عربي21:
2025-03-31@22:52:53 GMT

جدلية صراع الوعي والجهل في مجتمعنا

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

المنظومة المعرفية

تُتوارث كثير من الأعمدة المهمة لبناء المجتمع كانطباعات باعتبارها مهمة ومقدسة، وغالبا ما تكون هذه نتيجة النقل بأفهام محددة متعرضة للتشوه وتصور الناقل تماما كتجربة الأخبار باللمس في رتل ليتحول الموضوع إلى وصف لا يمت للأصل بصلة. ولعلنا من خلال هذا التقديس للهالات وتقدم الزمن حدث انفصال بين ما جعلناه مقدسا والتصور الحقيقي لحياتنا وعقائدنا، وهو أمر لا يُمس، فنقول لا تدخل الإسلام في السياسة أو تشريع الدولة فالسياسة قذرة وهذا دين وكتاب مقدس.



وهذا يأتي من انطباع عن معنى المقدس المنقول بواسطة التعليم إلى بلداننا مع الاحتلال الغربي وتهيئته لكادر تكنوقراط وظيفي موالٍ، يتعامل مع التدين الغريزي وليس كمضمون، واحترام غريب من نوعه، لدرجة عندما يرغب الطفل في جيلنا أن يقترب من القرآن المعلق على الحائط وفي "كنفه" تحذره أمه، فقد فهمت التقديس والمطهرون بطريق يمنع التفاعل بين الأطفال والقرآن، إنه كفن شنق فيه منهج أمة على جدار.

هذا الخلل أوجد نوعا من الهالات لرجال الدي، ولا رجال للدين في الإسلام، بل علماء. وهو ليس تخصصا ولا احتكارا، وهي حقيقة للأسف ستزعج هؤلاء العلماء وهم يعلمون أنها صحيحة، فرسّخوا الانطباعات، فمن ثار عليها متصورا أنها حقيقة الدين انحرف للإلحاد ومن حاول أن يتعامل معها بجزئية خرج متمردا مشوها بفكره، وكم من ازدواج وانحراف عندما يتلاعب هؤلاء ويلوون المعنى وفق الظرف والمصلحة وفق اعتقادهم أو لرغباتهم أنفسهم
هذا الخلل أوجد نوعا من الهالات لرجال الدي، ولا رجال للدين في الإسلام، بل علماء. وهو ليس تخصصا ولا احتكارا، وهي حقيقة للأسف ستزعج هؤلاء العلماء وهم يعلمون أنها صحيحة، فرسّخوا الانطباعات، فمن ثار عليها متصورا أنها حقيقة الدين انحرف للإلحاد ومن حاول أن يتعامل معها بجزئية خرج متمردا مشوها بفكره، وكم من ازدواج وانحراف عندما يتلاعب هؤلاء ويلوون المعنى وفق الظرف والمصلحة وفق اعتقادهم أو لرغباتهم أنفسهم، فيصبح الدين ضعيفا في النفوس ويبقى متعلقا في النفس غريزة، وهذا ليس فهما ولا يصنع حياة.

مخاض صعب وانتقال إلى الغربة:

الظرف والتحديات، وانحدار الأمة الحضاري تخلفها المدني المعاناة من الظلم وغياب القناعة ومعاني الحياة، كلها عوامل تثير تفكير المثقف والحصيف، فيتعرض إلى ومضات مبهرة وفهم لوقائع كانت راسخة عنده بشكل آخر تماما، فيقاومها إلى أن تستقر فارضة نفسها أنها أصل الفكرة وليس صورة من الذي يتصور انه الأصل عندما يتعمق في الفهم وتبدأ الإجابة عنده واضحة، وتقل التساؤلات لتصبح أسئلة عن الآليات والعمل، وهنا يتفاعل مع مجتمع وجهاز معرفي انطباعي لا يقبل التغيير يدعم كفاءة منظومة تنمية التخلف بانحدارها الفكري وتخلفها المدني بأن تكون عنصرا استهلاكي كما صممت عليه زمن احتلال لم تتحرر منه، ما دامت الأفكار التي وضعها في التعليم تحكم القرار والمنظومة.

الناس لن ينظروا إلى المثقف أو المفكر أنه توصل لما لا يعرفونه وأن اتباعه سيكون إنقاذهم من التخلف، فهم يظنون أنهم وصلوا قمة المعرفة ونجحوا في تحليل المتوارث من أفكار بالشروح والتوضيح، غير مدركين أنهم يركبون عجلات تدور في قفص السيرك. نعم هنالك حركة، هنالك إنتاج، ولكن في دوار السيرك، فكل فكر وفكرة في صندوق والحكم على الصندوق جاهز، حتى التفاح في الصندوق الواحد مختلف، لكن النظرة بجهاز معرفي متخلف ليست كذلك، فهو غريب والغريب من جُهلت حقيقته حتى وإن كان بين أهله وأولاده، عندما يتبحر بالعلم سيظنون أنه جنوح في نظرته للأمور، وأنه سيصحو لاحقا ليتبين له الحق (وهو ما يرون طبعا)، فإن ذهب بعيدا في تفنيد أفكارهم عندها هو مسكين فقد العقل أو منحرف، أو أكثر من ذلك، فإن عجزوا منه، فهو إما مطرود أو قتيل.

إننا نتعرض كأمة لسوء الفهم، فواجبنا ليس التقديس للتعاليم بل فهمها وتفعيلها وهذا التفعيل غير ممكن بتقديمها جامدة، فهي أتت لتفكر بها وتفاعلها مع أسئلة الواقع لتحلها فالحكمة هي خير كثير
هذه قصة تتكرر مع الأجيال ولا يفترض أن تتكرر مع الإسلام، لكنها تتكرر وبقوة بل يغادر المصلحون الحياة وهم متهمون، ويضيع من الشباب عمرا قبل أن ينفض هؤلاء الشباب السلبية عن طروحات عقلانية ربما لم يبق من صلاحيتها إلا منهج البحث لتتكرر المأساة، ذاك أن هنالك مصالح ذاتية تنمو بجهل الناس.

خلاصة:

إننا نتعرض كأمة لسوء الفهم، فواجبنا ليس التقديس للتعاليم بل فهمها وتفعيلها وهذا التفعيل غير ممكن بتقديمها جامدة، فهي أتت لتفكر بها وتفاعلها مع أسئلة الواقع لتحلها فالحكمة هي خير كثير.

أما المقدس فهو الأساس والإنسان، فأما الأساس فهو بأمر الخالق مثاني قابلة لإنتاج الجديد، وأما الإنسان فهو إرادة الله أن يكون في الأرض ليكون الإعمار وفاعلية السلالة. لكن أغلق التفكير سواء من المسلمين أو غيرهم من الرأسماليين أو الاشتراكيين، أو الملحدين الذين تحولت ثورتهم على جمود المؤسسة الدينية (البدعة أصلا وهي تعتبر التجديد بدعة) إلى دين ضد الدين، كذلك المؤمنين بأديان أخرى، كل جمد على أنه الحقيقة وعطل فاعلية التعارف من أجل البناء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الفكرة المسلمين التجديد المسلمين الفكر الوعي التجديد الجهل مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

وفاة ايناس النجار بعد صراع مع المرض

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رحلت منذ قليل الفنانة التونسية إيناس النجار عقب تعرضها لأزمة صحية ودخولها في غيبوبة

وأعلنت الخبر الفنانة هايدي سليم عبر حسابها الخاص على الفيسبوك، وكتبت:" إنا لله وإنا إليه راجعون إيناس النجار في ذمة الله"

وكانت كشفت سوار شقيقة الفنانة إيناس عبر موقع التواصل الاجتماعي انستجرام عن تعرض أختها لأزمة صحية وإصابتها بتسمم في الدم، استدعت دخولها المستشفى مطالبة الجمهور بالدعاء لها.وكتبت سوار عبر خاصية الستوري: "أنا سوار.. أختي إيناس تعبانة جدًا جدًا ومحتاجة دعاكم في الأيام المفترجة دي.. رجاء لكل اللي يحبوها ادعولها ربنا يشفيها وتقوم بالسلامة"

يذكر أن الفنانة إيناس النجار تشارك في دراما رمضان 2025 من خلال مسلسل الحلانجي بطولة محمد رجب.إيناس النجاروفاة إيناس النجار

إيناس النجار من مواليد 28 يونيو 1983 وهى  ممثلة تونسية  كانت بدايتها كموديل في فيديو كليب المغني بهاء سلطان «يا تري» ورشحها المخرج محمد النجار للقيام بدور مهم في فيلم ميدو مشاكل.

مقالات مشابهة

  • حزب «الوعي» يطلق «وثيقة سند مصر» لدعم الوطن في مواجهة التحديات ورفض مخطط التهجير
  • الوعي: احتشاد المصريين في مختلف الميادين لرفضهم تهجير الفلسطينيين يؤكد وحدة الموقف الشعبي
  • وفاة الفنانة إيناس النجار بعد صراع مع المرض
  • الصليب الأحمر يعرب عن صدمته لإعدام العدو الإسرائيلي 14 مسعفا في رفح
  • وفاة ايناس النجار بعد صراع مع المرض
  • نشاط مكثف لحزب الوعي في الفيوم
  • هؤلاء لا يريدون الانتخابات البلدية
  • حزب الوعي: الدولة المصرية ماضية في تأسيس مرحلة جديدة من التنمية
  • وزيرة التربية تعتذر من هؤلاء!
  • في يومه العالمي.. "المنشاوي" يشيد بدور المسرح في دعم الإبداع وتعزيز الوعي