كثر الحديث عن دور الإسلامين في إشعال الحرب الدائرة منذ 15 أبريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 

تقرير: التغيير

لا يخف على المتابعين والمواطنين حالة التوتر والتحشيد العسكري بين الطرفين ولكن الاتهامات التي طالت الإسلامين بإشعال فتيل الحرب جاءت وفق العديد من الشواهد التي وصفها البعض بأنها مجرد اتهامات ولا تمت للحقيقة بصلة وأن الحرب كانت واقعة في كافة الأحوال بعد محاصرة قوات الدعم السريع لمطار مروى العسكري.

 

 من هذه الشواهد تداول مقطع صوتي قبيل الحرب بأيام بصوت القيادي الإسلامي الحاج آدم يوسف يحذر من وجود جهات مخطط للحرب، وفي يوم 6 أبريل أي قبل الحرب بـ9 أيام تداول ناشطون مقاطع فيديو لكتيبة البراء بن مالك تعلن الاستنفار.

 

تاريخ كتيبة البراء بن مالك

 

  كتيبة البراء بن مالك (المصباح ابوزيد) اكدت في الفيسبوك أن عدد قواتها وصل حاليا (21 الف) خلال بداية الحرب لذلك قرروا تغيير  الاسم إلى (لواء البراء بن مالك) مما أثار موجة من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة لدى الجيل الجديد من الشباب.

 يعود تاريخ تكوين الكتيبة بشكلها الحالي للعام 2013 وكانت تتبع  للدفاع الشعبي (المحلول الآن) وقامت على أنقاض كتائب الإسلامين التي حاربت سابقا في جنوب السودان مع الجيش السوداني قبل الانفصال. أغلب منتسبي الكتيبة حاليا موظفين إسلاميين يعملون في قطاعات الدولة (شركات البترول والبنوك من أطباء ومهندسين وصيارفة وبعضهم من هيئة عمليات جهاز الامن). معظم هؤلا نالوا قسطاً من التدريب العسكري في الدفاع الشعبي في اواخر عهد نظام الحركة الإسلامية (الكيزان). واختفت الكتيبة بعد سقوط البشير بثورة ديسمبر 2018 واكتفت بالعمل الاجتماعي.

عاودت الكتيبة الظهور خلال الفترة الانتقالية لكن قادة النظام الإسلامي أو ما يعرف (بالصقور ) لم يكونوا متحمسين للمشاركة في مظاهرات الزحف الأخضر التي كانت مدعومة من الإسلاميين ولكن المواجهات مع الثوار دفعت المتشددين من الإسلاميين للظهور لجهة انهم يفضلون العنف وحدثت مواجهات مع الثوار والأجهزة النظامية.

 

الظهور الرسمي

 

 وشرع أفراد كتيبة البراء في تكوين مجموعات مسلحة بتسليح خفيف بحجة الدفاع عن رصفائهم في مواكب ومظاهرات وإفطاراتهم الجماعية.

 عقب انقلاب البرهان في (25) أكتوبر من العام 2021 ، أعلنت الكتيبة عن نفسها فعليا ودشنت موقعها على (الفيسبوك وتويتر) وبدأت صفحاتهم في بث أشواق العودة للسلطة  فأعادوا تقسيم العضوية لي ثلاثة قطاعات في ولاية الخرطوم (بحري وامدرمان والخرطوم) وأيضا كانت هنالك الكتيبة الاستراتيجية وهذه كانت تضم موظفين وفنيين حيث بدأت عملها ابان فترات العصيان المدني وكانت مهمتها تغطية اي عجز أو نقص في الخدمة المدنية.

 

تهديد

 

 بعدها تواصل نشاط كتيبة البراء وظهر أول نشاط علني بصورة كثيفة إبان توجه البرهان نحو التطبيع مع إسرائيل. 

 واتهم  أنصار كتيبة البراء بن مالك بعمل استقبال (الناجي مصطفى) أحد أكبر الإسلاميين الرافضين للتطبيع حيث سجلوا فيديوا وهم ملثمين يحملون السلاح ولافتة تحمل أسم الكتيبة وهددوا دعاة التطبيع .  

 اكبر نشاط علني للكتيبة كان في رمضان  (قبل الحرب بأيام) حيث قاموا بتأمين كل إفطارات الإسلاميين التي تم الاعلان عنها بما فيها إفطار كوبر الذي حمل اسم المخلوع البشير (انتشرت صورهم ويحملون السيخ والملتوف) واشتبكوا مع الثوار.

 

أوامر بالتسليح

 

 ونظمت كتيبة البراء بن مالك بتاريخ (9) رمضان إفطاراً جماعياً تحدث فيه رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول بولاية الخرطوم (انس عمر) وطالبهم بالاستعداد.

 بمجرد اندلاع الحرب في (15) أبريل صدرت الأوامر علنية في مواقع التواصل الاجتماعي لأفراد الكتيبة بالتسليح وفعلا استلموا السلاح ونشروا صورهم حدث قبل أشهر من إعلان قائد الجيش الأستنفار العام.

 أمير الكتيبة كتب على صفحته بالفيسبوك بعد اعتقال أنس عمر من قبل الدعم السريع قائلا: (نحن فعلا من اسقط حمدوك ومن نسف الاطاري ونفتخر بذلك).

 

فرضية إشعال الحرب

 

الأكاديمي طارق نورى قال في حديثه (للتغيير) أن فرضية إشعال الإسلاميين للحرب واردة بنسبة كبيرة لرغبتهم المعلنة في وأد الاتفاق الإطاري وللعودة للسلطة على ظهر الجيش.

 ولكن الواقع يقول إن فرص حكم  الإسلاميين للسودان في المستقبل تبدو ضعيفة ليس لأنهم متهمين بأنهم اشعلوا شرارة الحرب في السودان ولكن لاعتبارات أخرى أبرزها أن المجتمع  الدولي والإقليمي بات على قناعة بضرورة فرض واقع مختلف في السودان بفرض حالة من الأمن الاستقرار وان الجماعات الإسلامية تعتبر أكبر مهدد للاستقرار. كما أن نسبة كبيرة من المواطنين وقوى الثورة ترفض عودتهم مرة أخرى للسلطة.

 

مأزق

 

 

يقول نورى الجيش يبدو إنه وجد نفسه في مأزق الحرب بسبب الإسلاميين فهناك تسربيات تفيد بأن المجموعة التي هاجمت معسكر الدعم السريع جنوب المدنية الرياضية تتبع للإسلاميين وحتي إذا كانت هذه الجزئية غير صحيحة فإن الواقع الحالي يؤكد عدم رغبة الإسلاميين في الوصول للسلام ورفضهم مفاوضات جدة وإصرارهم على استمرار الحرب والحسم العسكري وهي المجموعة التي تصنف شعبيا بالبلابسة (بل بس) هؤلاء ينشرون الإشاعات منذ بدء الحرب بقرب حسم  المعركة التي ستدخل شهرها السابع. 

 مشاركة الإسلاميين في الحرب بكثافة يؤكد جاهزيتهم لها هؤلاء لديهم تجربة كبيرة في الحرب ويستخدمون أداة الحرب في السياسة للوصول لأهدافهم.

 

مخاوف

 

ويشير نورى إلى أن رفض الإسلاميين لوقف الحرب عبر التفاوض يعود لخوفهم من عودة قوى الثورة مره أخرى للمشهد السياسي في وقت يعولون فيه على إقصائها  وتجريمها بإلصاق تهمة أنها الجناح السياسي للدعم السريع وانها هي من زينت له الحرب حتى يلفظها الشعب السوداني و الارتضاء بالحكم العسكري لحين قيام الأنتخابات.

 

مفاجأة

 

وفجر مصدر محسوب علي الإسلاميين في حديثة (للتغيير) مفاجأة مشيرا إلى أن كتيبة البراء بن مالك تعتبر جزءا من هيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات وليس تنظيم إسلامي شعبي فقط.

وأكد أن الهيئة تم إرجاعها من جديد وأصبحت بالتالي جهة نظامية ولذلك تعتبر مشاركتهم في الحرب الحالية أمر طبيعي، لافتا إلى أن قائد الكتيبة وبعض افرادها يحملون رتباً عسكرية كضابط في جهاز المخابرات. 

 

 استنكار

 

واستغرب المصدر من استنكار ومشاركة الإسلاميين في الحرب ضد الدعم السريع قائلا : الأخير استجلب مرتزقة من تشاد والنيجر وليبيا ومالي والكميرون بل استجلبوا فنيين (مدفعجية) من دولة جنوب السودان. 

وأضاف الأدهى والأمر في هذه الحرب أن بعض الإسلاميين غطوا دقونهم (بالكدمول) ولبسوا لباس القبلية وخلعواء رداء الحركة الإسلامية ويقاتلون مع الدعم السريع لماذا لايتحدث الناس عنهم؟.

وأضاف: الحرب ميزت الصفوف ولكن ما لا أفهمه هو حالة العداء للجيش بحجة انه يضم كيزان هذا أمر غير منطقي وحجة واهيه لرافضي الحرب مجموعة لا للحرب التي هي في الواقع تدعم المتمردين.

 وقال إن الاتهامات للإسلامين بإشعال الحرب جاءت من قوى الحرية والتغيير الداعم الأول للتمرد ولكنها تخجل من ذلك وتنكر صلتها بالتمرد لأنها تعلم انه انتماء غير مشرف لجهة ان الدعم السريع انتهك عروض السودانين قتلا ونهبا واغتصبا وشرد المواطنين من بيوتهم.

 بينما الإسلاميين اعلنوا بشكل واضح وصريح دعمهم الجيش في الحرب المصيرية والوجودية التي يخوضونها من اجل السودان وليس السلطة. الإسلاميين موقفهم  واضح ولكن الآخرين يعلمون أن الإثم (ما حاك في النفس وكرهت ان يطلع عليه الغير).

الوسومالجيش السوداني الحركة الإسلامية السودانية السودان قوات الدعم السريع كتيبة البراء بن مالك

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش السوداني الحركة الإسلامية السودانية السودان قوات الدعم السريع كتيبة البراء بن مالك الإسلامیین فی الدعم السریع الحرب فی فی الحرب

إقرأ أيضاً:

جرائم الاغتصاب على يد الدعم السريع أكثر مما هو معلن

مع بداية الحرب في السودان، ترصد وحدة مكافحة العنف ضد المرأة الانتهاكات التي تمارس ضد النساء، وبشكل خاص من طرف قوات الدعم السريع.
ومع قرار الولايات المتحدة، الثلاثاء، فرض عقوبات على قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بسبب ارتكاب قواته جرائم من بينها اغتصاب النساء، قالت رئيسة الوحدة، سليمة إسحق، إن عدد حالات الاغتصاب التي تم رصدها تجاوزت 550 حالة.
وصرحت لموقع الحرة: “رصدنا 554 حالة، وهناك تحديثات تصلنا تباعا من الولايات، خصوصا من الجزيرة التي تشهد عمليات نزوح كبيرة”، مضيفة: “هذا العدد بسيط جدا مقارنة بما يحدث في الواقع”.
وشرحت أن عدم تسجيل جميع الحالات يعود إلى أسباب، من بينها “قطع الاتصالات، وقرار النساء بعدم التبليغ خوفا من الوصم المجتمعي”.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، فرض عقوبات على حميدتي، بالإضافة إلى 7 شركات وفرد واحد مرتبطين بهذه القوات.
وقالت الوزارة إنه على مدار نحو عامين، تحت قيادة حميدتي، انخرطت “الدعم السريع” في “انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي على نطاق واسع وإعدام المدنيين العزل والمقاتلين العزل”.
وطالما نفت قوات الدعم السريع ارتكاب جرائم عنف جنسي على مدار سنوات الحرب.
واعتبرت إسحق أن “المجتمع الدولي تأخر كثيرا جدا في الاعتراف بجرائم الدعم السريع”، قائلة إن تلك القوات “استخدمت العنف الجنسي كسلاح في الحرب وبشكل واضح وممنهج”.
وأضافت رئيسة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، والتي عُينت خلال حكومة عبد الله حمدوك، واستمرت في منصبها كمؤسسة حكومية: “تأخر قرار العقوبات كثيرا، لكنه جيد.. لقد كنا نتوقعه بشكل أبكر إحقاقا لحق النساء”.
واتهمت الخارجية الأميركية القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب، كاشفة أن عناصر من الدعم وميليشيات عربية متحالفة معهم، ارتكبوا “جرائم ضد الإنسانية وتطهيرا عرقيا”.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في بيان، الثلاثاء، “أفراد قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها قتلت الرجال والفتيان بشكل منهجي، وحتى الأطفال الرضع، على أساس عرقي”.
وأضاف أنها أيضا “استهدفت عمدًا النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة بالاغتصاب، وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي”.
ورغم أهميته، بدت إسحق غير متفائلة بشأن تأثير قرار العقوبات، وقالت للحرة: “ربما لا يؤثر كثيرا لأنه لا يوجد بالأساس خوف من العقاب، بل هناك فخر بارتكاب الجريمة”.
وأوضحت: “هناك تسجيلات فيديو وصوت تشير إلى الفخر بانتهاك النساء”، مضيفة: “فكرة قبيحة تكشف عدم الخوف من العقاب وعدم الاكتراث بحجم وشكل الجريمة”.
وقالت الأمم المتحدة، الإثنين، إن حوالي 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى المساعدة في السودان بعد 20 شهرا من الحرب، داعية إلى تعبئة دولية “غير مسبوقة” في مواجهة أزمة إنسانية “مروعة”.
وأسفرت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان عن مقتل الآلاف، وسط تقديرات تراوح ما بين 20 ألفا و150 ألف شخص، بالإضافة إلى ما يقدر بنحو 11 مليون نازح.
وتعتبر الأمم المتحدة أن الأزمة الناتجة عنها، واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.
وفي هذا الصدد، اعتبرت إسحق في حديثها للحرة، أن “الشيء الوحيد الذي سيكون له تأثير واضح (على حماية النساء ووقف الجرائم بحقهن) هو وضح حد لهذه الحرب”، وليس اعتماد العقوبات فقط.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حكومة مدنيه في اراضي الدعم السريع هي الوحيدة التي ستحفظ وحدة السودان، فمم وًلماذا تخافون ؟
  • بـ7 مسيرات.. ميليشيات الدعم السريع هاجمت مدينة مروي
  • عقوبات أميركية على قائد الدعم السريع.. ماذا وراءها؟
  • «البيت الأبيض»: الدعم السريع ارتكب فظائع منهجية ومروعة ضد الشعب السوداني
  • واشنطن تتهم قوات الدعم السريع السودانية بارتكاب "إبادة جماعية" في دارفور  
  • جرائم الاغتصاب على يد الدعم السريع أكثر مما هو معلن
  • أميركا تتهم الدعم السريع بالإبادة الجماعية وتعاقب حميدتي
  • بيان لسفيرة الولايات المتحدة: الطرفان المتحاربان يتحملان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة التي تشهدها السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان
  • الخارجية السودانية تثمن العقوبات الأمريكية ضد قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلق على العقوبات الأمريكية ضد قائد الدعم السريع