برلين تغلق فروعاً لمعهد غوته في بلدان بينها فرنسا وأمريكا
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
معهد غوته هو أحد أدوات الدبلوماسية الشعبية الألمانية
تحدثت برلين الجمعة (السادس من تشرين الأول/أكتوبر 2023) عن أسباب مالية وجيوسياسية تقف وراء قرارها إغلاق فروع عدة لمعاهد غوته الثقافية، بما فيها ثلاثة مواقع في فرنسا حيث أثارت هذه القرارات اعتراضات في الأوساط المعنية.
مختارات ألمانيا توارب الباب للإنجليزية في السياسة والاقتصاد والقضاء جمعية حماية المرضى: الأطباء الأجانب مطالبون بإتقان اللغة الألمانية سياسة التسليح..هل تنم عن خلاف بين ألمانيا وفرنسا؟ القوة الناعمة الألمانيّة
وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الألمانية كاثرين ديشاور خلال مؤتمر صحافي دوري أن هذه "إصلاحات ضرورية" تأخذ في الاعتبار "تطور الظروف الجيوسياسية والمالية".
وفي فرنسا، يشمل القرار إغلاق معاهد غوته في مدينتي ليل (شمال) وبوردو (جنوب غرب)، إضافة إلى مكتب الاتصال في ستراسبورغ (شرق).
وستتوقف سبعة فروع أخرى من أصل 158 فرعاً للشبكة العالمية عن أنشطتها، بما في ذلك مواقع تورينو وجنوة وتريستي في إيطاليا، بالإضافة إلى روتردام (هولندا) وواشنطن.
وقالت ديشاور إن الشبكة، التي تُعد إحدى ركائز الدبلوماسية الثقافية واللغوية الألمانية، يجب أن تتكيف "مع الأوقات المتغيرة".
وأثار الإعلان عن عمليات الإغلاق هذه احتجاجات قوية في المناطق الفرنسية المعنية. ويأتي ذلك فيما تمر العلاقات الفرنسية الألمانية بمرحلة صعبة مثقلة بالعديد من القضايا السياسية المثيرة للجدل.
وأعربت الرئاسة الفرنسية عن أسفها لقرار إغلاق معاهد غوته.
بالنسبة إلى ستراسبورغ، يشكل ذلك "ضربة جديدة للثنائية اللغوية، في ازدراء لتاريخ (منطقة) الألزاس، ولتاريخ بلدينا"، وفق ما قال فريديريك بيري، رئيس المجموعة الأوروبية في الألزاس.
وفي منطقة بوردو، أعربت جمعيات محلية عن أسفها لخسارة مكان "لا يمكن تعويضه" يجسد "على أرض الواقع مبادئ الصداقة الفرنسية الألمانية ومعاهدة الإليزيه، التي نحتفل بالذكرى الستين لها هذا العام".
وكان معهد غوته في مدينة ليل، الذي افتُتح عام 1957، "الأول في فرنسا"، وفق ما ذكّرت المدينة الواقعة في شمال فرنسا.
ويناشد المسؤولون المنتخبون الحكومة الألمانية التدخل في القضية، بينما يجتمع الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار أولاف شولتس ووزراء من البلدين يومي الاثنين والثلاثاء في هامبورغ.
وفي كلّ من فرنسا وألمانيا، يستمر عدد الطلاب الذين يتعلمون لغة البلد الآخر في الانخفاض.
وكجزء من الإصلاح، يعتزم معهد غوته تعزيز حضوره في أوروبا الوسطى والشرقية والقوقاز وجنوب المحيط الهادئ ووسط الولايات المتحدة. وتأخذ التخفيضات في الاعتبار أيضاً مخصصات الميزانية التي تم الإعلان عن خفضها بنسبة 3,3% للعام المقبل.
وفي فرنسا، ستستمر معاهد غوته في باريس وليون (مع فرع في مرسيليا) ونانسي بتقديم خدماتها، بالإضافة إلى فرع في تولوز لم يعد يقدّم دورات في اللغة.
خ.س/ع.ش (أ ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الدبلوماسية الثقافية الدبلوماسية العامة تعلم اللغة الالمانية أخبار ألمانيا القوة الناعمة الدراسة في ألمانيا الدبلوماسية الثقافية الدبلوماسية العامة تعلم اللغة الالمانية أخبار ألمانيا القوة الناعمة الدراسة في ألمانيا فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
عمان تدعو أمام "مؤتمر المحيط الهندي" إلى ضرورة تأسيس اتحاد تجاري أكثر تنظيمًا بين بلدان الجنوب
مسقط- العُمانية
استعرض مؤتمر المحيط الهندي (IOC) الثامن في ختام أعماله أمس، عددًا من المحاور تناولت الفرص والتحديات التي تواجه دول المحيط الهندي وتعزيز التعاون الإقليمي.
المؤتمر الذي استضافته سلطنة عُمان تحت شعار "رحلة نحو آفاق جديدة من الشراكة البحرية"، شهد إقامة "منتدى الاقتصاد الهندي- المحيط الهندي" بحضور معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية ومعالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية والمشاركين في أعمال المؤتمر. وقال معالي وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في كلمته: "يُعد مؤتمر المحيط الهندي الثامن منصة مخصصة لتعزيز الشراكات البحرية والتكامل الاقتصادي في جميع أنحاء منطقتنا، وسلطنة عُمان تؤكد دائمًا على التزامها بتعزيز العلاقات مع دول المنطقة وتعزيز نظام بيئي اقتصادي إقليمي يعزز الرخاء للجميع". وأوضح معاليه أن سلطنة عُمان بوابة استراتيجية بين الشرق والغرب وكانت دائمًا مركزًا للتجارة، من الأسواق الصاخبة قبل 5 آلاف عام إلى مناطقنا الحرة الحديثة وموانئنا ذات المستوى العالمي، مضيفًا أن المحيط الهندي هو شريان حياة اقتصادي يسهل ما يقارب من 80% من تجارة النفط العالمية ويحمل جزءًا كبيرًا من حركة الحاويات في العالم وتتعامل الموانئ في هذه المنطقة مع مليارات الدولارات من التجارة سنويًا.
وأكد معاليه أهمية إدراك الموجة المتنامية من العولمة والتي تؤثر على السياسات الحمائية، وانقطاعات سلسلة التوريد، والتفتت الاقتصادي بشكل غير متناسب على الاقتصادات النامية، مشيرًا إلى أن هذا التحول يمنع العديد من الدول من تحقيق أهداف التنمية المستدامة وطموحاتها الاقتصادية، لافتا إلى "ضرورة إيجاد طريق جديد يعطي الأولوية للتعاون الإقليمي والتكامل التجاري بين بلدان الجنوب من خلال تأسيس اتحاد تجاري أكثر تنظيمًا بين بلدان الجنوب وهو ما يستفيد من نقاط قوتنا الجماعية، ويسهل التجارة داخل المنطقة، ويضمن أن الثروة الناتجة من مياهنا تعود بالنفع على اقتصاداتنا وشعوبنا".
وأضاف معاليه أن التحالف من شأنه الإسهام في زيادة تدفقات التجارة بين الاقتصادات الناشئة في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا وتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية وتعزيز مرونتنا الاقتصادية وتعزيز الاستثمار الجماعي في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا.
فيما تطرق معالي تاكوما مياجي وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني إلى أهمية تعزيز المصالح المشتركة لكافة الدول المطلة على المحيط الهندي والروابط التي تجمعها لتعزيز النمو والازدهار لكافة الدول وتخطي الأزمات والتنافس الجيوسياسي والتغير المناخي الذي لها تأثيرات على الجميع وتعزيز وحماية الاقتصاد العالمي الحر وضمان الأمن الاقتصادي عبر تطوير التكنولوجيا المتقدمة واحترام الاتفاقيات الدولية وتطويرها وتعزيز العمل الأمني البحري.
وتضمن اليوم الختامي للمؤتمر عددًا من الجلسات الموضوعية جاءت الأولى بعنوان "تعزيز التعاون البحري العالمي" وركزت على أهمية التعاون المشترك بين الدول لضمان أمن وحرية الملاحة وتعزيز التجارة البحرية والدولية وحماية البيئة البحرية وتنمية الاقتصاد الأزرق وتحديات التغير المناخي وأهمية تطوير الاتفاقيات الدولية الجديدة لتنظيم الملاحة.
وجاءت الجلسة الثانية بعنوان "الأمن المبتكر للموانئ" وتطرقت إلى أهمية التكنولوجيا والابتكار في أمن الموانئ والتعاون الدولي والإقليمي في وضع معايير لتعزيز الأمن البحري. وتطرقت الجلسة الموضوعية الثالثة إلى "إدارة الموارد البحرية العالمية.. التحديات والفرص"، وناقشت التحديات الرئيسة في إدارة الموارد البحرية والفرص المتاحة لتعزيز التعاون والحلول المستقبلية.
وفي ختام المؤتمر أقيمت جلسة حوارية مشتركة جمعت معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية والدكتور رام ماداف رئيس مؤسسة الهند وسعادة جايديب مازومدار وكيل شؤون الشرق بوزارة الخارجية الهندية.
وشهدت الجلسة تفاعلًا من المشاركين؛ حيث تلقى المتحدثون أسئلة متنوعة من الحضور حول مستقبل العلاقات بين دول المنطقة، ودور التعاون الدولي في تعزيز الأمن البحري والتجارة، إضافة إلى آليات مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية في المحيط الهندي، حيث أكد معالي السيد وزير الخارجية أن المؤتمر شكّل فرصة مهمة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجالات الأمن البحري والتجارة والتنمية المستدامة، معرباً عن أمله أن تكون هذه النقاشات نقطة انطلاق لمزيد من الشراكات البنّاءة والمبادرات الهادفة التي تعود بالنفع على دول وشعوب المنطقة.
من جهته، قال سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية في تصريح صحفي إن المؤتمر ناقش العديد من الموضوعات حول استغلال المحيطات بشكل عام والمحيط الهندي بشكل خاص لتعزيز الشراكة بين كافة الدول، مشيرا إلى أن المؤتمر مثّل فرصة لاستعراض ما توفره سلطنة عُمان من إمكانات للاستثمار، حيث جرى عقد عدد من اللقاءات الثنائية مع الوفود المشاركة في المؤتمر من أكثر من حوالي 30 دولة وشركات القطاع الخاص، تناولت استعراض المقومات العُمانية وتبادل التجارب في كيفية الاستفادة من ما توفره المحيطات وتبادل الرؤى حول بعض التحديات التي تواجه المسارات البحرية.
من جانبه قال سعادةُ بانكاج كيمجي مستشار التجارة الخارجية والتعاون الدولي بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار: "تركز سلطنة عُمان على تعزيز القطاع الاقتصادي وهي دولة تجارية بسبب موقعها الاستراتيجي العالمي، وهناك العديد من التحديات والحواجز التي تعترض التجارة البحرية والتهديدات التي تواجهها، وفي ظل هذه الظروف أصبح من الأهمية أن تتعاون الدول المجاورة والبلدان المحيطة بالمحيط الهندي، وبحر العرب وبحر عُمان لتشكيل نوع من التحالف التجاري للتأكد من أن المنتجات والخدمات تنتقل عبر هذه المياه دون حواجز".