رغم بلوغه سن الخامسة والتسعين إلا أن مرارة الهزيمة وذكريات الفشل لم تمح من ذاكرته، وخرج عن صمته بعد تحميله مسئولية الفشل والهزيمة أمام الجيش المصري، ليعترف إيلي زعيرا رئيس الاستخبارات العسكرية "امان" فى الجيش الإسرائيلي، خلال حوار له مع صحيفة «يديعوت احرونوت»، بأن الهزيمة والفشل لم تكن فقط للجنود والجيش الإسرائيلي، بل كذلك القيادة السياسة الإسرائيلية، التى أخرجتها لجنة أجرانت من أسباب الهزيمة وألصقتها فقط بجهاز الاستخبارات، وحملته المسئولية.


واتهم اللواء احتياط إيلي زعيرا، القيادة السياسة بعدم حشد الاحتياط فى الوقت المناسب قبل الحرب بـ٣٠ ساعة.
وقال ملحق «يديعوت أحرونوت» فى عنوان الحوار، إنه بعد مرور ٥٠ عاما على الحرب التى ترسخت فى ذاكرة الجمهور، بأنها أكبر فشل للاستخبارات الإسرائيلية، إيلي زعيرا يخرج عن صمته، ويتهم القيادة السياسية، ويؤكد على عبقرية الرئيس المصري الراحل أنور السادات، بأنه كان رجلا سياسيا محنكا وسابقا لجيله. 
فقد قلت أمام أعضاء لجنة أجرانات، إنه كان لدينا قائمة شروط طويلة مع أدق التفاصيل يجب أن تتحقق حتى يتمكن الرئيس السادات من اتخاذ قرار الحرب، مثل: عدد الصواريخ والأسراب والطائرات من الأنواع المختلفة، واعتقدنا في الأشهر الأخيرة قبل الحرب، أنهم عندما سيحصلون على الطائرات من الاتحاد السوفيتي ستندلع الحرب، وهو ما لم يحدث حتى أكتوبر ١٩٧٣، لذا كان من وجهة نظر الاستخبارات العسكرية، أنه ليس هناك حرب، وهو كان خدعة من الرئيس محمد أنور السادات، الذى قرر خوض الحرب بالطائرات الموجودة لديه، وقبل وصول صفقة الطائرات التى تم الاتفاق مع السوفيت عليها.
وأضاف «زعيرا» أن السادات ذهب للحرب بما لديه من سلاح، ونجح فى التوصل لمفاوضات سياسية، والحصول من جولدا مائير وموشيه ديان على ما رفضا إعطائه من دون حرب؛ وهو استعادة أراضي سيناء.
واعترف زعيرا بأن تفكير السادات وأشرف مروان كان أساسيا فى خطة الخداع المصرية، ففي مايو ١٩٧٣ بحرب وشيكة، سألت سلاح الجو الاسرائيلي ما هي المطارات الأساسية لسلاح الجو للجيش لمصري؟ وطلبت تصويرها ودراسة النتائج، فرأيت في ثلاثة مطارات أن الجيش المصري مشغول بإصلاح وتمهيد وتعبيد مدارج الطائرات. وقلت وقتها: لا يمكن أن يخوض الجيش المصري حرباً، ومطاراته قيد التصليح، وتبين أن مصر لم يكن لديها القدرة بتاتاً في مايو على شن حرب.
وفى ظل تناول الإعلام الإسرائيلي لذكري مرور ٥٠ عاما على حرب اكتوبر؛ ما زال الاعتراف بمرارة الحرب والخسائر التى تكبدتها إسرائيل والفشل العسكري الذى يحاولون تحويله من هزيمة إلى عكس ذلك، رغم أن المواد التى ينشرونها تعبر عن الدروس التى يجب الاستفادة منها، نتيجة هذه الهزيمة التى سببت الدمار لإسرائيل، وفقا لما نشره موقع «ماكور ريشون» الإسرائيلي، والذى أكد أن عواقب «حرب يوم الغفران»  تتلخص فى قلة الذكاء، وعذاب الفقد والفجيعة والألم الكبير الذى أحدثته الحرب، والتى ما زالت آثارها موجودة حتى اليوم.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف حرب غزة حتى لو بقيت حماس

قال كبار جنرالات إسرائيل إنهم يريدون وقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة حتى لو أدى ذلك الى بقاء سلطة حركة حماس في القطاع ، ما يؤدى الى اتساع الفجوة بين الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو .

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المسؤولين في إسرائيل قولهم إن إبقاء حماس في السلطة حاليا لاستعادة

إقرأ/ي أيضا: تفاصيل خطة إسرائيلية لإدارة قطاع غـزة

يبدو وكأنه الخيار الأقل سوءا، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يخشى من حرب أبدية تتآكل فيها طاقاته وذخائره تدريجيا.

وأضافت أن الجنرالات يعتقدون أن الهدنة ستكون أفضل طريقة لاستعادة ما يقرب من 120 إسرائيليا ما زالوا محتجزين أحياء وأمواتا في غزة رغم مرور نحو 9 أشهر على حرب متواصلة على القطاع المحاصر.

إقرأ/ي أيضا: 

كما قالت الصحيفة -نقلا عن مسؤولين- أن الجنرالات يعتقدون أن قواتهم تحتاج لوقت للتعافي في حال حرب برية ضد حزب الله اللبناني.

وأضاف المسؤولون وفقا للصحيفة "نقل بعض قواتنا للشمال ضروري لتعافي الجيش إذا اندلعت حرب أوسع مع حزب الله".

وأكد المسؤولون العسكريون الإسرائيليون للصحيفة أن عدد جنود الاحتياط الذين يحضرون لأداء الخدمة العسكرية يتراجع.

كما نقلت نيويورك تايمز عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق أن الجيش يدعم بالكامل صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، وأن مسؤولي الجيش يعتقدون بإمكان العودة والاشتباك مع حماس مرة أخرى.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت إن المستوى السياسي منح الجيش الضوء الأخضر للانتقال تدريجيا خلال الشهر الجاري إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب على غزة.

وأضافت الهيئة الإسرائيلية أن القرار اتُخذ بسبب ملف صفقة التبادل والتوتر في الجبهة الشمالية لتجنب اتساع الحرب.

وتابعت أن المرحلة الثالثة ستشمل بقاء القوات في محوري نتساريم وفيلادلفيا وأماكن أخرى بالقطاع من أجل مواصلة الضغط على حركة حماس إذا لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن الضوء الأخضر الممنوح للجيش سيتيح مواصلة العملية العسكرية لكن بشكل آخر.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال إن إسرائيل تقترب من نهاية مرحلة القضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس وإنها ستواصل تدميرها، بحسب تعبيره.

في غضون ذلك، طالب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بفرض حكم عسكري في قطاع غزة، معتبرا أن احتلال القطاع سيمنع عودة حركة حماس وترميم قدراتها العسكرية.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • بلا صوت في المجلس العسكري.. ماذا تعرف عن رئيس أركان الجيش المصري الجديد؟
  • «تقدم»: اجتماع القاهرة يهدف لايجاد حل لحرب السودان
  • نقص ذخائر ومعاناة كبرى.. كبار قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالبون بهدنة في غزة
  • الصحة في غزة: حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على غزة بلغت 37925
  • كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف حرب غزة حتى لو بقيت حماس
  • مرحلة ثالثة لحرب إسرائيل على غزة.. ما شكلها وأهدافها؟
  • تقرير: إسرائيل ستنتقل للمرحلة الثالثة من حربها على غزة خلال شهر يوليو
  • الاحتلال أعطى الأولوية لإجلاء الجنود الجرحى قبل المستوطنين في 7 أكتوبر
  • الاحتلال أعطى الأولوية لإجلاء الجنود الجرحى قبل المدنيين في 7 أكتوبر
  • اللواء ركن “خالد حفتر” يزور مستشفى الثورة بالبيضاء