بيان البرلمان الأوروبى..والانزعاج المبالغ فيه
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
لماذا الانزعاج من بيان الاتحاد الأوروبى الأخير؟.. ولماذا رد الفعل من السياسيين والنواب من أعضاء مجلسى الشعب والشورى عنه؟
فالكل يعلم ان البرلمان الأوروبى سوف يصدر بياناً أو قراراً عن حقوق الإنسان فى مصر قبل الانتخابات الرئاسية للضغط على السلطات للإفراج عن علاء عبدالفتاح المحكوم عليه بالسجن، والصدفة ان هذه المرة كان من بين المحكوم عليهم الصديق هشام قاسم امين عام التيار الليبرالى الحر.
أنا شخصياً كنت متوقعاً هذا البيان منذ أسبوعين تقريبا مع الإعلان عن مواعيد الانتخابات الرئاسية.. ومتوقعاً أن يصدر عدد من المؤسسات الأوروبية بيانات مماثلة فى محاول لابتزاز السلطات المصرية لإطلاق سراح علاء عبدالفتاح الذى تقود مجموعة من المنظمات الأوروبية والمصرية فى الخارج حملة منظمة من أجله.. حتى انهم أجبروا الحكومة البريطانية على منحه الجنسية بزعم انه مولود هناك لتوريط الحكومة البريطانية فى القضية.
فالانزعاج المبالغ فيه اعطى لهذا البيان أهمية لا يستحقها خاصة أنه فى النهاية بيان استشارى لا قيمة له فى اتفاق الشراكة المصريه الأوروبية.. وهو الأمر الذى تحدثنا فيه كثيرا وطلبت منذ القرار الصادر فى العام الماضى ان يتحرك النواب المصريون بأن يقوموا بزيارات للبرلمان الأوروبى وخاصة لجنتى الشئون الخارجية وحقوق الإنسان بمجلس النواب والشيوخ وإدارة حوار مع أعضاء البرلمان، كما طالبت البرلمان العربى بأن يصدر تقريراً مع كل دورة انعقاد عن حالة حقوق الإنسان فى أوروبا وزيادة الانتهاكات للمهاجرين والعداء الواضح للأديان وخاصة الإسلام الذى يتم تحت رعاية وحماية الحكومات فى الدول الأوروبية وهو انتهاك صريح للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التى تلزم دول أوروبا باحترام حق الاعتقاد وحماية ممارسته.
فالتعامل مع البرلمان الأوروبى لابد ان يسير بطريقتين الاولى الحوار مع النظراء هناك أى النواب وطرح الحقائق لهم، وان تكون الاجتماعات مليئة بالمعلومات من كلا الجانبين والرد على أى استفسارات بالحجة وليس بالاستنكار والإدانة والنفى، والشىء الثانى ان نمارس حقنا فى مراقبة أوضاع حقوق الإنسان فى دول الاتحاد الأوروبى، وأن نبادر إلى إصدار بيانات وقرارات تكشف حجم الانتهاكات والفساد داخل هذه المنظومة التى أصبحت نموذجاً له بسبب قضايا الرشوة المتهم فيها أعضاء البرلمان والتى تتفجر كل يوم.
وطالبت بأن تبنى العلاقات بين البرلمان المصرى بغرفتيه مع برلمانات الدول الأوروبية والبرلمان الأوروبى على أساس قاعدة «العين بالعين» فعندما تنتقدنى سوف انتقدك وسوف اكشف كل مساوئك خاصة أن الكلام عن حقوق الإنسان والانتهاكات لم تعد قضية داخلية ولكنها قضية عالمية وفق الاتفاقيات الدولية التى صدقت مصر على العديد منها وأصبحت جزءاً من النظام القانونى لها.
فهذا البيان هو محاولة لاستغلال الظرف الذى يجرى على أرض مصر من انتخابات رئاسية ومن «مناكفات» من قبل المرشحين المحتملين وهو أمر محمود فى الانتخابات ومن حق من يرغب فى التقدم للانتخابات ان تسهل له الجهات المسئولة الحصول على الأوراق التى تتمم عملية الترشيح وهو ما أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطاب ترشحه والذى يعد توجيهاً للجهات المسئولة والأحزاب المؤيدة له أن توقف عمليات المناكفة للمرشحين الآخرين.
بيان البرلمان الأوروبى بيان روتينى سوف يصدر مع كل استحقاق دستورى تمر به مصر من اجل شخص واحد أتمنى أن نجد وسيلة للإفراج عنه حتى ننهى هذا الأمر من أساسه ونقضى على فزاعة يستخدمها أعداء مصر فى الخارج فى محاولة لتشويه سمعتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البرلمان الاوروبى حقوق الإنسان مصر
إقرأ أيضاً:
تاريخهم فى الملاعب لا يُذكر.. أنصاف لاعبين يتنمرون على الكرة النسائية!!
فى مشهد يعكس غياب الوعى الرياضى، يتجرأ بعض اللاعبين محدودى التاريخ فى الملاعب على مهاجمة كرة القدم النسائية فى مصر، فى محاولة للنيل من هذه الرياضة التى تشهد تطورًا كبيرًا فى الآونة الأخيرة، هذه التصرفات تقلل من قيمة اللعبة وتؤثر سلبيًا على عزيمة اللاعبات، بل تسيء إلى روح المنافسة واحترام التطور الرياضيين، فكرة القدم النسائية ليست مجرد لعبة، بل رمز للإصرار والطموح الذى يستحق الدعم، وليس التنمر ممن لم يتركوا بصمة تُذكر فى عالم الكرة.
وبالرغم من التطور الذى شهدته كرة القدم النسائية فى الآونة الأخيرة، بمشاركة الأهلى والزمالك لأول مرة فى تاريخ اللعبة التى انطلقت عام ١٩٩٩، الأمر الذى ساهم فى زيادة عدد المتابعين نظرًا للشعبية الجارفة التى يمتلكها القطبين، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين مازالوا يرفضون فكرة ممارسة النساء لهذه الرياضية، مبررين ذلك بأنها ترتبط بالعنف والالتحامات والخشونة، وهى أمور تتناقض، حسب رأيهم، مع الصفات التقليدية المرتبطة بالنساء مثل الأنوثة والرقة، على الرغم من النجاح الذى تحقق خلال المواسم الماضية، مثل تنظيم دورى متكامل، وتفوق بعض الأندية، ووجود لاعبات ومدربين يستحقون التكريم، إلا أنه مع كل خطأ يحدث فى المباريات، يظهر البعض لرفع لافتات التهكم مثل المرأة مكانها المطبخ.
وتسببت تصريحات أحمد بلال، لاعب الأهلى الأسبق، التى أثارت استياء وغضبًا واسعًا بين العديد من اللاعبات والمشجعين للكرة النسائية، إذ كتب «بلال» عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «كرة نسائية إيه اللى بيلعبوها فى مصر.. دا الستات مبيعرفوش يطبخوا.. هيعرفوا يلعبوا؟»، وبعد هجوم واسع من متابعى الكرة النسائية، اضطر لحذف المنشور بعد دقائق من نشره، تصريحات أحمد بلال دفعت النجوم والمسئولين للرد عليه، وقال شادى محمد مدير جهاز كرة القدم النسائية: «للأسف وسائل التواصل الاجتماعى تستخدم النجوم بشكل خاطئ، وتقلل منهم ولا بد أن ينتبه النجم أو المسئول لكل كلمة يكتبها أو يقولها، وما يتردد من مقولة إن الست مكانها المطبخ وغيرها من الأقاويل هى دعابة غير لائقة ومصر فيها ستات وبنات كتير بـ ١٠٠ راجل، وتحملن مسئوليات كبيرة فى تنشئة وتربية أبطال ومهندسين وأطباء وعلماء، هناك لاعبة فى الأهلى عمرها ١٥ سنة وتتولى رعاية أسرتها البسيطة، كم امرأة تحملت مسئولية أولادها بعد وفاة زوجها ووصلت بهم لأعلى مكانة ممكنة؟».
واستشهدت دينا الرفاعى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة والمشرفة على كرة القدم النسائية، بالإنجازا التاريخى الذى يحققه فريق مسار «توت عنخ أمون» سابقًا، الذى فرض نفسه على الساحة الإفريقية بقوة، بعدما تأهل للدور نصف النهائى لبطولة دورى أبطال إفريقيا، ليصبح أول فريق مصرى يصل إلى هذا الدور، ومازال لديه الأمل والطموح فى بلوغ النهائى والمنافسة على اللقب، ليسطر تاريخًا جديدًا لكرة القدم النسائية.