«السادات» يشيد بالقوات المسلحة: «أفقدت العدو توازنه فى ست ساعات»
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
لستُ أظنكم تتوقعون منى أن أقف أمامكم لكى نتفاخر معاً ونتباهى بما حققناه فى أحد عشر يوماً من أهم وأخطر، بل وأعظم وأمجد، أيام تاريخنا. وربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكى نتفاخر ونتباهى، ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلِّم أولادنا وأحفادنا، جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقَّه.. مرارةَ الهزيمة وآلامَها، وحلاوةَ النصر وآماله.
عاهدت الله وعاهدتكم على أن نُثبت للعالم أن نكسة 1967 كانت استثناء فى تاريخنا وليست قاعدة، وقد كنت فى هذا أصدر عن إيمان بالتاريخ يستوعب (7000) سنة من الحضارة ويستشرف آفاقاً أعلم علم اليقين نضال شعبنا وأمتنا لبلوغها والوصول إليها وتأكيد قيمها وأحلامها العظمى، عاهدت الله وعاهدتكم على أن جيلنا لن يُسلِّم أعلامه إلى جيل سوف يجىء بعده منكسة أو ذليلة، وإنما سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هاماتها، عزيزة صواريها، وقد تكون مخضبة بالدماء، لكننا ظللنا نحتفظ برؤوسنا عالية فى السماء وقت أن كانت جباهنا تنزف الدم والألم والمرارة.
لقد كان كل شىء منوطاً بإرادة الأمة، حجم هذه الإرادة وعمق هذه الإرادة، وما كنا لنستطيع شيئاً، وما كان أحد ليستطيع شيئاً لو لم يكن هذا الشعب، ولو لم تكن هذه الأمة، لقد كان الليل طويلاً وثقيلاً ولكن الأمة لم تفقد إيمانها أبداً بطلوع الفجر، وإنى لأقول بغير ادعاء إن التاريخ سوف يسجل لهذه الأمة أن نكستها لم تكن سقوطاً، وإنما كانت كبوة عارضة وأن حركتها لم تكن فوراناً وإنما كانت ارتفاعاً شاهقاً، لقد أعطى شعبنا جهداً غير محدود، وقدم شعبنا تضحيات غير محدودة، وأظهر شعبنا وعياً غير محدود، وأهم من ذلك كله، أهم من الجهد والتضحيات والوعى، فإن الشعب احتفظ بإيمانه غير محدود، وكان ذلك هو الخط الفاصل بين النكسة والهزيمة، ولقد كنت أحس بذلك من أول يوم تحملت فيه مسئوليتى وقبلت راضياً بما شاء الله أن يضعه على كاهلى، كنت أعرف أن إيمان الشعب هو القاعدة، وإذا كانت القاعدة سليمة فإن كل ما ضاع يمكن تعويضه.
إن قواتنا المسلحة لم تُعطَ الفرصة لتقاتل عام 1967، إن هذه القوات لم تُعطَ الفرصة لتحارب دفاعاً عن الوطن وعن شرفه وعن ترابه، لم يهزمها عدوها، ولكن أرهقتها الظروف التى لم تعطها الفرصة لتقاتل. ولقد شاركت مع جمال عبدالناصر فى عملية إعادة بناء القوات المسلحة، ثم شاءت لى الأقدار أن أتحمّل مسئولية استكمال البناء ومسئولية القيادة العليا لها. إن القوات المسلحة المصرية قامت بمعجزة على أى مقياس عسكرى، لقد أعطت نفسها بالكامل لواجبها، استوعبت العصر كله تدريباً وسلاحاً، بل وعلماً واقتداراً، وحين أصدرتُ لها الأمر أن ترد على استفزاز العدو وأن تكبح جماح غروره فإنها أثبتت نفسها، إن هذه القوات أخذت فى يدها بعد صدور الأمر لها زمام المبادرة وحققت مفاجأة العدو وأفقدته توازنه بحركتها السريعة، ولستُ أتجاوز إذا قلت إن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم 6 أكتوبر 1973، حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع، وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه، كما قلت، فى ست ساعات.
لقد كانت المخاطرة كبيرة والتضحيات عظيمة، ولكن النتائج المحققة لمعركة 6 أكتوبر خلال الساعات الست الأولى من حربنا كانت هائلة، فقدَ العدو المتغطرس توازنه إلى هذه اللحظة، استعادت الأمة الجريحة شرفها، تغيرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط.
وإذا كنا نقول ذلك اعتزازاً، وبعض الاعتزاز إيمان، فإن الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا، وباسم هذا الشعب وباسم هذه الأمة، ثقتنا المطلقة فى قواتنا المسلحة، ثقتنا فى قيادتها التى خططت، وثقتنا فى ضباطها وجنودها الذين نفذوا بالنار والدم. ثقتنا فى إيمان هذه القوات المسلحة، وثقتنا فى علمها، ثقتنا فى سلاح القوات المسلحة، وثقتنا فى قدرتها على استيعاب هذا السلاح. أقول باختصار إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف أنه قد أصبح له درع وسيف.
* من خطاب الرئيس السادات
أمام مجلس الشعب فى 16 أكتوبر 1973
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب أكتوبر حرب الاستنزاف ملحمة العبور خط بارليف الجيش الذي لا يقهر القوات المسلحة هذه الأمة
إقرأ أيضاً:
صقر يتفقد عدداً من مراكز تدريب إعداد وتأهيل المجندين بالقوات المسلحة – صور
تفقد الفريق أول / عبدالمجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى عدد اً من مراكز تدريب المجندين بالقوات المسلحة لمتابعة منظومة إعداد وتأهيل الفرد المقاتل المنضم حديثاً لصفوف القوات المسلحة للإطمئنان على الحالة الإدارية والتدريبية والمعنوية منذ لحظة إنضمامه للقوات المسلحة . ونقل الفريق أول / عبدالمجيد صقر خلال الجولة تحيات وتقدير السيد الرئيس / عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة للحضور ، مشيراً إلى ضرورة إستمرار تطوير منظومة التدريب بكافة التخصصات بما يواكب المعايير الحديثة فى إعداد الفرد المقاتل بالشكل الذى يضمن القدرة على تنفيذ أى مهام يكلف بها بكفاءة وإقتدار . كما أكد حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على رعاية الفرد المقاتل وتوفير كافة الإمكانيات لضخ دماء جديدة من خيرة الشباب المصرى المؤهل علمياً وبدنياً ومعنوياً لتحمل مسئولية الدفاع عن الوطن وصون مقدساته ، وأوصى الجنود المستجدين بالحفاظ على المستوى المتميز والثقة العالية بالنفس والتمسك بالمبادئ والقيم الأصيلة للعسكرية المصرية ليكونوا خير نموذج للشباب المصرى القادر على العمل والعطاء يقيناً بأن تقدم الأوطان ورفعتها لا يأتى إلا بسواعد أبنائها المخلصين . ووجه التحية لكافة القادة والضباط وضباط الصف المنوطين بإعداد وتأهيل المجندين للحياة العسكرية بما يضمن قدرتهم على أداء مهامهم فى خدمة الوطن بكل فخر وإعتزاز . وفى ختام الجولة إلتقى الفريق أول / عبدالمجيد صقر بعدد من أسر الجنود المستجدين خلال زيارتهم لذويهم ووجه الشكر والعرفان للأسرة المصرية لما تتحمله من مسئولية اجتماعية كبرى فى إعداد أجيال من أبناء مصر الأوفياء . حضر الجولة التفقدية عدد من قادة القوات المسلحة . الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة إنضم لقناة النيلين على واتساب