أخبارنا:
2025-04-25@14:26:16 GMT

أسرة إبراهيم عليه السلام

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

أسرة إبراهيم عليه السلام

أسرة إبراهيم عليه السلام رفع الله ذكرها، وأعلى مقامها، واصطفى على العالمين أفرادها: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}[آل عمران:33].

من لم يعش قصة إبراهيم وعائلته فاته كثير من أسرار الحج ودروسه، ومنافعه وفوائده؛ فإنّ كلَّ ما في الحج إنما هو تخليدٌ لذكرى هذه الأسرة المؤمنة، وكأن الله يريد منا ألا نغفل عنها وعن أحوالها، وألا ننساها وما كان من أفعالها وأيامها.

فكل من ذهب الحج فلابد أن يسمع في نفسه صدى صوت إبراهيم وهو يؤذن في الناس بالحج كما أمره الله: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}[الحج:27]، فقام ونادى: "يأيها الناس إن الله قد كتب عليكم الحج فحجوا"، قال العلماء: فما حجّ بيت الله إلا من لبى نداء الله على لسان إبراهيم "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك".

وكل من طاف بالبيت عليه أن يتذكرإبراهيم وهو واقف يرفع قواعده هو وولده إسماعيل صلى الله عليهما وسلم {وإذْ يَرْفَعُ إبْراهِيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيْتِ وإسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إنَّكَ أنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ}[البقرة:127]، فلما علا البناء وقف على المقام وهو الحجر الذي جعل يرتفع به وهو يبنى البيت فأبقاه الله ذكرى للناس وأمرهم أن يتخذوا منه مصلى يصلون لله عنده: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}[البقرة:125].

ومن سعى بين الصفا والمروة حتما سيذكر قصةَ هاجر وولدها الرضيع، حين وضعهما إبراهيم بأمر ربه في هذه الصحراء الجرداء المسبعة الموحشة، التي لا أنيس فيه ولا جليس، ولا صاحب ولا أنيس، فرضيت بأمر الله وسلمت لقضائه، فلما نفد تمرها، وذهب ماؤها، وجف لبنها، قامت لتبحث عن ماء أو شيء للصغير، فتصعد الصفا وتنظر، ثم تمشي مجهدة إلى المروة فتصعد عليه وتنظر، ثم تفعل ذلك سبع مرات، فخلد الله ذكرها، وجعل السعي شعيرة من شعائر الحج يتعبد الناس ربهم سبحانه به إلى يوم القيامة {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}[البقرة:158]. وأنبع لها ولصغيرها زمزم، يتذكرها بها كل من شرب من مائها وارتوى برواها.

ومن ضحى لابد أن يذكر قصة الفداء العظيم، والوفاء الكبير، والأمر بذبح الصغير إسماعيل، حين أمر الله إبراهيم أن يذبح وليده ووحيده فاستجاب راضيا لأمر ربه، وأخذه وتله على قفاه ليذبحه، ففداه الله بذبح عظيم، يكون نسيكة يتقرب بأمثالها إلى الله تعالى إلى يوم يبعثون {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ}[الصافات:102ـ113].

ومن رمى الجمرات ذكر إبراهيم وهو يرجم إبليس حين حاول أن يثنيه عن طاعة ربه في ذبح ولده، فرجمه ثلاث مرات عند العقبة الكبرى ثم الوسطى ثم الصغرى.

وهكذا أعمال الحج كلها حين نتمعن فيها نجدها تحيي ذكرى هذه الأسرة المباركة، وكيف أبقى الله أعمالها شعائر يتعبد بها إلى يوم الدين.

درسان مهمان

إن دروس الحج وأسرة إبراهيم كثيرة، وعبره وفيرة، وأنا أختار منها أمرين أنوه بهما:

الأول: أن الابتلاء قد يكون للاجتباء وللاصطفاء:

فليس كل بلاء إنما هو عقوبة على شيء ارتكبه الإنسان، بل ربما يبتلي الله عبده ليظهر معدنه، ويبين صبره، وينفى خبثه، ويزكي نفسه، ليصلح للرفعة والقرب وليكون إماما كما كان مع إبراهيم وأسرته: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}[البقرة:124]. وهكذا كان ابتلاء هاجر، وابتلاء إسماعيل كله من باب الرفعة والاختيار والاصطفاء والاجتباء.

فإذا ابتلاك الله ببلية أو بأمر فانظر إلى الجانب الإيجابي للبلاء وأظهر لله فيه الصبر فلعل الله يختبرك ليصطفيك ويجتبيك.

ثانيا: التسليم أعظم صفات المؤمنين

فلا يتم إسلام عبد، ولا يكمل إيمانه، ولا يتم أمره، ولا يكون له عند الله قدر وقيمة حتى يسلم لله تعالى تمام التسليم في كل شيء، في قضائه وقدره، وفي أمره وحكمه، وفي هديه وشرعه، فيسلم للقضاء ويرضى به، ويذعن للحكم ولا يعترض عليه، ويقبل الشرع ويعمل به.. ويكون حاله كما قال الله سبحانه: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَاۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}[النور:51ـ52].

فإذا فعل الإنسان ذلك وسلم لله تمام التسليم نفعه الله ورفعه، وجاءته المنح وأتاه التكريم، ولحقته الرفعة في الدنيا والآخرة كما سلم إبراهيم عليه السلام (إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين)"سورة البقرة".

عن اسلام ويب.كوم

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

4 أمور تجب على المرأة قبل السفر للحج.. أمينة الفتوى توضح

مع اقتراب موسم الحج قدمت زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عدة نصائح للمرأة قبل السفر لأداء فريضة الحج، لتستعد بقلبها وروحها لهذه الفريضة العظيمة، وقالت أمينة الفتوى، فى تصريح لها، إنه من الضروري أن تبدأ المرأة التي أكرمها الله هذا العام بالقبول لأداء فريضة الحج؛ بتجهيز قلبها وروحها قبل تجهيزها حقيبة سفرها.

وأشارت الى انه على المرأة التى تنوى الذهاب لأداء فريضة الحج أن تبدأ بالتحضير الروحي لتلك الرحلة المباركة، لنيل الأجر والثواب والقبول من الله تعالى، وذلك قبل أن تبدأ في إعداد حقيبتها وأوراقها، 

ونصحتها باتباع هذه الخطوات:

1- التوبة الصادقة والرجوع إلى الله- عز وجل- والاعتراف بعظمة الذنوب، والندم على ما مضى، مع اتخاذ قرار بعدم العودة لتلك الذنوب مرة أخرى.

ولفتت الى أن التوبة الصادقة تتطلب 3 أمور، هي:

- العلم بعظمة الذنب وأثره على العلاقة مع الله.. الحال الذي يتجسد في الندم والتألم على ما مضى.

- العمل على تغيير هذا الواقع، عن طريق ترك المعصية فورًا، والنية الصادقة بعدم العودة إليها.

- رد الحقوق لأصحابها؛ إذا كانت المعصية تتعلق بحقوق العباد.

حكم الحج عن ميت والعمرة عن ميت آخر في رحلة واحدة.. الإفتاء تجيبهل يجوز استخدام مزيل العرق برائحة أثناء مناسك الحج؟.. الإفتاء توضحأمين الإفتاء يوضح سبب منع التطيب أثناء الإحرام في الحجهل يجب على المرأة استئذان زوجها للحج؟.. أمين الفتوى يجيب

2- إخلاص النية لله- عز وجل-، لان الحج ليس رحلة للترفيه أو السياحة، بل هو عبادة وطاعة لله- سبحانه وتعالى-، لذلك من المهم أن يتعلم الحاج أحكام الحج قبل السفر، مثل أركانه، وواجباته، ومحظوراته.

3- تحري الحلال: وفيما يتعلق بالمال الذي يُستخدم في فريضة الحج، شددت على ضرورة تحري الحلال في جميع نفقات السفر، وقالت إن الله لا يقبل إلا الطيب،  لذلك يجب على الحاج أن يتأكد من أن جميع نفقاته حلال، لأن ذلك هو السبيل الأمثل للتقرب إلى الله عز وجل أثناء أداء هذه الفريضة .

4- الرفقة الصالحة، حيث أشارت الى أهمية اختيار الصحبة الصالحة التي تعين على طاعة الله، سواء كانت من الأصدقاء أو من خلال الشركات السياحية التي تنظم الرحلات، فيجب أن يتعاونوا جميعًا على ذكر الله وتعليم بعضنا البعض، وأن يحرصوا أن تكون جميع أفعالهم أثناء الحج خالية من المعاصي والذنوب.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز الاقتراض لأداء فريضة الحج؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل
  • حكم النقاب.. أمين الفتوى: لو كان فرضا لما منعه النبي فى الحج والعمرة
  • 4 أمور تجب على المرأة قبل السفر للحج.. أمينة الفتوى توضح
  • حكم الحج عن ميت والعمرة عن ميت آخر في رحلة واحدة.. الإفتاء تجيب
  • عبد الله علي إبراهيم: من الثورة إلى الحرب: الطريق الوعر لبناء الدولة السودانية (دار الموسوعة الصغيرة، 2025)
  • دعاء الرزق وقت الفجر.. احرص عليه سترى العجب العجاب
  • آيتان بهما كنز عظيم .. داوم على قراءتهما كل يوم وليلة
  • عن تسليم سلاح حزب الله... السفير الإيراني: نلتزم بما يتفق عليه اللبنانيون
  • أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك .. واظب عليه
  • وفاة إبراهيم علوان رئيس نادي الاتحاد الأسبق