عسكري إيطالي سابق: بناء الجيوش بعد الهزيمة يستغرق 20 سنة ومصر فعلته في 7 أعوام
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
قال الفريق جورجيو باتيستي، رئيس غرفة العمليات العسكرية في الجيش الإيطالي سابقًا، إنه بعد حرب إسرائيل على الجيوش العربية، كان الوضع سيئا حيث القدرة المتبقية للقوات المسلحة المصرية، فقد فقدت 85% من قواتها الجوية والطائرات، بالإضافة إلى 80% من معداتها البرية بعد خسارتها في حرب 1967، وكان المصريون بلا جيش حقيقي بسب تلك الهزيمة.
وأضاف باتيستي، خلال حواره مع الإعلامى أحمد الدرينى، في سلسلة الحوارات الخاصة التي تتزامن هذا العام مع اليوبيل الذهبي لحرب السادس من أكتوبر 1973، المذاع على شاشة قنوات «DMC»، أنه في أقل من 7 سنوات، وتلك تعتبر معجزة، تمكنت مصر بأسلوب مبتكر وجديد من إعادة بناء القوات المسلحة، وطبقًا للدراسات الغربية والعقيدة القتالية بعد هزيمة واحدة يحتاج الجيش والحكومة إلى فترة من 10 إلى 20 سنة لإعادة بناء قواتها المسلحة لكن الجيش المصري قام بذلك في فترة قصيرة.
وتابع بأن سبب هذا النجاح منقطع النظير، هو القيادة الذكية للمستوى السياسي للرئيس أنور السادات والقيادة العسكرية والاستراتيجية المتمثلة في وزير الدفاع ورئيس الأركان في ذلك الوقت، الذين استطاعوا دراسة الخطأ السابق في 1967.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب أكتوبر القوات المسلحة المصرية الجيش المصرى ذكرى حرب أكتوبر
إقرأ أيضاً:
بيترو بارولين كاردينال إيطالي مهندس للتوازنات الصامتة
بيترو بارولين أمين سر الفاتيكان ومن أبرز الكرادلة في الكنيسة الكاثوليكية. ولد عام 1955 في إيطاليا، وتلقى تعليمه الكنسي في روما. كان يعد الذراع الدبلوماسية والسياسية الرئيسية للبابا فرانشيسكو الراحل، كما مثل الفاتيكان في القمم الدولية، وأدار السياسة الخارجية.
المولد والنشأةولد بيترو بارولين يوم 17 يناير/كانون الثاني 1955، ببلدة باسانو دل غرابا بمدينة شيافون في مقاطعة فيتشنزا شمالي إيطاليا.
نشأ في أسرة بسيطة ومتدينة، فوالده لويجي بارولين كان بائعا للأدوات الزراعية، في حين كانت والدته آدا ميوتي معلمة في مدرسة ابتدائية.
فقد والده في حادث سير في سن الـ10 من عمره، وعاش طفولة صعبة مليئة بالتحديات، وحمل مسؤولية العائلة على عاتقه إلى جانب شقيقه جوفاني المدعي العام لدى محكمة فيتشنزا، وشقيقته ماريا روزا التي اتخذت التعليم مهنة لها.
أظهر بارولين منذ صغر سنه شغفا وحبا كبيرين تجاه الدعوة الكهنوتية التي "تخدم الدين والناس"، فقرر عندما بلغ الـ14 دخول معهد فيتشنزا الإكليريكي، الذي يعنى بتدريب الكهنة ورجال الدين في الكنائس الكاثوليكية.
بعد حصوله على شهادة الثانوية في الأدب الكلاسيكي، أكمل دراسته في الفلسفة واللاهوت، ودرس الدين ومفاهيمه الأساسية، خاصة تلك المتعلقة بالإيمان والروح والوجود.
وفي 27 أبريل/نيسان 1980 عينه الأسقف أرنلدو أونيستو كاهنا لأبرشية فيتشنزا، ثم بدأ مسيرته الدبلوماسية في الفاتيكان وعمل نائبا للكاهن في مدينة شيو الإيطالية، وانتقل إلى روما لمتابعة دراسته الجامعية البابوية الغريغورية.
إعلانحصل على الماجستير في القانون الكنسي سنة 1986، وقدم أطروحة حول سينودس الأساقفة، وهي هيئة كنسية تأسست رسميا في الكنيسة الكاثوليكية عام 1965.
يتكلم بارولين 4 لغات وهي: الإيطالية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وهو ما سهّل عملية التواصل والتفاوض مع أبرز قادة العالم، وعزز حضوره في الساحة الدولية.
التجربة الكنسية
خدم في نيجيريا والمكسيك، وشارك في مهمات دولية بارزة منها مهمة الكاردينال إتيشغاراي إلى رواندا عام 1993، وضمن وفد الفاتيكان في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1997.
وعام 2002، نصّب أمين سر قسم العلاقات الدولية، ثم واصل جهوده في تعزيز علاقات الفاتيكان مع فيتنام ومحاولة دعم السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
عينه البابا بنديكت السادس عشر أسقفا مساعدا في أكوابيندي وممثلا له إلى فنزويلا، وعمل على تعزيز علاقات الكنيسة مع الحكومة وتحقيق العدالة الاجتماعية هناك.
وعام 2013، عينه البابا فرانشيسكو أمين سر دولة الفاتيكان، وهو ثاني أعلى منصب في هرم السلطة الكنسية بعد البابا.
وشارك بارولين في قضايا السلام وحقوق الإنسان، وأسهم في تعزيز التعاون مع دول عدة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وأصبح كاردينالا في فبراير/شباط 2014 وبعدها رقي إلى رتبة كاردينال أسقف في 2018.
كما جدد البابا فرانشيسكو عضويته في مجمع الكرادلة عام 2023، مما عكس مكانته البارزة في العمل على إصلاح الكنيسة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وبمناسبة مرور ألف يوم على الحرب الروسية على أوكرانيا، شدد بارولين على ضرورة وقف النزاع، ودعا إلى السلام مؤكدا أهمية التوصل إلى هدنة مشتركة بين روسيا وأوكرانيا.
التجربة الدبلوماسية
زار الكاردينال بارولين عددا من الدول بهدف تعزيز العلاقات ودعم الحوار بين الأديان، وكان له دور محوري بقيادة البابا فرانشيسكو في الوساطة والتفاوض بين الولايات المتحدة الأميركية وكوبا عام 2014، وعمل على توطيد العلاقات بين البلدين.
إعلانوكانت أميركا قد فرضت حظرا اقتصاديا صارما نتيجة قطع كوبا علاقاتها الدبلوماسية معها بعد الثورة الكوبية بقيادة فيدل كاسترو عام 1961، مما تسبب في توتر دبلوماسي دام عقودا.
هدّأ بارولين التوتر بين الطرفين، وضمن إعادة فتح السفارات في البلدين، فلقب عندئذ بـ"مهندس التوازنات الصامتة".
زار الكاردينال بارولين سنغافورة في أغسطس/آب 2015، والتقى بالرئيس توني تان كينغ يام ورئيس الوزراء لي هسين لونغ، وأكد أثناء زيارته على أهمية تكثيف الجهود وتعزيز التعاون بين سنغافورة والفاتيكان.
زار بارولين البرتغال في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وترأس قداسا في ضريح السيدة العذراء بمدينة فاطمة، وألقى خطابا في الجامعة الكاثوليكية عن "هوية أوروبا"، وكانت زيارته تمهيدا لزيارة البابا فرانشيسكو سنة 2017.
توجه بعد ذلك إلى روسيا والتقى بالرئيس فلاديمير بوتين ومسؤولين حكوميين ودينيين، وناقش معهم قضايا إنسانية وأمنية في المنطقة. وركز في زيارته على توطيد العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية في روسيا، وناقش كذلك قضايا إنسانية وأمنية عدة.
في يونيو/حزيران 2015 زار بارولين العاصمة الإماراتية أبو ظبي وشارك في تدشين كنيسة القديس بولس في منطقة مصفح.
وفي سبتمبر/أيلول من السنة ذاتها، ذهب إلى الولايات الأميركية المتحدة للمشاركة في فعاليات دينية، وذلك بمناسبة زيارة البابا فرانشيسكو إلى واشنطن، بهدف تعزيز الدبلوماسية بين أميركا والفاتيكان.
وتوجّه في مايو/أيار 2016 إلى إستونيا للاحتفال بالذكرى الـ25 لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين إستونيا والكرسي الرسولي، وألقى محاضرة في جامعة تارطو حول أهمية العلاقة بين البلدين.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017 زار كرواتيا والتقى برئيستها كوليندا غرابار كيتاروفيتش، ثم زار المغرب يومي 10 و11 ديسمبر/كانون الأول 2018، بصفته ممثلا للكرسي الرسولي وشارك في المؤتمر الدولي الذي نظمته الأمم المتحدة لاعتماد الميثاق العالمي من أجل الهجرة النظامية.
إعلانوشدد بارولين في كلمته التي ألقاها في مدينة مراكش المغربية على ضرورة ضمان حقوق المهاجرين وحمايتهم، مشيرا إلى أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، كما دعا إلى معالجة الأسباب الجذرية للهجرة مثل النزاعات والفقر، ودعا إلى العمل على تعزيز التنمية المستدامة في بلدان المهاجرين الأصلية.
وفي 8 يوليو/تموز 2022، زار الكاردينال بارولين جنوب السودان وترأس قداسا في ساحة الحرية في العاصمة جوبا، بحضور رئيس البلاد ونائبه وممثلين عن مختلف الطوائف الدينية، والتقى بالعائلات المتأثرة بالنزاع والفيضانات ودعا إلى التلاحم لتجاوز الأزمات والعيش في سلام.
وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، زار بارولين منطقة أهرامات الجيزة في مصر، وشارك في مؤتمر الأمم المتحدة الـ27 في شرم الشيخ، وأكد على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات البيئية والتغير المناخي.
وفي أول زيارة له إلى أذربيجان في يوليو/تموز 2023، التقى الرئيس إلهام علييف ووزير الخارجية جيهون بايراموف ووزير الثقافة أديل كريملوف، وناقش سبل تعزيز التعاون بين الفاتيكان وأذربيجان خاصة في مجال التعايش السلمي.
كما زار الكاردينال أرمينيا بدعوة من رئيس الوزراء نيكول باشينيان، وترأس أثناء الزيارة قداسا في كاتدرائية إتشميادزين، وأجرى محادثات مع الزعيم الروحي الأعلى للكنيسة الأرمينية الرسولية كاريكين الثاني لتعزيز التعاون بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرمينية الرسولية.
وزار لبنان في يونيو/حزيران 2024 للاطلاع على أنشطة منظمة "فرسان مالطا" الخيرية، وترأس قداسا بمناسبة عيد القديس يوحنا المعمدان. وشارك في زيارة ميدانية للمشاريع الخيرية التي نفذتها المنظمة في البلاد وأكد على أهمية الدعم الدولي للبنان في ظل التحديات الإنسانية والاقتصادية التي يواجهها.
إعلانأعلن الكاردينال بارولين في زيارته للصين عام 2024 عن نية الفاتيكان تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الصين، وذلك عبر فتح مكتب دائم في البلاد، وأشار إلى أن هذا التطور يأتي في إطار جهود البابا فرانشيسكو لتحسين وضع الكاثوليك في الصين ومد جسور الحوار بين الفاتيكان والحكومة الصينية.
وفي زيارة إلى الأردن في يناير/كانون الثاني 2025 ممثلا للبابا فرانشيسكو، التقى الكاردينال مسؤولي منظمة "كاريتاس الأردن" الإنسانية، واطلع على أنشطتهم في المملكة، وزار موقع المغطس بمناسبة تدشين كنيسة جديدة.
نال بارولين تقديرا دوليا واسعا، وحصد جوائز وأوسمة تثمينا لجهوده في نشر "قيم المصالحة والكرامة الإنسانية" عن طريق الدبلوماسية الكنسية والفعالة، أبرزها:
منحه رئيس الجمهورية الإيطالية كارلو أزيليو تشامبي وسام "غراندي أوفيتشالي دللورديني" عام 2005، تقديرا لجهوده في تمثيل الكرسي الرسولي. عام 2009، تلقى وسام الاستحقاق الألماني من الدرجة الرفيعة، تكريما لدوره في تعزيز العلاقات الثنائية بين الفاتيكان وألمانيا. عام 2021، قلده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أرفع وسام شرف فرنسي، لمساهمته في تعزيز العلاقات الفرنسية مع الفاتيكان، ودعمه للحوار بين الثقافات والأديان. عام 2015، منحته رومانايا "طوق وسام نجمة رومانيا" وهو أعلى وسام في البلاد، تقديرا لمساهماته في توطيد العلاقات الكنسية والدبلوماسية معها. عام 2016، منحته الحكومة المكسيكية وسام "النسر الأزتكي"، وهو أرفع وسام يمنح للأجانب في المكسيك، تقديرا لدوره في دفع العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم القضايا الإنسانية المشتركة. وفي العام نفسه كرّمته الدولة الليتوانية بوسام "فيتاوتاس الكبير" تقديرا لإسهاماته في دعم الكنيسة الكاثوليكية الليتوانية وتعزيز الحوار الثقافي والروحي. عام 2021، منحته لاتفيا وسام "النجوم الثلاثة"، اعترافا بمواقفه الداعمة للحوار والسلام والعدالة الاجتماعية. وفي العام نفسه، تلقى وسام "ستارا بلانينا" من الدرجة الأولى من الرئيس البلغاري، وهو أعلى وسام مدني، نظير خدماته في تقريب وجهات النظر بين الشعوب والكنائس. وعام 2022، منحته هنغاريا وسام الاستحقاق المجري، اعترافا بجهوده الدبلوماسية في توطيد العلاقة بين الفاتيكان والدول ذات الأغلبية المسيحية في أوروبا الشرقية. كرّمته أوكرانيا عام 2023 بوسام الاستحقاق من الدرجة الثانية، تكريما لمساهمته في دعم قضايا السلم الأهلي وحقوق الإنسان. وعام 2021، تلقى "وسام الشرف" من الرئيس الأرميني، عرفانا بدوره في تعزيز العلاقات بين الفاتيكان والكنائس الشرقية، ودعمه للسلام في جنوب القوقاز. إعلان