بوابة الوفد:
2025-04-28@05:37:18 GMT

أكتوبر.. حكاية وطن

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

لكل وطن حكاياته؛ ورغم أن حكايات النصر والفخر كثيرة فى التاريخ المصرى قديما وحديثا، يبقى نصر أكتوبر المجيد حكاية خاصة فى وجدان كل مصرى وعربى، حكاية إرادة وفخر، ونصرا مبين مهما تصاعدت محاولات التشويه والتقليل، خاصة مع مرور 50 عاما على النصر المبين.

آخر محاولات التشويه المستمرة فيلم «جولدا»، للمخرج الإسرائيلى جاى ناتيف، وإنتاج منصة «نتفليكس»، وعلى عكس البعض لا أرى الفيلم اعترافا إسرائيليا بالهزيمة أو أنه تناول نصر أكتوبر بعيون المنهزمين، بل أراه حاول حتى النهاية الحفاظ على صورة جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل وأحد رموزها التاريخية من جانب، وإظهار إسرائيل انها لم تهزم، وأن الدولة العبرية كانت قريبة من العودة للنصر عبر الثغرة.

 

بشكل عام لا أثق فى الروايات الإسرائيلية؛ فالدولة الإسرائيلية قامت على صناعة الوهم، وترسيخ المعتقدات الزائفة عن الدولة التى لا تقهر، جنة الله فى الأرض لشعبه المختار. الروايات والتوثيق الأهم لحرب أكتوبر هى رواية القادة العسكريين والمؤرخين المصريين، وعلى رأسهم المفكر الكبير الدكتور جمال حمدان- الذى أعود إلى كتابه المهم 6 أكتوبر فى الاستراتيجية العالمية فى هذا الوقت من كل عام- يتناول حمدان تحديدا الثغرة، التى أطلق عليها «عملية التسلسل»، حيث يذهب إلى أن الهدف منها «نصرا دعائيا ونفسيا وسياسيا داويا، مهما يكن كاذبا أو وهميا، يرفع الروح الإسرائيلية المعنوية المنهارة فى الداخل، ويغطى على سمعتها العالمية التى تحطمت، ومن الناحية الأخرى يطغى على الانتصار المصرى الحقيقى ويشوهه فى نظر العالم، إلى جانب تأثيره العكسى وانعكاساته الضارة على مصر والعرب». هكذا كان ولا يزال هدف الثغرة؛ التشكيك الدائم فى نصر أكتوبر، وهو ما حمله مضمون فيلم «جولدا».

الكتاب الذى ظهرت طبعته الأولى عام 1974، فى الفصل الخامس منه وجاء تحت عنوان «النصر لمن؟».  يرد حمدان على كل الادعاءات الماضية والحالية والمستقبلية والتى تزعم التشكيك فى نصر أكتوبر المبين، فى حيثيات حاسمة لا تحتمل اللبس أو التأويل، يذهب حمدان إلى أن «العدو بعد أن خسر المعركة العسكرية، وقبل أن تبدأ المعركة السياسية، فقد أدار معركة دعائية داوية على مستوى العالم فى هستيريا محمومة، مكابرة، ومريبة ليشوه، بل ليسرق بها انتصارنا وليزيف لنفسه انتصاراً موهوماً منتحلاً، وخلاصة هذه الحملة الدعائية هى أن العدو لم يهزم والعرب لم تنتصر، بل أكثر من هذا ان العرب هى التى هزمت، بل الأكثر منه أن إسرائيل قد سجلت نصراً عسكرياً أكبر وأعظم من انتصارها الساحق فى 1967، وأن العرب بالمقابل تلقوا هزيمة عسكرية أكبر وأفدح من هزيمتهم فى 1967». وهذا هو دأب إسرائيل من آن لآخر والدليل الأبرز على ذلك إثارة الجدل كل فترة حول الراحل أشرف مروان. 

لعل السبب الأبرز هو ما فنده حمدان فى أسباب ثلاثة، أهمها من وجهة نظرى وأتفق معه تماماً، هو أن التشكيك فى نصر أكتوبر 1973 إنما يلقى بظلاله وانعكاساته على صميم الوجود والكيان الإسرائيلى ذاته، والسعى من وراء ذلك لإنقاذ فكرة الأمن الإسرائيلى وهيبة القوة الإسرائيلية التى لا تقهر، وصورة إسرائيل فى العالم، وتحديدا العالم العربى، فإسرائيل وفق حمدان بنت وجودها كله على مبدأ القوة الرادعة الساحقة، وأسطورة التفوق العسكرى المطلق، لا يمكن أن تسمح لنفسها أو أن يسمح لها بأن تهزم. الخلاصة التى انتهى إليها حمدان هى أن حرب السادس من أكتوبر أدت إلى انهيار نظرية الأمن الإسرائيلى ووهم التفوق التكنولوجى، والأهم وهم العدو الذى لا يقهر.

ومن أكتوبر 1973 إلى أكتوبر 2023، هناك حكاية جديدة للوطن، لا تقل أهمية عن سابقتها، حكاية عقد من السنوات، لكنه أيضاً عقد من التحديات والإنجازات؛ ومثلما جسدت ملحمة أكتوبر 1973 إرادة المصريين، تخطيطاً، وتنفيذاً، فإن حكاية الوطن أكتوبر 2023 تجسد ملحمة عشر سنوات من الحرب على الإرهاب، والتنمية، والبناء، والعمران. 

حكاية وطن أكتوبر 2023 تنتظر كتابة فصل جديد فى ديسمبر من خلال مشاركة واسعة من عموم المصريين فى الانتخابات الرئاسية، وتأكيد الثقة فى المسار؛ مشروع دولة يونيو الوطنية الذى توافقنا واجتمعنا عليه جميعاً فى الميادين يونيو 2013، ثم الانتخابات الرئاسية 2014. وإذا كانت الظروف قد شاءت ألا يكتمل مشروع أكتوبر 1973 الذى انتهى باغتيال الرئيس الشهيد محمد أنور السادات. فبفضل الله وتوفيقه، وإرادة والتفاف المصريين سوف يكمل مشروع دولة يونيو الوطنية عبوره إلى الجمهورية الجديدة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكتوبر حكاية وطن حكايات النصر نصر أكتوبر المجيد نصر أکتوبر أکتوبر 1973

إقرأ أيضاً:

عرض لعبة النهاية من جديد على مسرح الطليعة

ضمن فعاليات وزارة الثقافة، و ضمن خطة قطاع المسرح برئاسة المخرج  خالد جلال، و خطة البيت الفني للمسرح برئاسة الفنان هشام عطوة، يعود عرض "لعبة النهاية" من إنتاج فرقة مسرح الطليعة بقيادة المخرج سامح بسيوني من جديد لمسرح الطليعة حيث يقدم العرض ابتداء من مساء أمس  الخميس ، و يستمر العرض يوميا في تمام السابعة و النصف مساء على قاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة بالعتبة.

يذكر أن عرض " لعبة النهاية "  أعادت فرقة مسرح الطليعة إنتاجه باعتباره أول عمل قدمته الفرقة عند افتتاحها عام 1962، بمناسبة  مرور ستين عاماً على عرضه الأول وضمن مشروعها الاستعادي لتراث الفرقة، حيث ان  نسخة "لعبة النهاية"2024، من إخراج السعيد قابيل، بينما حملت نسخة العام 1962 توقيع الراحل الكبير سعد أردش.

تدور مسرحية لعبة النهاية أو نهاية اللعبة، كما أرادها مؤلفها  صموئيل بيكيت، حول أربع شخصيات، «هام» الرجل المشلول كفيف البصر الذى يجلس عاجزا على كرسيه المتحرك يرى الحياة من خلال خادمه المطيع «كلوف»، ذلك الخادم المسكين المهمش الذى لا يدرى سببا لطاعة سيده ولا يفضل صحبته، ولكنه يجد نفسه مضطرا للسمع والطاعة وتلبية رغباته التافهة والإجابة عن أسئلته المكررة، بينما تعيش شخصيتان من العالم الافتراضي  في براميل صدئة هما «ناج» و«نيل»، والد ووالدة هام المشلول، واللذان توفيا منذ زمن طويل لكنهما يظهران في مخيلته ويدور بين الثلاثة حوار أقرب للهذيان.
"لعبة النهاية" 2024،  تأليف صمويل بيكيت، إعداد وإخراج السعيد قابيل، تمثيل د. محمود زكي، محمد صلاح ، لمياء جعفر، محمد فوزي الريس، ديكور ودعاية أحمد جمال ، أزياء مها عبدالرحمن، إضاءة إبراهيم الفرن. 

طباعة شارك خالد جلال مسرح الطليعة مسرح

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يرد على رئيس الشاباك في المحكمة: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتي في تاريخ إسرائيل
  • مستشار بـ«الأكاديمية العسكرية»:: مصر خدعت إسرائيل وأمريكا خلال حرب أكتوبر
  • عائلات المحتجزين: الضغط العسكرى الإسرائيلى على غزة يقتل أبناءنا
  • حكاية أمانة مسعف رد 900 ألف جنيه لمصاب أثناء إنقاذه
  • الطالب المبتز وصور الذكاء الاصطناعي.. حكاية سقوط ذئب إلكتروني داخل جامعة خاصة
  • تلة جصّان.. حكاية قرية فيلية قاومت عوامل الزمن لألف عام (صور)
  • تلة جصّان.. حكاية قرية عراقية قاومت عوامل الزمن لألف عام (صور)
  • عرض لعبة النهاية من جديد على مسرح الطليعة
  • إسرائيل تكشف حصيلة قتلاها: 395 خلال عام و934 منذ 7 أكتوبر
  • نص كلمة الرئيس السيسي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ43 لتحرير سيناء