر والنصف قبل الظهر، ويتجدد اقتحام الأقصى في الفترة المسائية بعد الظهر والتي قد تمتد لنحو 60 دقيقة.
وتستغل الجماعات الاستيطانية وجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة فترة الأعياد اليهودية، التي تمتد لـ22 يوما، وبدأت بما يسمى "رأس السنة العبرية" يوم 17 أيلول/سبتمبر الجاري وتستمر حتى نهاية "عيد العرش" التوراتي يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، من أجل شن اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، تترافق مع حالة توتر كبير في القدس والأقصى، والتي تتطور أحيانا لمواجهات مع قوات الاحتلال.
وبشكل مستمر، تعمل قوات الاحتلال على حماية المتطرفين المقتحمين للمسجد الأقصى ومنع حراس الأقصى من القيام بعملهم في حماية المسجد ومنع انتهاك حرمته من قبل المتطرفين، وفي بعض الأوقات، تعتقل بعضهم وتعتدي على آخرين حينما يهمون بمنع المتطرفين من أداء صلواتهم التلمودية وشعائرهم الدينية التي تمس بعقيدة المسلمين وتنتهك حرمة مسجدهم وقبلتهم الأولى.
وتهدف اقتحامات المتطرفين التي تتم طوال الأسبوع ما عدا يومي الجمعة والسبت، إلى فرض وقائع جديدة داخل المسجد الأقصى المبارك، وتتصاعد حدة الاقتحامات في الأعياد والمناسبات اليهودية المختلفة، حيث يشارك فيها العديد من الشخصيات الإسرائيلية الرسمية؛ نواب ووزراء وغيرهم.
ويسعى الاحتلال جاهدا لتحقيق مخططاته الهادفة إلى تهويد المسجد الأقصى وتحقيق التقسيم المكاني بعدما تمكن إلى حد ما من تحقيق تقسيمه الزماني للأقصى، تمهيدا لهدمه وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الأقصى فلسطين الاحتلال فلسطين الأقصى الاحتلال اقتحامات المستوطنين سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسجد الأقصى المبارک اقتحام المسجد الأقصى تشرین الأول أکتوبر الأعیاد الیهودیة البلدة القدیمة للمسجد الأقصى قوات الاحتلال القدس المحتلة فترة الأعیاد الأقصى من عید العرش إلى أن من جهة فی هذه
إقرأ أيضاً:
خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
المناطق_واس
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله فَمَن لزِم التَّقوى فقد أجاب دَاعِيَ اللهِ.
أخبار قد تهمك أمانة الشرقية تحقق المستوى البرونزي في جائزة الملك عبدالعزيز للجودة 2024 17 يناير 2025 - 2:06 مساءً إجلاء المئات جراء اندلاع حريق في مصنع تخزين بطاريات بكاليفورنيا الأمريكية 17 يناير 2025 - 1:51 مساءً
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام “في عالمٍ يموجُ بالأزمَاتِ والتحديات، والأوهام والشِّكَايات، وفي مجتمعات تنتشر فيها أعمال السحر والشعوذة الشيطانية، وأمراض العين والأوبئة النفسية، ومَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنها مِنْ كُرَبٍ واعْتِلال، أو نَقْصٍ في الأنْفُسِ والأمْوَال، إلا من أقدار الباري سبحانه بِابْتِلاءِ الأفْرَاد والمُجْتَمعَات، وهو لِفَرِيقٍ: مِرْقاة في دَرَجَاتِ الكمال، ولآخَر: كَفَّارة لِسَيِّئاتِ الأعمال، ويُحْمَل أمر المُسْلِم كله على الخَيْر، إنْ ألَمَّ بِه البلاء والضَّيْر”.
وأضاف: ” التذكير بموضوع التحصن والتحصين من أهم ما يحتاجه الناس، ولا سيما في هذا الزَّمان الذي عمَّت أَمْرَاضٌ جَمًّا مِن الأنفس وفيها تَوَغَّلتْ، وأمَّتها العِلل وتَغَلْغَلَتْ، مِن صَرْعٍ ومسٍّ وسِحْرٍ وعَيْن، ونَفْسٍ وحَسَدٍ مُفْضٍ إلى حَيْن، وقد أشْرَقتِ الآيات القرآنية بِأعْظم بُرْهَان، والنّصوص الحديثيّة بأروع بيان، والشاهِدُ مِن الواقِع والعَيَان، أنَّهما البَلْسَم والشِّفاء لكل دَاءٍ عَيَاء، وكم مِن مريضٍ أشرف على الهلكات والمَمَات، ولم تُجْدِ في عِلَّتِهِ فَخَامَةُ المِصَحَّات، واستطَبَّ بِالرُّقيةِ الشرعيةِ فحَقق الله له البُرْء والشِّفَاء.
وأكد الشيخ عبدالرحمن السديس أن الوقاية والتحصين طريقٌ لتجنب الضرر أو الاعتلال والمرض، موصيًا المسلمين بتحصين أنفسهم وأولادهم وبيوتهم بالأوْرَادِ الشَّرْعِية، والأذكار الصَّبَاحِية والمسائية، وأذكار الدُّخُول والخُرُوج، والطَّعَام والشَّراب، والنوم والاستيقاظ وغيرها من الأذكار الثابتة عن سيد الخلق ، فهي الحصن الواقي بإذن الله، مَع التوكُّل الجازم على المولى البصير السَّميع، وتفويض الأمر لِتَدْبيره المُحْكَم البديع ، قال النبي صلى الله عليه وسلم” لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تٌقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَة”، ولا سيما آية الكرسي وخواتيم السورة، وسورة الإخلاص والمعوذتين كما كان هدي النبي عليه الصلاة والسلام .
وقال فضيلته : “في إغفالِ كثيرٍ من المسلمين تحصين الأنْفُس والأولاد والبيوت، مع ضَعْفِ الجوانب الإيمَانِيّة والعقديّة لَدَى من يُصِيبه الشيطانُ بِمَسٍ أو وَسْوَسَةٍ أو غير ذلك، أو يُصَاب بِعَيْنٍ أو حَسَدٍ، يَنْجَفِلُ بعضهم إلى أحْلاسِ الشّعْوَذة والطّلاسم والخُرَافات، والسِّحر والدَّجَل والمُخَالفات، وتَلَقَّفَهم مَنْ في سِلْكِهِم مِن أدْعِيَاءِ الرُّقية الشرعِيّة، أو مَن يَدَّعون فَكَّ الأعمال وإبطال السِّحر ونحو ذلك فَهَذَا رَاقٍ يُسَفْسِط بِكتابة غامضة ويُتَمْتِمْ، وآخر يُهَرْطِق بِمُبْهم الكلام ويُدَمْدِم، وآخر يَقْطع بأنَّ الدَّاء عَيْن، والعَائِنُ من ذوي القُرْبى، وآخر لا يَنْفكُّ عن ضرْبٍ مُبَرِّح، وجُلُّ هؤلاء الأدْعِيَاء، يُمَوِّهون بِإظْهَار سَمْتِ العُقلاء التُّقَاة، وإن هم إلاَّ مِنَ المُخَادِعين الدُّهَاة، المُحْتالِين لابْتِزَاز أموال النَّاس، واسْتِدْرَارِها على غير قِيَاس،وقد يُزَجُّ بوصفاتٍ تُرَوِّجُ للوهم لخداع البُسَطَاء، خاصة مع رواجها في الفضائيات وشبكات المعلومات ومواقع التواصل، بل وبعض التطبيقات الرقمية “.
ولفت إمام وخطيب المسجدالحرام، الانتباه إلى أن التحصن والتحصين لا يحتاج لِعَنَاءٍ أو تَعَنُّت أو الوقوع في براثن الأدْعِيَاء ، بل هو أمان من كل هؤلاء، يفعله المرء بنفسه ومع أهله وأولاده، وهو يستوجب حفظ الأفْرَادِ والمُجتمعات، وغَيْرَة لجَناب العقيدة العتيدة، وحِياض الشريعة البديعة.
وأوصى فضيلته المسلمين بتقوى الله وامْتِثال أوامِرِه، واجْتِنَابِ نَوَاهِيه وزَوَاجِرِه، فإنه جَلَّ جلاله مُطَّلِعٌ على بَاطِن الأمر وظاهِره، وخَلَجَاتِ الصَّدْرِ وسَرَائِرِه.
وأبان الشيخ السديس أنه ليس بخاف على الجميع ما يتناوش الأمة من مِحَنٍ وخُطوبٍ ورزايا، وفِتَنٍ وكُروبٍ وبَلايا ، لذا فإن من أهم أنواع التحصين في هذه الآونة العصيبة، تحصين مدارك الشباب فِكْرِيًا وعَقَدِيًّا ، والمسؤولية في ذلك تقع على عاتق العُلماء والدُّعاة، والآباء ورجال التربية والفكر والإعلام وحملة الأقلام؛ فعليهم جميعًا أن يُسْهِمُوا في تحصين الشباب فِكْرِيًا وعَقَدِيًّا؛ والحث على الالتفاف حول عُلَماءِ الأمَّةِ الرَّاسِخِين، والتحذير من الفتاوى الشاذة والمُحَرِّضَة والمُضَلِّلَة، وتوعيتهم بالتحديات التي تواجههم، في زمن طَغَتْ فيه فتن الشهوات والشبهات والتي جَرَّتْ الفتن إلى الأسر والبيوت والمجتمعات، وأخذًا بحُجَزِهم عن الهُويِّ في سراديب الأفكار النشاز، وبث الوعي في بيان خطط الأعداء وقطع الطريق عليه في تحقيق مآربهم المشبوهة سائلًا الله تعالى أن ، يحمى شبابنا ومجتمعاتنا من كل سوء ومكروه، وأن يحفظ علينا أمننا وأماننا وعقيدتنا وقيادتنا، إنه قريب مجيب.
كما أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي المسلمين بتقوى الله فهي سبيل النجاة وزاد المؤمنين،وبها رفع أهل الطاعة إلى مراتب المتقين.
وقال الشيخ الثبيتي في خطبة الجمعة: إن قول الله تعالى ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ) هي آية تختصر مسار الحياة في كلمات بليغة ومعان عميقة، ترسم صورة لمراحل خلق الإنسان. تبدأ بضعف الطفولة تعلو بالقوة، ثم تعود إلى ضعف يزينه الشيب. آية توقظ العقول لتدرك عجز الإنسان، وتلامس القلوب لتظهر حاجته الدائمة إلى ربه.
وأضاف أن هذه الآية هي دعوة للتفكر في أطوار الخلق، وفي تقلب الأحوال بين القوة والضعف، وفي قدرة الله المطلقة التي تدبر هذا المسار بحكمة وإتقان. كل شيء بيده، منه المبتدأ وإليه المنتهى. تأكيدًا على أنه يجب على المسلم أن يعظم شعائر الله في كل وقت وحين، ويزداد التعظيم لحرمات الله في هذه الأشهر الحرم، بترك المحرمات وتجنب المنهيات، والمسارعة إلى فعل الخيرات، والمسابقة إلى الصالحات، بشرط البعد عن المبتدعات، والمجانبة لاختراع المحدثات.
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الطفولة هي الصفحة الأولى في كتاب الحياة، تبدأ ببراءة ناصعة وضعف يحفه لطف الله ورحمته. طفل صغير لا يملك من أمره شيئًا، أودع الله في قلوب منحوله حبًا وحنانًا، وأحاطه بأيد ترعاه وتخفف عنه ضعفه، مشيرًا إلى أن هذه الآية مشهد مهيب يبين عظمة التدبير الإلهي، إذ يحفظ الله هذا الطفل الضعيف، ويمنحه العون من حيث لا يدري.
وبين فضيلته مراحل نمو الإنسان من خروجه ظلمات بطن أمه لا علم له ولا قدرة، في عجز تام جهل مطبق. ثم فتح الله له أبواب العلم، ووهب له السمع والبصر والفؤاد لينهل بها من معين التعلم والمعرفة. مشيرًا إلى أن كل ما اكتسبه الإنسان من علم أو قوة هو هبة من الله وعطاء من كرمه. قال تعالى (( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) .
ونوه أن هذه الآية تغرس في القلوب أدب العبودية، وتزرع في النفوس تواضع المخبتين ، فلا يطغى الإنسان بعلمه، ولا يغتر بقوته.
وبين أن على الإنسان أن يدرك أن كل ذرة من قوته وكل حركة في جسده هي نعمة تستوجب شكرًادائمًا وخضوعًا كاملًا. فالعبد، مهما علا شأنه، يظل فقيرًا إلى ربه، محتاجًا إلى فضله في كل لحظة حياته كلها هبة من الله، تستحق الحمد في كل حين. فما أعظم غنى الله، وما أبلغ فقر العبد بين يديه.
وأفاد أن هذه المرحلة تكتب فيها أعظم قصص الكفاح، وتُبنى أقوى صروح الحضارة، فلا تقوم قائمة للأوطان ولا تنهض أمة إلا بسواعد الشباب اليافعة وهممهم العالية.
وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي أن قوة الشباب تزدهر حين تتفيأ ظلال الدين، وتسمو حين تتغذى من معين القيم والأخلاق، وتتجلى في سماء المجد حين تسخر لخدمة البلاد و العباد، ومن أهدر شبابه فقد أهدر عمره كله، فهو لحظة عابرة في زمن الحياة، ومن استثمره في الخير والنفع خلد أثرًا طيبًا، وجنى ثمارًا يانعة في الدنيا والآخرة .
وأشار إلى أن القوة الحقيقية تنبع من روح إيمانية، تشحذ بالطاعة، وتتعزز بالاستغفار، وتثمر بالعمل الصالح. فهي القوة التي تتصل بربها، فيزيدها عزمًا وثباتًا. قال الله تعالى على لسان هود عليه السلام (( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ )).
وفي الخطبة الثانية أوضح فضيلته أن حدود زمن الطفولة والقوة ثم الضعف والشيبة هي متوسط عمر الإنسان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك. ” إنها رحلة قصيرة في ميزان الزمن، لكنها تذكر بالمال المحتوم وأن النهاية تقترب مع كل لحظة تمر.
وفي ختام الخطبة حث إمام وخطيب المسجد النبوي على اغتنام كل لحظة من العمر. فالعمر محدود، والفرصة لا تعود والأعمار لا تقاس بعدد السنين، بل بما يترك فيها من أثر خالد وعمل صالح .
نسخ الرابط تم نسخ الرابط 17 يناير 2025 - 2:39 مساءً شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد17 يناير 2025 - 1:46 مساءً“الزكاة والضريبة والجمارك” في منفذ “البطحاء” تُحبط محاولة تهريب نحو 3 ملايين حبة “كبتاجون” أبرز المواد17 يناير 2025 - 1:41 مساءًخلال أسبوع.. أبرز أنشطة أمير منطقة الحدود الشمالية أبرز المواد17 يناير 2025 - 12:56 مساءًمؤسسة “مسك” تعلن عن توسّع استراتيجي لـ “مجموعة مدارس الرياض” أبرز المواد17 يناير 2025 - 12:02 مساءًماكرون وميقاتي يبحثان التحديات الراهنة وسبل دعم لبنان أبرز المواد17 يناير 2025 - 11:59 صباحًااستشهاد تسعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على منزل صحفي شمال قطاع غزة17 يناير 2025 - 1:46 مساءً“الزكاة والضريبة والجمارك” في منفذ “البطحاء” تُحبط محاولة تهريب نحو 3 ملايين حبة “كبتاجون”17 يناير 2025 - 1:41 مساءًخلال أسبوع.. أبرز أنشطة أمير منطقة الحدود الشمالية17 يناير 2025 - 12:56 مساءًمؤسسة “مسك” تعلن عن توسّع استراتيجي لـ “مجموعة مدارس الرياض”17 يناير 2025 - 12:02 مساءًماكرون وميقاتي يبحثان التحديات الراهنة وسبل دعم لبنان17 يناير 2025 - 11:59 صباحًااستشهاد تسعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على منزل صحفي شمال قطاع غزة أمانة الشرقية تحقق المستوى البرونزي في جائزة الملك عبدالعزيز للجودة 2024 أمانة الشرقية تحقق المستوى البرونزي في جائزة الملك عبدالعزيز للجودة 2024 تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن