بثوب جديد.. Bastardo يعود إلى قاعات السينما في تونس
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
متابعة بتجــرد: بدأت القاعات السينمائية التونسية، الأربعاء، عرض فيلم “Bastardo – باستاردو” للمخرج نجيب بلقاضي، وذلك احتفالا بالذكرى السنوية العاشرة لإصداره في نسخة مقطوعة تمت إعادة صياغتها وتمديدها لمدة 20 دقيقة.
وشكّل فيلم “Bastardo – باستاردو” أو “اللقيط” وهو من تأليف نجيب بلقاضي وإخراجه، والذي صدر في نسخته الأولى عام 2013، نقطة تحول في السينما التونسية التي شهدت منذ ذلك الحين ظهور جيل جديد من المخرجين مع العديد من المقترحات السينمائية الفريدة.
ويضم الفيلم نخبة من النجوم بينهم عبدالمنعم شويّات، لبنى نعمان، الشّاذلي العرفاوي، لسعد بن عبدالله، عيسى حراث، لطيفة القفصي، بلال بريكي، والممثل الراحل توفيق البحري.
وكان نجيب بلقاضي قال منذ نحو عقد من الزمن عن فيلمه “السلطة والفساد جزءٌ من حياتنا منذ عقود، وبعد أقل من ثلاث سنوات على الثورة ما زلت أتساءل عما إذا كنا قد حققنا أهدافها”.
وأضاف “عندما بدأت في كتابة السيناريو عام 2007، كانت لديّ فكرة واحدة: شخصيتي الرئيسية باستاردو لا ينبغي أن تختار السلطة”.
وتتناول الأحداث في الفيلم بنسخته القديمة قصة “مُحسن اللقيط” (يجسد دوره الممثل عبدالمنعم شويات) الذي عُثر عليه في سلة مهملات قبل 30 عاما من قِبل شخص ما تبنّاه واعتبرهُ ولدًا له، لكنّه تعرض للتنمّر كثيرًا في طفولتهِ ولطالما كان مرفوضًا ومنبوذًا من قِبل سكان الحيّ الذي يعيش فيه.
يُطرد محسن من وظيفته، لكنّ شركة هواتف محمولة تقترحُ عليه صدفةً تركيبَ برج اتصالات على سطح منزله المتواضع مقابل راتب شهري فيقبل. تتحوّل حياة محسن أو “باستاردو” كما يصفهُ أبناء حيّه شيئًا فشيئًا بفضل الراتب الشهريّ الذي يحصل عليه، والذي يجعلُ منه رجلاً ثريًا ومحترمًا مما يُثير استياء رجل عصابات “أرنوبة” (يلعب دوره النجم الشّاذلي العرفاوي) في حيّه ويدخل في صراع معه.
والنسخة الجديدة للفيلم الروائي “باستاردو، نسخة المخرج” تعود إلى قاعات السينما بعد أن أعاد المخرج تركيب الفيلم، فأضاف إلى النسخة الأولى مشاهد جديدة لم تُعرض من قبل كان قد تخلّى عنها أو حذفها آنذاك لأسباب تتعلّق بإيقاع الفيلم وبالتوزيع.
وكانت النسخة الأصلية غير المصقولة من الفيلم والتي حصلت على منحة من مؤسسة الدوحة للأفلام عام 2011، مدتها ثلاث ساعات و20 دقيقة ونُقِّص منها فيما بعد.
وتم تكريم الممثل الراحل توفيق بحري على هامش العرض الأول لفيلم “Bastardo – باستاردو” في المعهد الفرنسي بتونس، حيث شاركت صفحة العمل بفيسبوك متابعيها فيديو تشويقي يظهر فيه توفيق البحري وكتبت معلقة عليه “نتذكر بعاطفة كبيرة توفيق البحري وأدائه الاستثنائي.. لقد غادرنا في ديسمبر/كانون الأول 2021 وسيبقى في قلوبنا إلى الأبد”.
وسبق تقديم الفيلم بنسخته الجديدة في عرض ما قبل الأول بقاعة سينما مدار بقرطاج بحضور صنّاع الفيلم من ممثلين وفريق تقني.
وكان الفيلم برؤيته الجديدة عرض ضمن برنامج الدورة الخامسة لمهرجان قابس سينما فن التي امتدت من 27 أبريل/نيسان إلى 02 مايو/أيار 2023.
ويذكر أن “Bastardo – باستاردو” عُرض في قسم السينما العالمية المعاصرة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي عام 2013.
و”Bastardo – باستاردو” هو الفيلم الروائي الثاني لنجيب إلى جانب فيلمي “في عيني” 2018 و”قربان” 2021، وفيلمه الوثائقي الأول “في أش أس كحلوشة” 2006.
ونجيب بلقاضي ممثل ومخرج تونسي من مواليد العام 1973، التحق بمعهد الدراسات التجارية العليا في قرطاج، تونس ودرس الإدارة والتسويق. بعد تخرجه من المعهد قرّر اللحاق بحلمه كممثل وشارك في العديد من الأعمال السينمائية مثل “حبيبة مسيكة” عام 1995 بخلاف مشاركته في مسرحية “مدرسة النساء” عام 1995. كما شارك كممثل في العديد من الأعمال الدرامية منها “الخطاب على الباب” بجزأيه و”ليلة الشك” و”القضية 460″.
واقتحم بلقاضي مجال الإخراج للمرة الأولى في العام 1998 من خلال برنامج “شمس عليك” والذي عُرض على قناة “الأفق” الخاصة، لتتوالى أعماله الإخراجية إثرها، ولم يقف بلقاضي عند التمثيل والإخراج فحسب، بل قام أيضا بالمشاركة في تقديم البرامج التلفزيونية وإعدادها، قبل أن يفتتح في العام 2002 شركة إنتاج “بروباغندا” بالتعاون مع صديقه عماد مرزوق.
main 2023-10-06 Bitajarodالمصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
علي بدرخان.. المخرج الذي قدّم السينما المصرية من منظور جديد
يُعتبر المخرج علي بدرخان من أبرز الأسماء التي تركت بصمة واضحة في السينما المصرية، بدأ مسيرته الفنية في ظل ظروف مهنية شديدة الخصوصية، ليرتقي ليصبح أحد أبرز المخرجين في تاريخ السينما العربية.
طيلة سنواته الفنية، قدم العديد من الأفلام التي تناولت قضايا اجتماعية وسياسية، ونجح في التأثير بشكل كبير على الثقافة السينمائية المصرية.
نشأته وتكوينه الفنيوُلد علي بدرخان في 25 أبريل 1946 بالقاهرة، وهو ابن المخرج أحمد بدرخان، ما جعله ينشأ في بيئة فنية محفزة، ورغم حبه للبحرية، إلا أن تأثير والده دفعه لدراسة السينما في معهد السينما، ليبدأ حياته المهنية كمساعد مخرج في أفلام كبيرة مثل "أرض النفاق" و"العصفور"، ما ساعده في صقل مهاراته واكتساب خبرات واسعة.
أبرز أعماله السينمائيةتميزت أعماله بطابع اجتماعي نقدي قوي، حيث قدم مجموعة من الأفلام التي عكست الواقع المصري بأبعاد اجتماعية مختلفة. من أبرز أفلامه:
• الكرنك (1975): فيلم يناقش الاضطهاد السياسي في فترة الخمسينات.
• شفيقة ومتولي (1978): عمل يجسد العادات والتقاليد المصرية في إطار رومانسي.
• الجوع (1986): أحد أفلامه التي ناقشت آلام الطبقات الاجتماعية الفقيرة.
• الرغبة (2002): عمل فني مميز سلط الضوء على صراعات الإنسان مع نفسه.
حياته الشخصية وزيجاتهتزوج علي بدرخان من الفنانة سعاد حسني في عام 1969، حيث استمرت علاقتهما الزوجية لـ 11 عامًا، قدما خلالها أعمالًا ناجحة مثل "نادية"، ورغم انفصالهما في عام 1980، إلا أن الاحترام المتبادل ظل قائمًا بينهما حتى وفاتها، حيث كانت علاقة قائمة على التقدير المتبادل والاحترام المهني.
تكريماته وجوائزهحظي علي بدرخان بالكثير من التكريمات طوال مسيرته الفنية، أبرزها جائزة النيل للفنون، التي تُعد أعلى تكريم في مصر، وذلك تقديرًا لإبداعاته التي استمرت أكثر من 50 عامًا في مجال السينما. هذه الجوائز تثبت قيمة إسهاماته السينمائية التي أثرت في كل الأجيال التي تعاقبت.
تصريحاته وآراؤه الفنيةكان علي بدرخان معروفًا برؤيته النقدية الثاقبة تجاه السينما، حيث كان يرفض التقليل من قيمة الأعمال الفنية والتمثيل الجاف، مُصرًا على أن الفن يتطلب مهارات خاصة وجدية في معالجته.
كما كان يعارض تقليد الأعمال الأجنبية، مُؤكدًا على أهمية أن يعبر الفيلم المصري عن الواقع المحلي بأسلوبه الخاص.